ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    13 شهيدا فلسطينيا حصيلة قصف جيش الاحتلال رفح    مطار الملك خالد يصدر بيانًا بشأن حادث انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي    هيثم فاروق يوجه رسالة لحمزة المثلوثي بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية| تفاصيل    السر في شيكابالا، الزمالك يكشف سبب احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    بعد المشادة مع كلوب| ليفربول يحدد سعر بيع محمد صلاح    لا يوجد بهم خطورة.. خروج 9 مصابين في حادث تسرب غاز الكلور بقنا    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    إصابة 17 شخصا في حادث مروري بالمنيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    آخر ظهور للمخرج عصام الشماع قبل رحيله.. حفل تأبين صديقه صلاح السعدني    أول رد رسمي من الزمالك على احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    مدحت شلبي يقدم اقتراحا لحل أزمة الشحات والشيبي    عامر حسين: إقامة قرعة كأس مصر الأسبوع القادم بنظامها المعتاد    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    آخر تحديث لسعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الإثنين 29 إبريل 2024    كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح مركز البيانات الحوسبة السحابية الحكومية    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    ميدو: سامسون أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    ميدو: لو أنا مسؤول في الأهلي هعرض عبد المنعم لأخصائي نفسي    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    الاقتصاد الأمريكي يحتاج لعمال.. المهاجرون سيشكلون كل النمو السكاني بحلول 2040    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    على مدار نصف قرن.. سر استمرار الفنان سامي مغاوري في العمل بالفن    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتراض الأبناء: خلفونا.. وب «يخنقونا»
نشر في صباح الخير يوم 20 - 07 - 2010

كتبت: نهي العليمي - لميس سامي - آيات الموافي - أماني زيان
آباء وأمهات اعترفوا لنا قائلين:أولادنا فى وادى ونحن فى وادى آخر..!! تخبط ابنى بسبب عدم تحمله المسئولية..ابنتى تعقد المقارنات فى الشكل والإمكانيات ولا أعرف ماذا تريد!! لا أفهم وجهة نظر ابنى!!
أولياء الأمور يتحدثون عن أبنائهم وكأنهم ألغاز تمشى على قدمين!! ولكن هل يرى الأبناء أنهم حقا «ألغاز» تستعصى على الحل.. سألناهم فقالوا لنا..
يقول أحمد - 19 سنة - ثانية هندسة العاشر من رمضان: لا أتفاهم مع أهلى تماما، وخصوصا أمى فهى دائمة الخلاف معى.. ولا تقتنع بآرائى، حتى فى الدراسة وتظن دائما أننى مقصر، رغم أننى أدرس بجد وأحاول بأقصى ما عندى، ولكن لأنها خريجة تجارة، وأنا هندسة فهى لا تستطيع تفهم ظروف دراستى أو كيفية ممارستها.. ورغم ذلك فهى دائمة التوجيه والنقد حتى لو أقسمت لها أننى غير مقصر.. ناهيك عن عدم تقبلها لأصدقائى فهم دائما سيئون، وهذا يجعلنى إذا أخطأت لا أقول لهم إننى أخطأت إلا إذا وقعت فى مشكلة ولم أستطع حلها.. وقتها لا أستطيع إلا اللجوء لهم.. وبالطبع تنهال علىَّ كلمات اللوم وأتمنى أن يسمعونى ويحاولوا فهمى، فهم حتى إذا حاولوا سماعى لا يفهموننى!!
وأضطر فى النهاية أن أقول لهم: «حاضر» وأنفذ ما يدور فى رأسى ولكن دون الاعتراف لهم حتى لا يغضبوا «وكلمة حاضر بتريح»
يعطونى الثقة ويأخذونها مع أول غلطة
أما عبد الرحمن - 19 سنة - جامعة مصر الدولية يقول: لا يفهموننى بالطبع لأنهم جيل وأنا جيل ثان بعيد عنهم فى كل شىء، طريقة التفكير، الشكل، كل حاجة، إنهم حقيقة الأمر يسمعوننى جيدا، ويتركونى حتى أنهى حديثى، ولكن فى النهاية كلامهم هو الذى ينفذ.. ولكن بعد مجيئى مصر وحدى وتحملى مسئولية نفسى، أصبحت المشادات أقل.. ولكنها تزيد فى حال إن تصرفت بشكل خاطئ، وعلى الفور يتم سحب الثقة منى، وكأنى دائما أخذلهم على الرغم أنى دائم الحرص على رضاهم وأحاول الالتزام بقواعدهم التى وضعوها لى حتى إذا كانت لا تناسبنى، ولكن برغم ذلك هم لا يرون إلا الأخطاء فى تلك اللحظة.. ويتم إصدار عقوبات دون محاكمة عادلة !!! أنا دائما لا أفهم..
أما حسام وهو طبيب عظام حديث التخرج يقول أنا أتفاهم مع والدتى، ولكن أبى لا أجد سبيلا للتفاهم معه فهو عصبى وليس عنده صبر لسماع آرائى.. حتى إننى حاولت، ولكن محاولاتى دائما تفشل، لأنه دائما يرانى «مش فاهم»، ونظل دائما هو لا يسمع.. وأنا لا أفهم !!
أنا راجل مش بنت !!
اعترض محمد جلال على ما يفعله والده معه قائلا: والدى فاكرنى بنت» ولا يريدنى أن آتى إلى المنزل بعد منتصف الليل فمهما تحدثت معه بحب أو توضيح لا يفهم ما أقول، وكأنى أحدثه بلغة مختلفة عن لغته فأجد صعوبة كبيرة لإجراء حوار مع والدى وأشعر بثقل كبير على قلبى عندما أعلم أنى لابد أن أتحدث مع والدى فدائما أشرح له أننى أنا وأصدقائى نفضل الخروج بعد الساعة 12 ليلا حتى تصبح الشوارع رايقة ونبتعد عن الزحام حتى وإن كنت تحت المنزل وأقف مع أصدقاء لى أو ألعب كرة فى الشارع لدرجة تصل أحيانا أننى أتوسل إليه أن ينظر إلى من البلكونة فسيجدنى أقف تحت المنزل فأنا الآن أتممت 21 عاما، ولا أدرى ما سبب هذا الخوف الذى يشعرنى بعدم رجولتى وسط أصدقائى، فلماذا لا يفعل آباء أصدقائى هكذا معهم بدأت أشعر بالإحباط والنقص، خاصة عندما أصبحت «تريقة» لأصدقائى فعندما تدق الساعة 12 أنسى نفسى معهم يبدأون بالتعليقات السخيفة مثل الكرباج هيعلم عليك النهارده أو تلاقى والدك بيدور عليك فى الشوارع نفسى أعيش حياة سوية مع أب يفهم احتياجاتى ويفهم أننى لم أعد صغيرا وأننى كبرت وأستطيع التفرقة بين الخطأ والصواب وأستطيع أن أتحمل مسئولية نفسى فأنا أخشى أن يرفض أبى فى يوم من الأيام أن أتزوج !! لا أعتقد أن هذا الخوف لأنى بلغت سن الرشد وجميع الآباء يخافون على أبنائهم ولكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه علما أننى لست وحيد أهلى، ولكن والدى ديكتاتورى لا يسمع إلا رأيه فقط وهذا ما يتعبنى كثيرا ويؤذينى نفسيا فأنا لن أصبح مثله فى يوم من الأيام وسأعطى الحرية لأبنائى حتى لا يتجنبون التحدث معه مثلما أفعل فأنا أحيانا كثيرة أقوم بحبس نفسى فى غرفتى حتى لا أراه أو أمثل أننى نائم حتى لا أتحدث معه ولا يطلب منى شيئاً فقد فقدنى وقطع أوصال التفاهم بيننا.
صراحتى أفقدتنى حبيبى
أما منى رضا فقالت : عندما أحببت زميلى فى الجامعة بدأت تغيرات تظهر علىّ فدائما غير منتبهة وأسرح فى كثير من الأحيان وأفرح عندما يتصل بى فبدأت والدتى تشعر بأننى متغيرة وعندما صارحتها بأننى أحب زميلى فكانت مبتسمة طوال الحكاية التى أحكيها وعلمت كل المعلومات عنه وعن كيفية تعرفى عليه، ولم أعرف أنها كانت تهاودنى لتعرف جميع التفاصيل ومتى نلتقى وكيف وعندها ذهبت لحبيبى وطلبت منه أن يبعد عنى ولم تكتف بهذا فهى أخبرت أبى بكل شىء صارحتها به، وكأنى لم أتحدث مع والدتى فهى سبب تعاستى لم تفهمنى وتفهم احتياجى لهذا الإنسان وحرمتنى من الذهاب إلى الجامعة ولم أذهب طوال فترة الدراسة وفترة الامتحانات كانت تجعل أخى يوصلنى وينتظرنى أو كانت تقوم هى بهذه المهمة شخصيا، فهل جزائى أننى صارحت والدتى فحرمتنى من أجمل سنوات الدراسة وحرمتنى من أن أعبر عن حبى بشخص ما توقعت أن ردة فعلها عندما حكيت لها مشاعرى ووصفت مشاعره أنها ستطلب أن تراه ثم تحكم عليه فهى لم تره ولم تتحدث معه وبنت حكمها غيابيا دون إعطائى فرصة أو إعطائه فرصة ليثبت بها حسن نيته وأنه يريدنى ولم يكتمل الموقف لهذا الحد فقط وإنما عندما تقدم الشخص الذى أحببته لم ترد مقابلته وقالت له أنت لم تحترم أسرتها، لذلك لن أحترمك والشخص الذى لا أحترمه لا يستحق أن يكون زوجاً لابنتى.. فلماذا كل هذا فقد صارحنى بحبه وصارحته بحبى حتى المقابلات التى كنا نسرقها كانت داخل الحرم الجامعى ولم أقابله فى خارج الجامعة والدتى جنت على ودمرت حياتى وكل هذا بسبب صراحتى معها فهى لا تجيد فهمى أبدا.
قتلت هوايتى
لا أدرى لماذا أنا دون باقى أصدقائى رزقنى الله بأم لا تفهم ابنها أو احتياجاته.. بدأ أحمد حسين بهذه الجملة ثم أكمل : نعم أعلم أنى متفوق فى دراستى، ولكن لا أريد أن أدخل كلية الطب وأريد أن أصبح لاعب كرة، فمنذ صغرى وأنا متفوق رياضيا ولأنها علمت أننى إذا أصبحت لاعب كرة لن أستطيع دخول كلية عملية وهى تريدنى أن أصبح طبيباً فقضت على هوايتى وهى لعب كرة القدم وعندما دخلت فى سن الناشئين طلبت من المدرب أن يخرجنى من التصفيات لعدم كفاءتى فى اللعب، على الرغم من أن هذا المدرب كان يقول لى دائما «تسلم رجلك» ودائما كان يضحك معى ويقول ربنا يخلى البطن إللى جابتك يا لعيب المستقبل هذه الكلمات دائما كانت تداعب أذنى ودائما كنت أرى نفسى وأنا أركل الكرة بقوة فى المرمى لأسجل هدف الفوز ويحتضننى اللعيبة ويهتف باسمى الجمهور، ولم أتخيل نفسى أبدا وأنا أرتدى البالطو الأبيض وأحمل سماعات دكتور، وبالفعل خرجت من التصفيات وبقلبى حسرة لا أستطيع وصفها ولا أنسى ما فعلته فى والدتى ودخلت كلية الطب وها أنا آخذ السنة فى سنتين لعدم حبى لهذه الكلية فلماذا دائما الآباء والأهل أنانيون يصنعون مستقبلهم باختيارهم ويختارون مستقبل أبنائهم دون أن يفهموا متطلباتهم؟.
إلى متى..؟
عبير محمد تقول : إلى متى سيظل والدى متسلطاً لهذا الحد فدائما يمنعنى من كل شىء ولا يعطينى الفرصة لتبرير ما أريد ويقول لى دائما جملته المشهورة «إللى أقوله مافيش بعده غير كلمة حاضر» وهى من الأقوال المأثورة فى البيت لا يريدنى أن أضع ميك أب ولا يريدنى أن أذهب إلى رحلة مع أصدقائى ولا يريد أن يخرجنى من البيت، وإذا جعلنى أخرج بعد عذاب يشترط على من أخرج معهم والمكان الذى سأذهب فيه والمدة الزمنية التى سآخذها وطبعا لا تتجاوز الساعتين ولابد أن آخذ أخوتى الصغار معى.. فلماذا لا يثق فى والدى؟ عندما أخبر والدتى بهذا السؤال ترد ببساطة «بابا بيخاف عليكى» أى خوف هذا الذى يمر بأجمل سنوات العمر، وأنا أقضيه بين أربعة جدران حتى الهاتف لا يجعلنى أتحدث فيه مع صديقاتى إلا فى الضرورة وعندما أحضر كمبيوتر إلى البيت رفض أن يكون فى غرفتى ووضعه فى الريسبشن فهو يحرمنى من أى متعة فى البيت أو خارج البيت لدرجة أن التليفزيون لا يريدنى أن أشاهده فى وقت متأخر وعندما أشتكى لوالدتى وأقول لها لماذا أبى لا يفهمنى ولا تستطيعين التأثير عليه ترد وهى لا حول لها ولا قوة بثلاث كلمات مازلت أسمعها حتى الآن «قدرك وقسمتك ونصيبك» فما هذا القدر الذى وضعنى مع أب قلبه حجر ولا يسمح لعقله أن يستوعب طفلته ويفهمها فهل ما يفعله سيعصمنى من الخطأ ؟ عصمة الإنسان تنبع من داخله وليست من العوامل المؤثرة لأننى إذا أردت فعل شىء سأفعل ما أريد فى البيت، وليكن فى عدم وجوده فى البيت وهل يفرح الآباء عندما يعلمون بأننا نقوم بفعل أشياء من ورائهم؟ إلى متى سأظل كلما سمعت والدى يفتح باب الشقة أغلق التليفون فى وجه صديقتى وأجرى إلى الغرفة وكأننى قمت بفعل شىء خاطئ؟ إلى متى؟
وقالت داليا : أمى زوجة رجل مهم...
لم أعد أستطيع أن أتعامل مع أبى من شدة قسوته وتعامله الشديد معنا أنا وأختى لدرجة كلما نظرت إلى أمى يتراءى إلى ذهنى أحداث «فيلم زوجة رجل مهم» لأنها تعبر عن حالتها وحياتها التى عاشتها معه خلال سنوات زواجها وقسوته فى الحياة، فلقد بدأت أسأل نفسى هل أصبحت أكرهه أم لا؟ وتستكمل حديثها قائلة: لم أشعر بحنانه على الإطلاق طوال سنوات عمرى فدائماً ما كنت أشعر أنا وأختى بعدم التفاهم معه فلا أتذكر يوما أننى ارتميت فى حضنه للحديث معه فى أى شىء يخصنى فدائما ما أشعر أنه بعيد عنى، ولعل ذلك نتيجة طبيعة عمله «لواء شرطة» فكان لا يفرق بين معاملة الذين يعملون تحت يده وبيننا وسرعان ما بدأ الفتور يظهر ويزداد فى البيت وأصبحت لا أشعر بأى حنان أو عاطفة من ناحيته وكأننا أصبحنا فى غربة داخل بيت واحد.
وصمتت داليا قليلا ثم استكملت كلامها قائلة لقد حاولت تكراراً أن أقترب منه لكى أتحدث عن مشاكلى وأحوالى لكننى لم أجد أى بريق أمل يساعدنى على الحوار أو البوح بما فى داخلى.
أبى لا يفهم إلا بالأرقام..
ولا تختلف حالة رباب شاكر بكالوريوس تجارة عما ذكرته داليا فهى الأخرى تعانى عدم تقربها من أبيها والذى ازداد أكثر خلال الفترة الماضية، فلقد كنت أسمع دائما من أصدقائى عن علاقتهم بأبيهم وأتساءل لماذا لا أكون واحدة منهن وأستطيع أن أحكى مع والدى ولكننى أدركت بعد فترة أن العيب ليس عندى ولكنه لدى والدى الذى لا يفهم شيئاً سوى لغة الأرقام والحسابات والشغل فقط.
فى البيت «أشعر بالغربة»
أما هيام عزت فتقول: لقد شعرت بالغربة بينى وبين أبى، خاصة بعد انتهاء دراستى الجامعية وعملى كمحاسبة فى أحد البنوك، فالعلاقة بيننا بدأت تتباعد يوما بعد يوم ولعل ذلك يرجع إلى اختلاف الفكر والتعليم فوالدى لم يسعده الحظ أن يتعلم وأصبح تفكيره محدوداً للغاية، ولعل هذا ما جعلنى لا أفكر على الإطلاق فى الحديث معه عن شىء يخصنى، لأنه لا يستطيع أن يفهمنى ولن يفيدنى بأى شىء، وتضيف هيام أننى لا أكرهه ولكن لا أحبذ الظروف التى أعيش فيها ودائما أسأل نفسى، لماذا لا أعيش مع أب متعلم ويفهم أمور الحياة ويثقل من خبرتى؟.
.. أما محمد عبد المنعم - ليسانس حقوق - فيقول إننى أشعر بالغربة التامة فى البيت سواء مع والدى أو والدتى فكلاهما فى واد وأنا فى واد آخر ولذا فلا أجد من أحكى معه سوى أصدقائى فقط.
اتغرب عنا فغربنا عنه
وتقول ضحى عبد الحميد غربة المكان والسفر خلقت بداخلى غربة نفسية مع والدى، خاصة أبى فبعد سنوات طويلة من السفر والبعد شعرت أننى افتقدت كل معانى الحنان والأبوة وبدأت أبحث عنها لدى الغير لأننى افتقدت لغة الحوار والنقاش مع والدى ولم يعد أمامى سوى الصمت والاكتفاء برسائل قصيرة للاطمئنان عليه من أجل صلة الرحم فقط، ولكن حياتى الشخصية أصبحت ملكا لى فقط ولا أحد يجوز له الاقتراب منها.
لا يثقون بحكمنا على الأمور
أما بالنسبة لآلاء سيف - 16 سنة - فتقول : «أتمنى ألا يقف الآباء أمام رغبات أولادهم، خاصة المصيرية فأنا منذ كنت طفلة أتمنى أن أصبح طبيبة، وأنا متفوقة فى دراستى، ولكن لأنى بطلة رياضية فقد رفض أبى وهو طبيب أن التحق بكلية الطب، لأنه على حد قوله هذه الكلية مرهقة جدا وهو يتمنى أن أواصل تفوقى الرياضى، والذى يتنافى مع الانتظام فى دراسة الطب، أحاول إقناعه باستطاعتى تنظيم وقتى، ولكن دون جدوى، وهذا أهم ما بينى وبين أبى من اختلاف هو أنه لا يثق فى قدراتى ويعتبرنى صغيرة على تنفيذ قراراتى.
العشاء بيأذن الساعة كام ؟!!
إيمان محمد -20 سنة - تقول : الاختلاف بين آراء الآباء والأبناء كبير، خاصة أن زماننا مختلف كليا عن زمانهم، فهناك أشياء ثابتة كموعد رجوع البنت ليلا كإمكانية سفرها بمفردها وأشياء كلها أصبحت طبيعية بسبب تغير الزمن، فالبنت تعمل الآن وتتأخر بسبب ظروف عملها فى أى شركة أو أى عمل خاص بها.
كما أن كل الشباب والفتيات الآن عندهم سيارات يعودون بها فى أوقات متأخرة وأى خروجة ستكون بعد مواعيد الجامعة أو العمل وأى درس سيكون ليلا، لذا فليس من الطبيعى أن تعيش البنت بمقاييس زمن فات من العودة قبل صلاة العشاء».
تمارين.. مذاكرة لكن أصحاب لأ
ويبدأ حسام شريف -17 سنة - كلامه «مواعيد التمرين هى الاختلاف الأساسى بينى وبين أبى ويحدث كثير من الصدام بيننا، فبالرغم من إرهاقى فى كثير من الأوقات إلا أن التصميم على حضور تمرينات النادى يكون باستمرار ولا أجد وقتاً أستمتع فيه مع أصدقائى فأنا أرى أن العلاقات الاجتماعية بنفس أهمية الرياضة فى النادى، ولكن أبى لا يريد إلا مذاكرة أو رياضة فى الصيف».
ثم نسمع شاباً يقول؟؟
حتى بعد أن أثبت صحة رأيى : «مع احترامى لآراء أبى لأنهم عايزين الصالح إلا أنهم يرفضون سماع وجهة نظرى معظم الأحيان»
هكذا بدأ تامر مرسى كلامه بضيق شديد ويكمل : «دايما شايفنّا الآباء صغار ولا نستطيع تحديد ما نريده حتى ولو صح فتجربتى التى أثبت فيها نجاح وجهة نظرى عندما صممت على لعب الرياضة خصوصا الكاراتيه قابلنى أبى بالرفض لأننى ابن وحيد «يعنى الدلوعة» وبيخاف عليك وممكن يحصل لك شىء لو أخدت ضربة «كده ولا كده»، لكنى كنت أرى إيجابيات تفوق السلبيات للإنسان الرياضى ومهما حاولوا أن أغير الرياضة وأن ألعب شيئاً بسيطاً كنت أصمم على الكاراتيه لأنى أحبه وكنت أحلم أن أكون بطل كاراتيه وبعد 3 سنوات من التمرين، وصلت لأكون بطل الجمهورية وعضواً بارزاً فى منتخب مصر.. المشكلة أننى الآن أعانى من الضغط على للذهاب للتمرين حتى ولو كنت لا أريد وأسمع : «قوم بطل كسل وروح اتمرن».
خناقة بسبب الفيس بوك :
أما نورهان 20 سنة كانت مشحونة جدا وهى تصف علاقتها بوالديها.. (تقول : «هناك توتر شديد بسبب تمسك الأهل بأفكار ثابتة حول أشياء نمارسها نحن الشباب بصورة طبيعية جدا مثل استخدام facebook الفيس بوك فأبى يمنعنى من وضع صورى على الفيس بوك مع أنى أراه شيئاً طبيعيا وأنا أستخدم خاصية عدم إظهار صورى إلا لأصدقائى ولكنه دائما يقول «النت كله عيوب وأنا غير مقتنع بتضييع الوقت الذى يتسبب فيه» مع أنى أرى الإنترنت كله مزايا إذا أحسنا استخدامه ولا أدرى سبب تمسكه بتحفظات حول استعماله ويرى فيه خطراً كبيراً، وهو سبب «خناقتنا» طول الوقت.. مع أنه شىء عادى جدا.
لا حياة لمن تنادى
ويشارك نورهان فى الرأى إسماعيل هاشم، والذى يشكو أن والده ووالدته لا يقتنعان أن النت له أى فائدة فهما دائما يعتقدان أن الدخول على النت هيافة وقلة أدب وأحترق غيظا لأننى أعجز تماما عن إقناعهما بأن النت له فائدة، وأنه بمثابة موسوعة ومصدر مهم للأخبار، ولكن لا حياة لمن تنادى..
من أين سنحضر ملابسنا ؟
آية - 20 سنة - بكلية الصيدلة تقول : «دائما أبى وأمى يعترضان على أسلوب لبسى مع أنى ألبس ما تلبسه جميع الشابات ويعترضان على أنواع معينة من البنطلونات أرتديها حتى أخى يرون أنه يلبس ملابس غير لائقة، ولا أدرى إذا كانت هذه هى الملابس التى تباع فى الأسواق وهى الملابس التى يلبسها الشباب فى كل مكان فما وجه الاعتراض وإلا فمن أين سنحضر ملابسنا ؟! - الملابس أيضا كانت موضع خلاف مع الأهل كما تؤكد مروة -19 سنة - وتقول : «خناقة كل يوم.. إنت «لابسة كده ليه ؟» «إيه بديهات كارينا دى» ؟ «إيه البنطلون الواقع دا ؟» وكلام يحرق الدم عن اللبس ومش عارفة اشترى منين ؟!
- حتى الشباب لم يسلموا من اعتراض الأهل فيقول أحمد «21» سنة : « أبى لا يرضى أبدا عن ملابسى ويستمر فى مقارنة ملابسى بملابسه أيام الجامعة».
- وكيف كانوا يذهبون بالبدلة إلى الجامعة وكيف يلبسونها فى السينما بدلا من بنطلوناتى الواقعة على حد قوله».
وهذا جانب من جوانب سلب الحرية، فهناك أيضا أشكال أخرى منها..
حرية مع إيقاف التنفيذ
هبة محمود «22 عاما» تخرجت فى كلية الآداب تقول : أبى أستاذ ولديه قدر كبير من التفتح ولكن أوقات بيَّركب المخ المصرى ويعّلق فى بعض الأشياء وتضيف : «أبى وأمى جبهة واحدة يفهمان جيدا أن عقليتى ضد المجتمع، فأنا أكره القيود وأكره أن يملى أى واحد علىَّ أمرا».. «الأوامر بتقتلنى!!» ومع ذلك فهما طوال الوقت يمليان الأوامر ويرفضان خروجى مع أصدقائى..
«فأنا أحصل على الحرية اسما فقط دون تنفيذ»
ومن هنا تأتى دائما الخلافات بيننا..
«أمى إرسال.. مفيش استقبال»
أما سهى محمد «22 عاما» مترجمة فتقول «لست صديقة لأمى ولا أحب أن أتحدث معها ولا ألجأ إليها إلا فى الضرورة القصوى، لأننى عندما أشكو لها ما بى من هموم أجدها تأخذ الموضوع كما هو ولا تفكر إلا من جانب واحد أى من الزاوية التى رويت منها الحكاية.. فلا تحلل المشكلة ولا أسبابها ولا تناقش معى طرق حل المشكلة.. فلذلك لا أشعر بالارتياح فى الحديث معها.. فمثلما أحتاج إلى أحد ينصت إلىَّ فى مشاكلى حتى «أرمى عليه همومى» فأنا أيضا فى حاجة إلى من يقدم لى حلولاً لمشاكلى ولا يتركها معلقة.. أروح لمين يا ربى !!»
مشكلة البيات
«لينا عوض» -20 سنة - «أكثر ما يجننى هو خلاف البيات عند أقاربى أو أصدقائى.. فأمى تتركنى عند ابنة خالتى أكثر الوقت، لكن عندما يستدعى الأمر البيات فالدنيا تقوم ولا تقعد !! فبعد أن طلبت منى ابنة خالتى مساعدتها فى تنظيم حفل خطوبتها ووافقت أمى كان وجه الاعتراض الوحيد هو البيات.. لا أعلم ما المشكلة فى البيات ؟!
بلاش تخنقونا
«آية محمد -19 سنة - تدعو كل أب وأم أن يتفاهما مع أولادهما وتختفى نبرة الأمر فى حديثهما وأن يشعرا بما يشعر به الأبناء» تقول آية : «كانت أمنية حياتى أن أدخل كلية السياسة والاقتصاد ولكن أبى رأى أن من يعمل فى هذا المجال يجب أن يكون له قريب فى السلك الدبلوماسى، كما أن هذا المجال قد يستدعى السفر لذا رفض تماما وأصر على دخولى كلية الصيدلة وأنا متأكدة أنى لو كنت دخلت الكلية التى أحبها كنت سأتفوق فيها كثيرا لأننى أحبها.. لكن يا خسارة..».
نجحت فى إثبات ذاتى رغم الضغط
أما عمرو القصرى «27 عاما» مهندس فيقول:
«أنا وأبى مختلفان فى طريقة تفكيرنا، ولكن ليس لدرجة أن نخسر بعض.. أنا ابنه الوحيد لذلك فهو يصب كل اهتمامه علىّ ويخاف علىّ بطريقة مبالغ فيها.. دائما ما كنت فى محاولات مضنية لإثبات أننى لست صغيرا وأنا لدىّ شخصيتى المستقلة وأننى قادر على اتخاذ القرار.. ولكن دون جدوى.
ويضيف : أبى ذو طبيعة حادة وشخصيته «ناشفة»، فكان الأمر يصل به أحيانا إلى أنه يسبنى أو يضربنى عندما كنت صغيرا.. وكانت والدتى دائما مغلوبة على أمرها تحاول تهدئة الموقف، ولكن دون جدوى، فأذكر ذات يوم أن والدى تشاجر معى لمجرد أننى لا أحب أن أنام مبكرا وأحب السهر أمام التليفزيون أو الكمبيوتر أو حتى مع أصدقائى..
وكان يقول لى «إنت عندك شغل ولازم تنام مبكرا».. فشهد هذا اليوم خلافا حادا بيننا لأننى رفضت تدخله الزائد على الحد فى حياتى، وثانيا لأنه لا يعرف أننى أعرف أن سهرى لن يأتى يوما على حساب عملى، وبعدها قررت أن «أحجم الموضوع» ولا أجعله يتدخل فى حياتى مجددا بهذه الطريقة، وعرفت أن الموضوع محتاج «شوية ذكاء» فعندما أشعر أنه سيبدأ فى الشجار فلا أرد وأتركه يتكلم مع نفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.