حالة من الركود يشهدها سوق السيارات المستعملة وذلك بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين خصوصاً في وقت ذروة الامتحانات وموسم الصيف وفترة كأس العالم وتوابع الأزمة المالية العالمية. روزاليوسف تجولت داخل أكبر سوق للسيارات المستعملة في مصر والكائن بمدينة نصر يومي الجمعة والأحد، وعلي بعد 300 متر من السوق يوجد السماسرة يحتلون الطرقات وبمجرد مشاهدة أصحاب السيارات يتكالبون عليهم للاتفاق علي السعر معهم ويحيلونهم للتجار. يقول إبراهيم محمد (سمسار): أعمل بهذه المهنة منذ سنوات طويلة ولكن حالة السوق هذه الأيام لا تسر. حيث إن حركة الشراء ضعيفة للغاية بسبب مباريات كأس العالم وضعف القوة الشرائية ودرجات الحرارة المرتفعة. ويوضح إبراهيم أن دوره يكمن في حالة الاتفاق مع البائع علي السعر المحدد لثمن السيارة يقوم بالتجوال بالسوق للتدليل علي بيعها وفي حالة الاتفاق بين الطرفين بين البائع والمشتري يأخذ «عمولته» من كلا الطرفين وتبلغ قيمتها 200 جنيه من كل طرف. وأثناء وجودنا بالسوق وجدت مجموعة من التجار الذي أتوا من محافظة الشرقية أكدوا أنهم يحرصون علي المجيء للسوق يومي الجمعة والأحد لشراء السيارات المستعملة خصوصاً الياباني حيث إنها مازالت تحتل الصدارة نظراً لقوتها ومتانتها في ظل انتشار السيارات الصيني، وهذا ما أكده أحمد محمد الحاصل علي دبلوم صنايع أنه لم يجد وظيفة يعمل بها فاتجه للعمل مع والده الذي يعمل تاجراً للسيارات. ويلتقط خيط الحديث الحاج محمد عبد الرحمن أحد تجار السيارات بقوله: أتوقع أن يحدث رواج في سوق السيارات المستعملة بعد انتهاء موسم الصيف والامتحانات، حيث يعمل في هذا المجال منذ 30 عاماً في أنواع معينة منها ميتسوبيشي لانسر موديل 1967 حتي 2000 تتراوح الأسعار ما بين 42 و47 ألف جنيه، نيسان ما بين 36 ألف إلي 44 ألف جنيه، التويوتا الياباني خلال سنوات 2001 إلي 2003 السعر ما بين 51 و57 ألف جنيه دايو لانوس سنوات 1996 إلي 2000 السعر ما بين 36 ألف 40 ألف جنيه، دايو لانوس سنوات 2000 - 2005 السعر ما بين 40 و45 ألف جنيه. أما الموديل الأكثر إقبالاً 128 فتبدأ الأسعار من 18 إلي 24 ألف جنيه علي حسب الحالة، تويوتا كرولا أكثر انتشاراً موديل 2001 حتي 2007 تتراوح الأسعار ما بين 71 و 105 آلاف، أما موديلات الثمانينيات تتراوح أسعارها بين 15 و 24 ألف جنيه. يقول أحمد عباس من الفيوم إن هناك ركوداً في سوق السيارات في أنواع معيشة ورواجاً لبعض الماركات مثل الياباني، الفرنساوي، والكوري، مؤكداً أن هذه الأنواع يزيد عليها الإقبال، في محافظة الفيوم بسبب فخامتها. يقول علي متولي أحد العملاء: إنني جئت لهذا السوق نظراً لشهرته الواسعة وانخفاض أسعاره ووجود جميع الماركات وبخاصة الحجم الصغير من السيارات التي تجد إقبالاً من جانب العملاء لسهولة التنقل، مشيراً إلي كثرة الباعة الجائلين خصوصاً المياه الغازية التي شهدت رواجاً كبيراً خلال السوق خصوصاً في مثل تلك الفترة يومي الجمعة والأحد. كما أن الشهر العقاري الموجود بجوار السوق يشهد حركة نشطة وأيضاً ماكينات التصوير ومكاتب كتابة العقود الابتدائية للبيع. من جانبه قال قدورة محمد أحد التجار أنه يقوم بشراء السيارة المستعملة وتجديدها وإعادة بيعها داخل السوق ويحقق مكسب يتراوح ما بين ألفين و3 آلاف جنيه حيث يتعامل مع أصحاب قطع غيار السيارات الذين يقومون بتقديم خدمات ميسرة له وتخفيض تكاليف التجديد. وتوقع محمد أحمد (تاجر) أن يحدث رواج في السوق بعد ظهور نتائج الامتحانات خصوصاً السيارات صغيرة الحجم حيث تعد هدايا للنجاح مشيراً إلي أن يوم الجمعة يشهد السوق فيه رواجاً أكبر نظراً لأنه إجازة عامة لجميع الموظفين. وأشار إلي أن المنطقة تتميز بالوجود الكثيف للكافيتريات والمقاهي الشعبية والمرتفعة الأسعار. كما شهد السوق تواجداً نسائياً لسمسارة سيارات وقد رفضت ذكر اسمها وترتدي ملابس فاخرة حيث أوضح أنها حريصة علي المجيء بالسوق منذ سنوات تقوم بشراء السيارات ثم تجددها لبيعها مرة أخري. وتقول فاطمة محمد «إحدي العملاء»: إنني جئت للسوق للمرة الأولي لبيع السيارة وفوجئت أن هناك تلاعباً في السوق من جانب السماسرة حيث نجد أناساً يحرقون الأسعار وفي نيتهم عدم الشراء لإتاحة المجال لآخرين بعد تخفيض الأسعار للنصف لصالحهم مؤكدة أنها اتفقت مع ثلاثة مشترين ولكنها وفوجئت أنهم غير جادين في الشراء وبعد الاتفاق علي مبلغ معين عند كتابة العقد يتراجعون في السعر كنوع من «لي الأذرع» مشيرة إلي أن السماسرة يخيِّرون بعضهم حول تلك السيارة مما جعلها تخرج من السوق في ذلك اليوم وتعود مرة أخري لبيع السيارة.