الفاسدون من النخبة أرادوا التشويش علي الرسالة المؤكدة في قرارات المجلس الأعلي للصحافة في ضبط الإيقاع والحفاظ علي ثوابت ومرتكزات هذا المجتمع التي تصد عنه الفوضي وحرائق الفتن الطائفية بعد أن استباحت كل المواثيق والمعايير المهنية التي تفترض حسن النية في التناول الصحفي والإعلامي والتليفزيوني عملا من أجل الصالح العام. وتحت دعاوي حرية التعبير.. يتكتلون الآن في مواجهة قرارات وزارة الإعلام في إغلاق وإنذار قنوات فضائية خرجت عن سياقها الطبيعي في تقديم خدمة تنويرية للمشاهد إلي مساحات من بث الرسائل المشبوهة المسمومة تحت غطاء ديني ومغازلة المشاعر الدينية بما يثير مشاعر العداء في حق الآخر ويجرد المجتمع من صفته المدنية. وفي تقديري أن تمتد هذه القرارات التصويبية إلي قنوات أخري وبرامج أخري خرجت عن توصيفها الأساسي كقنوات وبرامج لها خط وتناول طبقًا لشروط التعاقد علي الإنشاء والبث الفضائي. أزعج الفاسدون من النخبة أن تأتي قرارات التصويب والضبط والربط تحت مظلة من المسئولية الوطنية والمهنية.. بعد أن استخدموا مناخ حرية التعبير غير المسبوقة في إفرازات مسمومة أوصلت الجميع إلي حافة خطر هددت سلامة وحدة هذا الوطن. ما الذي يضير صاحب رأي.. صحفي أو محلل أو مثقف.. من لفت الانتباه إلي ضرورة اتباع المعايير المهنية في التوثيق وعدم الاستناد إلي شائعات وعدم تصفية الحسابات السياسية والشخصية؟ ما الذي يخيف رئيس تحرير صحيفة خاصة من اتباع قواعد وآداب المهنة وميثاقها في الامتناع عن إثارة التطاحن الطائفي بمنشيتات ومقالات تجادل في ماهية العقائد وصولاً إلي نقطة حريق لا يعلم سوي الله متي تبدأ وعلي أي النتائج ستنتهي؟ ما الذي يمنع رئيس تحرير صحيفة خاصة من وضع سياسة تحريرية تبتعد عن مساندة تيارات في المجتمع هي محظورة ومشبوهة وظلامية تسعي لاختطاف عقل ووجدان هذا المجتمع الوسطي إلي مناطق تخاصم الحرية وتحرض علي الآخر.. لها موقفها الخاص والمعلن من المرأة.. ولها ارتباطها البنيوي والتنظيمي والمعلن أيضًا مع أجندات ومنظمات الخارج؟ هو فساد الضمير الوطني والمهني.. وهي المقامرة بمستقبل هذا المجتمع. [email protected]
