أسئلة عديدة دارت فى رأسى هذا الأسبوع.. لماذا يترك أب زوجة وابنة مريضة ويهرب؟ قد يكون الهروب لعدم الصرف عليهما والتنصل من المسئولية تجاههما.. وقد يكون الهروب بالاختفاء تماما من حياتهما وهجرهما.. وقد يكون بالطلاق للأم ورفض دفع النفقة والتحايل على الدفع بشتى الأساليب.. ومنها وهو الشائع طلب الإبراء من المطلقة والتى توافق من أجل أن تتخلص منه.. ولكن أين ضميره هو؟ هل مات إلى درجة أن يرفض دفع أى مبلغ من أجل علاج ومصاريف ابنته؟ كل هذا دار فى رأسى عندما جاءت المطلقة المسكينة التى رماها الزوج هى وابنتها.. هل تعلمون السبب؟ السبب هو أن الابنة المسكينة مريضة.. والمرض من نوع خاص.. مرض لعين.. مرض مهلك.. وهذا الأسبوع كان اللقاء مع طفلتين أصابهما نفس المرض، ولكن فى مكانين مختلفين.. ولنبدأ مع أول طفلة وهى «جنى» الطفلة التى لم يتعد عمرها خمس سنوات هى الابنة الثانية بعد أخيها الأكبر.. كانت «فرحة» وهو اسم الأم كان اسما على مسمى، حيث إنها كادت تطير من الفرح عندما رزقها الله بها فهى جميلة.. رقيقة.. ذات ملامح دقيقة كانت نعمة أنعم الله بها عليها وعلى الأسرة كلها.. فرحت بها الأم كثيرا فهى ستكون لها السند حبيبة أمها التى ستقف بجانبها وتساعدها.. طالما جلست تنظر إليها فى مهدها وتهدهدها وتلعب معها وتحث الأيام أن تجرى بسرعة حتى تراها تمشى على قدميها وتجرى فى أنحاء الدار.. أحلام وأحلام.. عاشتها الأم، ولكنها استيقظت منها فجأة.. استيقظت على شىء لم يكن أبدًا فى الحسبان الطفلة كانت فى ذلك الوقت لم تبلغ بعد الثالثة من عمرها عندما بدأت تذبل ويجف عودها.. تبكى دائمًا.. لا تستطيع الوقوف على قدميها.. تبكى بكاء بصفة مستمرة.. الأم لا تستطيع أن تفسر سر البكاء وفى إحدى الليالى أصيبت الطفلة بارتفاع فى درجة الحرارة مما جعل الأم تحملها إلى الوحدة الصحية وأكدت الطبيبة أن الطفلة تعانى من نزلة برد ووصفت لها خافضات للحرارة يومين والطفلة حالتها تسوء.. طلبت منها الطبيبة حملها إلى المستشفى العام ليس معها نقود لتواجه المصاريف عادت إلى البيت تطلب من الزوج الذى أعطاها ما لا يكفى ذهبت واستدانت من الجيران وكانت رحلة شاقة عليها فقد طلب الأطباء فى المستشفى بعض التحاليل وبالفعل أجرت للطفلة التحاليل التى أثبتت أنها مصابة بسرطان دم.. وحولها الأطباء إلى مستشفى 57357 عادت للأب لتخبره بما أصاب «جنى» إلا أنه رفض أن يعطيها أى نقود بحجة أنه لا يملك مع أنها تعلم جيدًا أنه يستطيع توفير أى مبلغ تحتاجه من أجل الطفلة.. افتعل معها مشاجرة وترك المنزل وخرج واضطرت أن تلجأ للأهل الذين وفروا لها مبلغا وطلبوا منها ألا تطلب مرة أخرى.. فالعين بصيرة واليد قصيرة.. جاءت من قريتها إلى القاهرة، وتم حجزها مع الطفلة بالمستشفى لأن الابنة الصغيرة المريضة تحتاج إلى جلسات إشعاعى وكيماوى وفحوصات كثيرة ومع الأيام ورحلة العلاج الطويلة، وهروب الزوج من مسئوليته تجاه الطفلة المريضة والابن الأكبر وهى وهنا لم تجد سوى أن تطلب الطلاق، ولكنه لم يوافق إلا بعد الإبراء وتركت الجمل بما حمل وحملت طفلتها المريضة وابنها الصغير وذهبت إلى بيت أهلها، ولكنهم لا يستطيعون سد احتياجاتها واحتياجات «جنى» المريضة وكل ما تحصل عليه من وزارة التضامن الاجتماعى 323 جنيها جاءت تطلب المساعدة. حبة العين أما الطفلة الثانية «سارة» فحكايتها لا تختلف فى تفاصيلها عن الطفلة الأولى فهى تبلغ عامين ونصف عام من عمرها وهى وحيدة أمها التى تنتمى لأسرة تعيش فى إحدى محافظات شمال الصعيد الأب يعمل بالزراعة والأم تساعده بتربية بعض الدواجن، ولكن الرزق قليل يحاولان توفير لقمة العيش فقط، ولكن الدواء ومواجهة المرض فهو ترف بالنسبة لحالتهما الاقتصادية وقد حدث.. الابنة الصغيرة تضع يدها على عينيها التى أصابها الإحمرار.. تبكى وتتألم لا تستطيع أن تنام.. تذهب بها الأم إلى المستشفى يصف لها الطبيب بعض القطرات ويؤكد للأم أن ما حدث للطفلة بسبب تلوث أصاب العين مع دخول فصل الصيف وعليها أن تهتم بنظافة الوجه والعينين وأنها سوف تكون بخير، ولكن الشكوى تتزايد والدموع كثيرة والبكاء حار.. حولها طبيب الأطفال إلى طبيب أخصائى عيون الذى فحصها أكثر من مرة، ثم طلب أشعة سريعا وعدم الإهمال فى إجراءات فحصها، فهو يشك فى شىء ما وبدأت رحلة طويلة بحثت الأم بجانبها عن الزوج ولكنها لم تجده واضطرت أن تمشى المشوار حاملة طفلتها وحدها واستدانت من طوب الأرض حتى وصلت إلى مستشفى 57357 وكان التشخيص النهائى أن الطفلة مصابة بورم سرطانى بالعين طالبت الزوج بتحمل مسئوليته تجاه الطفلة ولكنه رفض.. طلبت الطلاق وكان لها ما أرادت، ولكن على الإبراء وبالفعل تم ما أراد، وها هى تطلب المساعدة فهل تجد؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.