واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكتوبر    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024.. اعرف مرتبك بالزيادات الجديدة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    جامعة كولومبيا تعلن تعليق نشاط الناشطين المؤيدين للفلسطينيين    قوات الاحتلال تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    مائل للحرارة والعظمى في القاهرة 30.. حالة الطقس اليوم    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    ثروت الزيني: نصيب الفرد من البروتين 100 بيضة و 12 كيلو دواجن و 17 كيلو سمك سنوياً    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    طيران الاحتلال يجدد غاراته على شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    بين تقديم بلاغ للنائب العام ودفاعٌ عبر الفيسبوك.. إلي أين تتجه أزمة ميار الببلاوي والشيح محمَّد أبو بكر؟    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    النيابة تنتدب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق شب داخل مطعم مأكولات سوري شهير بالمعادي    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «المقاطعة تنجح».. محمد غريب: سعر السمك انخفض 10% ببورسعيد (فيديو)    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنقطع رأس الأفعي
نشر في صباح الخير يوم 04 - 01 - 2011


ملف خاص إشراف: مها عمران
فريق العمل : جميل كراس
جيهان أبو العلا زين إبراهيم
هايدى عبد الوهاب أمانى زيان يارا سامى شاهندة الباجورى محمد عاشور نهى العليمى آيات موافى لمياء جمال رشا إبراهيم ياسمين خلف
الملف بريشة الفنان : محمد الطراوي - هبة المعداوي - خضر حسن - فاطمة حسن

أرادوا أن يغتالوا فرحتنا
أن يسرقوا تفاؤلنا ونحن علي أعتاب عام جديد
أن يزرعوا الفتنة وينشروا الخراب والدمار
أن يفرضوا الخوف علي يومنا وغدنا
لكن رد الله كيدهم.. وحمي وطننا من مكرهم فامتدت الأيدي تشد علي بعضها البعض واختلطت الدماء حتي صارت أخوة دم لشركاء الوطن.. واجتمع الشمل ولم تحدث الوقيعة ولم يعشش الخوف في قلوبنا.. صحيح فقدنا مواطنين أبرياء.. لكننا لم نخسر الوطن ولن نخسره أبدا إن شاء الله.
وقد قررنا في صباح الخير أن نتوقف بالقراءة والتحليل للرسالة وتوصلنا إلي حد من يقف وراءها.
وحددنا كيفية الرد عليها.
وذلك من خلال آراء ورؤي نخبة من المثقفين والمفكرين ورجال الدين والفنانين.
• الأنبا يؤانس: سكرتير قداسة البابا شنودة قال والألم يعتصره علي ضحايا العمل الإرهابي الجبان: إن مصر مذكورة في الإنجيل «مبارك شعبي مصر» وعندما تتعرض لأزمات دامية أدعو الله أن يحفظ بلادنا وسلامتها من كل شر، غير أن مضمون ما حدث يمثل تهديداً مباشراً لكل المصريين معاً مسلمين ومسيحيين فالذين ارتكبوا هذه المجزرة من خلال هذا العمل الإرهابي الجبان ليس لهم ضمير أو وطن أو دين أو أخلاقيات ويجب سرعة استئصالهم وبترهم من رحم مصر السلام والمحبة والإخاء.
والفترة المقبلة تحتاج إلي تضافر جهود كل المصريين مسلمين وأقباطاً ومواجهة أي نوع من التطرف ودحر أي عناصر إرهابية تهدد سلامة هذا الوطن والتصدي دون هوادة لمن تسول له نفسه العبث بأقدار مصر وشعبها لأن الحادث الإرهابي استهدف في المقام الأول أمن مصر وسلامتها وترويع شعبها وإثارة الفتن بين الشعب الواحد.
• مصر مستهدفة
• نيافة الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وتوابعها:
ما حدث كارثة حقيقية بكل ما تحمل من معني لا سيما أن ذلك وقع عشية الاحتفال واستقبال عام ميلادي جديد 2011 والذي تحول في لحظات إلي حزن كبير داخل كل كنائس مصر بل والوطن كله وتناثرت فيه جثث وأشلاء الضحايا في كل مكان في مشهد حزين ودون أي ذنب يرتكبونه، وقد ارتسمت علامات الغضب والاستنكار علي وجه كل جموع شعب مصر وكذلك الذين شاهدوا تلك الواقعة المفجعة مما يدل علي أن مصر مستهدفة ولهذا علينا أن ننتبه لمضمون تلك الرسالة التي لا تعبر عن أي دين أو عقيدة تعرف المعني الحقيقي للحياة والسلام الذي نادي به الله بين البشر في محبته وليس من أجل قتل الأبرياء وارتكاب الجرائم الإرهابية المروعة ولأن ما حدث أيضاً يمثل حزناً عاماً لكل المصريين وليس المسيحيين وحدهم.
وأقول لمن بعث بهذه الرسالة اللا إنسانية البعيدة كل البعد عن شرائعنا السماوية إن دعاء الكنيسة في مثل هذه الظروف الصعبة «ربنا موجود».. والله وحده قادر علي القصاص وأن يحفظ مصرنا من شرور الحاقدين الخارجين عن الأديان وتعاليمها السمحة وينجينا من شرورهم وجرائمهم البربرية ونحن كشعب وكنيسة لدينا ثقة كبيرة في رجال الأمن في سرعة ضبط الجناة مرتكبي هذا الجرم الكبير الذي راح ضحيته 21 نفساً بريئة بخلاف المصابين وندعو الله أن يحفظ بلادنا مصر من الشر وأن تكون دائماً واحة الأمان في كل حين.
ويكمل قائلا: حتي هذه اللحظات لا نعلم من هم القتلة ومن أين جاءوا وما هي الدوافع التي قادتهم إلي هذا العمل الإجرامي الذي تنبذه كل الأديان والشرائع السماوية.
• شعبنا لا يعرف الفرقة
• الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة ورئيس دير الأنبا برسوم العريان قال: نحن دائماً أمة واحدة وشعب ونسيج واحد، لا نعرف الفرقة، فالمسلمون يعيشون مع المسيحيين جنباً إلي جنب في كل مكان علي أرض مصر يدافعون عن تراب هذا الوطن بدمائهم وأرواحهم وسلامة مصر في قوتها وتماسك شعبها ووحدة النسيج الوطني لأن ما حدث هدفه تهديد مصر وأمنها، كما أن الحدث الإرهابي علي كنيسة القديسين بالإسكندرية استهدف أمن مصر واستقرارها وليس المسيحيين الذين راحوا ضحية هذا العمل الإجرامي أو كذلك الذين أصيبوا، وجريمة الإسكندرية موجهة لمصر قبل المسيحيين.
• خندق واحد
• المستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب: لا فرق بين مسلم أو مسيحي فكلنا نعمل من خلال خندق واحد ونعيش علي أرض مصر السلام مترابطين متحدين وهذا ما يحزن الحاقدين.
وهذا الحادث الإرهابي الجبان يجب أن يزيدنا تماسكاً وقوة، فالإرهاب لا يفرق بين مسلم أو قبطي علي أرض مصر فالذي يصيب المسيحي من المؤكد يوجع كل مسلم والعكس صحيح وأنا علي ثقة بأن الأجهزة الأمنية ستقوم بدورها بأعلي درجة من الكفاءة لدرء هذا الخطر الداهم الذي يحيق بمصر من أي هدف إرهابي وستقتص يد العدالة من هؤلاء الإرهابيين حتي تهدأ ثائرة أسر الضحايا في هذا الحادث واعتبر ما حدث أسلوباً غريباً ومستحدثاً علي بلادنا وعملاً جباناً غير مسئول لا يعبر عن أية نوازع دينية فالإرهاب ليس له وطن أو دين، وأيضاً هذا يجعلنا يقظين لأن مصر أصبحت مستهدفة من الخارج لضرب استقرارها.
• الأسلوب الجديد
• أكد الكاتب الصحفي صلاح عيسي أن هذا الحادث خطير، ولافت للأنظار لأنه ليس المقصود به الأقباط ولا المسلمون فقط، ولكن المقصود به زلزلة الاستقرار في مصر، فهو مخطط لإثارة الأوضاع في الوطن، وهو شكل من أشكال الإرهاب التي تثير ضجة عالمية.
والرسالة التي يبعثها الحادث تنقسم إلي شقين يجب الأخذ بهما في الاعتبار الأول: أنها رسالة موجهة من عدوان داخلي هدفه استهداف الأقباط في مصر كجزء من مخطط لهز البلد ووضعها في حالة من عدم الاستقرار، والثانية أنها رسالة موجهة من تنظيم القاعدة لإظهار وضع مصر أنه دائما في حالة من التوتر.
وأضاف: إن الخطورة تكمن في طريقة ارتكاب الحادثة، لأنها تمت علي يد انتحاري بعد أن تراجع الاحتمال الأول، وهو تفجير سيارة مفخخة، فهذا يضع إشارات وعلامات تعجب كثيرة، لأن الإرهابيين في مصر لم يستخدموا مثل هذا الأسلوب من قبل فهو أسلوب جديد، ومؤكدا أننا كمسلمين وأقباط نحاول أن ننسي حزننا ولو لأيام حتي تهدأ الأوضاع فنتماسك ونشبك الأيدي مع الأيدي ونقف سدا منيعا أمام هذه التدخلات، حتي لا نحقق أهداف هذا التنظيم.
• حلقات حرق الوطن
وتقول الكاتبة الصحفية (سكينة فؤاد) إن الوحدة الوطنية هي أحد أركان قوة مصر علي مستوي العالم، فمصر البلد الوحيد الذي لا يوجد به مشاكل طائفية سواء كانت مذهبية أو عرقية، فهذا الحادث هو إحدي حلقات حرق هذا الوطن، فهي رسالة موجهة من الخارج، فإذا كان بداية العام الجديد بإثارة الفتنة الطائفية، فيجب أن نتحصن جيدا حتي نقف أمام ما يحدث في نهاية العام، خاصة أن انتخابات الرئاسة في أواخر هذا العام فماذا ننتظر ؟
وتري أنه لابد من التعامل مع هذه الأزمة، والرد علي هذه الرسالة لابد أن يكون علي أساس قوي قائم علي المواطنة الذي يقوي المناعة المصرية الموجودة في القوة الشعبية.
ولا ننسي دور الحزب الحاكم في حماية المواطنين، وليس الأقباط فقط، ولكن المسلمين أيضا، خاصة أننا دولة مدنية لذلك يجب تطبيق المواطنة بالعدالة بين الطرفين، ولا نلجأ للقوانين المؤجلة التي نستخدمها في بعض قضايا الرأي العام.
• الهدف مصر وتهديد وحدتها
يري الدكتور فاروق أبو زيد أن هذه الرسالة لا تقف عند استهداف الأقباط والمسلمين، ولكن لها معني أكبر بكثير فيجب ألا ننظر لها علي أساس حادث فتنة طائفية فقط، لأن الإرهاب ليس له وطن وحدوده لا تقف عند بلد بعينه وليس له وقت، فالرسالة خاصة بمصر علي وجه الخصوص، لأن مصر تلعب دورًا رئيسيًا في المنطقة ويتميز شعبها بالتماسك وروح التسامح التي تملأ قلوبهم، فيؤكد أن إضعاف دور مصر وتهديد وحدتها الوطنية هو الجزء الأكبر لضرب نسيج الروح الوطنية، فلابد من رد من خلال التمسك بالوحدة الوطنية التي تعودنا عليها منذ قديم الأزل وأن نواجه كل المخاطر بعيدا عن كونها خاصة بالمسلمين أو المسيحيين، ويجب أن تكون علاقتنا ببعض أفضل من ذلك بكثير ونجد حلولاً جذرية سهلة لكل الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا حتي لا نعطي فرصة لتكرار مثل هذه الحوادث، خاصة أننا في بداية العام الجديد.
فالإرهاب موجود والتهديد في حالة من الاستمرار ولا توجد قوة أمنية محددة وموجودة في كل مكان لمنعه لأنه في حالة من الانتشار السريع.
• قتل روح المصريين ووحدتهم ..
وتقول الكاتبة الصحفية (سناء البيسي) إنه منذ سماع هذه الكارثة حدث انزعاج شديد لكل المصريين، وسيطر الحزن ليس فقط علي الأقباط، بل أيضا علي المسلمين، فهذه الحادثة جعلتنا نقف علي أطراف أصابعنا، لأنها نوع من الإساءة لمصر بالإضافة إلي أنها لعبة حقيرة لإثارة الفتنة داخل البلاد، فلا يعقل أن مصريًا مسلمًا يرتكب مثل هذه الجريمة البشعة، ففي تاريخنا الطويل نتمسك بروح التسامح والمحبة بعضنا البعض، فهذه الرسالة ما هي إلا نزعة جديدة دخيلة تحاول أن تجعلنا نتناسي روح المصريين وقوتهم الوطنية.
واختتمت حديثها بأنه لابد في كل حي وكل محافظة وكل ركن من أركان الوطن أن يتواجد المسلم والمسيحي ويظهران التكاتف وضم الأيدي بعضها البعض للوقوف أمام الجميع، ولابد أن تكون هناك دعوة خاصة بالإعلام لأنه المؤثر الأول والأخير في مثل هذه الأحداث، خاصة بعد الفترة التي كان الإعلام فيها هو المتهم الأول في إشعال الفتنة.
• محنة وطن
يقول نبيل عزمي رئيس المركز الدولي للاستشارات القانونية: التعازي لكل مصر، لكل مسيحي ومسلم، فنحن في محنة وطن وليس محنة أقباط.. فما حدث يهدد الأمن القومي ولا يهدد الأقباط.. فأحداث الإسكندرية هي مكسب لأعداء الوطن وهزيمة للديمقراطية وهزيمة لكل العالم المتمدين، بل خطوة للوراء إلي عصر التطرف والإرهاب.. وإن كان المتربصون بنا - نحن المصريين - أرادوا بدء العام الجديد بالبكاء والدمار، وليس بالفرحة والأمل وهؤلاء المخربون هم العدو الأول لنا سواء كان من الداخل أو الخارج والضحايا هم شهداء مصر.
ويستطرد قائلا: مرتكب هذه الجريمة البشعة إذا كان مصريا فلا يستحق أن يحمل الجنسية المصرية فهو عدو داخلي بفكر مستورد.
فهناك مسئولية كبري علي أجهزة الأمن والتلفزة والقنوات الفضائية التي تبث سمومها وتغالط القواعد الدينية والفتاوي بلا حساب والعبث في الممنوع وأمن مصر هو الممنوع فهو الخط الأحمر، الذي لا يصح تجاوزه، كفانا فقهاء وفتاوي - فلابد أن يكون الأزهر الشريف هو المرجعية الأولي للفتوي وليس الفضائيات.. إننا في حالة حداد وليس في حالة عيد.. فشعور المسلمين الراقي المتحضر في المحادثات التليفزيونية : هل أقول كل عام وأنت بخير أم البقية في حياتك ؟! هذه هي مصر.
• تفتيت اللُحمة الوطنية
أما الكاتبة الصحفية أمينة شفيق فتقول: (كانت الرسالة في أول الأمر شفوية عندما هدد تنظيم القاعدة بضرب كنائس مصر ولكن الأمر لم يعد مجرد كلام، بل تحول إلي عملية فعلية استهدفت النسيج الوطني مسلميه وأقباطه.. فكان الهدف تفتيت حالة التآلف والوحدة الوطنية.. ولكن ينبغي التصدي لكل أيد غاصبة تحاول تقسيم اللحمة الوطنية - ولابد من سد أي ثغرة قد تساعد علي النيل من وحدتنا الوطنية وكل ذلك يكون من خلال العمل الوطني الداخلي.
• أياد عابثة خارجية
أكد المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن المجلس يدين الحادث الإرهابي البشع الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وقد تم إرسال بعثة لتقصي الحقائق برئاسة الوزير محمد فايق وعقدت لجنة المواطنة بالمجلس اجتماعا عاجلا.
ويري شاكر أن الرسالة من هذه العملية هي إثارة الفتنة فوراءها أيادٍ عابثة خارجية فمن قام بهذا العمل الإجرامي يد معادية للوطن وللمواطنة وتسعي للشقاق والفتنة بين أبناء الأمة مسلمين وأقباطا الذين عاشوا إخوانا متحابين علي مدي العصور والأزمنة، كما لا يمكن أن يصدر هذا العمل الآثم الذي راح ضحيته أقباط ومسلمون إلا من متطرف جاهل أو من عميل لجهة أجنبية تضمر الشر والحقد والكراهية لمصرنا العزيزة.
ولابد من مواجهتها بحسم للحفاظ علي هويتنا المصرية وإخماد نار الفتنة فلابد أن نتكاتف جميعا لإجهاض أي مخططات إرهابية تستهدف أمن مصر ووحدتها الوطنية.
• تماسك المصريين
أما دكتورة عالية المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فتقول: كل الشعب المصري حزين لما حدث ومستاء من هذه التصرفات البعيدة عن طبيعة المصريين، بل هي دخيلة عليهم.. فأنا أتصور أنها أياد خارجية موجهة ضدنا لزعزعة استقرار بلادنا.. فهذه الجريمة الشنعاء لا تصدر عن شخص مصري، ولكنها صادرة عن عملاء مأجورين.. فأي مصري يحب بلده لا يستطيع أن يرتكب هذه الجريمة البغيضة..
وتستطرد قائلة: هذه رسالة سيئة نرفضها جميعا المسلمون قبل الأقباط، فنحن يد واحدة ضد رسالة عدم الاستقرار الموجهة من أعداء الوطن المتربصين لنا والذين لا يعجبهم ما ينعم به مجتمعنا من هدوء واستقرار، لذلك قاموا بهذا العمل الإجرامي من أجل خلخلة أمننا الداخلي.. فلابد أن نكون منتبهين دائما لمواجهة هؤلاء المجرمين الذين يتبرأ منهم كل دين.
علي أن يكون ردنا السريع علي جريمتهم هو ملاحقتهم والقبض عليهم بأقصي سرعة حتي ينالوا جزاءهم الرادع.. فضلا علي أن تكون جريمتهم الإرهابية دافع وحافز قوي للمصريين جميعا، لكي يتمسكوا ببلدهم أكثر، كما يجب أن يظل الأمن كعادته يقظا في مواجهة الإرهاب..
• التصريحات الإسرائيلية
الكاتب الصحفي أسامة هيكل يؤكد علي أنه حادث سياسي ليس طائفيًا وموجه لمصر.. واتهامه موجه لجهة وحيدة وهي الموساد الإسرائيلي ويبرهن علي ذلك قائلا:
لا يمكن أن نستبعد عند قراءتنا لهذا الحادث تصريحات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي السابق مائير دوجان من أن الجهاز سعي إلي ضرب الوحدة الوطنية في مصر.. ولديه شبكة من العملاء لتحقيق هذا الهدف.. لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وكان ذلك منذ شهرين، وللأسف لم تطلب مصر أي توضيح رسمي أو دبلوماسي أو أمني لهذه التصريحات.
لأن شخصًا بهذا المستوي، ويقول هذا الكلام، ونعتبره كلاما استفزازيا فقط ونلوذ بالصمت، فليس من حق إسرائيل أن تعترف أو حتي تلوح هذا الكلام، ونضع هذا الأمر بجوار عملية الكشف عن الجاسوس المصري لحساب الموساد مؤخرا.. فكل هذه مؤشرات أو دلائل علي ضلوع إسرائيل في إحداث الفتنة في مصر.
كان لابد من خروج تصريحات من الكنيسة توضح الحقيقة أمام العالم.. ولا نتعامل مع الموقف كالقطة السوداء في الحجرة المظلمة لا نستطيع الإمساك بها.
• القاعدة وليست إسرائيل
الأستاذ الدكتور حامد طاهر - أستاذ الفلسفة الإسلامية يقول:
لست مع من يقولون إن إسرائيل هي المستفيدة - فهذا الشغل ليس شغل إسرائيل - لكنه شغل تنظيم القاعدة - الذي حدث تراخ في مواجهته ووعيدهم لدور العبادة في مصر، للأسف قلنا علي تصريحات أنها كلام فارغ وتركنا خلاياهم النائمة والموجودة في كل مكان في العالم وأولهم مصر.. والتي أيقظتنا علي هذا الحادث المروع.
هل ننكر أن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم من مصر؟ وهو درس لكل الأجهزة بأن تستعد جيدا لمواجهة أي تهديد كما تفعل دول أوروبا فأي تصريح أو تهديد يصدر ضدها تجدهم يعلنون أقصي درجات الاستعداد.
لذلك لابد لنا أن نضع الأمور في مكانها الصحيح، فالقاعدة قالت إن الكنيسة لديها سيدات مسلمات محتجزات سواء كانت كاذبة أم صادقة فكان لابد أن ننتبه ونكون أكثر حذرا.
ونرد علي من يقول أن هناك توتراً بين المسلمين والمسيحيين في مصر منذ فترة ولكن لا يمكن أن يصل الأمر لهذا الحد - ضرب دور عبادة، فالمسلمون لديهم عقيدة احترام اصحاب الديانات الأخري والكنائس لأنهم أهل الكتاب.
• قراءة عميقة
د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية
- لابد من القراءة العميقة لهذه الحادثة وألا تكون تقليدية كما جري في الحوادث السابقة - فالحادث سواء علي مستوي التوقيت أو آلية التنفيذ باستخدام سيارة مفخخة - يعد تطورًا نوعيًا جديدًا في تاريخ الإرهاب في مصر، فمن الأربعينيات وحتي اليوم لم نلحظ عملية بهذا الثقل، وبهذه القدرة التدميرية، فهي جديدة علي مصر وتحتاج إلي معالجة جديدة.
هذه الحادثة تحمل رسالة سياسية بالتأكيد، وليست طائفية من الخارج للداخل _ فالهدف أن يدخل هذا البلد في صراعات وتمزقات للنسيج الوطني لإعادة تركيبه وفق استراتيجية جديدة.
وأوجه الاتهام مباشرة لإسرائيل، وأيضا ما يسمي بالموساد (العربي)، وهو كل تنظيمات الإرهاب الديني وبعد (50) سنة عندما تظهر الوثائق الإسرائيلية سنجد أن الجميع كان يديرهم جهاز مخابرات واحد لا يريد الاستقرار لهذا الوطن - فالموساد العربي هو البيئة الحاضنة لكل التيارات السلفية..
ويؤكد د. رفعت سيد أحمد قائلا: الموساد الإسرائيلي هو المستفيد الأول من هذه الأحداث بعد الضربات المتتالية للأمن القومي المصري لقضايا التجسس.
وموقف مصر الحازم لقضية مياه النيل - وقريبا سيحدث نوع من الانفصال بين الجنوب والشمال في السودان، لذلك كان تخطيطهم لشغل مصر من الداخل بإشعال نار الفتنة الطائفية، وهذه العملية هي من عمل الموساد تحديدا، خاصة لأنه شبيه بما حدث في مدينة صيدا بلبنان واكتشفوا أن الإسرائيليين كانوا مشاركين فيها.
• جريمة مكتملة
ويقول كمال زاخر - منسق التيار العلماني:
بالطبع هناك رسالة مرسلة إلينا من الجاني سواء كان من جهة خارجية أو داخلية، فهذه الحادثة لا تستهدف الأقباط فقط، إنما تستهدف مصر كلها، لذلك فأنا اري أنها ليست فتنة طائفية لكنها جريمة مكتملة الأركان من جناة لابد أن نتعقبهم، وهذه الرسالة تتحدي مبدأ المواطنة.
لذا فعلينا أن نفهم الرسالة فهما صحيحا، وأن نقرأها جيدا ولا نجعل هذه الحادثة تمر مرور الكرام، ونمنع أي فرصة لأي تطور في خلايا متطرفة موجودة بيننا من الممكن أن تدمر المجتمع بأكمله. وأيضا ألا نترك العواطف تأخذنا حتي نستطيع التعامل مع الجيل الجديد من الإرهابيين وأن نجهز عليه.
ومن المهم أيضا علي كل مسئول أن يتبع ما قاله الرئيس في خطابه بعد الحادث مباشرة، وضرورة سرعة البحث عن الجناة.
• مؤامرة علي مصر
الدكتور نبيل حلمي عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان يقول إنه لاشك أن ما حدث ليس مسألة دينية، ولكن هي مؤامرة علي مصر، فالإرهاب ليس له دين أو جنس وهي عملية إرهابية تستهدف ضرب استقرار الدولة فهذه العملية الإرهابية لم تطل المسيحيين فقط، ولكنها أصابت البلد كلها مسلمين ومسيحيين.. ويوضح حلمي أن الحادث الإرهابي يستهدف النيل من السلام المجتمعي لمصر وإشاعة الفتنة بين المسلمين والأقباط وبين أبناء المذاهب الدينية المختلفة.
• دور مصر الإقليمي
السفير محمود كارم الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان قال إن المقصود بالرسالة هو استهداف أمن مصر.
فوراء هذا الحدث الإرهابي منظمات خارجية لأن الشعب المصري ليس بهذا العنف ومستحيل أن يرتكب هذا العنف فالمقصود بالرسالة هو استهداف مصر واستهداف نسيجها الموحد القائم علي المحبة والود لذلك فهو عمل قادم من الخارج ومحاولة لإبعاد مصر عن أداء دورها الإقليمي وعلينا أن نقف كشعب واحد يدًا واحدة لمجابهة أي أفكار متطرفة.
ويضيف كارم إنه يجب الإسراع بإصدار قانون دور العبادة الموحد،
• أسلوب غير معتاد
ويقول النائب جمال أسعد عضو مجلس الشعب إن الحادث مأساوي وغير مسبوق، خاصة أنه تم بأسلوب غير معتاد عليه في مصر بما يؤكد تهديدات تنظيم القاعدة التي أعلنت منذ فترة بشن هجمات ضد الكنائس المصرية، وبالفعل تم تنفيذها.. موضحا أنه لا يشترط أن يتم التنفيذ عن طريق التنظيم الدولي، ولكنه من خلال فكر القاعدة فهناك شباب متطرف ينتمي إلي هذا الفكر ويقوم بتنفيذ العمليات الإرهابية بنفس الأسلوب.
ويضيف أسعد إنها حادثة إرهابية موجهة ضد المصريين، وخاصة في اختيار التوقيت والمكان فعلي الرغم من كونها مستهدفة الأقباط، ولكنها تمثل خطورة حقيقة علي الأمن المصري القومي فهي حادثة إرهابية وتصيب كل المصريين، ولابد أن نتعامل بموضوعية لمواجهة الإرهاب ولا ننجرف وراء رد الفعل الطائفي.
ويشير أسعد إلي أن أسباب كل الحوادث الطائفية ترجع إلي وجود مناخ طائفي ومشاكل ينتظر حلها، وهذا ناتج عن عدم مواجهتها وأخذ كل طرف بمسئوليته، فالقضاء علي المناخ الطائفي مسئولية الجميع دون استثناء.
• استهداف البسطاء
الدكتور مجدي باسيلي - أستاذ الهندسة في جامعة المنيا - يقول هذا حادث مؤسف بكل المقاييس وهم يريدون إثارة الرعب في المسيحيين، وهذا لن يحدث والرسالة هي إثارة القلاقل في البلد.
وهم يستهدفون البسطاء لأنهم لا يفهمون طبيعة الأمور، ومن أين يأتي هذا الاعتداء، فيهديهم تفكيرهم البسيط تفكيرهم إلي جملة..
(زي ماضربونا نضربهم) وهذا ما يجب أن نتصدي له وننشر روح المحبة فيما بيننا ونتصدي للأقاويل السامة بالفكر الجاد..
• لا نريدكم أن تعيشوا في سلام
ويقول د. ثروت جرجس أستاذ الهندسة بجامعة الإسكندرية إن الرسالة تقول لا نريدكم أن تعيشوا في سلام سويا وسنثير القلاقل في البلد..
فلو تفرقنا سنسمح لهم بتنفيذ مخططاتهم يجب أن نتوحَّد ولا نتفرق في الشدائد.. وعلي العقلاء تفهم الرسالة ومحاربتها.
• عناصر مضللة
قال الدكتور ماهر جابر رئيس جامعة المنيا إن الرسالة التي وصلت هي عكس ما كانوا يريدون توصيله.. الرسالة التي وصلت هي أننا يجب أن ننبذ الخلافات وننتبه إلي أن الخطر لا يفرق بين مسيحي ومسلم وأن نكون يدًا واحدة ولا نعطيهم الفرصة لزعزعة الاستقرار واستغلال عناصر مضللة لتنفيذ هذا..
• الخوف والفتن
د. نهاد ذكري مساعد وزير الخارجية يقول: إنه عمل إرهابي ليس لديه أي هدف سوي تهديد استقرار البلد، فهذه الأعمال الإرهابية يستنكرها جميع المصريين المسلم منهم قبل القبطي، لأن مصر بلد مستقر وآمن ولا يوجد به عناصر تخريبية ولا يفكر شعبنا بالعنصرية أو التمييز وأن هذه الفعلة أخذت أرواح العديد من المسلمين والمسيحيين، ونحن المصريين مازال في قلوبنا عدل ورحمة فأنا أستنكر هذه الفعلة البشعة التي لا هدف منها ولا نتيجة سوي إهدار الأرواح وزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الخوف والفتن.
• وحدة البلاد
ويقول د. هاني رسلان - خبير الشئون السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجي: إن ما حدث يهدف إلي تهديد أمن مصر ومحاولة جر مصر مرة أخري إلي أحداث الإرهاب بصورة أكبر وأعمق وأبشع لأنهم يستهدفون وحدة البلاد هذه المرة وهو أمر غاية في الحساسية لأنها تمس مسلميها وأقباطها، ونأمل أن يتفهم الأقباط الوضع وأننا ندين من فعل هذا بشدة وسندافع عن مصر أقباطها قبل مسلميها، ولابد أن يتفهم الأقباط أننا نتحدث عن مصر، وليس مسلمًا أو مسيحيًا وأننا معهم في خندق واحد فجميعنا مصريون، وسندافع عن الأقباط بكل ما هو غال ونفيس وأود أن أوجه ردا لهذه الرسالة، وسيكون الرد لجميع المصريين وهي رسالة واضحة أن نتوحد مرة أخري ونتكاتف لنخرج من هذا المأزق الذي وضعونا فيه ليروا تفكك البلاد وذلك عن طريق الاستقطاب الطائفي لينشروا الفتنة ويعمقوا مفهومها ووجدوا أن هذا هو أفضل طريق للوصول والدخول إلي مصر واستهدافها والحل الوحيد لسد الطريق أمامهم أن نتفهم الأوضاع دفاعا عن مصر وأبنائها، لأن هذا العمل هو عمل إجرامي من خارج البلاد وقد يكون من جهة إسرائيل .
يقول المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق: يجب أن نفكر في جميع الاحتمالات عمن وراء هذا الحادث الإجرامي، وألا نترك احتمالاً واحدًا يمكن أن يوصلنا لمن أراد إرسال هذه الرسالة الغادرة للمصريين.. بدعوي رفض نظرية المؤامرة.. فقد تكون هناك قوي خارجية تريد إجهاض الدور المصري علي جميع المستويات العربية والإقليمية والدولية، خاصة مع حالة الصراع الشرس الموجودة الآن في الشرق الأوسط بين مختلف القوي الإقليمية والدولية.
ويضيف الدكتور أبو المجد إن هذه الحوادث ما هي إلا عرض لمرض، ولابد من البحث عن جذور هذا المرض.. فأنا أري أن ما حدث في الإسكندرية قد يكون اختراقًا من جهة خارجية للمجتمع المصري.. فهناك قوة خارجية لمحاولة إجهاض الدور المصري علي المستويات الإقليمية والدولية والعربية.. فيوجد دول متنافسة ومتصارعة فلماذا نصمم أن نرفض نظرية المؤامرة؟
فأنا أري أن استبعاد التآمر من الصورة ما هو إلا منهج غير علمي.. وأضيف إلي ذلك أن هذه الأحداث المؤسفة قد تكون تنفيذًا لتهديدات تنظيم القاعدة بضرب الكنائس المصرية ردًا علي اتهام البعض للكنيسة باحتجاز السيدتين كاميليا ووفاء قسطنطين بعد إعلان إسلامهما، كما أن هناك احتمالاً آخر قائمًا وهو أن وراء هذه الجريمة بعض القوي الداخلية.. فكلنا نضار من هذه الأمور.
فلابد من تحقيق علمي وبحث جنائي، لأن المجتمع تسوده حالة من الغضب، لأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية تضرب معظم فئات المجتمع خاصة الفقراء، كما أنه لا يوجد توافق بينهم، إذن هناك غضب مبرر لابد من التعامل معه.. كما أنه لابد من أن نعطي الوقت للبحث العلمي الصحيح لدراسة المشكلة من جميع جوانبها لكي نصل إلي حل علمي وعملي لها.
ويستطرد قائلاً: «هناك توتر ديني ساهمت فيه عناصر عديدة سواء بقصد أو غير قصد، كما أن الإيقاع الرسمي في مصالحة الأمور يصيب العديد من الفئات بالإحباط.. فمثلاً في قضية دور العبادة، فالدولة تلتزم بأن توفر أماكن للعبادة لكل من المسلمين والأقباط لممارسة شعائرهم الدينية، وهناك شكوي دائمًا من الإخوة الأقباط في هذا الأمر والتي لن يحلها إلا صدور قانون دور العبادة الموحد، وهناك بطء غير مبرر في إصداره، ثانيًا: التمثيل النيابي، ثالثا: الوظائف العامة.
وأري رسالة المجرمين واضحة، وهي أن المجتمع المصري غير آمن ولا يحمي الأقلية من الأقباط كما ينبغي.. فالخاسر في هذه الأمور هو الشعب المصري بأسره.. لأن مثل هذه الحوادث هدفها النيل من وحدة النسيج المجتمعي، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلي تراجع مكانة مصر الإقليمية.
الحل من وجهة نظري يتمثل في سد الطريق علي المغامرين بمصالح الوطن علي أن يكون العلاج جذريًا، وليس بالكلام فقط.. فلابد من أن تكشر الحكومة عن أنيابها في وجه المعتدين الحقيقيين، فالجُرح يجب أن يضمد علي نظافة.. ولكن إيقاع العلاج لايزال بطيئًا.. ولابد من التعاون للخروج من هذه الأزمة بسلام.
أهداف مشبوهة
ويقول الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد إن ما حدث في الإسكندرية حادث دخيل علي المجتمع، ويتنافي مع صفات المجتمع المصرية ووحدته الوطنية، موضحًا أن مصر مستهدفة من الخارج لضرب وحدتها الوطنية في الداخل والتأثير علي دورها في المنطقة العربية، وأكد مكرم أن هذا السلوك لا ينبع إلا من القتلة المأجورين أصحاب الأهداف المشبوهة والذين لا يهمهم إلا اللعب علي وتر نشر بذور الفتنة والوقيعة بين عنصري الأمة بفجور واضح وإصرار كبير.
الاحتقان الطائفي
يقول هاني عزيز أمين عام جمعية محبي مصر السلام: مصر مستهدفة وأقصر طريق للوقيعة داخل مصر هو اصطناع أي خلاف مع الأقباط.. لكن هذا العمل من الواضح أنه عمل إجرامي كبير ومنظم وخارجي.
القاعدة هددت وأعتقد أن هذا هو التنفيذ.. هذا ليس عملاً داخليًا ولا فتنة بين مسلم وقبطي مثل ما تعودنا عليه في الأيام السابقة.. لكنه عمل إجرامي كبير والمستهدف هي مصر كلها.
يجب أن نزيل الاحتقان الموجود في مصر بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات.. لأن هذا ما يجعلهم أو يسهل عليهم أن ينفذوا إلينا، أما إذا كنا متحابين فإنهم لا يستطيعون والمشاكل المعروفة يجب أن تحل بسهولة ويسر.. فمثلاً عندما يقتل 6 شباب مسيحيين منذ عام بالضبط، ولم يعاقب أحد حتي الآن هذا يزيد من الاحتقان بالطبع، ويجب ردع الجاني وعقابه.
إذا تم فك الاحتقان، فالشعب المصري متسامح ومتدين بطبعه، فلن تحدث الكثير من المشاكل ولن يستطيع أحد الدخول بيننا.
أقباط المهجر
قال اللواء أمير عباس سكرتير عام محافظة البحيرة إن باعث هذه الرسالة إما إيران أو إسرائيل فهم يعلمون أن خلق فتنة طائفية، وجعل عدم الوفاق بين المصريين هو ما سوف يقضي علي مصر والمصريين.
ومن يساعد هذه اليد الآثمة هم من لهم مصالح شخصية لا يستطيعون أخذها.. مثل أقباط المهجر الذين يتهمون البلد دائمًا بالاضطهاد وبأن حقهم مهضوم.
ثروتنا البشرية
أما الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر فتقول: بالتأكيد هناك رسالة موجهة للمجتمع المصري وهي تفريقنا وخلق حالة من الفتنة والتطرف بين عنصري الأمة من المسلمين والمسيحيين، فأصحاب هذه الرسائل يسعون إلي ضربنا في مقتل في ثروتنا الإنسانية، وهذا العمل قمة في الخبث، وأعداؤنا يعلمون جيدًا أنهم لن يتمكنوا من كسر المجتمع المصري، إلا إذا فرقوا بين أبنائه وشقوا وحدتهم.
وهذا ما تشير إليه هذه الحادثة الشيطانية الخالية من أي قيمة، كما أن الإنسان لن يقدم علي تدمير أخيه وهو في بيت الله إلا إذا كان عدوًا للإنسانية، متربصًا لمصر ولأبنائها.
وطالبت نصير المؤسسات الدينية بالوقوف وقفة واحدة، وأن يرتقوا علي هذا الحادث الأليم، وأن يعملوا من خلال منابرهم في المساجد أو الكنائس علي علاج هذا الأمر حتي تمر الأزمة.
وأضافت قائلة: المسئولية تقع علي المجتمع كله وليس رجال الأمن فقط، فالتطرف والعنف والغضب أمراض يصعب أن نتركها لرجال الأمن، فمسئوليتهم وضع أيديهم علي المجرمين، وفي ذات الوقت يكون مرادفًا لرجال الأمن رجال الدين والقانون والسياسة لعلاج هذه الأمراض النفسية حتي نخرج من هذا المأزق، وأن ننظر إلي المستقبل بشكل أكثر وعيًا.
من وراء الحادث
دكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية يقول: هذه العملية الإرهابية التي ارتكبت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتي بالطبع تستهدف الوحدة الوطنية المصرية هي ليست عملية فردية، وإنما هي تخطيط مدبر ومنظم من قوي خارجية، وهي بالتأكيد خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة الذي أعلن منذ شهرين في بيان رسمي له تهديده الصريح للكنائس المصرية، لذا كان يجب أن يتم رصد وتفكيك هذا التنظيم قبل تنفيذ خطته الإرهابية.
أما الكاتب إبراهيم عبدالمجيد فيري أن هذه رسالة موجهة للشعب المصري كله، لأن المقصود منها التخريب وزرع الفتنة، واختيار المجموعة التي قامت بهذه العملية للمكان كان اختيارًا خبيثًا، فهي كنيسة أمامها مسجد، كما أن طريقة التنفيذ نفسها لأول مرة تشهد مصر عملية تفجير إرهابية بهذا الشكل المنحط والخطير، وهذا يدل علي وجود احتقان طائفي يجب أن نتخلص منه حتي يعود الاستقرار.
وأضاف عبدالمجيد: للأسف الشديد إن خطب الجمعة والأحد تؤدي إلي زعزعة الوطن، فإن لم تنته هذه الدعوات الطائفية سينهار المجتمع كله، وعلي المشايخ في المساجد والقنوات الدينية التخفيف من حدة رسائلهم المتشددة، وعلي المدارس أن تعمل علي غرس قيم المحبة والمودة والتسامح والمواطنة وحب الآخر وقبوله، وسوف يساعد في ذلك صدور قانون دور العبادة الموحد، بل إن صدور مثل هذا القانون في هذا التوقيت سيعد بمثابة صفعة أليمة لكل من يسعي إلي إشعال الفتنة.
وقال عبدالمجيد: كان الرهبان في الأعياد يمشون في الشوارع والناس تلقي عليهم الورود من بيوتهم، خاصة في الإسكندرية، لكن ما نلاحظه هذه الأيام أن الإسكندرية أصبحت مختلفة، وعلي الناس أن تنتبه لهذه الأمور، كما أن الجماعات السلفية والإخوان احتلوا الشارع والمساجد والمدارس فخرجت الثقافة المتشددة.
ولذا علينا أن نحسن التعامل مع بعضنا، وذلك بعيدًا عن سب المسلمين للمسيحيين أو العكس.
سنحمي جميعًا المسجد والكنيسة
قال الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن هذا الحدث هز قلوب المصريين جميعًا- مسلمين ومسيحيين- والمستهدف من وراء ذلك هو أمن مصر، لأن دور العبادة هي رموز العقيدة للشعب المصري كله، ولذا علينا الدفاع عن هذه الأماكن وحمايتها، وهذا واجب المصريين جميعًا، فواجبهم الدفاع عن الكنائس والمساجد ودور العبادة عامة الموجودة في مصر.
وأضاف عبدالباقي إن الذين توفوا سواءً كانوا مسلمين أو مسيحيين هم أبناؤنا، لكن الإرهاب يسعي إلي تدمير المجتمع المصري بالقتل والتخريب ثم يزرع الفتنة الطائفية بين أبنائه حتي يقتل بعضهم البعض، فمن لم يمت بقنبلة الإرهاب قتل نفسه بنفسه.
ولا شك أن هذه الأشياء غريبة علي المجتمع المصري وهو ما يؤكد أن هناك يدًا خفية خارجية تعبث بأمن مصر، نعم نحن نختلف، ويوجد بعض المتشددين من الطرفين، لكننا نستطيع السيطرة عليهم لأنهم أبناؤنا، وأبناء المصريين نفهم لغتهم ويفهمون لغتنا، لكن لغة التخريب هذه غريبة علينا.
وقال عبدالباقي: علينا بالمزيد من الوحدة والتمسك والحب، وعدم الانصياع وراء الدعاوي القادمة من الخارج، والتي تم تصديرها إلي شعب مصر.
أسلوب «القاعدة»
يؤكد اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أن ما حدث هو عمل إرهابي وليس طائفيًا، وراءه تنظيم القاعدة فهو يستغل الاحتقان الطائفي لكي يتستر وراءه، فهو حادث إرهابي يطغي عليه طابع طائفي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة حالة من الفوضي وعدم الثقة.
إن الحدث الذي وقع يطرح تساؤلات، وهي أن القاعدة لها أذرع كبيرة في المنطقة، فهل توجد خلايا نائمة وبما فيها في مصر، والتي يمكن استدعاؤها وتنفيذ عمليات إرهابية.
ولذا فيجب ألا ننساق بأن هذا العمل طائفي، موضحًا أن هدف القاعدة هو أن ننساق وراء فكرة أن الجريمة عمل طائفي ولكنه عمل إجرامي يحاول أن يرتدي ثوبًا طائفيًا للتضليل.
ولهذا فإنه يجب أن ننتبه إلي خطورة هذا الموقف، فلقد خضنا معركة مع الإرهاب في التسعينيات، وأصبح لدينا الآن نوع آخر من الإرهاب لابد من مواجهته والتصدي له، فالفكر الذي تم تنفيذ العمل الإجرامي من خلاله ليس فكر الجماعات الإسلامية أو الجهاد، ولكنه فكر خارجي «أسلوب القاعدة» ويدل حقًا أنها اقتربت من مصر.
وعلي جانب آخر يري اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي أن هذا العمل الإجرامي لا ينم إلا عن تفكير وسلوك غير مصري، ولهذا فإن التدبير أجنبي، ومن الممكن أن يتم التنفيذ سواء بأيد مصرية أو أجنبية.
ويري اللواء طلعت أن قراءة مسرح الأحداث تشير إلي أن إسرائيل لها دور في هذا الشأن، والمخابرات الإسرائيلية تغذي الفتنة الطائفية في مصر لأنها أكثر دولة تستفيد من هذه الواقعة.
إرهاب أسود
الدكتور ممدوح عطية- الخبير الاستراتيجي يقول: في رأيي أن الجهة التي قامت بهذا العمل التخريبي هي تنظيم القاعدة، وقد حدث منها بمباركة الموساد الإسرائيلي بعد قبضنا علي الجاسوس، وهذا الحادث لا يستهدف مسلمًا أو مسيحيًا إنما يستهدف مصر.
وقد تميزت مصر منذ فترة ما بعد الحرب، وبداية التنمية بأنها كانت الدولة الوحيدة المستقرة في ظل ما كان يحدث من إرهاب في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال وأيضًا في السودان.
ومن هنا بدأ «الإرهاب الأسود» في التربص بمصرنا، وكانت وسيلته الوحيدة هي أن يفرق بين شطري الشعب اللذين ينعمان بالمحبة، فقد كانوا معًا في حرب 73، واستشهدوا معًا، ولم نشعر يومًا أن هناك فرقًا، فقد كنا كلنا إخوة.
وما أريد قوله هو أن هناك يدًا تحاول العبث والتفرقة بيننا، فكما تحاول تقسيم مصر إلي مسلم ومسيحي تحاول أيضًا أن تقسم المسلم إلي سني وشيعي.
وهذه القوي المخربة يغذيها مأجورون حاقدون علي مصر والسلام الذي يكمن في أرضها، وخير مثال علي هذه القوي هو تنظيم القاعدة والتي تمارس إرهاب الجيل الثالث.
فإرهاب الجيل الأول هو الحرب العقائدية التي كانت موجودة في الماضي، وكانت تسمي بالحرب الباردة.
وإرهاب الجيل الثاني هو المستخدم فيه الأسلحة العادية التي نعرفها.
أما إرهاب الجيل الثالث فهو الإرهاب الفائق، والذي يستخدم أسلحة الدمار الشامل، وأصحابه ليس لهم عقيدة غير الإرهاب والتخريب، وهذا ما يقوم به تنظيم القاعدة، وكما ذكرت سابقًا: وكل هذا يحدث تحت مباركة إسرائيل.
ولا أزال أتذكر حتي الآن المؤتمر الذي قامت به إسرائيل منذ أكثر من 30 عامًا، وكان هدفه واحدًا وهو تفتيت الدول العربية نفسها، وليس فقط الإيقاع بين الدول وبعضهم البعض.
وهذا ما يحدث في السودان بين الجنوب والشمال، وأيضًا في العراق بين الأكراد والشيعة، وهو نفسه ما يحاولون القيام به في مصر بين مسلميها ومسيحييها، لكن هذا لم ولن يحدث، فأهل مصر أصحاب رسالات سماوية خالدة ولن يتركوا لأحد فرصة التفريق بينهم وتخريب بلدنا الغالية.
• بناء ثقافة التصدي لأي اختراق
الدكتور عبدالعزيز حجازي - رئيس وزراء مصر الأسبق يري أن هذه الرسالة واضحة وتهدف إلي زعزعة الاستقرار والأمن ويقول: «ما حدث إجرام.. وتم بأيد خارجية، لذا فالشعب يجب أن «يصحي» فالأمن من المؤكد أنه سيأخذ دوراً أقوي باعتبار الكنائس منطقة مستهدفة ولكن المواطن يجب أن تبني عنده ثقافة جديدة بالتوعية ضد الهجمات الشرسة الموجهة ضده من الخارج وبناء ثقافة التصدي لهذه الاختراقات فالآلاف كانوا متواجدين، وإذا كان هناك انتحاري فجر نفسه فيجب أن يكون عند المواطنين الحس الرقيب علي من حوله والارتياب فيمن قد يوجه ضربة للأمن القومي فيدلي بأوصافه أو يرتابوا فيه، ونحن كاتحاد للجمعيات الأهلية بعد أن قمنا بتعزية أهالي المصابين سنعقد مؤتمرات في المحافظات للتوعية بالتصدي لهذه الاختراقات.
• الإعدام في موقع الجريمة
الدكتورة زينب رضوان وكيل مجلس الشعب وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان تقول: المؤامراة التي نفذت لهدم الكنيسة وقتل الأبرياء وجهت للشعب المصري كله وليس فقط الأقباط، وكل من تسبب في هذه الجريمة سواء بالتنفيذ أو أمد أصحابها بالأموال أو تسهيل العملية أو حتي بث فكر في هؤلاء الأفراد جميعهم يستوجب إعدامهم أمام الكنيسة في موقع الجريمة بعد القبض عليهم في أسرع وقت لأن ما حدث يتساوي مع الخيانة العظمي ويستوجب إحالتهم للحكم العسكري وخضوعهم لقانون الطوارئ لأن رسالتهم ليست هدم كنيسة وإنما هدم الاستقرار والكيان المصري والتسبب في فجيعته، خاصة أننا علي طريق الإصلاح ونجني ثمار الأعوام السابقة ونحتاج لتوحيد الشعب وصلابته لتعزيز فرصنا في الاستثمار والسياحة والتوجه للطبقات محدودة الدخل، لذا فالرد علي هذه الرسالة يجب أن يكون بقبضة من حديد في وجه المتآمرين وفي رأيي أن هذه الأحداث ستزيد من صلابة الشعب المصري بكل أصالته وستحدث تماسكا بين الجانبين المسلم والمسيحي وسيزداد وسيكون أفضل رد علي رسالتهم الهدامة.
أما الكاتبة إقبال بركة فتؤكد أن ما نحتاجه هو خطوة إلي الأمام بدلا من مجرد التعبير عن الحزن علي حد قولها.
وتضيف: في رأيي أن أفضل رد علي الرسالة الموجهة هو إعادة ترميم كل ما حدث من خسائر فورا وأن نقف مع الضحايا وقفة حقيقية فنجمع تبرعات ونشارك في إعادة بناء ما تهدم ونرفع لافتات بأسماء المسلمين لتعزية الشباب القبطي.
ونبعث بآلاف البرقيات التي تحمل أسماء محمد وأحمد وعائشة لتعزيتهم علي عنوان الكنيسة.
وأري أن الحكومة يجب أن تسارع بإعلان قانون البناء الموحد لدور العبادة ليكون الرد حاسما وكأننا نقول لهم ونرد عليهم أنه مهما ارتكبتم من جرائم سندعم الوحدة الوطنية أكثر وسنقوم بترميم كل ما يحدث بأيد مصرية مسلمة ومسيحية لأن الإسلام يرفض الإرهاب وستصدر القوانين التي تدعم ذلك.
د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري يري أن هناك ثلاثة ردود مهمة ينبغي أن نقوم بها إزاء أحداث الإسكندرية الإرهابية أولها أن نحافظ علي الأمة المصرية بأن يضع المسلمون والمسيحيون أيديهم في أيدي بعض ويتكاتفوا أمام صانعي الإرهاب سواء في الخارج الذين ينفذون عملياتهم الإرهابية داخل مصر أو تعقب المصريين في الداخل الذين ينفذون تلك العمليات.
والرد الثاني يتمثل في عدم الانفعال في مواجهة تلك العمليات المرفوضة، فنحن هنا إزاء عملية إرهابية طبقا للمادة 86 من قانون العقوبات وينبغي أن تحول تلك القضية إلي القضاء العسكري ليحكم فيها خلال فترة وجيزة سواء كان منفذوها مسلمين أو مسيحيين لا أن تحول إلي القضاء العادي حتي لا تأخذ وقتا طويلا في أروقة المحاكم.
والرد الثالث يتمثل في محاكمة الجناة خاصة أنهم عبثوا بالوحدة الوطنية وكما قال الرئيس مبارك فإن العبث بالوحدة الوطنية واستقرار مصر خط أحمر لا يجب الاقتراب منه ولهذا يجب تعقب الجناة بشكل سريع ومحاكمتهم بأقصي عقوبة ممكنة حتي لو كانت الإعدام.
ويلفت الانتباه أنه طبقا لقانون الطوارئ الذي ينفذ في جلب المخدرات والإرهاب فإننا إزاء حالة واضحة تتطلب تطبيق القانون عليها بحكم أنها عملية إرهابية صرفة.
• الحل معروف
أما منير فخري عبدالنور - سكرتير حزب الوفد فقال: إن الحل معروف للجميع فعندما تكررت الأحداث علي مدار العشرين سنة الأخيرة ونحن نقول التطرف يتسع، والفكر السلفي يتزايد وجوده وخطره، وعلينا أن نواجه هذه الأفكار عن طريق الإعلام والتعليم والخطاب الديني وسيادة القانون، لكن لم يحدث شيء من ذلك، بل زاد الأمر وحدثت مصادرة للأفكار فوجدت البرامج الدينية التي تنشر الجهل والتطرف وتحض علي الفتنة ورفض الآخر، وتحدثنا كثيرا عن مناهج التعليم التي اخترقها الفكر السلفي المتشدد، وقلنا يجب أن يتم تصحيح هذه المناهج، وقلنا أن الخطاب الديني يجب أن يتطور ومع ذلك لم يتغير شيء.
فالأحكام ليست رادعة، وقال عبدالنور إن كل الجرائم التي حدثت حتي عام 2010 لم تصدر أحكام رادعة فيها، حتي إن جريمة نجع حمادي وهي آخر الجرائم التي كانت قد تم ارتكابها قبل أحداث الإسكندرية لم تصدر فيها أحكام حتي الآن.
• اللجوء إلي القانون
وقال الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية:
الرد علي هذه الرسائل يتمثل في عدة اقتراحات، الأول هو أن تقوم لجنة حكماء وعقلاء بتقصي الحقائق في الاحتكاكات الطائفية ومعرفة أسبابها، وذلك حتي تتم معالجة هذه الظاهرة، وإدانة المسئول عنها من بداية ظهورها حتي الآن.
وعن الاقتراح الثاني يقول: ينبغي أن تتشكل لجنة سيادية تقوم بالبحث عن المسئول عن حادثة الإسكندرية، وأن يجري تطبيق القانون معه، وتطبيق القانون علي كل من يعمل علي إثارة الفتنة أو شحن الأشخاص.
بالإضافة إلي ضرورة أن يكف رجال الدين من الطرفين الإسلامي والمسيحي عن ادعاء الزعامة السياسية، فلا يجوز لرجال الدين أن يقوموا باستغلال مناصبهم الدينية لتحقيق أطماع سياسية، وإذا كانت هناك مسألة سياسية يلجأون فيها إلي القانون واللجان التشريعية في مجلس الشعب المسئولة عن تغيير القوانين، فعلينا أن نعطي الحق لأصحابه.
• رد حاسم
دكتورة ماجي الحلواني عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا تقول: أبلغ رد علي الحادث هو التبرع بالدم للمصابين وهو بالفعل ما قام به العديد، حيث توجه عدد كبير من المواطنين للتبرع بالدم فور علمهم بالحادث فاختلط الدم المسلم بالمسيحي وهذا ما يدل علي التكاتف الذي سيظل موجوداً بين جناحي الشعب المصري.
وأضافت: يمكننا الرد أيضا من خلال الإعلام الذي نستطيع من خلاله مواجهة الإرهاب عن طريق توضيح أهدافه ومخاطره للرأي العام.
• قبول الآخر
حافظ أبوسعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وصف الحادث ب «الإجرامي» موضحا أنه بعيد عن كونه فتنة طائفية فهو إرهاب أسود تدينه جميع المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان يستهدف ضرب نسيج الوحدة الوطنية، ويهدف إلي ترويع المواطنين وإثارة الفتنة في مصر لخلق حالة صراع ديني بين المسلمين والمسيحيين.
ويري أبوسعدة أنه يجب تقوية الدولة المدنية من خلال تعديل المناهج الدراسية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وقيام رجال الدين المسلمين والمسيحيين بتجديد الخطاب الديني بهدف نشر ثقافة التسامح بين صفوف المواطنين جميعاً ونبذ الخطاب المتعصب، وضرورة أن يحترم كل طرف دين الآخر.
• برنامج عمل عام وشامل
وتقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي بصرف النظر عن وجود عنصر خارجي أو داخلي وراء هذه الجريمة فإن هذه العملية تنذر بحالة شديدة من الاحتقان الطائفي التي تحتاج لنقاش داخلي جاد حتي نمنع استثمارها من جانب قوي الخارج المتربصة بنا، وأكدت أننا لابد أن نرد علي هذه الرسالة وكأننا أمة أهل الكتاب أي أننا أمة واحدة تحت وطن واحد وتقف ضد كل من يثيرون الفتنة، وهنا فيجب علي وزارة الأوقاف أن تقدم برنامجاً محدداً لوقف زوايا الجوامع التي تنشر الفتنة بطرق سيئة علي المجتمع المصري كما لابد أن نصدر قانون دور العبادة الموحد الذي يناقش منذ أكثر من 7 سنوات، ويجب أن يكون هناك منظومة متكاملة للوقوف أمام هذه الكوارث بما يضمن عدم تكرارها من خلال برنامج عام شامل يتشارك فيه المجتمع ككل.
• كلنا واحد
سمير مرقص الباحث في شئون المواطنة يري أن ما حدث تفسيره أنه تهديد مباشر للدولة المصرية ووحدة مواطنيها من المسلمين والمسيحيين، فالمسألة لا تتوقف عند حادثة طارئة بل هي واقعة مدبرة ومؤثرة وتستهدف القضاء علي وحدة هذه الأمة المصرية بعنصريها، والخوف من مضمون هذه الرسالة التي قصد مدبروها أن تؤثر علي وحدة هذه الأمة لو أهملنا التعامل معها.
وهنا علينا أن نحتشد مسلمين ومسيحيين للوقوف في وجه مدبري مثل هذه العمليات الارهابية لنرسل رسالة واضحة للمجرمين الارهابيين بأننا واحد وأن نسارع في دعم المصابين وأسر الضحايا بشكل سريع وعاجل، وأفكر لمواجهة مضمون هذه الرسالة أن يتواجد المسلمون مع المسيحيين في الكنيسة يوم القداس 7 يناير كرسالة ذات دلالة لأصحاب التهديدات بأننا - مسلمين وأقباطاً - أسرة واحدة، ومن يريد أن يفجرنا فليفجرنا معاً لأننا جسد واحد وأمة واحدة.
وهناك أمر آخر بعيد المدي وهو أن نفتح حواراً حول المشاكل التي تخص الأقباط وحلها بشكل حاسم بحيث لا يكون المسيحيون حلقة ضعيفة يتم ضربها.
• حادث مرفوض تماما
د. مني الحديدي - الأستاذ بكلية الإعلام - تقول: ما حدث مرفوض شكلاً وموضوعاً ولا توجد أي أسباب يمكن أن تبرره.. فهذا التصرف الإجرامي بعيد كل البعد عن جميع الأديان السماوية.. فقد أصبح العالم وحدة واحدة في ظل العولمة والانفتاح الاقتصادي والتكنولوجي بعيداً عن الفكر المتشدد والمتصلب الذي يريد البعض نشره باسم الدين وذلك دليل علي أن الذين اشتركوا في هذا التخطيط ليس لهم علاقة بالأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية.. وأنا لا أستطيع أن أتهم جهة معينة بارتكاب الحادث، لأن هذا ليس دورنا أو شأننا، بل يوجد أجهزة معنية بهذا الأمر وهي الأقدر علي توجيه الاتهام لجهة واحدة أو عدة جهات بارتكاب الحادث وليس نحن.
لكن علينا أن نتماسك ونكون يداً واحدة للتصدي للإرهاب الذي يعتبر عدواً لنا جميعاً وعلينا مواجهته بغض النظر عن ماهيته أو الجهة أو الجهات التي تقف وراءه.. ولا نسمح لهم بتفتيت مجتمعنا المصري الذي ظل متماسكاً لآلاف السنين كشعب واحد ونسيج واحد.
• لا يمكن نشر الفرقة بيننا
الدكتور - محمد النشار - نائب رئيس جامعة حلوان - يقول: أعتقد أن مرتكب هذا العمل لا يمكن أن يكون مصرياً، فالشخص الذي قام بهذا الجرم ليس عنده ملة ولا دين، لأن كل الأديان السماوية لا تدعو لذلك بل تدعو للسلام والخير وحماية البشر، في حين أن مرتكب هذه الجريمة جاهل وأحمق لأنه يحاول نشر التفرقة والذعر بين شعب آمن تحسده علي أمنه واستقراره شعوب عديدة لا تنعم بمثل هذا الهدوء والأمن والاستقرار.
كما أعتقد أن وراءه أيادٍ خارجية وليست مصرية فالإنسان المصري الحقيقي لا يرتكب جريمة يقتل فيها جيرانه وأصدقاءه وإخوته في الوطن، وردنا علي هؤلاء الذين يريدون العبث بأمننا من وراء الحدود عن طريق أذنابهم ومعاونيهم في الداخل يكون مزيداً من الترابط والألفة والتأكيد علي أن الارهاب يستهدفنا جميعاً كمصريين المسلمين قبل الأقباط.
• لن ينتصروا علي مصر
يقول د. عمرو الشوبكي - الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية: علينا أن ندين الإرهاب بكل طرقه وأساليبه، وأنا أري أن إعلان القاعدة مسئوليتها عن الحادث ربما يمتص قليلاً من أي فتنة طائفية قد تحدث بين المسلمين والمسيحيين ويجب ألا يقتصر الرد علي ما حدث بكلام عاطفي فقط إنما لابد من البحث في المشكلات والقضايا والهموم التي تزعج المواطنين حتي نجرف التربة التي من الممكن أن تنمو بها أي خلايا متطرفة موجودة بيننا.
وعلينا أيضاً أن نؤكد جميعاً علي الدولة المدنية، وتفعيل مبدأ المواطنة وحرية العقيدة، وهذا كله من أجل تضييع الفرصة علي تنظيم القاعدة وغيره ممن يريد العبث بأمن المصريين ووجودهم.
ويضيف د. عمرو الشوبكي: تنظيم القاعدة هو تنظيم عالمي رسالته هي زعزعة أمن واستقرار الدول، وهو لا ينتعش إلا علي أنقاض الدول المنهارة، فكلنا نعرف أنه أحد الأطراف الأساسية المسئولة عما حدث في العراق.
لكنه لن يستطيع أن ينتصر علي مصر، مادمنا منتبهين لجرائمه، لذلك علي كل المصريين باتجاهاتهم المختلفة أن يحرصوا علي الحفاظ علي الوحدة الوطنية لأنها الخيار الوحيد أمامهم لكي يعيشوا بسلام واستقرار.
• من المحنة إلي المنحة
د.محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف يقول: بالتأكيد خطبة الرئيس مبارك عقب الحادث مباشرة كانت حاسمة ومهمة جدا والتي أكد فيها أن العمل موجه ضد مصر كلها بأياد خارجية.. فهو مخطط دنئ للإضرار بمصالح مصر.
ولذا علينا دوران لمواجهة هذا العمل الجبان .. الأول بالنسبة لتوعية المواطنين أنفسهم لابد أن زيد من وعيهم بأن الصراعات هدفها تهديد أمن الوطن كله ولابد من أن نستجيب بوعي كامل مع الأمن المصري لكي نؤمن أنفسنا يعني لو طلب من شخص ألا يترك سيارته في مكان ما أو التفتيش فلا يأخذ الأمر بحساسية أو غضب بل هو لصالحنا ولتأمين ممتلكاتنا.
والدور الثاني ألا نترك رأس الأفعي.. كما قال السيد الرئيس.. إذا كان هذا العمل الشيطاني قد استهدف الإضرار بمصالح مصر.
وهو ما يؤكد أن مصر مازالت هي العقبة أمام كل الطامعين والحاقدين... لذا يحاولون اختراقها واضعافها.
وعن دور الجامعة في البيئة المحيطة بها ومع طلابها يقول: نحن نهدف باستمرار إلي التعاون المستمر مع البيئة المحيطة بنا في شكل مشروعات ولقاءات لا تفرق بين مسلم ومسيحي فالكل يد واحدة لأننا بذلك نحمي أنفسنا بأنفسنا.
أما عن خطة الجامعة في الأيام القادمة فسوف تبدأ بعد انتهاء الامتحانات.. من خلال رعاية الشباب وشئون الطلاب من خلال اللقاءات والندوات والأنشطة المسرحية والموسيقية والاندماج بين الطلاب لإزالة آثار هذا الحدث البغيض وسنختار شخصيات اللقاءات من المسئولين الذين يتمتعون بثقة الطلاب والقدرة علي إقناعهم.
وأخيرا رغم أن حادث الإسكندرية الإرهابي كان صادما لنا جميعا لكن بمواجهته نستطيع أن نحوله من محنة إلي منحة لكي تتوحد الصفوف وتقوي مصر، فالفيروس عندما يصيب إنساناً صحيحاً قد يضعفه لفترة لكنه يكسبه المناعة والمقاومة.
ويدعو شريف الهلالي المدير التنفيذي للمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان إلي إنشاء مجلس أعلي للمواطنة تمثل فيه كافة القوي السياسية والمدنية المصرية، بغرض احترام حقوق المواطنة وإنهاء أي مظاهر للتمييز بين المصريين سواء علي أساس الدين أو العقيدة أو الجنس أو الرأي.
وأشاد بعدد من التحركات الشعبية الإيجابية والتي بدأت في الظهور في أعقاب هذه الجريمة من خلال القيام بحملات التبرع بالدم للمصابين، وتنظيم وقفات احتجاجية ضد هذه الجريمة واستنكارها.
ويقول: الرد يجب أن يكون من خلال حل المشاكل الداخلية التي يعاني منها الأقباط فلا ينبغي أن يتاجر أحد بمشاكلنا ولا يتدخل في شئوننا، وأيضا يجب علي الجهات الأمنية حماية حدود مصر وأن يتحرك علماء ورجال الدين نحو توجيه خطاب ديني مستنير فلابد أن يكون هناك ثقة في الخطاب الديني.
فيجب أن ندرك أن هناك خطراً وأن مصر كلها تقف موقفاً موحداً وقوياً ضد هذه الهجمات ولندرك أن هناك بعض الدول تقسمت نتيجة العرقيات ونحن لا نريد أن نكون مثلهم فنحن نواجه مخططاً رهيباً ولابد أن نكون علي قدر المسئولية.
إن نقطة البداية لعلاج هذا الموضوع من خلال إرادة سياسية حقيقية وطرح حلول علي جميع الأصعدة. ولابد من الاعتراف بوجود مشكلة حتي يتم مواجهتها وحلها وحتي لا تكون ذريعة يستخدمها البعض بالإضافة إلي ضرورة تعديل المادة 21 من الدستور وتعديل المناهج الدراسية وإزالة كل ما يشجع علي رفض الآخر أو التطرف وتعديل المادة 47 من قانون الأحوال الشخصية. والحق في بناء كنائس.
• الدولة المدنية
الدكتور سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري يري أن هذه الحادثة تطور نوعي لما نشهده علي مدار سنوات من الاحتقان الطائفي.. يقول: ما حدث نتيجة عدم المعالجة الجذرية للاحتقان الطائفي مما يسهل علي أي جهة خارجية أو داخلية استغلاله للوصول للعمليات الانتحارية مثلما سمعنا فالرسالة التي توجه للشعب المصري رسالة عنف ودموية والغرض منها مجزرة حقيقية وليست الرسالة هي ما يجب الحديث عنه بل كيفية الرد عليها والرد علي مرسليها هو الأهم في الفترة القادمة عن طريق إقرار لحلول جذرية أولا بالوصول للفاعل وكشف مخططه ثم القضاء علي المناخ المساعد علي هذا الاحتقان بالوحدة الوطنية التي ستقوم في دولة مدنية.. فالدولة المدنية هي خير رد علي كل هذه الرسائل الهدامة وللقضاء علي جذور الفتنة فلا ينظر إلي دين المواطن فهي علاقة بين الإنسان وربه والدين سلوك وهذا ما لن يتأتي إلا بالتحول للدولة المدنية تنفيذيا وفعليا وليس اسميا.
• الحل في كلمة واحدة
أما د. عبدالمنعم المشاط - أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فقد أكد أن الحل يكمن في كلمة واحدة «الوحدة الوطنية ثم الوحدة الوطنية ثم الوحدة الوطنية»، فعلي المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا أن يتوحدوا فيما بينهم، وألا يجعلوا مما حدث ذريعة أو سبباً للتفرقة بينهم حتي لا يختل تماسك الوطن وقوته فكلنا كمصريين نستنكر ما حدث لأنه عمل إجرامي وراءه مجموعة من المرتزقة الذين لا يدينون بأي ملة أو دين.
• وحدة مصر
وتقول الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي إن ما حدث في الإسكندرية حادث إجرامي فليس من حق أحد أن يقتل نفساً بغير حق فلابد أن نفهم أن رسالة العدو دائماً ما تكون واضحة لأنه لا يخفي هدفه علي الإطلاق وهو عدم الاستقرار والتفتيت.
ورسالتنا يجب أن نتصدي لمخطط العدو ونقطع أي يد أو لسان ضد الوحدة الوطنية، فلقد جاء الوقت الذي تحدث فيها عملية إرهابية بسيارة مفخخة وهذه هي السابقة الأولي من نوعها.
وتشير فريدة إلي أن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كيسنجر أعلن قبل ذلك بأن أكبر ضمان لإسرائيل هو تفتييت الوطن العربي إلي دويلات عرقية ومصر في هذا المخطط وهذا كلام معلن ومكتوب، وللأسف هناك من يساعد علي تحقيق هذا السيناريو.
وتواصل فريدة حديثها قائلة: يجب أن يكون للأصوات المستنيرة دور في مواجهة هذا فضلاً عن تفعيل قانون المواطنة، فالمواطن عليه حقوق وواجبات وهذا سوف يقضي علي الاحتقانات الطائفية وتنقية المناهج من صور التطرف والانغلاق ورفض الآخر وما يفتت الوحدة الوطنية، مؤكدة أن وحدة مصر أهم من أموال الدنيا كلها، فيكفينا ما يحدث من مظاهرات من أجل إسلام فتاة أو سيدة فنحن بحاجة إلي حوار عقلاني وعدم التستر وراء الدين.
• القضية ليست أمنية فقط
دكتور سمير رياض مستشار وزير التعليم العالي قال: لا أستطيع وصف ما حدث إلا بأنه عمل إرهابي بشع غرضه واضح وهو تعميق فكرة التفرقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بإحداث فتنة بينهم ليختل أمن بلد بأكمله، وأنا أشعر بأن هذه الفعلة مشتركة ما بين جهات خارجية بالتعاون مع جهات داخلية لأنه لا يمكن دخول الخارج بدون وسيط من الداخل يسهل له العملية وأري أن أفضل رد علي هذه الرسالة نهتم بقضايا ومشاكل الإخوة الأقباط حتي يشعروا باهتمام من الوطن وأن لهم حقوقاً محفوظة مثل الإخوة المسلمين وأن تكون الدولة أكثر جدية في حل مشاكلهم وتنظر في قضاياهم ولا تؤجل أي قضية تمس الوحدة الوطنية لأن مصر هي التي ستتضرر وليس مسلماً أو مسيحياً بل البلد بأكمله، ولابد من تغيير الخطاب الديني لكليهما، ولابد أن نعمق فكرة الأمن بأنه إحساس وشعور لابد أن يشعر به كل مواطن وليس شكلاً معيناً، كما أن هذه القضية ليست قضية أمنية فقط وإنما اجتماعية وسياسية أيضاً فلا يصح أن نحمل الأمن فقط حلها وإنما لابد أن يكون لكل جهة رد فعل ودور تقوم به، فالإعلام والجوامع والكنائس وجميع الجهات لابد أن تهتم بقضية وحدتنا وإزالة أي خلافات بين الطرفين.
• التعليم
يقول دكتور وجيه وديع الأستاذ بكلية الهندسة جامعة المنيا: ما حدث رسالة موجهة إلي كل المصريين ليس لمسيحي أو مسلم فالرسالة غرضها نشر الذعر والبلبلة والإخلال بالأمن العام للبلد لذلك لابد أن ننظر نظرة منطقية للرد علي هذه الرسالة بشكل واعي فما حدث من تدبير جهات خارجية لأن هذا الشكل غريب علينا ولم يحدث من قبل ولابد أن نرد علي هذه الضربة بالتكاتف مسلمين وأقباطا حتي لا نضرب في مقتل ونخل بالأمن العام ونمنع بذلك الاحتقان الداخلي، ولابد من الابتداء بتغيير نمط التعليم الذي يخرج أجيال المسلمين والأقباط المحتقنين لا يتقبلون بعضهم البعض لأنهم لم يتعلموا كيفية التعامل واحترام الآخر دون النظر إلي جنسه أو ديانته فلابد أن يكون هناك مواد واضحة تعيد الصداقة والمودة التي كانت بين المسلمين والأقباط والتي عرفناها في مصر علي مر الأجيال.
وأصدر الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بياناً صحفياً يعلن فيه موقف الفنانين ورفضهم لهذه الجريمة النكراء وقدم فيه خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، كما طالب فيه السلطات المصرية بسرعة تعقب المجرمين وتقديمهم للعدالة وأن المسلمين والمسيحيين المصريين يد واحدة، وما أصابهم أصاب جميع شعب مصر وناشدهم بالترابط والحرص لمواجهة الفتنة ومن وراءها.
وأضاف زكي إن فناني مصر سيتخذون عدة مواقف لمحاولة التضامن مع أهالي الضحايا أو المصابين سواءً بالتبرع بالدم وتنظيم وقفة تضامنية وحضور احتفالات الأعياد مع الأخوة المسيحيين في الكنائس.
• قلة لا تحب مصر
وعن الأحداث المؤسفة تبدي الفنانة ليلي علوي دهشتها وغضبها مما حدث وتقول إن هذا شيء غير متوقع إطلاقا وناتج عن قلة لا تحب مصر ولا تحب الخير لها وتؤكد أنها قلة وأن الفنان كأي مواطن يحب هذا البلد ويقف بجانبه ويساهم في نشر حالة الوعي والانتماء للبلد بأي طريقة.
ويجب أن يستغل كل مصري أي فرصة أمامه ليترجم بها حبه للبلد خاصة في هذه الظروف وأنا متأكدة أن ما حدث كان بيد خارجية ولكن للأسف قلة من الداخل قد ساهمت في تدعيمه وتنمية الظروف والمناخ المساعد له.
وأنا متأكدة أن الله سيحفظ مصر.
• مرفوض
أما الفنان هشام سليم فيري أن موقف الفنان في هذه الظروف يجب أن يكون بمشاركته علي قدر المستطاع في محاولة التوعية وأن ماحدث شيء ترفضه كل الأديان، وهذا الحادث المؤسف لا يخرج عن جماعات إرهابية كتنظيم القاعدة أو تخطيط إسرائيلي بحت، فمصر مستهدفة من قبل أكثر من جهة.
• ويقول المخرج مجدي أحمد علي: أري أن ما حدث هو نتيجة مناخ سييء من الأفكار الخاطئة المتراكمة والظلم والتخبط ومظاهرات تقوم منذ فترة طويلة كان يجب الالتفات إليها فأنا الآن لا أهتم سواء كان من الداخل أو من الخارج الأهم هو أن هناك مناخاً ساهم علي التنفيذ.
فيجب أن نحاول علاج الكثير من الأفكار الهدامة واستيعاب حالة الغليان الحادثة للخروج بأقل كم من الخسائر.
أما الفنان أحمد راتب فرأيه أنه لا يوجد مصري حقيقي يقوم بهذا العمل ومصر مستهدفة من قوي خارجية سواء كانت القاعدة أو إسرائيل، ونحن طول عمرنا مسيحيين ومسلمين إخوة لماذا يصمم البعض علي خلق فتنة غير موجودة أصلا.
• ليس وليد اللحظة
الفنان عزت العلايلي يقول: حسبي الله ونعم الوكيل علي كل من يريد السوء بوطننا وهذا هو الواقع الآن أن مصر مستهدفة وهذا ليس وليد اللحظة بل هو موجود منذ عقود وليس من قبل إسرائيل وحدها كما يعتقد البعض فهناك دول كثيرة تسعي إلي زعزعة انتمائنا وثقة المواطن المصري في بلده وحكامه ومستقبله ولكن هيهات.
وأدعو كل الإعلاميين والفنانين أن يهتموا بهذه القضية وطرحها بشتي الطرق سواء في البرامج أو علي خريطة الدراما وألا نتجاهلها ونقابة المهن التمثيلية تبحث شتي الطرق التي تستطيع المساهمة بها لإبداء استنكارها لهذا الحادث الشنيع.
• فوتوا الفرصة
وتحت عنوان «يا نعيش سوا يانموت سوا» تبني محمد عبدالمنعم الصاوي حملة نظمها مع كل أعضاء ساقية الصاوي والعاملين فيها للتجمع، لتكوين دروع بشرية إسلامية تحمي كل التجمعات المسيحية في الكنائس، والمدارس وأي أماكن أخري تُغْرِي المجرمين باستهدافها..
ويقول الصاوي: سنتجمع أمام كل كنائس حي الزمالك لنفوت الفرصة علي من يريد إيذاء إخواننا المسيحيين أثناء صلواتهم واحتفالاتهم ومن يريد بهم سوءاً فسينال منا جميعا مسلمين ومسيحيين ورغم دناءة الهجوم الذي حدث ونال مجموعة من الأبرياء تحتفل بعيدها فإن ما حدث هو حالة فردية أو مخططة من قبل قلة ولا تعبر إطلاقا عن الشعب المصري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.