اليوم.. السيسي يشهد احتفالية عيد العمال    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 2-5-2024 بالصاغة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 2 مايو 2024    مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة تنتشر لتطويقها    قوات الجيش الإسرائيلي تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم وقرية بدرس غربي رام الله ومخيم شعفاط في القدس    "الحرب النووية" سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    رامي ربيعة يهنئ أحمد حسن بمناسبة عيد ميلاده| شاهد    «الهلال الأحمر» يقدم نصائح مهمة للتعامل مع موجات الحر خلال فترات النهار    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    فيلم شقو يتراجع إلى المرتبة الثانية ويحقق 531 ألف جنيه إيرادات    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    كوكولا مصر ترفع أسعار شويبس في الأسواق، قائمة بالأسعار الجديدة وموعد التطبيق    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    انخفاض جديد في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 2 مايو بالمصانع والأسواق    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تختارها "متقلبة" ولا تختاريه "حلنجي"
نشر في صباح الخير يوم 13 - 07 - 2010

أشترك فى الملف : جيهان الجوهرى - محمد عاشور - نهى العليمى - لميس سامى - امانى زيان - ايات الموافى - رسوم هبه المعداوى
الأسبوع الماضى رصدنا حالة التخبط والتناقض والارتباك التى يعيشها الشباب عند اختيارهم لشريك الحياة.
والمواصفات التى تخاصم الواقع وتحلق فى سماء الخيال إلى الحد الذى أصبح فيه حلم الشاب هو فتاة بريئة لكن جريئة.. وحلم الفتاة شاب مقطع السمكة وديلها.. وبرضة مؤدب وخجول..!! وكأنهم يريدون أن يجمعوا من كل بستان زهرة بغض النظر عن تناقض الألوان والأفكار.
هذا الأسبوع طرحنا هذه الحالة من الارتباك على أولياء الأمور.. والمثقفين.. وعلماء النفس والاجتماع وخبراء التربية وكبار أساتذة التعليم والفنانين.. لعلنا نجد تفسيراً لهذه الحالة.. ولعلنا نساعد أولادنا وبناتنا على تخطى هذه العثرة فيتجاوزونها بسلام ويستطيعون أن يستعيدوا وعيهم وقدرتهم على التحديد الواقعى.. والاختيار السليم لشريك.. وشريكة الحياة بلا ربكة أو تناقض.
وكانت البداية عند أولياء الأمور لأننا استشعرنا أن ربكة الأولاد والبنات سببها أهاليهم بحكم أن البيت والتنشئة الأسرية ركنان أساسيان فى سلوكيات الأبناء وآرائهم.
تقول «أم» أن ابنها الأصغر لم يتحمل المسئولية قط، وكان يقلد شقيقه الأكبر فى كل الأمور وبعد أن قام شقيقه بالخطوبة، لم يصبر كثيراً بل إنه طلب أن يخطب هو الآخر بعده بفترة بسيطة لم تتجاوز أسبوعين، ونظراً لأنه لم يخض أى تجارب عاطفية قام باختيار أول فتاة التقى بها، وكان شرطه فى اختيارها أن تشبه إلى حد كبير خطيبة شقيقه وكان يستسهل الأمور فينظر للآخرين محاولاً تقليدهم وبسبب هذا التقليد لم يستمر الزواج أكثر من عشرة أيام ووقع الانفصال.
وتضيف: كانت هذه التجربة القاسية هى طوق النجاه بالرغم من قسوتها لابنى، حيث بدأ يخوض معارك الحياة بنفسه ويقترب من الناس، حتى يفهمهم.
فنزل إلى الشارع وجلس على المقاهى وصاحب الصنايعية والعمال حتى يكتسب الخبرات والمهارات وتؤكد هذه الأم أن السبب فى تخبط ابنها هو عدم تحمل المسئولية وتؤكد أنها بعد ذلك لم تعد للتدخل فى حياة أى من أبنائها حتى يخوض تجارب الحياة بحلوها ومرها حتى لا تحدث له لخبطة أو ارتباك.
ويقول أب كان يعمل مدرساً بإحدى دول الخليج أن زوجته هى التى قامت بتربية الأبناء، وكان من شدة خوفها عليهم أنها تذهب بهم إلى المدرسة وتذهب لاستقبالهم وقت الخروج منها، حتى التقت ابنتهما الكبرى بأحد الشباب الذى استطاع التأثير عليها، وأوهمها بكلمات عاطفية فمالت له دون أن تعى صدقه وعندما تقدم لخطبتها شعرت وقتها بأنه «بتاع ثلاث ورقات» ونصاب ومع هذا تمت الخطبة وعقد القران، لاقتناع ابنتى به، لم تصدقنى ابنتى حتى رأت بعينيها سفالة هذا الشاب مع أمه وأهله، فآثرت هى الانفصال، وكانت اللطمة الكبرى، أنه رفض الطلاق حتى يحصل على كل ما قدمه من هدايا وأموال، فدفعنا له كل شىء إنقاذاً لابنتى، وبعد ذلك عاشت فترة من الانهيار واللخبطة والارتباك والتخبط فى الحياة، حتى تقدم لها شخص آخر، وقالت لى «اللى تشوفه يا بابا» وبالفعل تمت الخطبة والزواج، وهى الآن تعترف بأنها كانت مخطئة، وأن الله أعطاها الأصلح لها.
وقالت عزة بدوى ربه منزل إننى على الرغم من عدم موافقتى على خطوبة ابنى الأكبر من الفتاة التى قام بخطبتها ولكنى أرغمت على الموافقة بسبب تمسكه بها وبالفعل بعد ما تمت الخطوبة قرابة 4 أشهر لم يستمر الموضوع طويلاً وانتهت الخطوبة نتيجة اختلاف الطباع بينهما رغم أن ابنى وجد جميع المواصفات فى الفتاة التى يرغب فى اختيارها بأن تكون جميلة وتعمل فى مهنة جيدة ومتدينة ولبقة وبالفعل وجد هذه المواصفات فى الفتاة التى قام بخطبتها ولكن سرعان ما تغير رأيه بعد أن اكتشف أن هذه الصفات ليست وحدها الكافية لإقامة علاقة زوجية مستقبلية وعدل عن تفكيره وبدأ يفكر مرة ثانية فى الارتباط بحثاً عن مواصفات أخرى. ويقول محمود عبدالفتاح موظف بإحدى الشركات: مازلت أعانى من ابنى الأصغر فى عدم زواجه فهو الوحيد من بين أولادنا الخمسة الذى لم يتزوج ثم سكت قليلاً وقال لى: (لم أعرف ماذا يدور داخل دماغه) فكلما اتيت له بعروس بها المواصفات المعتادة والمطلوبة واطرح عليه الأمر لرؤيته يقول لى: (أنا أريد واحدة تجذبنى)!!!!!!
ولا أعرف ما معنى الانجذاب من وجهة نظره فالذى أعرفه أن الشاب الذى يقدم على الزواج يكون مدركاً لصفات مهمة وجوهرية تتحدد فى خلق الفتاة وسلوكها وسمعتها لأنها ستكون أم أولاده مستقبلاً.
وتقول صفية جمال ربة منزل: لقد قام ابنى بخطبة إحدى الفتيات القريبات لنا وكنت فعلاً سعيدة بهذا الارتباط لأننى على دراية بأخلاق الفتاة وأهلها وسمعتهم الطيبة وكنت سعيدة بهذا الارتباط وبالفعل استمرت الخطوبة لفترة ليست بقصيرة ولكن الحال انقلب للنقيض وقام ابنى بفسخ الخطوبة ولم يذكر لنا أى أسباب واقعية أو ذات أهمية عن فسخ العلاقة إلا كلمة أنا (مش مستريح).
ولم يكن لدينا إلا الانصياع إلى رغبات ابنى والموافقة وبدأنا رحلة البحث عن عروس من جديد. تقول سوسن عبدالمجيد «مدرسة»: ابنتى تبلغ من العمر الآن 26 سنة وتعمل محاسبة فى أحد البنوك الكبيرة وعندما أتحدث معها عن فكرة الارتباط لا أجد لديها ملامح محددة لمن تريد الارتباط به فهى أحياناً تضع مواصفات معينة لشريك حياتها وأحياناً أخرى تقول لى إن هذه المواصفات لا تجدها وتتنحى عنها جانباً وتقول لى إنها غير موجودة على أرض الواقع. وتقول سهام مصطفى - ربة منزل: إننى أدرك جيداً أسباب التخبط الذى يعانى منه أولادى فعلى الرغم من أنهم أنهوا تعليمهم الجامعى بتفوق والتحقوا بوظائف جيدة ولكن مازالوا يعانون من فرصة الاختيار الجيدة وهذا نابع من الخلافات العائلية المعتادة بينى وبين زوجى مما أثر على نفسية أولادى وخلق لديهم نوعاً من العقدة النفسية فى الزواج.
ويقول د. ياسر السيد «دكتور بشرى»: إن ابنتى دائماً ما تقوم بعمل مقارنات بين من يتقدمون لها سواء فى الشكل أو المواصفات أو الإمكانيات وإلى الآن لا أعرف ماذا تريد من شريك الحياة الذى ترغب فيه حتى تستقر حياتها وأجدها فى كل وقت برأى مختلف.
وتقول تحية عبدالحميد ربة منزل: إن ابنتى مازالت تعانى إلى الآن من حالة تخبط فى اختيار حالة شريك حياتها فعلى الرغم من أنها بلغت سن الثلاثين إلا أننى أظن أنها مازالت لا تعرف كيف تختار شريك حياتها فهى أحياناً تريد شابا جريئاً ومتفتحا ويستطيع أن يفهمها جيداً ويوافق على استمرارها فى العمل وفى نفس الوقت تشترط أن يكون رجلاً بكل مواصفات الرجولة ولا أعرف إلى متى ستظل هذه المواصفات عندها متقلبة.
ارتباك عام
ويرى د. أحمد كمال أبو المجد - نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ووزير الإعلام الأسبق - هذا الارتباك جزءاً من ارتباك عام يعيشه المجتمع راجع إلى الفساد التربوى، والثقافى والتعليمى والإعلامى، ولذا فالارتباك نتيجة حتمية لحالة التردى الموجودة.
ووقوع الإنسان تحت تأثير الآلة، أبعده كثيراً عن التربية والتقويم الإنسانى، ولذا ينشأ جيل من الشباب لا يعرف معنى القيمة، وهذا خطر عظيم قد يدمر حياة الإنسان والأسرة والمجتمع. ويؤكد أبو المجد أن معالجة الأشياء ينبغى أن تبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم تتسع الدائرة لتشمل المجتمع ثم العالم، ولكن ما يحدث هو العكس حيث نبدأ بعلاج مشاكل المجتمع، فى حين أن الفرد غارق فى الأوهام والثقافات التقليدية القديمة ولذا نجد الإحصاءات تشير إلى زيادة حالات الطلاق بعد الزواج بفترة بسيطة ولو بحثنا لوجدنا أغلب أصحابها ممن تزوجوا عن حب، أو توهموا ذلك، فبعد الزواج تجد شكاوى الفتاة المرة من بخل زوجها، أو وقوعه تحت تأثير والدته، فهؤلاء جعلوا أصابعهم فى آذانهم، لاهم عايزين يتعلموا، ولا الآخرين عايزين يتعلموا، والتعليم المقصود هنا هو الإرشاد والتوجيه والتطلع للمعرفة والتأمل.
ويرى أبوالمجد أن الإعلام والقنوات الفضائية تقدم مادة هشة تساعد فى تسطيح الأمور، ولا تقدم الثقافة المطلوبة وحالياً لم تعد هناك معارف وضاعت القيم، ولذا علينا بالتنسيق بين المؤسسات التى تؤثر فى عقل الإنسان، وتفعيل دورها، وعلينا إدراك مشاكلنا الحقيقية، والبعد عن التمسك بالتقاليد البالية، والتسرع والجهل والعلاقات الإنسانية المهزوزة، لأن كل هذا يدمر المجتمع، والعمل على توفير قدر من الكفاية فى كل شىء بدلاً من الزج بالشباب فى الجحيم، لأنه عندما تختلط الأمور تضيع الثقافات.
«الحب هو الحل»
أما الكاتب صلاح عيسى فيقول إن فكرة فارس الأحلام عند الشباب قديمة، لكن ما يحدث عملياً أنه فى حالة وقوع أحد الشباب فى الحب تتبخر من ذهنه كل هذه المواصفات لو كانت علاقة الحب حقيقية وقتها الصفات المتناقضة هذه لن تكون لها قيمة، ويتجه الجميع إلى أرض الواقع بحثاً عن حلول للمشاكل التى تحيط بهم حتى يتمكن من الزواج بمن يحب لأن الزواج يتطلب تكلفة عالية جداً ولكنها أصبحت من الضروريات والمشكلة أن الشباب يشعر بأن الخيارات أمامه مفتوحة،
وأنه قادر على تحقيق أهدافه، ولكنه عندما يصطدم بالواقع لا يجد هذه المقدرة، فالزواج يتطلب مستوى من الدخل لدى الزوج أو الزوجين معاً، حتى يعيشا حياة كريمة، وهذا الدخل يصعب تحقيقه فى البداية، وهذه العقبة الحقيقية وليست صعوبة الاختيار، ولذا نرى الفتاة تسعى للارتباط بمن هو أكبر منها سناً لأنه يملك المال، والأولاد يتزوجون بالمطلقات وكبار السن للإنفاق عليه، وهذا يعنى أن ما يمكنه أن نسميه البنية التحتية لتأسيس أسرة غير متاح. وأكد عيسى أن مسألة الارتباك بين الأولاد والبنات حالة عامة والقنوات الفضائية تساهم فى تكوين اتجاهات الشباب من منظور معين، ولكن أين دور الأسرة والمدرسة ورجال الدين، وأين القيم الاجتماعية، فالآن اصبحت قيمة الإنسان تتعلق بالمادة بعكس زمان كانت القيم هى تفضيل المرأة العاملة، التعاون بين الزوجين، المساهمة فى الحياة الزوجية، والقنوات الفضائية بعضها يكرس ذلك، والبعض الآخر يقدم قيم متخلفة خاصة مع وجود حالة من عدم القدرة على تحقيق قدر كاف من النضوج العقلى، والاستقرار الفكرى.
عارفين طريقهم
ويرى الكاتب إبراهيم عبدالمجيد أن الشباب - أولاد وبنات - غير مرتبكين وعلى معرفة كاملة بطرقهم أكثر من أى شخص آخر، فكون الشباب يحلم بمواصفات فى شريك الحياة الذى يرغب فى الارتباط به فهذا أمر طبيعى، لكن عليهم أن يعلموا أننا بشر الولد عايز بنت لم تتكلم مع حد قبله، وتكون جريئة، طيب الجرأة هتيجى منين؟، عايزها بريئة بس «sexy» طيب إزاى؟، فهذه الأشياء ترجع للخبرة، مش بنقول الممارسة، لكن التعامل مع الآخرين مش عيب، نحن فى مجتمع مفتوح، البنت فيه جنب الولد، فى المدرسة والجامعة والعمل والشارع، لازم يبقى فيه كلام، وهذا ليس معناه أنه عيب أو حرام، ويقول عبدالمجيد، قد يحدث نوع من الارتباك لدى الشباب وهذا يرجع إلى عدم الثقة فى الآخرين وانعدام الأمل فى حياتهم، لعدم وجود عمل أو شقق كما أن القنوات الفضائية لم تزد من إدراك الشباب للحياة، بل إنها أصابت الشباب بنوع من الارتباك واللخبطة، وهذه القنوات تراجع دورها لأن الشباب أصبح لهم عالمهم الخاص بهم على الفيس بوك، وأصبح هو ملاذهم.
نوع من الحلم
وتقول الكاتبة سناء البيسى، ما يعانيه الشباب الآن هو قمة التناقض وهذه المواصفات نوع من الحلم، كل واحد بيحلم بعروسة طويلة وبيضاء وشعرها أصفر، وعندما يختارها تجدها مختلفة تماماً، يعنى الحلم غير الواقع، والسبب فى ذلك أن مفيش حاجة قاعدة على حالها، كل حاجة متلخبطة، مفيش حاجة بيجتمع عليها الجميع.
وأضافت أن البيت نفسه متناقض وتجد فيه بنتا محجبة، وأخرى منتقبة وثالثة سافرة مين الصح فيهم ومين الغلط، الولد حايسمح لزوجته بالنزول للشارع ولا هيحبسها فى البيت، ولو تزوج الشاب من قريبته، فهناك من يقول الأمراض الوراثية، يتجوزها مؤدبة تطلع مخادعة، فالحكاية مش واضحة.
وترى البيسى أن الأفضل هو اختيار شريكة الحياة ممن تحيا فى أسرة مستقرة يعنى أصيلة وكويسة وبنت ناس، أما القنوات الفضائية فأغلب القائمين عليها من الشباب ليسوا بأنبياء، ولا يوجد لديهم وعى، فلماذا ننتظر آراءهم كما أنهم لا يسعون إلا للربح المادى وإحراج الضيوف، وهذا الأسلوب ساهم فى نشر ثقافة عدم احترام الآخر.
القديم والحديث
الثقافات الموجودة داخل المجتمع الآن أصبحت متناقضة، فهناك ثقافة تقليدية قديمة تعتبر المرأة ناقصة، وتابعة للرجل، ولا ترى منها إلا الجسد، وثقافة جديدة تعتبر المرأة مساوية للرجل وقادرة على المشاركة فى كل مجالات الحياة.. هكذا بدأ الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى حديثه، وأضاف: من المحزن أننا حالياً نمر بمرحلة فقدان توازن لا تستطيع فيها الثقافة القديمة الانفراد كما كان فى الماضى، ولا تستطيع الثقافة الجديدة أن تتأصل وتنتشر، المجتمع كله واقع فى هذا التناقض، فنحن نتحدث عن دولة مدنية ومع ذلك مازال الصراع بين النظم القديمة والنظم الحديثة مستمراً، نحن نفتح أبواب الجامعات للبنات، ونفرق بينهم فى المدرجات.
وأضاف حجازى أن الطبقة المسيطرة على الفضائيات غير مثقفة، وتحاول أن توائم بين القوى المختلفة وثقافاتها المختلفة، والإعلام يقع فى مأزق التناقص والارتباك لاسيما فى المطبوعة الواحدة أو القناة الواحدة، فتجد كاتبا أو إعلاميا يتحدث فى موضوع بعقلية المستنير، وآخر يتحدث بعقلية جامدة أو عقلية العصور الوسطى.
التأمين النفسى
وقالت الكاتبة سكينة فؤاد: إن الخلل فى حياة الشاب طبيعى، بعد أن اهتز كل شىء حوله، وفقد القدوة والنموذج والخطاب الدينى والتربوى والثقافى، كيف لشاب بهذه الصورة أن يتبين الحقيقة فى اختيار شريك العمر، فهناك من يعتبر النموذج الأوروبى هو الأعظم، وهناك من ذهب إلى التشدد، والسبب فى ذلك اننا لم نؤمن هؤلاء الشباب نفسياً، فكيف لشاب يفتقد الأمان النفسى أن يملك رؤية واضحة؟
وترى سكينة فؤاد أنه ينبغى على المجتمع عامة أن يخضع للقراءة الاجتماعية والثقافية من خبراء حقيقيين، فهذا كلام يدق أجراس الخطر الذى يتعرض له الشباب ولذا لابد من مواجهة مشكلاته بعيداً عن الانغلاق والتشدد، وأن نسمح للشباب بأن يتحدثوا بصدق.
ازدواجية خاطئة
ويرى الدكتور «ماجد الديب» رئيس جامعة عين شمس.. أن هذه الازدواجية والارتباك لها سببان، الأول هو أن الشباب أصبح عنده فراغ نفسى شديد.. وبالتالى يصبح الشاب يدون رؤية واضحة وأيضاً فجأة أصبحت ثقافتنا ليست لها هوية.. حتى أفلامنا وأغانينا فنجد الشاب يرغب فى أن يعيش حياة الآخرين ثم يجد على قنوات أخرى شيوخا يحذرون أو يرشدون.. فيضيع بين هذا وذاك.. الشاب كالعجينة ولا أحد يأخذ بيده وهذا هو السبب الثانى أنه ليس له قدوة!!
يضيف د. ماجد.. أيضاً نحن المصريين نتمتع بوازع دينى قوى.. سواء كنا مسلمين أو مسيحيين وهذا ما يجعل الشاب فى وقت انجذابه للجرأة والتبجح أيضاً يجعله وازعه الدينى فى حالة مقاومة ولا يجعلنا نصل إلى الانفتاح الأوروبى مثلاً رغم وجود كم كبير من الإباحية نراه بشكل يومى وهذا سبب أساسى فى تمزق الشباب.
ويستطرد: العلاج يتلخص فى اتجاهين تركيز من الأسرة والمدرسة والجامعة فى كيفية شغل ذهن وأفكار الشباب بالثقافة الحقيقية.. كالموسيقى والرياضة والحوارات الدينية المتزنة بالترغيب وليس بالترهيب!!
وعقد ندوات مع الشباب ولاد وبنات وتثقيفهم وتوعيتهم فى علاقتهم ببعضها البعض ،ويقع جزء من المسئولية على الدولة فيجب عليها مساندة الشباب وتوفير الرعاية الذهنية والصحية وأيضاً توفير الشقق الأرخص ثمناً.
ويضيف أن الأهل أو الكبار بشكل عام توجد بينهم وبين أولادهم فجوة كبيرة يجب أن تضيق بالحوار والتفاهم فأنا مثلاً أمشى فى الجامعة وأتكلم مع الشباب وأعلق على ملابسهم أحياناً ويتقبلون كلامى لأننى أتحدث معهم كصديق وأب.. واعتبرهم مثل أولادى.. فيجب علينا توجيه طاقتهم للشىء الحميد.
وتقول الدكتورة هند حنفى رئيس جامعة الإسكندرية إن الازدواجية والارتباك اللذين يعانى منها الشباب الآن فى آرائهم ومتطلباتهم سببها. أنهم «مش واخدين المسألة بجدية»... والشاب يحتاج أن يعبر عن رأيه وأن نسمعه ونقيم معه حواراً مباشراً.. ثم نقوم بتوجيهه لأن الشباب لا يعرفون ماذا يريدون.. لذلك يجب أن نترك لهم المساحة للحديث دون تأثير. كما يجب أن يكون التزامهم بالمبادئ والمثل والدين أساسيا لبناء شخصيتهم.. والتروى وعدم أخذ الأمور بسطحية حتى فى أبسط المسائل.
وتضيف د. هند أن الشباب لكى يكون لديه هذا العمق يجب أن نعطيه الثقة ونحمله المسئولية.. وأن نعطيه فرصة ليثبت نفسه فى كل المجالات.
ولقد أعطينا الشباب فى الجامعة مسئولية أعمال تجارب فى المجال العلمى مثل «التعليم الإلكترونى وأبدعوا فيها.. وهذا يعنى أنه بمجرد أن نعطيهم الثقة ويقوموا هم بالتركيز فتكون النتيجة هى التفوق والإبداع.
تناقض المجتمع
وترى الدكتورة نسرين البغدادى أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية : أن الابن فى كثير من الحالات يميل إلى شخصية والدته، ويبحث عن شريكة لحياته مشابهة لها لما تمثله فى حياته من أهمية وقدوة وراحة، والفتاة تبحث عن شريك لحياتها أيضا مشابه لأبيها فى كثير من صفاته التى تعجب بها وتربت عليها، ولكن فى ظل مجتمع متناقض فى كثير من الأمور.. يتأثر الشاب والفتاة ( برؤية ) معينة لنجوم فى المجتمع من الممثلين أو المغنيين وكيفية إظهارهم كقدوة لهؤلاء الشباب فى طريقة ملبسهم أو تسريحتهم أو سلوكهم فيعجبون بهذه الشخصيات التى تماثلهم فى محيطهم ثم يأتى دور الأسرة الذى يثبت هذه العلاقة عندما يشجعون وجود صداقات فى إطار غير رسمى لتطور المجتمع وانفتاحه دون التركيز على المعايير الأساسية فى الاختيار.
فتتفاخر الأم بأن ابنها مصاحب بنات ( زى القمر ) ولكن عند الزواج ترفض زواجه بواحدة منهن وتقنعه بأن يتزوج المتدينة أو المحجبة وهنا ينشأ عند الشاب تخبط فى المعايير، ولذا نجد المعايير متناقضة فى أحيان كثيرة كأن تكون دلوعة، ولكن ملتزمة، جريئة وواثقة فى نفسها، ولكن مطيعة وبريئة وهادئة، فلم يتعود على الصراحة مع نفسه ووضوح الرؤية هل يريدها هكذا أم هكذا، ولكنه يريد كل شىء ما يعجبه ويعجب المجتمع شكلا وكذلك ما يحقق له التوافق الاجتماعى والتكافؤ الفكرى والاجتماعى والمادى بين الشريكين لذا فالأسرة يجب أن تعى ذلك عند تربيتها للولد والبنت فعلى الأم أن تعلم ابنها حرية الاختيار وتحديد الهدف فى مجالات حياته ولا تسمح له بعلاقات وتُحرَّمها على ابنتها، لأن التناقض فى الأسرة والمجتمع هو ما وراء تخبط الشباب.
الحالة الاقتصادية والاجتماعية :
أما الدكتورة سوسن الغزالى - أستاذ الصحة العامة ورئيس وحدة الطب السلوكى بطب عين شمس - فبدأت حديثها معى قائلة : ( فى مجتمعنا قيم راسخة يغذيها الأهالى عن الأدب والأخلاق عند تخطى الفتاة لبعض الأمور تدخلها فى طور التشكك والتخوف من قبل المجتمع كالتأخر ليلا مثلا أو الانفتاح وهنا يحدث التجاذب والشد بين الموروثات وثقافة الانفتاح التى نعيشها، فالحياة التى نعيشها الآن تتطلب البنت الواعية المنفتحة التى تستطيع التعامل فى مجتمعها لتكمل تعليمها ودراستها وتعمل وتثبت مكانتها فى المجتمع، وأصبح الشاب يبحث عمن تسانده وتقف وراءه لتدفعه للأمام معنويا وماديا فى ظل ظروف الحياة الاقتصادية واعتماد كثير من الشباب على المشاركة فى بناء البيت لأن هذا ما تتطلبه الحياة هذه الأيام، فيحدث الشد والجذب بين رغبته فى ست البيت التى مهمتها إسعاده وراحته فى البيت وبين شريكة فى حياته الواقعية وفى العمل وفى الشارع التى يعتمد عليها كثيرا ومن هنا زادت حالات العنوسة لرغبة البنت أيضا فى مجموعة كبيرة من الصفات من الشاب، كالشاب الملتزم المتدين لأنها تربت على ذلك والشاب الروش مقطع السمكة وديلها ليتماشى مع شباب هذه الأيام.
وكذلك الغنى بسبب ظروف الحياة وتخوفها وعدم وضوح رؤية مستقبلية مطمئنة.. فالشاب يريد فتاة (خام) وليس لها أى تجارب وكذلك تشبه الفتيات التى يراها على النت من جرأة وانفتاح خاصة فى مجال العلاقات الجنسية فازدواجية المعاير عنده ينميها المجتمع الذى يهتم بالمظاهر الدينية كالحجاب مثلا غافلا أى معان عن التحشم الأخلاقى وهنا يأتى دور الخطاب الدينى الذى يرسخ المفاهيم المتوازنة، ويؤكد أن المعاملات بين البشر واجبة فقد كنا نرتدى المينى جيب، ومع هذا لم يكن عندنا الانفلات الأخلاقى والتحرش الموجود الآن، وهناك واجب آخر على إخصائى الطب السلوكى بتغيير الأسلوب المترسخ فى نفسية كل فرد وطريقة تفكيره، ونشر فكر التوازن الانفعالى ورؤية الأمور بوضوح وموضوعية، وكذلك ظهور الشخصيات المتوازنة التى نريد إلقاء ضوء عليها بمميزاتها وعيوبها بطريقة واقعية فى وسائل الإعلام والدراما التليفزيونية لإظهار الحقيقة وتمكين الشاب والفتاة من تكوين صورة متوازنة لما يهدفون إليه ويكون هناك تفعيل لدور الأسرة بتعزيز مفهوم (الوحدة الواحدة) للأسرة فيكون النقاش صريحا وموضوعيا.
الحياة على النت
وتقول الدكتورة إيمان عبد الحكيم -استشارى العلاج النفسى ودكتوراه فى علم النفس الإكلينيكى: التخبط فى المعايير مشكلة جيل بأكمله والسبب المباشر هو الانفتاح على الفضائيات والإنترنت الذى جعل العالم قرية صغيرة يتبادل عن طريقها الناس الخبرات وفتح العالم بثقافاته المختلفة وعدم التوازن الذى يعيشه الناس ضريبة لهذه المرحلة الانتقالية وأمر طبيعى يحدث بعد انغلاق مجتمعى.
المهم ألا يتطور هذا إلى دخول الشاب فى شرنقة الحياة الافتراضية التى يعيشها على النت وتتأثر حياته الاجتماعية ويصبح بمعزل من عائلته ومجتمعه.
وهذا الانفتاح هو ما أثمر معايير جديدة لدى الشاب وخبرات جنسية جديدة والكليبات على الفضائيات أفرزت صورة للموديل الشاب والفتاة فأمر طبيعى أن يطمع الشاب فى كل ذلك ولا يزال متمسكا كرجل شرقى بأن يكون كل هذا من حقه بمفرده والفتاة تريد من يشاركها العصر، وكذلك تريد أن تكون مطمئنة وألا يكون زوجها منفتحا وعصريا سوى معها، وهو تخبط طبيعى لهذه المرحلة الانتقالية وأهم ما فى الموضوع هو ألا نتمادى فى هذا التخبط، وأن يصل للشاب عن طريق والديه ومجتمعه أن الزواج حياة بين رجل وامرأة تحقق إشباعا لاحتياجاتهما الاجتماعية والبيولوجية وفقا لأسلوب اجتماعى يعترف به الدين والقانون والمجتمع ويقوم فيه كل طرف بإشباع الآخر، وليس التفكير فى إشباع نفسه فقط.
القانون والتربية
وقال الدكتور حسنى السيد - أستاذ المناهج بمركز البحوث التربوية: لا أرى أن المدارس والجامعات تقوم بدورها التربوى كما ينبغى، بل إن المدرسة أو الجامعة قد تكون سببا لتخبط آراء الشباب وخلق شخصية ازدواجية تفكر تفكيرا عشوائيا دون الاستناد على منطق أو فلسفة واضحة لذلك نرى شبابنا الآن عبارة عن هيكل هش يستمع لكل ما حوله من خطأ وصواب ليكون شخصية متناقضة تجمع بين التشدد والانفتاح وكل هذا بسبب غياب الدور التربوى، فالمدرسة مثلا ليست لديها فلسفة واضحة محددة لكى تسير عليها، فأحيانا تهتم بتدريس الأخلاق والدين وأحيانا أخرى ترى أن ذلك تطرف فينشأ الشاب وسط مجموعة مختلفة لا وسط فيها.
ونجد المدرس يقول قيما ويزرع فى الطلبة المبادئ وحب العمل والاهتمام به والأمانة فى أدائه المهنى ويمد يده ليأخذ ثمن الحصة لتكاسله عن شرح الحصة فى المدرسة.
ويؤكد د. حسنى السيد أن التربية غير منفصلة، فالبيت له دور كبير والمدرسة لها دور أساسى وجميع الوسائل التربوية من جامع أو كنيسة أو الإعلام وقطعا الإعلام يقوم بدور مع الأسف غير إيجابى.
إن الحل فى القانون والتربية أى الحل فى استقامة التربية وتطبيق القانون لكل من يحاول البعد عن القانون ويخالفه وأيضا لابد من إيجاد
إرادة وإدارة وعدالة فى المجتمع، فالشاب يرى فلانا يقوم بكارثة ولا يحاسب عليها لأنه ابن شخصية مهمة وللأسف لا توجد لدينا فلسفة تربوية محددة لذلك تجد الشاب يريد فتاة متدينة وفى نفس الوقت تشبه فتاة الإعلانات، فيريد أن يحصل على الجمال والأخلاق والجرأة وهذا قمة التناقض.
تجارب ناجحة
الكاتبة لميس جابر زوجة الفنان يحيى الفخرانى لديهما اثنان من الأبناء الأكبر هو شادى والأصغر طارق والاثنان تزوجا وأنجبا منذ سنوات قليلة، وعندما سألت والدتهما عن الطريقة التى اختار كل منهما عروسته قالت:
أولادى طلعوا واقعيين جدًا رغبة منهم فى أن يشبهوا والدهم ووالدتهم أولاً ابنى شادى تزوج ابنة خاله وهى «طقة» مثله رفضت ارتداء ملابس العروسة، والاثنان فضلا عدم إقامة فرح واختارا الالتقاء مع العائلة بأحد الأماكن المفتوحة يوم زواجهما فى فترة الغروب، وعلى فكرة زوجته جميلة وفى ذات الوقت عملية وحريصة على عملها، أما ابنى الثانى طارق قبل زواجه قال لى ولوالده هاتكلفوا فرحى كام قلنا له كذا فقال لنا خلاص اعطونى نصف المبلغ أسافر اتفسح فى ماليزيا مع زوجتى، وأذكر أننى سألت طارق لماذا اخترت هذه العروس رغم أنها ليست على درجة كبيرة من الجمال فقال لى لأنها إنسانة حقيقية.. وفعلاً لمست بنفسى أن البنت عملية ودؤوبة وطموحة وليس لها فى هيافة البنات.
وعن رأى البنات اللائى يطلبن عريسًا مقطع السمكة وديلها بس مؤدب تقول:
الفتاة التى تشترط فى عريسها أن يكون طول وعرض ومؤدب وقليل الأدب فى ذات الوقت أكيد فاضية، فثقافة المجتمع أصبحت مُخربة وهذه النوعية من الفتيات جزء من المجتمع. وعن الشاب الذى يطلب أن تكون عروسته «خام» تقول لميس جابر:
لا أتخيل إن فيه بنت النهارده خام والتى تدعى ذلك تمثل على عريس ساذج، وليست لديه فكرة عما يحدث فى الدنيا ويستاهل اللى يحصله.
جيل مختلف عنا
ويقول الفنان حسن يوسف إن بيننا وبين الشباب الآن مسافات فى التفكير، فأنا حتى الآن أرفض التعامل مع اللاب توب، ومعندش استعداد أكون جزءا من الشات والface book.. ويجوز آراء الشباب تتفق مع العصر الذى نعيشه، ولكن يجب أن نعترف أن بيننا وبينهم مسافة زمنية وتكنولوجيا نحن لم نعشها.
فابنتى تقول لى أنا مش عايزة أرتبط بشباب اليومين دول وأحب الشباب المثقف الذى يذهب للأوبرا ويحب القراءة ويذهب لحفلات الموسيقى والمسرح، وهى الآن تعد رسالة دكتوراة فى إنجلترا.. وتريد واحدًا مثلها.
أما ابنى الكبير عمر رومانسى وأنا معرفش إيه مواصفات البنت اللى عايزها.. لكن اللى أنا عارفه أنه عايز يعيش قصة حب.. عمر خاطب بنت هادية لكن إيه مواصفاتها.. لم أسأله. وابنى محمود عايز يعيش قصة حب.. ولكنى لم أسأله عمن يحبها وما هى شروطه فيها.. لكن ما أستطيع تأكيده أنهم مختلفون عنا.. وما أسمعه وأقرأه من آراء للشباب، لم أستغربه.. وأرى أن نضعه موضع دراسة.
وقال الفنان حسن يوسف: لا يمكن تعميم ما يقوله بعض الشباب على جيل كامل.. وكل ولد وبنت من هذه النماذج تمثل شريحة من البنات أو الولاد أو نوعا من التفكير، وأرجو عدم مهاجمتهم ولابد من احترام آرائهم لأنه يجوز أن يكون ناتجا عن تجربة، وأنا أطلب من علماء الاجتماع أو التربية أن يفسروا آراء هؤلاء الشباب ولا يهاجمونهم.. يعنى ما ينفعش أن إحنا نقول إيه الكلام الفارغ ده.. وأنا لست مندهشًا ولا مذهولا لأننى أعرف أن المجتمع به متناقضات.
وعلى الشباب الذى يريد أن يتخذنى قدوة فعليه ألا يتخذنى قدوة من أفلامى لأنها وليدة ظروف المجتمع وقتها، وأنصح الفتيات بأن يخترن شبابا أكثر رجاحة ويكونوا قادرين على تحمل المسئولية، أما الشاب الحلنجى فليس قادرًا على تحمل الأمور.
أنا وابنى عمر
الفنانة آثار الحكيم لديها ثلاثة أبناء.. أكبرهم هو عمر فى سنة أولى جامعة وبدا الحوار بينهما حول فتاة الأحلام قبل دخوله الجامعة بعام، آثار الحكيم تأتى دائمًا فى صف «الفتاة» ضد ابنها عمر الذى يتبنى آراء ذكورية فهو يريد من فتاته ألا تسأله أسئلة من عينة لماذا تفعل ذلك؟ ولماذا لا تتصرف هكذا؟ باختصار عمر عاوز واحدة مكبرة دماغها بحيث يفعل ما يريده حتى إذا كان ذلك سيضايقها لأن المفروض أنها لا تتضايق من وجهة نظره، والمدهش أن عمر كل 6 شهور أو سنة يغير رأيه فى فتاته، ومع كل فتاة جديدة يعرفها ويتحدث عنها بطريقة توحى أن هذه الفتاة هى حبه الحقيقى وأنه لا يوجد قبلها ولا بعدها.
وعن طريقة تفكير الجيل الجديد تقول آثار:
شباب هذا الجيل يحب يعيش تجارب شبه ما يشاهدونه فى الأفلام ويرغبون أيضاً فى مُعايشة الحالة التى يسمعونها بالأغانى العاطفية، وبالطبع تكون مشاعرهم غير حقيقية وهم يرغبون فى التقليد لمجرد إحساسهم أن ذلك نوع من إثبات الذات، ونحن بحكم خبرتنا ومرورنا بهذه المرحلة نعلم جيدًا أن المشاعر فى مرحلة عمرية معينة ليست حقيقية،وأتحدث معه أكثر من مرة وأذكره دائماً بالحرمانية، وأن البنات أمانة ربنا هايحاسبك عليها، لذلك لابد أن تكون صادقًا ولا تتلاعب بمشاعر البنات أو تفهم إحداهن أن مشاعرك متجهة لها وحدها، ولا مانع أنك تخرج مع كل البنات لكن فى إطار «الجروب»، وأوضح له أن الأساس فى أى علاقة تجمعه بفتاة ما لابد أن يحكمها الإحساس بالمسئولية.
لا داعى للقلق
وقال الفنان محمود ياسين: إن هؤلاء الشباب الذين يملون شروطهم على العروسة التى يطمحون فى الارتباط بها يمرون «بنزوة»، ومثل هذه النوعية من الشباب والبنات لديهم جرأة زائدة، وهذا ليس غريباً على المرحلة العمرية التى يمرون بها، ففى هذه المرحلة يواجهون أشياء كثيرة فى الحياة ليس لديهم النضج الكافى أو الحياء الذى يساهم فى تكوين الشخصية وبنائها.
وأضاف أن جميع الأجيال مرت بمرحلة «النزف» أو الخروج على المألوف ومحاولة إثبات الذات وبعد قليل تبدأ الشخصية تتكامل ووقتها يبدأ الشباب مرحلة نضج جديدة أهم سماتها أنه يجب مراعاة مشاعر الآخرين وعدم الاستهتار بها وعليهم أن يلموا روحهم ويختاروا ألفاظا وتعبيرات جيدة لأن استمرارهم فى التعبير بألفاظ تفتقر للحياء والذوق يعنى عدم حرصهم على القيم التى ينبغى أن يتحركوا من خلالها وسط مجتمعنا، فى ذات الوقت أؤكد أن هذه المرحلة التى يمر بها الشباب لا تدعو للقلق مادمنا نلعب أدوارنا معهم داخل البيوت والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.