طالب كتاب وصحفيون المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين التصدي لمثيري الفتن والعمل علي تفعيل ميثاق الشرف الصحفي علي أرض الواقع فيما رأي مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين أن الإعلام المصري يتمتع بهامش من الحرية في التناول لمختلف القضايا غير مسبوق معتبراً أن من حق الإعلام تناول أي حدث طالما هو حقيقة علي ان يكون التناول ملتزما بمواثيق المهنة من صدق وموضوعية وتجنباً لإثارة الفتنة الطائفية أو تحريض فئات الشعب وطبقاته ضد بعضهم البعض. وأوضح مكرم أن الحقيقة نسبية وليس من دور الصحافة الصمت لافتاً إلي أن النقابة مسئولة عن الدفاع عن الصحفيين المتعرضين للظلم خاصة أن المعتاد في مصر أن يعلق الجميع الجرس علي عنق الصحافة للخروج من المشكلة. وأشار مكرم إلي أن نقابة الصحفيين تعمل علي التدقيق في حقيقة ما نسب إلي الانبا بيشوي من تصريحات ضد «القرآن الكريم» اثارت ردود أفعال غاضبة خاصة بعد أن أنكرها وذلك لحماية الصحفيين والتأكد من مدي دقتهم في النقل عنه داعياً كل مسئول للتحلي بالشجاعة في تحمل مسئولية ما يصدر عنه من تصريحات لا أن يسارع بانكارها. ورأي محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية أن تصريحات الانبا بيشوي كانت من الخطورة بما يستوجب الاهتمام الإعلامي الكبير خاصة أنه تطرق لتفسير آيات القرآن واتهم المصريين بأنهم ضيوف في وطنهم وهو ما يثير فتنة في أوساط الرأي العام معتبراً أن الإعلام قام بدوره مشيداً ببيان المجلس الأعلي للصحافة الذي جاء مطالباً الجميع بالحذر والتوقف عن التصريحات المثيرة للفتنة. إلا أن الكاتب الصحفي لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق، رأي أن الدور الاستقصائي للإعلام يستوجب التدقيق العام في تصريحات الانبا بيشوي ود. سليم العوا قبل نشرها، بل يجب الرجوع للشخص ذاته للتأكد من تصريحاته. وحمل لويس رؤساء التحرير الجزء الأكبر من المسئولية حال ثبوت عدم صحة ما ينشرونه من تصريحات وعلي الصحيفة بعد أن نفي بيشوي ما نسب إليه الاستشهاد بعدد من الحضور. وأضاف لويس أن البعض يلجأ للإثارة بهدف خلق حالة من التوتر ومن ثم علي النقابة التصدي بكل قوة لهؤلاء. وقال محمود صلاح رئيس تحرير أخبار الحوادث إن الإعلام يمارس دوراً خطيراً وأن تناوله للقضية الأخيرة خرج فيها عن دوره ورسالته التي يأتي في مقدمتها الحفاظ علي سلامة الوطن. وأضاف صلاح أن التركيز الإعلامي المكثف علي كل قضية لا يؤدي إلي حلها بل يزيد من تأجيج النيران ويوسع الفجوة بين أطراف المجتمع معتبراً أن من المفترض أن هناك مواثيق إعلامية وقوانين وقبل ذلك ضمير الصحفي ولابد من النقابة والمجلس الأعلي للصحافة من ممارسة دوريهما في تحويل تلك القوانين إلي واقع. قال نبيل زكي رئيس تحرير جريدة الاهالي السابق: مع الأسف توجد عناصر في الصحافة غير مسئولة ولا نقدر مدي تأثير الكلمة وبالتالي لا نتصرف علي نحو يؤدي إلي تعميق مبدأ المواطنة والمساواة بين الجماهير مع التدقيق في اختيار الأسلوب أو الطريقة التي يتناول بها الموضوع بما لا يسبب الاثارة وهو ما يعتبر «سر المهنة». وأضاف زكي أن كل ما يحدث سببه أن بعض الصحفيين ليسوا علي درجة كافية من الوعي لأن الصحافة لابد أن تكون أداة للحد من تفاقم الطائفية.