شيخ العمود «إلكتروني».. شرح 60 كتاباً على يد كبار العلماء أسبوعياً بالأزهر    جامعة كولومبيا تعلن فشل المفاوضات مع الطلبة المعتصمين تضامنا مع فلسطين    «صديقة الخباز» فى الصعيد.. رُبع مليار دولار استثمارات صينية    الغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يقتدي به    مقتل 45 شخصا على الأقل إثر انهيار سد في الوادي المتصدع بكينيا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران    غزل المحلة يفوز علً لاڤيينا ويضع قدمًا في الممتاز    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة يعزز التعاون بين البلدين    البنوك المصرية تنتهي من تقديم خدمات مصرفية ومنتجات بنكية مجانا.. الثلاثاء    السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء بجامعة المنوفية    مستشهدا بالقانون وركلة جزاء معلول في الزمالك| المقاولون يطلب رسميا إعادة مباراة سموحة    بالنصب على المواطنين.. كشف قضية غسيل أموال ب 60 مليون بالقليوبية    استعدادًا لامتحانات نهاية العام.. إدارة الصف التعليمية تجتمع مع مديري المرحلة الابتدائية    إصابة شخص في تصادم سيارتين بطريق الفيوم    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    لجنة الصلاة الأسقفية تُنظم يومًا للصلاة بمنوف    الأزهر يشارك بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب للمرة الثالثة    محمد حفظي: تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    تحذير قبل قبض المرتب.. عمليات احتيال شائعة في أجهزة الصراف الآلي    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    تهديدات بإيقاف النشاط الرياضي في إسبانيا    كرة اليد، جدول مباريات منتخب مصر في أولمبياد باريس    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    مايا مرسي: برنامج نورة قطع خطوات كبيرة في تغيير حياة الفتيات    محلية النواب تواصل مناقشة تعديل قانون الجبانات، وانتقادات لوزارة العدل لهذا السبب    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    خالد عبد الغفار يناقش مع نظيرته القطرية فرص الاستثمار في المجال الصحي والسياحة العلاجية    طريقة عمل الكيك اليابانى، من الشيف نيفين عباس    الكشف على 1270 حالة في قافلة طبية لجامعة الزقازيق اليوم    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    إيران: وفد كوري شمالي يزور طهران لحضور معرض تجاري    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    «العالمي للفتوى» يحذر من 9 أخطاء تفسد الحج.. أبرزها تجاوز الميقات    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 29-4-2024 بالصاغة بعد الانخفاض    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأزهر‮" منارة مصر التي‮ أطفأها النظام‮!‬
نشر في الوفد يوم 08 - 04 - 2011


أعد الملف‮:‬دينا توفيق‮ - سناء حشيش
الأزهر الشريف الذي‮ ظل منارة للمسلمين علي‮ مدي‮ ألف عام والذي‮ كان بمثابة الجامعة لنشر الاسلام،‮ ولم‮ يقتصر دوره علي‮ تعليم الدين فقط،‮ إلا أنه كانت له مواقف سياسية عظيمة،‮ جعلت المصريين‮ يقفون خلف شيوخه،‮ وظهر ذلك في‮ تفجير الثورات كثورتي‮ القاهرة الأولي‮ والثانية ضد الحملة الفرنسية،‮ والثورات ضد الانجليز،‮ ثم ثورة‮ 1919،‮ حيث إن خطب الشيوخ كانت تشعل حماس المصريين،‮ وظل الازهر كذلك حتي‮ جاءت ثورة‮ يوليو،‮ وابتدعت تعيين شيخ الازهر بموجب القانون رقم‮ 103‮ لسنة‮ 1961،‮ والذي‮ جعل من شيخ الازهر مجرد موظف في‮ الدولة،‮ بل وأكثر من ذلك تم توظيف الدين ليوافق اهواء الحكام‮..‬
كما نجحت ثورة‮ يوليو في‮ تهميش دور الازهر علي‮ مدي‮ عقود طويلة حتي‮ وقتنا هذا،‮ الأمر الذي‮ جعل مؤسسة الازهر عاجزة عن القيام بدورها كمؤسسة دينية مستقلة حرة في‮ فكرها،‮ وكلمتها وادارتها،‮ للحفاظ علي‮ وسطية الاسلام وتفعيل دوره التاريخي،‮ وكانت النتيجة ظهور التيارات الدينية المتطرفة التي‮ اضرت بالمجتمع كله‮.‬
كيف‮ يستعيد‮ »‬الأزهر‮« دوره المفقود؟‮!‬
لقد كان الخروج المفاجئ للتيارات السلفية بعد ثورة‮ 25‮ يناير بهذه الكثافة وهذا الإلحاح،‮ لافتاً‮ للنظر فقد خلق حالة من القلق والخوف علي‮ مستقبل هذا الوطن حيث وجد المصريون أنفسهم بعد الثورة أمام أكثر من شريعة وأكثر من جماعة وكأننا تخلصنا من سطوة الإستبداد السياسي‮ لنواجه هذا الخطر القادم الذي‮ يحمل راية دين نؤمن به ونعتز بتعاليمه،‮ لقد فتحت ثورة‮ 25‮ يناير أمامنا أبواب الحرية،‮ التي‮ حاول أن‮ يستغلها البعض وأصبحنا لا ندري‮ هل نحن أمام جماعات وتيارات إسلامية تدعو إليه أم أمام جماعات سياسية تسعي‮ إلي‮ السلطة؟‮!‬
هذه الحالة من الفوضي‮ الدينية خلقت حالة من الذعر في‮ نفوس المصريين جميعاً،‮ وأصبح السؤال الذي‮ يدور في‮ أذهان الجميع هو أين الأزهر الشريف من هذه الفوضي؟ أين مشايخه العظام الذين وقفوا مع كل ثورات المصريين بما فيها ثورة‮ 25‮ يناير،‮ أين دورهم لحماية الشعب والمجتمع المصري‮ كله؟
لكن الملتقي‮ الشعبي‮ الأول لدعم مسيرة الأزهر الاصلاحية الذي‮ نظمه رجال الأزهر بالتعاون مع لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أجاب علي‮ هذه التساؤلات،‮ حيث أوضح الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي‮ الأسبق بالأزهر أن المشاكل تحيط بهذا الكيان من كل ناحية وطالب بلم شتات المؤسسة الدينية،‮ مشيراً‮ إلي‮ ضرورة انتخاب شيوخ المعاهد الازهرية،‮ وتصعيد الانتخابات حتي‮ يتم تشكيل لجنة العلماء وأعضاء مجمع البحوث،‮ ثم انتخاب شيخ الازهر مؤكداً‮ أن هذا المنصب لابد أن‮ يشغله شخص ذو مستوي‮ علمي‮ قبل أن‮ يكون منصباً‮ إدارياً‮.‬
وطالب أيضا بضرورة اعادة الكتاتيب وطالب الملتقي‮ بضرورة عودة دور الأزهر إسلامياً‮ وعالمياً‮ للحفاظ علي‮ وسطية الدين الاسلامي،‮ وتفعيل دوره التاريخي‮ والريادي،‮ كما شدد الملتقي‮ علي‮ ضرورة الاستغلال المالي‮ المتمثل في‮ إعادة اوقاف الازهر داخلياً‮ وخارجيا كما كان الحال قبل ثورة‮ 1952،‮ وإنشاء صندوق لدعمه وتخصيص سهم ابن السبيل وجزء من سهم في‮ سبيل الله من الزكاة للمبعوثين بالأزهر،‮ وكذلك إنشاء قناة فضائية تحت اشراف الأزهر‮.‬
هذا بالاضافة إلي‮ الاستقلال السياسي‮ وذلك بتغيير القانون رقم‮ 103‮ لسنة‮ 61‮ الذي‮ ينظم عمل الأزهر،‮ والذي‮ يعد أحد معاول هدمه الحالية،‮ مع ضرورة عودة هيئة كبار علماء الأزهر وفق المعايير الموضوعية،‮ وأن‮ يكون انتخاب شيخ الازهر من قبل الهيئة والممثلة الان في‮ مجمع البحوث علي‮ أن‮ يعرض الاختيار علي‮ رئيس الجمهورية للتصديق عليه،‮ ولا‮ يحق عزله أو فصله إلا بأغلبية علماء الهيئة‮.‬
وكان الدكتور أحمد الطيب سبق وان اكد بغياب منهج الازهر الوسطي‮ المعتدل،‮ وقدرته علي‮ مواجهة الظروف التي‮ عاشتها مصر مؤخراً،‮ هو اعطي‮ الفرصة للآخرين للظهور‮.‬
وأوضح أن التراجع الذي‮ أصاب الازهر الشريف‮ يأتي‮ نتيجة لضعف مستوي‮ الأئمة والدعاة وخريجي‮ الازهر وعدم تحملهم مسئولية الدعوة،‮ وانسياقهم خلف مطالبهم الشخصية ومصالحهم،‮ الأمر الذي‮ جعل صوت الأزهر‮ غير مسموع أو مؤثر‮.‬
كما وصف السلفيين الجدد بأنهم خوارج العصر،‮ وحذر من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الازهري‮ الوسطي‮ المعتدل الذي‮ حافظ الازهر عليه لاكثر من الف عام‮.‬
الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق‮:‬
طوائف وتيارات عديدة تهدف للنيل من مكانة الأزهر
الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر‮ يقول‮: مما‮ يلفت النظر هو المساس الآن بمكانة الأزهر ودوره بين المصريين والعالم الاسلامي‮ ككل وذلك من قبل طوائف مختلفة أمثال العلمانيون الذين‮ يهدفون الي‮ اضعاف دور الأزهر،‮ ويتضح ذلك في‮ كتاباتهم المتعددة فتراهم‮ يستغلون أية فرصة للتنديد بعلماء الأزهر وهناك أيضاً‮ من ظهروا الان في‮ الميدان وسموا أنفسهم‮ »‬بالسلفيين‮« فهم‮ يحاولون الظهور علي‮ السطح وتصوير أنفسهم أنهم الأكفأ في‮ بيان الاحكام للناس مع أن كثيراً‮ منهم‮ ينقصهم الإلمام بالنواحي‮ العلمية المؤهلة للفتوي‮ ولا‮ غرابة أننا نقرأ بين الحين والاخر عن جريمة‮ يرتكبها هؤلاء ويكفي‮ الفتوي‮ التي‮ خرج بها احدهم قائلاً‮ إنه‮ يجب قتل البرادعي‮ لأنه قام بتفريق الامة وهذا فيه خروج عن قواعد الدين واحكامه فتلك الفتوي‮ من شأنها إثارة الفتن بين افراد الشعب الواحد‮.‬
باختصار فإن تلك الطوائف المختلفة تهدف الي‮ منع الازهر من أن‮ يقوم بدوره المنوط به عالمياً‮ وإذا كانت تسمي‮ بالتيارات الدينية فإن معظمها ليست له إلمام بقواعد الدين الإسلامي‮ الذي‮ طالما كان‮ ينظم العلاقات بين الناس جميعاً‮ في‮ جميع مجالات الحياة ولكننا نراهم الآن‮ يحفظون فقط بعض النصوص الدينية دون أن‮ يكون لدي‮ الكثير منهم القدرة الكافية التي‮ تؤهلهم لرفع أي‮ مبدأ سياسي‮ نظراً‮ لتشددهم إزاء مختلف مظاهر السلوك الاجتماعي‮.‬
الشيخ محمد البري رئيس جبهة علماء الأزهر‮:‬
هدفنا الإصلاح ورفع راية الأزهر عالياً‮ والصمود أمام التيارات الزاحفة
تأسست جبهة علماء الأزهر بمدينة القاهرة عام‮ 1946،‮ ومنذ تولي الدكتور محمد طنطاوي مشيخة الأزهر عام‮ 1996،‮ وبدأ الصراع ضد الجبهة لاصدارها فتاوي ضد رغبة الشيخ،‮ فقام الأخير برفع دعاوي قضائية ضد الجبهة حتي حصل علي حكم قضائي نهائي بحلها أواخر عام‮ 1999،‮ ومنذ عام‮ 2000،‮ اختفت الجبهة حتي عاودت الظهور مرة أخري من الكويت‮.‬
وفي حواره مع‮ »‬الوفد‮« أكد الدكتور محمد البري رئيس جبهة علماء الأزهر أن دور الجبهة كان الاصلاح ورفع راية الأزهر عالياً‮ وكذلك الصمود أمام التيارات الزاحفة‮.‬
‮* وعند سؤاله لماذا لم‮ يستمر عمل الجبهة؟
أجاب بقوله‮:‬
ان المناخ القائم،‮ كان سيئاً‮ و لم‮ يتح الفرصة لجبهة العلماء أن تؤدي دورها كما‮ ينبغي،‮ فكان‮ يستحيل علينا العمل في ظل الفساد الذي كان قائماً‮ والنظام الفاسد الذي نهب ثروات البلد،‮ فضلاً‮ عن وجود السجون التي تفتح أبوابها لكل من‮ يعارض النظام السابق‮.‬
‮* وفي رأيك لماذا‮ غاب دور الأزهر الشريف بعلمائه ومشايخه في ظل ظهور التيارات الدينية المختلفة؟
أجاب الدكتور البري بقوله‮: لن‮ يستقيم الظل والعود أعوج،‮ ولقد كنا بعيدين عن الساحة الدينية وعن إبداء آرائنا في المسائل الفقهية بسبب منع الحرية داخل الأزهر،‮ واعتبار معارضة آراء قيادات المؤسسة الرسمية للأزهر شيئاً‮ من المحظورات‮. وبسبب تراجع دور الأزهر،‮ ظهرت التيارات الدينية المختلفة أو كما‮ يطلق عليهم‮ »‬الدراويش‮« منهم دخلاء علي الاسلام فظهرت‮ »‬السلفية‮« وهي تشدد في الحق و»الصوفية‮« وهي تفريط في الحق والواجبات الشرعية‮.. وكلاهما فيه شيء من المبالغة والتضليل‮.‬
‮* وما هي خطورة ظهور تلك التيارات الدينية ومدي تأثيرها علي المجتمع؟
ان الصراع سيدخلنا في نفق مظلم قد لا تنتهي أبعاده بسبب اقتحام السلفيين للحياة السياسية وإقرارهم عودة الخلافة الاسلامية بالاضافة الي هجوم السلفية علي عدد من الأضرحة استناداً‮ الي ان الصلاة في مساجد بها أضرحة‮ غير جائزة ومخالفة للشرع وتعتبر نوعاً‮ من الشرك،‮ هذا في الوقت الذي ترفض فيه الطرق الصوفية أي مساس بالأضرحة باعتبارها رمزاً‮ لا‮ يمكن المساس به،‮ باختصار أن هذا الانقسام من شأنه اضعاف الروح الإسلامية في وقت نحتاج فيه لوحدة الصف بين أبناء الوطن‮.‬
‮* ما هو المطلوب حتي‮ يستعيد الأزهر هيبته في المرحلة القادمة؟
أجاب بقوله‮: يجب أن تتحرك كل القوي الصالحة الغيورة علي دينها ووطنها للتصدي لتلك التيارات المخالفة وأن‮ يهب جميع علماء الدين الحكماء لجمع شتات هذا الوطن وعدم تفرقة صفوفه نريد‮ غرس أفكار الأمن والطمأنينة بين الناس أما أساليب التخويف والفزع التي‮ يمارسها البعض فسوف تصل بنا الي حالة لانريدها من عدم الاستقرار باختصار ان الأمر‮ يتطلب قدراً‮ من الحكمة واليقظة لأناس‮ يدعون الي الله ويحملون رسالة دين عظيم قام علي التسامح والرحمة‮.‬
عبدالناصر ابتدعه‮.. ومبارك تجاهل المطالبة بإلغائه‮:‬
تعيين شيخ الأزهر كارثة‮.. والانتخاب بداية الإصلاح
منصب شيخ الأزهر،‮ من أهم المناصب المؤثرة في مصر والعالم الإسلامي،‮ فقد تولي مشيخة الأزهر حتي الآن‮ »‬48‮« شيخاً،‮ أولهم فضيلة الشيخ محمد عبدالله الخراشي،‮ وآخرهم الدكتور احمد الطيب،‮ وظهر منصب‮ »‬شيخ الأزهر‮« رسمياً‮ عام‮ 1960م ‮ 1101‮ هجرية،‮ وكان تولي هذا المنصب‮ يتم بالانتخاب من قبل علماء الأزهر،‮ وفي حالة إجماع العلماء علي اختيار أحد العلماء،‮ يقومون بإبلاغ‮ الوالي العثماني باسم الشيخ الجديد‮.‬
ومع تولي أسرة محمد علي الحكم في مصر،‮ بدأ التدخل في عملية اختيار شيخ الأزهر،‮ لكن كانت هناك جهود مبذولة لتطوير جامع الأزهر،‮ ظهرت في عهد المشيخة الثانية للشيخ سليم البشري ونص قانون الأزهر علي أن‮ يكون شيخ الأزهر من بين جماعة كبار العلماء،‮ وذلك مع ظهور جماعة هيئة كبار العلماء عام‮ 1911.‬
ومع صدور القانون رقم‮ »‬103‮« لسنة‮ 1961م الخاص بتطوير الأزهر حل مجمع البحوث الإسلامية كل هيئة كبار العلماء،‮ علي أن‮ يتم اختيار شيخ الأزهرمن بين خمسين عضواً‮ علي الأكثر عن طريق رئيس الجمهورية‮.‬
وبذلك تحول منصب شيخ الأزهر بالتعيين،‮ وبدأت السلطة تحاول اختيار من تريد،‮ وطالب كثير من العلماء ونواب مجلس الشعب بأن‮ يتم اختيار منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين،‮ وخاصة بعد وفاة الشيخ طنطاوي،‮ فقد تقدم أحد النواب باقتراح مشروع قانون لاختيار شيخ الأزهر بالانتخاب بدل التعيين‮ الا انه لم‮ يلق استجابة مستنداً‮ الي أن اختيار شيخ الأزهر كان بالانتخاب من قبل هيئة‮ كبار العلماء،‮ وذلك علي مدي ألف عام،‮ الي أن صدر قانون رقم‮ »‬103‮« لسنة‮ 1961،‮ الذي جعل اختيار شيخ الأزهر بالتعيين للسيطرة علي الأزهر‮.. وجدير بالذكر ان الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الحالي أكد في أكثر من تصريح تأييده لاختيار منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين علي أن تجري الانتخابات بنزاهة،‮ وبشكل جيد،‮ وتكون صناديق طاهرة ونظيفة وقد طالبت الدكتورة آمنة نصر أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر منذ‮ »‬7‮ سنوات‮« بأن‮ يكون شيخ الأزهر بالانتخاب،‮ وأوضحت أن ذلك أغضب كثيراً‮ من القيادات الأزهرية،‮ وقالت وقتها لابد ان‮ يتم انتقاء من‮ يتولي منصب شيخ الأزهر من جميع علماء المسلمين في المشرق والمغرب،‮ ليستحق لقب إمام المسلمين‮.‬
وأضافت ان اختيار المسلمين لامامهم‮ يحرره من الانصياع لسياسة الدولة كما ان تحرير منصب شيخ الأزهر سيكون إضافة رائدة وقوية لمصر،‮ بشرط ان‮ يكرس مجهوده لمسايرة قضايا المسلمين،‮ والاجتهاد فيها مع أعضاء مجمع البحوث الاسلامية علي أن‮ يكون مهموماً‮ بتجديد قضايا الدين علي ضوء القضايا المعاصرة‮.‬
الدكتور عطية القوصي‮.. أستاذ التاريخ الإسلامي‮:‬
الأئمة انشغلوا بالمنهج التقليدي‮ في‮ الوعظ والإرشاد والطلاب‮ يدرسون قشورًا في‮ العلوم الدينية
الأزهر طوال تاريخه الذي‮ يزيد علي‮ ألف عام كان حامي‮ الوطن ومفجر الثورات،‮ يقود ولا‮ يقاد،‮ وكان الجميع‮ ينتمون إلي‮ الأزهر،‮ باعتباره‮ »‬رائد الوسطية‮« الإسلامية في‮ العالم الإسلامي،‮ فهو واجهة الاعتدال الديني‮ أمام العالم،‮ فرغم ان دور الأزهر الشريف المفترض أن‮ يكون كمنارة للعلم،‮ ويعمل علي‮ إعادة نهضة الأزمة،‮ فإن دوره الفعلي‮ المؤثر بالمجتمع تآكل وضعف،‮ وظهرت العديد من الحركات والتيارات المتطرفة التي‮ أضرت بالمجتمع‮.‬
سألنا الدكتور عطية القوصي‮ أستاذ التاريخ الإسلامي‮ بجامعة القاهرة عن الأسباب التي‮ أدت إلي‮ تراجع دور الأزهر وعدم القيام بدوره وما هو دوره في‮ الماضي‮.. وكيف‮ يتم تطويره؟ قال‮: الأزهر ملجأ للشعب ومفجر لثوراته،‮ منذ أن بناه جوهر الصقلي‮ في‮ عهد الفاطميين منذ أكثر من ألف عام،‮ وكان مركزاً‮ لنشر الدعوة الشيعية والعبادة آن ذلك،‮ حتي‮ قضي‮ صلاح الدين الأيوبي‮ علي‮ الدولة الفاطمية،‮ ولغي‮ الدعوة الشيعية،‮ وتم إغلاق جامع الأزهر،‮ حوالي‮ مائة عام،‮ وأعيد فتحه علي‮ يد الظاهر بيبرس،‮ وجعله مركزاً‮ لنشر الدعوة السنية بالمذاهب الفقهية الأربعة،‮ وأصبح وقتها مركزاً‮ لتدريس المذهب السني‮ وتخريج الطلاب لبلاد العالم العربي،‮ وكان مركز اشعاع حضاري‮ ليس له دخل بالسياسة‮.‬
وبدأ دوره السياسي‮ في‮ التاريخ الحديث،‮ وقت الحملة الفرنسية علي‮ مصر،‮ حيث إن رجال الأزهر كانوا‮ يقودون الثورة ضد الحملة الفرنسية،‮ ثم بعد ذلك كان لمشايخ الأزهر دور في‮ اختيار محمد علي‮ والي‮ علي‮ مصر،‮ والذي‮ بدوره حد من سلطتهم وألغي‮ دور الأزهر،‮ وانفرد بالحكم،‮ واستمر الحال حتي‮ ثورة عرابي،‮ حيث كان لهم دور كبير في‮ الثورة ضد الانجليز،‮ وكان منصب شيخ الأزهر بالاختيار حتي‮ عهد محمد علي،‮ ومنذ ثورة‮ يوليو حتي‮ الآن كان بالتغيير،‮ الأمر الذي‮ جعل دوره كموظف لدي‮ الحاكم،‮ وكان ذلك من أسباب ضعف دور الأزهر علي‮ الساحة في‮ المجتمع،‮ ومن الأسباب الأخري‮ لتراجع دور الأزهر اقتصار دوره علي‮ العملية التعليمية فقط،‮ فضلا عن المناهج التعليمية لم تكن قادرة علي‮ تخريج عالم دين متمكن،‮ فخريج الجامعة لم‮ يدرس إلا قشورًا في‮ العلوم الدينية،‮ والتي‮ تعد من ضرورات اعداد الدعاة والائمة،‮ وهذا الضعف انعكس علي‮ الأداء،‮ فضلا عن انشغال الأئمة والوعاظ بالمنهج التقليدي‮ في‮ الوعظ والارشاد،‮ وهو المنهج الذي‮ لا‮ يتم التجديد فيه من جانبهم‮.‬
ويري‮ لكي‮ يقوم الأزهر بدوره‮ يجب ان‮ يتم اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب لضمان أن‮ يكون من أكفأ العلماء،‮ فضلا عن ضرورة ان‮ يحصل الدعاة علي‮ دورات تدريبية عن تعاليم الدين الوسطية،‮ وعن خطورة الحركات الجديدة الطارئة علي‮ المجتمع،‮ يجب ان‮ يستطيعوا توصيل ذلك للناس،‮ كما ان‮ يجب ألا‮ يتدخل الأزهر في‮ السياسة،‮ ويكون دوره إرشادياً،‮ ورقيباً‮ علي‮ الحاكم وينشر الدعوة الوسطية في‮ أنحاء البلاد،‮ يجب تفهم الناس أصول الدين الصحيح وخطورة التيارات المتطرفة‮.‬
الدكتور رشاد خليل عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر سابقاً‮:‬
‮»‬أصحاب القرار‮« كانوا وراء تهميش دور الأزهر
الدكتور رشاد خليل عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقاً‮: الأزهر كان‮ يمثل المرجعية العلمية الإسلامية الكبري‮ منذ أكثر من ألف عام،‮ وإذا كان قد تراجع دوره داخلياً‮ فربما كان ذلك نتيجة بعض النوايا السيئة لمن كانوا‮ يسمون أنفسهم‮ »‬بأصحاب القرار‮« فقد كان لهؤلاء علي‮ مدار العقود الماضية بعض الأغراض والاهواء الشخصية التي‮ جعلتهم‮ يكيدون للأزهر ويتربصون به،‮ فانعكس ذلك بدوره علي‮ المناهج التعليمية لذا‮ يعمل الدكتور أحمد الطيب علي‮ تطويرها الآن مع إعادة النظر في‮ قانون رقم‮ 103‮ لسنة‮ 61‮ الخاص بتعيين شيخ الازهر وإذا كان الازهر قد انتابته بعض عوامل الضعف في‮ الفترة الماضية فقد بدأ الآن‮ يستعيد قوته خاصة وأنه كان دائماً‮ ملجأ للشعب المصري‮ ومفجراً‮ لثوراته،‮ ومن هنا كان تأييده لثورة‮ 25‮ يناير فهو‮ يتبني‮ تيار الاصلاح ونحن علي‮ ثقة بأنه ستتم إزالة كل المعوقات التي‮ تعترض مسيرة الأزهر وسوف‮ يستعيد دوره الفعال مجدداً‮ ومكانته الرفيعة‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.