تعد الغابات الشجرية واحدة من أهم المشروعات القومية التى تتم بهدف مكافحة التصحر ومواجهة الاحتباس الحرارى الناتج عن التغير المناخى ما يؤدى بدوره لتحسين جودة الهواء، فضلًا عن استغلال مياه الصرف الصحى بشكل إيجابى يساهم فى تلبية احتياج السوق المصرية من الأخشاب المحلية بدلًا من استيرادها من الخارج.. «روزاليوسف» تستعرض كواليس هذا المشروع الضخم وما تم إنجازه. قال المهندس أحمد عباس، مدير عام التشجير فى وزارة البيئة، فى تصريحات خاصة ل «روزاليوسف»: إن وجود محطات الصرف الصحى تعتبر من المعايير الأساسية عند اختيار مناطق صالحة لإقامة غابات شجرية؛ حيث يفضل إقامة أى غابة شجرية بالقرب من محطات الصرف الصحى التى لها ظهير صحراوى فى محافظات الجمهورية؛ للاستفادة من مياه تلك المحطات فى رى أشجار الغابات. وعن اختيار أنواع الأشجار، أكد أن هناك عوامل محددة لاختيار أنواع الأشجار، حيث يعتبر المناخ المناسب للنمو، بالإضافة إلى نوعية التربة ودرجة الملوحة ومياه الرى المعيار الأساسى لاختيار نوع الأشجار، منوهًا إلى أن الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا لزراعة الأشجار الخشبية؛ للحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، لاسيما أن مصر تستورد سنويًا ما يقرب من 5 ملايين متر مكعب أخشاب بإجمالى واردات 24 مليار جنيه مصرى أى ما يوازى «1.6 مليار دولار»، حيث تم خلال الفترة الأخيرة تشكيل لجنة عليا للغابات تضم فى عضويتها ممثلًا لوزارة البيئة لدراسة مقترح زراعة أشجار «الماهوجنى» بناء على توجيهات رئيس الجمهورية. وفيما يتعلق بالمناطق التى تم استهداف تشجيرها فى القاهرة الكبرى، قال مسئول التشجير فى وزارة البيئة: إن ذلك يتم عبر عدة محاور حيث يتم سنويًا، من خلال برنامج سنوى لتشجير المناطق الأكثر تلوثًا، وخلال السنوات الخمس الأخيرة تم تشجير مناطق حلوان بعدد 15 ألف شجرة وشبرا الخيمة بعدد 3500 شجرة والخانكة وأبو زعبل بعدد4000 شجرة والتبين بعدد 3000 شجرة وخلال الفترة المقبلة سيتم تشجير التبين بعدد 3000 شجرة. وأضاف: كما يتم إنشاء مساحات خضراء وإعادة تطوير ميدان تريموف بمصر الجديدة على مساحة 2000 متر مسطحات خضراء وأشجار وزهور، كذلك حديقة ألماظة، حيث تمت زراعة 4000 متر مساحات خضراء، وتم زراعة عدة شوارع فى حى مصر الجديدة منها: شارع عثمان بن عفان بطول 750 مترًا وشارع فريد سميكة بطول 1200متر وشارع عبد العزيز فهمى بطول 2200 متر وشارع النزهة بطول 900 متر، حيث تم زراعة أكثر من 265 شجرة من أصناف بونسيانا والتيكوما وفرشاة الزجاج، بالإضافة إلى 10 آلاف شجرة مزهرات. وبالنسبة لخطة وزارة البيئة للتوسع فى المساحات الخضراء، أوضح أن الوزارة تستهدف تشجير المناطق الأكثر تلوثًا سنويًا والمحيطة بالمدن الصناعية، إضافة إلى توفير 40 ألف شجرة سنويًا لتشجير المدارس والجامعات والمعاهد والأحياء والمساجد والأديرة، والعمل على إنشاء مشتل بكل محافظة سنويًا، مع العمل فى مشروعات تجريبية لزراعة الأسطح بالنظم الحديثة، والتجهيز لزراعة 222 ألف شجرة لزراعتها بعدد 21 محافظة ضمن مبادرة "حياة كريمة" لتشجير القرى. ولفت عباس إلى أن الشجرة الواحدة وفقًا للأبحاث والدراسات العلمية تمتص 1.7كجم من غاز ثانى أكسيد الكربون يوميًا وتطلق ما يقدر بنحو 140 لتر أكسجين، منوهًا إلى أن زراعة الغابات عبارة عن مصانع أكسجين، وبالتالى زراعة الغابات الشجرية هى الطريق الوحيد لمكافحة التصحر وخفض معدلات الانبعاثات والاحتباس الحرارى، وأيضًا تحسين نوعية الهواء. كما تقلل الأشجار الكثيفة من سرعة الرياح التى تثير الغبار مما يؤدى إلى تقليل آثار العواصف الترابية وتثبيت الكثبان الرملية، وبالتالى الحد من التصحر وزحف الرمال، وتمثل الأشجار المزروعة أحد عناصر الموارد الطبيعية التى تقوم بحفظ التوازن البيئى ومكافحة التصحر.