رغم كون مركز يوسف الصديق أكبر المراكز مساحةً في محافظة الفيوم، إلا أنه أكثرها تدني في الخدمات المعيشية المقدمة، فانقطاع الكهرباء يتم بشكلٍ مكثف، فضلًا عن انقطاع المياه لفترات طويلة، وكذلك عدم نظافة مياه الشرب. بالإضافة إلى شحوح البنزين والمواد البترولية في محطات الوقود، وانتشار القمامة بشوارع القرية دون اهتمام من الوحدات المحلية، وأيضًا ندرة أنابيب الغاز والأزمات المتواجدة بمستودعات الغاز وبيع الاسطوانات بالسوق السوداء، وغيرها من المشاكل التي تلاحق المواطن الفيومي. قرية بطن أهريت واحدة من قرى تلك المركز التي تعانى من مشكلة النظافة وانتشار القمامة بأرجاء شوارعها، فضلًا عن أن ترعها أصبحت ترعًا للقمامة لتراكم كميات كبيرة من القمامة فوق المياه، ما أثر على الأهالي من سكان تلك المناطق، وكذلك المزارعين ومحصولهم الزراعي. تجولت رصد في شوارع القرية، وسألت المواطنين عن تلك المشكلة وتداعياتها على الأهالي، وقالت السيدة "أم محمد" إن سيارة القمامة كانت تأتي مرتين في الأسبوع العام الماضي، قبل أن تنقطع فجأة هذا العام، رغم تكبدهم ثمن فواتير القمامة شهريًا. وأوضح المواطن "مصطف عبدالله" أن أكوام القمامة تتراكم بشكل خاص في منطقة الكوبري بالقرية، والتي تتواجد بها وحدة صحية ومدرسة للأطفال وحضانات رياض أطفال، معبرًا عن سخطه من عد المبالاة بصحة الأطفال. وأضاف : "الدبان والناموس انتشر في المنطقة دي، والأمراض بدأت تنتشر في القرية، من أول أمراض الحساسية لحد الكبدي الوبائي". وأكد المزارع "أبو أحمد" أن مياه الترع المستخدمة في الري تكون لها رائحة سيئة بسبب القمامة الملقاة بتلك الترع، مشيرًا إلى قلة انتاجية الفدان وتأثر المحاصيل بتلك المياه. وعلى صعيدٍ آخر، حاورت شبكة رصد مسؤول بالوحدة المحلية التابعة للقرية، والذي رفض ذكر اسمه، مؤكدًا أن عربات القمامة المتخصصة برفع المخلفات من الترع تحتاج صيانة دورية، مضيفًا أن الميزانية للوحدة ضعيفة ولا تكفي لصيانة المعدات. وتابع أن أزمة البنزين تزيد من تلك المشكلة، إذ أكد وجود نحو 30 كيلو متر بين القرية والمحطة المسؤولة عن التخلص من القمامة وإعادة تدويرها، وأن المسافة بعيدة في ظل عدم توفر البنزين اللازم لتلك العملية. وبسؤاله عن الاشتراكات الشهرية التي يدفعها المواطن لإزالة القمامة دونما تزال، بين: "حضرتك عندنا في مصر لازم هتدفع أخدت الخدمة هتدفع مش أخدتها بردة هتدفع، الحكومة لازم تلم فواتير بغض النظر عن أي شيء".