افتتاح مبنى رياض أطفال وابتدائي بمعهد فتيات دمنهور النموذجي    مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة السياسات المالية والضريبية للحكومة    مديرية الصحة بالبحيرة تحتفل باليوم العالمي للتمريض    يوليو المقبل.. تعليم مطروح يطلق مبادرة "زدني علمًا"    استعدادًا لاحتفالية ذكرى دخول العائلة المقدسة.. رئيس جامعة حلوان يستقبل الأنبا ميخائيل    جامعة طيبة التكنولوجية تنظم المُلتقى التوظيفي الأول بمشاركة 50 شركة ومؤسسة صناعية    محافظ الشرقية: استخراج 2075 شهادة بيانات لطلبات التصالح    رئيس هيئة قناة السويس يدافع عن أسباب ضعف الإيرادات    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات سكن لكل المصريين ومشروعات المرافق    سفيرالاتحاد الأوروبي بالقاهرة: دعمنا قطاع المياه في مصر ب600 مليون يورو ووفرنا 30 ألف فرصة عمل (صور)    أتعاب بالدولارات والملايين، مزاح بجلسة الشيوخ بشأن الضرائب على المحامين    تطوير مطارات وموانئ.. مشروعات عملاقة بمحافظة البحر الأحمر لجذب السياحة والاستثمارات (صور)    وسط مشتريات أجنبية.. تباين مؤشرات البورصة منتصف تداولات اليوم    رئيس قناة السويس: لدينا خطط واستعدادات تحسبا لتراجع الإيرادات بسبب اضطرابات البحر الأحمر    المآسي تتواصل، صحة غزة تعلن انهيار المنظومة الطبية خلال ساعات    بريطانيا: حزب العمال المعارض يدعو الحكومة إلى وقف بيع الأسلحة لإسرائيل    البحرين: قمة المنامة فرصة مواتية لفتح مسارات جديدة للتكامل العربي    رجل اقتصاد وليس له خبرة عسكرية، من هو أندريه بيلوسوف وزير الدفاع الروسي الجديد؟    دعا إسرائيل لضرب غزة بالقنابل النووية، سيناتور أمريكي يثير غضب العالم    أوباميانج يفوز بجائزة كبرى في فرنسا وينافس على لقب الأفضل بالدوري    رياضة الأقصر تطلق البرنامج التدريبي لصقل مهارات العاملين بالمراجعة الداخلية والحوكمة    جداول امتحانات الإعدادية والمهنية للفصل الدراسي الثاني بمحافظة أسيوط    طلاب أولى ثانوي بالقاهرة: أسئلة امتحاني التاريخ واللغة الأجنبية الثانية سهلة (فيديو)    روحانية وتضحية: موعد عيد الأضحى المبارك في عام 2024    السكة الحديد: تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى اعتبارا من يوم 10 يونيو    بدعوى توظيفها.. ضبط 3 أشخاص لقيامهم بالاستيلاء أموال من المواطنين في القليوبية    التحقيق مع متهمين بقتل شاب في مدينة السلام    تصوير أحداث فيلم اللعب مع العيال في 5 محافظات (صور)    "20 طن فضة و16 كيلو ذهب".. صور بتفاصيل جديدة عن تطوير ضريح السيدة زينب    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الثلاثاء 14-5-2024، السرطان والأسد والعذراء    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    المؤلفة رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين في مسلسل مليحة"    الدخول مجانًا.. متحف شرم الشيخ ينظم معرضًا وورشة تحنيط    رئيس شعبة الدواء يحذر من زيادة النواقص: عددها يتخطى ألف صنف    "الربو" مرض تنفسي مزمن يتسبب في التهاب وتضيق الشعب الهوائية    جامعة الفيوم تحتفل باليوم العالمي للتمريض (صور)    البحوث الإسلامية يصدر عدد (ذي القعدة) من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن الأشهر الحرم والحج    توقعات الأبراج، حظك الثلاثاء 14-5-2024، الميزان والعقرب والقوس    موقف السولية وعبد القادر من المشاركة في نهائي إفريقيا    دعبس: لا خلاف بين فيوتشر وتامر مصطفى.. وجنش من ركائز الفريق الرئيسية    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    خلال 24 ساعة.. تحرير 544 مخالفة لقائدي الدراجات النارية لعدم ارتداء «الخوذة»    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 16 صاروخا و35 طائرة مسيرة من أوكرانيا خلال الليل    للسيدات.. تعرفي على أعراض سرطان المبيض    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    الدفاع المدنى فى غزة: انتشلنا جثامين 10 شهداء من حى السلام شرق مدينة رفح    أول تعليق من الأزهر على إعلان انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة محافظتي القاهرة والإسكندرية للعام المالي 2024/ 2025    مبابي يستفيد من هدية استثنائية في ليلة التتويج بالدوري الفرنسي    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    التعليم: امتحانات الثانوية العامة ستكون خالية من الأخطاء الفنية    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    «بداية ساذجة».. تعليق ناري من ميدو على خسارة الزمالك أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ل «روز اليوسف»: للجماعات الإسلامية «تاريخ».. يسىء لمصر!


الشيخ علي عبدالباقي
منذ قيام ثورة 25 يناير ظهرت علي السطح العديد من الممارسات لتيارات كانت بعيدة عن الحياة السياسية أو محظور نشاطها فى الماضى، مثل السلفيين والإخوان المسلمين وغيرهما، وتباينت الآراء واختلفت الفتاوى وأمام حزمة هذه التساؤلات وكان من الضرورى الوقوف على دور الأزهر الشريف وعلمائه ودور مجمع البحوث الإسلامية فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر الآن.
لكل ما سبق «روزاليوسف» حاورت فضيلة الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية وأحد أعلام علماء الأزهر الشريف الذى قال فى البداية:
ثورة مصر تعتبر من معجزات التاريخ وليست ثورة بمعنى تحقيق مطالب لأنها جاءت بمعجزة لم تكن فى الحسبان ونالت إعجاب المصريين سواء كانوا مع هذه الثورة من بدايتها أو كانوا معارضين لها، لكن بعد النتائج التى حدثت كان الجميع معجباً وفخوراً بأنه مصرى وانتقل الإعجاب إلى العالم كله واتضح بإشادة الإعلام العالمى بهذه الثورة وكان آراء قادة العالم فيها أنها يجب أن تدرس بمفهومها ومعناها وأساليبها الحضارية.
سألته:
* وهل فى رأيك أن الثورة حققت المرجو منها؟
- هذه ثورة عظيمة بكل المقاييس إلا أن دائماً الثورات لا تحقق المرجو منها مائة فى المائة فى بدايتها لأن هناك من يقاوم وهناك من يريد أن يستغل هذه الأحداث لتحقيق مصالح شخصية أو لفرض أيدولوجية سياسية معينة أو أيديولوجيات دينية معينة.. الثورة أعطت الكثير لكن هناك مطالب شخصية من يريد زيادة راتبه ومن يريد الحصول على سكن وتعددت المطالب الخاصة وظهرت بطريقة تشوه صورة الثورة فليس الآن تتحقق المطالب والثورة ليس معناها تحقيق الرفاهية والديمقراطية والحرية التى ننشدها فى لحظة فرسالات السماء لم تؤيد فى لحظة والله سبحانه وتعالى الذى يملك «كن فيكون» لكن لابد أن تأتى بتدرج فى المجتمع، نحن نغير فى السياسات ونغير فى المفهوم الاجتماعى والعادات والتقاليد موروثة من عشرات السنين وهذا ليس بالأمر الهين.. ولنا فى بداية الرسالة حكم التغيير بالتدرج عادة شرب الخمر مثلاً كانت من عادات الجاهلية وهى من العادات السائدة آنذاك فى المجتمع الإسلامى وعندما جاء الإسلام لم يؤدها مرة واحدة لأنه لابد أن يعالج نفسيات المجتمع فى التغيير لذلك حرمت الخمر على أربع مراحل حتى يتقبل المجتمع هذا التغيير. نحن نطالب الثورة بأن تحقق كل ما نريده مرة واحدة وهذا خطأ لابد من التغيير بالتدرج وكل شىء سيصل إلى نهايته ونحن متسرعون ولابد أن نقوم بعمل ديمقراطية كما قال الكتاب مثل أمريكا وأوروبا فى يوم وليلة وهذا صعب لن يتقبله الحس والثقافة الوطنية لابد من معالجة الأمور بالتدرج فليس بالأمر الهين أن يذهب كل فرد إلى التحرير ويفرض مطالبه لأننا نريد العقلانية ولابد أن نفرق بين شيئين مصلحة مصر والمصلحة الشخصية ونحن نجد الآن مجموعات دينية ومجموعات سياسية ومجموعات لم يكن لها وجود أصلاً قبل الثورة ووجدت اليوم، كل منهم يتنازع جزءاً من مصر وقد قفزت إلى الساحة أفكار دينية متنوعة مثل الإخوان المسلمين الذين لم يكن معترف بهم من قبل لكنهم الآن أخذوا مساحة من الحرية وهم يريدون بها كل شىء وهذا لا يتمشى مع التدرج، أيضاً السلفيون يريدون تحقيق كل شىء الآن ولكن هناك سياسة التدرج فى الدين الذى تعلماه والدين له أسسه وقواعده التى يجب أن نتبعها. أما الفروع التى نختلف فيها فلا تؤدى إلى فرقة بل تؤدى إلى مزيد من الوحدة وحرية الرأى، وعندما اختلف علماؤنا لم يسب أحد الآخر ولم يسب عالم عالماً آخر يختلف معه فى الرأى ونحن نجد الإمام «أبى حنيفة» رضى الله عنه عندما زار الشافعى فى قبره لم يقنت فى الفجر وعندما سأله تلاميذه لماذا لم تقنت فقال احتراماً لصاحب هذا القبر ومبادئه.
* تقصد من يسب من الآن وهل هناك من يتطاول على الأزهر؟ ومن هؤلاء الذين يسبون الأزهر.. ولماذا؟
- الجماعات الإسلامية ومعظم من يسبون الأزهر لهم تاريخ معه تاريخ يسىء إلى مصر أولاً والأزهر رصد هذا الفكر وقاومه وإن كان خفياً على الناس فالأزهر واعٍ لرسالته جيداً ولن ينجرف إلى هذا التيار وأنا أتساءل من يسب الأزهر: أين أصلك، أين تعلمت، إذا لم تكن تعلمت فى الأزهر وقواعد الأزهر وتعلمت فى مصر وتدين لها بالولاء والانتماء فأنت غير مصرى وصاحب فكر وارد وينطبق هذا ليس على الجماعات الدينية وحدها وإنما على جميع الجماعات والفئات السياسية أيضاً التى ظهرت ولم يكن لها وجود.
* وفى رأيك ما هو هدف الجماعات الدينية التى تهاجم مؤسسة عريقة مثل مؤسسة الأزهر؟
- معظم الذين يهاجمون الأزهر يريدون أن يسودوا ولكن ليعرفوا أن الأزهر لن يتركهم ولن يترك هذه الأفكار الهدامة أو الذين أساءوا إلى مصر فى الخفاء أن يسيئوا إليها مرة أخرى، لن يتركهم وهذه هى رسالة الأزهر وهم يعرفون هذا جيداً وهذا هو سبب هجومهم على الأزهر لأن عيباً أن تسب المؤسسة التى ينحنى أمامها العالم كله فى مصر وأن يسب فضيلة الإمام الذى يشهد العالم كله به من الذين لا يحسنون حتى الوضوء هذا لا يليق لا أخلاقاً ولا ديناً وليظهرن فى التاريخ من تم سبه من العلماء إذا كانوا علماء..
* هل تقصد الجماعات الإسلامية التى تنادى بضرورة أن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب من بين العلماء؟
- الأزهر وعلماؤه وشيخه هم الذين يعنيهم إدارة الأزهر وتطوره وظهوره وبقاؤه وشيخ الأزهر يتم تعيينه من بين علماء وأعضاء مجلس مجمع البحوث الإسلامية الذى يتكون من هيئة كبار العلماء ويضم من الأزهريين ومن خارج الأزهر وبه جميع التخصصات من طب وقانون وغيرهما ولكن هم يريدون أن يستقل الأزهر بنفسه عن الدولة بمعنى لا سلطان للدولة عليه هل هذا دستورياً صحيح وهل هناك أى مؤسسة فى الدولة تعين منفصلة عن الدولة وتصبح دولة داخل دولة أو هى من النظام المكون لعناصر الدولة.
* هل معنى ذلك أن الأزهر يتلقى أوامر من الدولة فى أمور الدين؟
- لا يوجد أحد من العلماء يمكن أن يعطى فتوى تخالف الشرع إرضاءً للحاكم لأنى لو أرضيت الحاكم سأحاكم أنا غداً أمام المولى عز وجل والأزهر ليس مسيساً بهذا التشويه الذى يقصدونه ولا يمكن أن يتلقى أوامر فى أمور الدين من الدولة ولم يكن فى يوم من الأيام قراره مسيساً وأنا عمرى كله قضيته فى الأزهر وكنت أعمل سكرتيراً فى جلسات المجمع وكنا نتلقى الأسئلة والإحالات من مجلس الشعب وغيره لمراجعة القوانين قبل صدورها ولم يفرض علينا أحد رأيه فى يوم من الأيام وهذا لا يليق ولا يقبله علماء الأزهر ولكن قد يبدى الأزهر رأيه ولا يعمل به وليس هذا ذنب الأزهر ولا يحاسب عليه.
* وهل رأى الأزهر فى الأمور الدينية غير ملزم للدولة؟
- هو يعتبر رأياً استشارياً يعمل به أو لا يعمل وهذا الأمر نطالب به المؤسسات التشريعية فى مصر يجب عليها أن تلتزم برأى الأزهر.
* وكيف لا يطالب الأزهر بضرورة عمل تشريع يلزم الدولة بالأخذ برأيه فى الأمور الدينية؟
- الأزهر مفتى حينما يعطى الفتوى هل يستطيع المفتى أن يلزم المستفتى بشىء الأزهر أبدى رأيه وعلى من أخذ الفتوى أن يعمل بها أو لا يعمل ولا سلطان للأزهر أن يجبر المستفتى أن يتبع رأيه لكن يفضل أن تلتزم الجهات التشريعية بقانون للأخذ برأى الأزهر ويكون إجبارياً ولا يوجد فيه أن الأزهر يقول رأيه ثم يكون لهم الخيار طالما سألتم الأزهر يجب أن تحترموا رأيه.
* وما آخر القوانين التى ناقشها المجمع ولم يؤخذ برأيه فيها؟
- قانون الطفل كان قد تم عرضه على الأزهر وقمنا بمراجعته فى مجمع البحوث الإسلامية وأبدينا رأينا فيه وأرسلناه إلى الدولة لكنهم أخذوا ما شاءوا وتركوا ما شاءوا منه أما البند الخاص بالرؤية فى قانون الطفل فقد تمسك الأزهر برأيه فيه رغم أن البعض عارض رأى الأزهر فى الرؤية ووصفوا الأزهر بأوصاف لا تليق ووصفوا القانون بأوصاف نحن لا علاقة لنا بها، فلم يفرض أحد رأيه على الأزهر لذلك تمسكنا برأينا فى الرؤية والاستضافة وفى الولاية التعليمية وسن الحضانة فنحن لا نفتى إرضاء للحاكم لكن هذه «فتوى معاصرة» نظر فيها الأزهر لمصلحة الصغير أياً كان ولا علاقة لنا بالأم أو الأب وعلى ذلك قمنا بتحديد سن الحضانة «خمس عشرة سنة» بناء على أسانيد شرعية وليس عن طريق إملاءات خارجية مثلما يوصف الأزهر ونحن على استعداد أن نناقش من يريد ونواجه من يشاء لكن الغوغائية على الأزهر مرفوضة.
* وماذا عن مسلسل الحسن والحسين هل تمت مناقشته فى مجمع البحوث الإسلامية؟.. وهل سيلجأ الأزهر إلى القضاء إذا تم إذاعته؟
- الأزهر لا يرفع قضايا على أحد ومسلسل «الحسن والحسين» أخذ حيزاً كبيراً من الجدل وأنا أعتبر أن هذا نوع من الدعاية له.. لكن هذا الموضوع كان قد قدمه المخرج جلال الشرقاوى فى «الحسين ثائراً» وطلب عمله كمسرحية ورفضه مجمع البحوث الإسلامية ثم قدمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون قبل الثورة وتم رفضه أيضاً لأن قرار المجمع يمنع ظهور أو تمثيل أو تجسيد الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة والحسن والحسين من آل البيت فلا يجب أن يذاع هذا المسلسل لأنه لا المكان الذى يعرض فيه التصوير «طاهر» ولا الأشخاص أيضاً فالشخص الذى يجسد هذه الشخصية كان يقوم بتمثيل أعمال منافية للآداب والأخلاق قبلها ثم بعدها يمثل شخصية الحسن والحسين هل هذا يليق وبعد ذلك يمكن أن يمثل أدواراً أخرى منافية أيضاً للآداب.. لننظر إلى أمريكا لقد قامت بإعطاء الشخص الذى قام بتمثيل دور المسيح مليون دولار لكى يعتزل عن التمثيل نهائياً بعدها حتى لا يجرحوا شخصية المسيح بأن يقوم بتمثيل شىء آخر فلماذا نتهاون نحن المسلمين مع هذه الشخصيات.
* إذن لو كان هذا هو الفيصل فهل لو أعلن الممثل الذى سيجسد شخصية الحسن والحسين باعتزاله التمثيل بعد ذلك سيوافق الأزهر؟
- نحن نرى فى تعظيم هذه الشخصية أن لها مكانة روحية عند كل إنسان فتجسيدها يجرح هذه المكانة الروحية بصورة تتنافى مع قدسية هؤلاء الناس وظهور هذا المسلسل سيوقع فتنة فى المجتمع لأنه سيضطر إلى سب بعض الصحابة الآخرين وهنا سوف تقع فتنة بين السنة والشيعة وهناك شيعة ليسوا موافقين على عرض هذا المسلسل فضلاً عن أنه لا يجب تعريض هذه الشخصيات لمكسب مادى أو عمل تجارى، فمن العيب أن نقلل من قدرهم ومن شأنهم والغريب أن القنوات المصرية أذاعت المسلسل وبدون رقيب ولا حسيب وهذه مشكلة رغم رأى الأزهر فمن المسئول ومن الذى يمنع مثل هذه المسلسلات أن تعرض فى الفضائية المصرية التى تبث من مصر؟!
* ولماذا لا يتدخل الأزهر ويرسل إلى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء بضرورة منع إذاعة مثل هذه المسلسلات؟
- لو كان هذا الأمر يمس المجتمع وأمنه لابد أن نتدخل ولا ننتظر اخطاراً لكن عندما يكون أمراً ثقافياً إذاً تدخلنا الآن سيوصف الأزهر بأنه «مقصلة للفكر وهدم للقيم» وهذا هو الاتهام الذى يتهمون به الأزهر منذ القدم ولقد أرسلنا فى السابق خطابات متعددة إلى المختصين لوقف إذاعة مسلسل يوسف الصديق ولم يؤخذ بها ولم يوقف المسلسل وأيضاً لا يستطيع الأزهر أن يلجأ إلى القضاء فإلى أن يتم تحديد الجلسات ويتم الحكم سيكون المسلسل تمت إذاعته وانتهى لو أن القضاء «فورى ووقتى» لجأنا له.
* هل قانون الأزهر ينقصه أشياء كثيرة تجعل للأزهر كلمة مسموعة - هل لابد من إعادة صياغة القانون «103» الخاص بالأزهر؟
- لا يوجد قانون يدوم مدى الحياة ولكن يأتى عليه الوهن والضعف والسلبيات نتيجة لظروف المجتمع ولتغير الأحوال وهذا ما حدث لقانون الأزهر «103» ولذلك قام فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب بتشكيل لجنة لوضع قانون جديد للأزهر أو لتلافى السلبيات الموجودة فى القانون الحالى.
* وما أهم العلامات التى سيكون عليها القانون الجديد؟
- أتمنى أن يفرض رأى الأزهر وأن يعلو صوت الأزهر فوق الجماعات الإسلامية كلها وأن يكون للأزهر رأى يحترم ولابد أن يكون بالقانون بنود تلزم الجميع برأى الأزهر ويجب أن تجد مؤسسة الأزهر معاونة من الجميع وألا يحارب كما يحارب هذه الأيام لأن الأزهر هو علم مصر الخفاق على جميع أنحاء الدنيا.
* وما رأيك فيما هو موجود على السطح الآن من خلط الدين بالسياسة؟
- هذا مصطلح قديم ولم ينتهوا منه إلى الآن والدين الإسلامى لم يكن كهنوتاً متقوقعاً فى مكانه لكنه حياة وعقيدة، فهدف الرسالة هو الإنسان ومن أهم المقومات التشريعية هى علاقة الإنسان بالإنسان والسياسة ما هى أكثر من هذا هى علاقة الإنسان بالإنسان وبالدولة وبالكون بأكمله والناس تسمى «هذا «سياسة» أما نحن فنسميه «دين» إذن مفهوم السياسة والدين ومحاولة الفصل بينهما غير وارد أما تحقيق هدف سياسى عن طريق الدين فهذه هى المشكلة فعندما يتم استخدام الدين لتحقيق مآرب وأهدافاً سيكون هنا الخطأ والعيب لا يكون فى الدين.. لأن الدين الإسلامى يصلح لكل زمان ومكان ويصلح أيضاً لإدارة دولة وبه من الاقتصاد وعلوم الاجتماع ما يؤهله، لذلك إذن إساءة استخدام الدين لتحقيق أهداف أخرى هى التى تسئ إليه وبذلك فى رأيى أن الدين والسياسة يحققان معاً مصلحة المجتمع.
* إذن ما موقف الأزهر إذا تولى الإخوان الحكم..؟
- موقف المجتمع المصرى من نتائج الاستفتاء على المبادئ الدستورية أثبت أن التيارات الدينية بمختلف اتجاهاتها فى مصر لن تحصل على أكثر من «30% فقط» من مقاعد البرلمان.
* وما هو دليلك على ذلك..؟
- الدليل هو أن التيارات الدينية فى السابق بعد أن ارتفعت اسهمها وحصلت على أعداد كبيرة فى البرلمان تم تزوير الانتخابات خوفا من هذا التيار فى السنة التالية وفى رأيى أن هذه التيارات الدينية كانت تحصل على الأصوات ويتم اختيار أعضائها وانتخابهم كيداً فى الحزب الوطنى أو هروباً وكرهاً فيه لكن اليوم الوضع مختلف فلا يوجد حزب وطنى لذلك سيكون اختيار المواطن مستقلاً نابعاً من قناعته فقديماً كانت الناس تختار التيار الدينى لكى يسقطوا أعضاء الحزب الوطنى وسياسته لذلك سيفاجأ العالم كله بما لا يتوقعه من رأى الشعب وعلى هذا الأساس أنا لست خائفاً ويجب ألا تعطوا للجماعات الدينية أكثر من حقها ويجب ألا يكون هناك خوف ولا رعب منهم وعلى فرض أن الإخوان المسلمين صراحة أخذوا الحكم ماذا يفيد المجتمع سيكون لهم دورة والمجتمع هو الحاكم على أى حاكم يأتى وأى إنسان يتم انتخابه له دورة طبقا للقوانين الديمقراطية والحرية والشعب سيحكم عليه هل يصلح لمرحلة أخرى أم لا وسوف يسقط إذا لم يؤد واجبه نحو المجتمع لأن لا أحد يستطيع مهما كان جبروته واستبداده وطغيانه أن يقف أمام قوة الشعب لذلك لا أخاف من أى تيار يأتى للحكم سيكون أمامه أربع سنوات وهناك قوانين تحكمه وشعب يحاكمه ولن يستطيع أحد أن يضحك على الشعب مرة أخرى فقد حصل على قسط من الوعى تجعله متيقظاً طوال حياته وأنا أرى أن التيار الدينى ليس بالصولجان الذى يخاف منه الناس ولن يحصلوا على النسب التى نقرأها فى وسائل الإعلام وأملى أن يتولى حكم مصر أكثر المصريين حباً وانتماءً لهذا الوطن.
* الناس تعيب على الأزهر غيابه عن الساحة فى أحداث الفتنة الطائفية التى حدثت وظهور السلفيين والإخوان المسلمين مما بَعَّد الأزهر عن الساحة؟
- ماذا فعل السلفيون للفتنة الطائفية.. الأزهر فاعل فى الفتنة الطائفية أكثر من أى عنصر ظاهر على الأرض وأحداث إمبابة ما هى إلا افتعالات سياسية ومدفوعة ولها مخططون وظهروا فى التحقيقات أمام المسئولين.. هى افتعالات سياسية لتحقيق أهداف أخرى وهى جريمة رسمية أما الفتنة الطائفية فكيف أكرهك وتكرهنى والأزهر يعمل على كيف تحبنى وأحبك وكيف نكون يداً واحدة والله سبحانه وتعالى قيد لمصر الأزهر ليكون سببا فى حماية هذا البلد وحفظه ولولا الأزهر فى مصر لكانت مثل لبنان أو العراق أو الصومال أو السودان فى الفرقة والتعدد. إذن دور الأزهر موجود ولكن لا يراه سوى مغمض العينين فالأزهر يعمل على رفع روح التسامح والتعاون وروح الإخوة الإنسانية قبل الإخوة الدينية وهو يعمل بدون رفع شعارات فليس من شأن العظماء أن يحكوا ويتحدثوا عما فعلوه، نحن نعمل ولا نعير اهتماماً للجانب الحديث لذلك فالأزهر هو خط الدفاع الأول عن مصر.
* قلت إن الأزهر هو خط الدفاع الأول عن مصر إذن فكيف يواجه الحركات التبشيرية التى غالباً ما تظهر على السطح فى أوقات معينة؟
- الحركات التبشيرية من أخطر ما يكون على المجتمع المصرى وهى أخطر سلاح ضد المجتمع المصرى كله بمسيحييه ومسلميه لأنها جماعات خارجية أى جماعات مدفوعة من خارج مصر لإحداث بلبلة داخل المجتمع المصرى ولا ترضى عنها الكنيسة وهى جماعات ممولة تعمل على هز كيان المجتمع المصرى وهذا هو هدف الصهيونية العالمية رقم واحد التى تقوم بتمويل تلك الجماعات سواء كانت جماعات مسيحية تعمل من داخل أو من خارج مصر.. والجماعات التبشيرية لا علاقة لمسيحيى مصر بها إطلاقاً والأزهر يواجههم بالتوعية ودعوة جميع المصريين ألا ينخدعوا بمثل هذه الأساليب لأن فى النهاية حينما يتمكن غير المصرى من مصر فالذى يضار هو المصرى نفسه سواء كان مسيحياً أو مسلماً والكنيسة مشكورة واعية جيداً لهذا وهناك تعاون كامل بينها وبين الأزهر.
* وماذا عن الدعوة التى تطالب بضرورة إلحاق المسيحيين بجامعة الأزهر.. هل ستكون هذه الدعوة من ضمن برامج تطوير الأزهر؟
- هذه كلمة حق أريد بها باطل بمعنى أن جامعة الأزهر مفتوحة وأتى إليها أناس من لندن وأوروبا فى دورة مدتها ستة أشهر ليتعلموا الدراسات الإسلامية فى الأزهر الشريف حسب اتفاقيات بيننا وبينهم لكن لو دخل المسيحى الأزهر لابد أن يدخل بشروط جامعة الأزهر أى أن يحصل على الاعدادية الأزهرية والثانوية الأزهرية ويحفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن الكريم فى الابتدائية وبذلك يكون مؤهلاً لدخول جامعة الأزهر لكن ماذا يحدث لو درس العلوم الأزهرية ثم أسلم هذه هى المصيبة سوف يتهمون الأزهر بأنه جعل المسيحيين الذين يدرسون فيه يسلمون وسندخل فى معركة مع الموسسة الأخرى إذن ليس من صالح المجتمع المصرى كله أن يدخل غير المسلم جامعة الأزهر وفى المقابل سيقول المسلم ونحن أيضاً نلتحق بكلية اللاهوت وهذا هو العناد وعلى رأى نبيل لوقا هناك خمسمائة جامعة فى مصر مفيش غير جامعة الأزهر لكى يطلبوا الالتحاق للدراسة بها!
* هل رمضان هذا العام له مذاق خاص يختلف عن أى رمضان فى سنوات سابقة خاصة أنه أول رمضان فى عهد الثورة؟
- نعم، الناس سعيدة لكن لديها تخوف من القادم لما يحدث فى الساحة الآن ورمضان فرصة عظيمة لكى تصفو النفوس والأرواح إلى ربها سبحانه وتعالى وندعو الله أن ينقذ مصر من كل الاخطار لأن مصر متربص بها قوى شريرة كثيرة جداً ومتعددة والخوف أن تنال من مصر بأيدى أبناء مصر وهذه هى المصيبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.