عن دار الجمهورية للصحافة بالقاهرة صدر كتاب جديد للدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية تحت عنوان «الإعلام.. الهيمنة الناعمة وبدائل المواجهة». تناول الكتاب الذى جاء فى حوالى 200 صفحة بالنقد والتحليل أوضاع الإعلام المصرى بعد مرور ما يزيد على ست سنوات على الانتفاضة الشعبية فى 25 يناير 2011. وانطلق الكتاب من فرضية أساسية وهى تراجع أوضاع الإعلام المصري، والذى أرجعه الكاتب بالأساس إلى غياب الرؤية والإرادة لتغيير أوضاع الإعلام وتحويل إعلام الدولة من إعلام سلطوى إلى إعلام للخدمة العامة، فضلاً على تراجع الأداء المهنى والأخلاقى للإعلام، واستمرار الأداء الضعيف والبيروقراطى لإعلام ماسبيرو والصحف القومية، وكذلك استمرار ظهور الصحف والقنوات الخاصة لتملأ الفراغ الذى خلّفه تراجع أداء إعلام الدولة وتراجع مصداقيته قبل وأثناء ثورة يناير. وطرح الكاتب فى نهاية كتابه رؤية لإصلاح أوضاع الإعلام المصرى تعتمد على قراءة تجارب دول كثيرة فى شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية سبقت مصر فى تجاوز مهام إصلاح الإعلام وتحويل إعلام السلطة الحاكمة لإعلام الخدمة العامة. ثلاث قضايا كبرى يتكون الكتاب من ستة فصول، جاءت فى ثلاثة أبواب ناقشت ثلاث قضايا كبرى، القضية الأولى ذات طابع نظري، خاصة بالإعلام كعلم وممارسات تطبيقية، والقضية الثانية خاصة بمظاهر فوضى الإعلام، أما القضية الثالثة فطرحت حلولاً للخروج من فوضى الإعلام التى أضرت ولا تزال بمكانة مصر ودورها الثقافى والرمزى فى العالم. وناقش الباب الأول بعض المفاهيم والإشكاليات النظرية، فى الإعلام كعلم وممارسة، وعلاقة الإعلام بالمعرفة، وصولاً إلى أزمة بحوث الإعلام فى مصر. وقدم الباب الثانى تحليلاً نقدياً مقارناً لأهم مظاهر فوضى الإعلام المصري، حيث رصد الفصل الثانى التراجع الفادح فى المهنية وتقادم التشريعات والقوانين وغياب مواثيق الشرف، واستكمل الفصل الثالث تحليل مظاهر الفوضى والخلل فى منظومة الإعلام، حيث ناقش ملامح إمبراطورية الإعلان وهيمنة خمسة لاعبين كبار على إنتاج وتوزيع الإعلان فى وسائل الإعلام، وكيف تؤدى هذه الظواهر إلى هيمنة الإعلان على الإعلام، وسيادة إعلام الصوت الواحد.