سؤال روادنى وظل يسيطر على عقلى ووجدانى منذ فتحت خطاب السيدة المريضة «شيماء» التى لم تتجاوز الواحد والعشرين من عمرها..هل من حق الزوج أن يرمى زوجته ويتخلى عنها بمجرد أن تصاب بالمرض؟ أين حقها عليه؟ هل هذا عدل يظل يعيش معها مادامت صحتها بخير وتقوم على خدمته وتلبية كل مطالبه.. ويهرب منها بمجرد المرض.. ودائمًا حجته أنه لا يستطيع مواجهة المصاريف واحتياجات الأسرة وأيضًا المرض.. مع أن رسولنا الكريم y قد أكد فى حديثه أن ما يضعه الزوج فى فم زوجته صدقة وثواب يجزيه الله عنه يوم القيامة.. ولكن من يسمع ومن يفهم.. وحكاية هذه السيدة تبدأ بعد حصولها على الشهادة الابتدائية، حيث اكتفى الأب بتعليمها عند هذا الحد فهو لا يملك مصاريف واحتياجات الدراسة، خاصة أن لديه من الأولاد خمسًا ومع أول طارق على باب الأسرة يطلب يد الابنة الكبرى وافق الأب حتى يخفف الحمل عن كاهله.. كانت سعيدة لأنها كما اعتقدت أنه سيحقق لها أحلامها أو حتى جزء من هذه الأحلام.. وقد كان.. حملها بعيدًا عن منزل الأسرة الفقيرة المتكدس بالأولاد.. وظنت أنه آخر المطاف.. لم تكن تعلم ما يخفى لها القدر.. فما خفى كان أعظم.. عاشت شهورها الأولى معه ولا فى الأحلام.. ولكن بدأت تفيق على واقع لم تكن تنتظره.. أصيبت أول الأول بآلام فى جسدها وارتفاع بدرجة الحرارة.. أكدت حماتها أنها مصابة بنزلة برد وسرعان ما تزول الأعراض بمجرد أن تتناول كوب شاى مع مسكن.. ولكن أمها رفضت أن تتناول الابنة أى أدوية ويجب عرضها على طبيب.. وافق الزوج على مضض.. مر يومان وأصبحت حالتها أحسن وما هى إلا أسابيع حتى ظهرت عليها أعراض الحمل وفرح الزوج.. مرت شهور الحمل بحلوها ومرها.. ورزقها الله بطفل كاد الزوج يطير من الفرح.. مرت أيام وبدأت تشعر شيماء بأن هناك شيئا ما قد أصابها، فهى غير قادرة على الوقوف على قدميها أو حتى أن تراعى طفلها الوليد أو زوجها.. أصبحت ضعيفة واهنة.. كلمات كالرصاص يطلقها الزوج من فمه وهو يعاتبها على عدم قدرتها على خدمة الطفل وخدمته.. ولكن كل هذا كان خارجًا عن إرادتها فهى مريضة بالفعل، ولكنها لا تعلم ما أصابها.. طلبت أمها من الزوج أن يصطحبها إلى الطبيب.. ولكنه (ودن من طين وأخرى من عجين) وتحجج بضيق ذات اليد.. أخذت الشابة تلح عليه حتى أعطاها جنيهات قليلة ذهبت إلى المستشفى أكدت لها الطبيبة أن ما تشعر به مرتبط بالحمل والولادة، ووصفت لها بعض الأدوية المقوية.. ولكن الحالة كما هى.. بل تزداد سوء.. طلبت من الزوج مرة أخرى نقودًا.. ولكنه رفض وثار فى وجهها وطردها من المنزل أخذتها أمها واستدانت وعادت بها إلى المستشفى بالشكوى من الضعف والوهن وارتفاع درجة الحرارة وهنا طلب منها إجراء تحاليل دم وكانت نصيحة الطبيبة بعد اطلاعها على نتيجة التحاليل أن تحملها الأم إلى المعهد القومى للأورام لأنها مصابة بسرطان الدم وتحتاج إلى أطباء متخصصين.. ذهبت إلى البيت أخبرت الزوج بما قالت الطبيبة وأكدت لها أنها فى حاجة إلى مبلغ من المال حتى تستطيع أن تذهب إلى القاهرة.. ولكنه رفض وأكد لها أنه لا يملك المال الذى تحتاج إليه ودب بينهما الخلاف الذى تصاعد بين القائلين ووجدت نفسها المسكينة هى وطفلها فى بيت أبيها إلى الأبد.. فقد طلقها الزوج بعد أن أبرأته من مؤخر صداقها ونفقتها ها هو قد تخلص من مسئوليته تجاهها، بل وتخلص من أعباء نفقتها ونفقة الطفل الذى لم يكن يتعدى عمره فى ذلك الوقت إلا شهورًا وأكد للمقربين منه أنه لا يستطيع أن يعيش مع زوجة لا تستطيع أن تخدمه وتقوم باحتياجاته ومتطلباته، بل هى على العكس فى حاجة إلى مصاريف كثيرة لا يستطيع أن يعيش مع زوجة مريضة بالسرطان.. وتعرضت شيماء لمحنة المرض والفقر، ولكن كانت محنة مرض طفلها أقسى بكثير، فقد اكتشف الأطباء أن الطفل مصاب بسرطان الدم ويحتاج إلى جلسات علاج كيماوى وإشعاعى مثل أمه بالتمام والكمال.. عاشت أياما صعبة ومازالت تعيش ليس لها دخل سوى 360 جنيها معاش ضمان.. أرسلت تطلب المساعدة لمواصلة علاجها وعلاج طفلها الذى لم يبلغ الرابعة من عمره، فهل هناك؟ من يرغب فى مساعدتها من يرد فليتصل بصفحة ربنا كريم.