جالس بلا حراك.. من يراه يظن أنه جثة هامدة.. ولكن حركة العين تؤكد أنه حِّى يرزق.. يبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عامًا ولكن من ينظر إليه يؤكد أن عمره أكثر من ذلك بكثير يجلس غير قادر على الحركة غير قادر على التنفس تسمع صوت أنفاسه وهى تخرج من صدره كأنها (...)
طحنتهم الأحوال المادية الاقتصادية السيئة.. كسرت عظامهم ونهشت لحمهم.. فالمرض لا يرحم.. حالات كثيرة تصل إلى عشرات الآلاف سقطوا بين شقى الرحى.. الأول المرض.. والثانى الفقر.. إنهم يعانون.. يصرخون.. يتوسلون ويستنجدون.. الكثير منهم يرسل يطلب المساعدة (...)
طحنتهم الأحوال المادية والاقتصادية السيئة.. المرض الذى لا يرحم كسر عظامهم ونهش لحمهم.. حالات كثيرة تصل إلى عشرات الآلاف سقطوا بين شقى الرحى.. الأول المرض ولثانى الفقر إنهم يعانون يصرخون يتوسلون ويستنجدون.. الكثير منهم يرسل خطابًا يطلب المساعدة ونحن (...)
مرض.. فقر.. جهل.. أضلاع مثلث الرعب الذى تعيش داخله أى حالة بائسة يائسة.. وهناك آلاف الحالات التى تعانى.. حالات تعيش مقهورة.. منبوذة.. تنظر إلى من حولها.. وقلوبها تبكى بدل الدموع دما.. تبكى حالها وحال أسرتها.. وياويلها لو كان عدد أفرادها كبيرا فإنها (...)
آلام نفسية وجسدية لا تطاق لا يتحملها بشر آلام موت الزوج.. الحبيب.. السند.. العمود الفقرى الذى تقوم عليه أى أسرة قد يكون الزوج فى بعض الأحيان غير ذى نفع لأولاده وزوجته وقد تستطيع الزوجة فى بعض الأحيان أن تسد مكانه فى تربية الأولاد والإنفاق عليهم ولكن (...)
يجلس على سريره أمام النافذة المفتوحة يحاول أن يتنسم نسمات الصباح ويحاول أن يدخل بعضًا من هذه النسمات إلى صدره الضيق الذى يحتاج إلى كمية كبيرة من الهواء.. نعم صدره ضيق بسبب العيشة التى يعيشها وقلة الرزق وعدم استطاعته توفير احتياجات اسرته الكبيرة (...)
متشبث بها كطفل صغير يخاف أن يبعد عنها.. الأيادى متشابكة.. يضع حمله الثقيل على كتفها.. سنوات طويلة لم تخرج من فمها الآه.. لم تكل من هذا الحمل.. فهى تحمله عن طيب خاطر.. ولكن قلبها يتمزق.. دموعها تنساب على خديها.. كانت تضع أحلام حياتها كلها فيه.. كانت (...)
سؤال روادنى وظل يسيطر على عقلى ووجدانى منذ فتحت خطاب السيدة المريضة «شيماء» التى لم تتجاوز الواحد والعشرين من عمرها..هل من حق الزوج أن يرمى زوجته ويتخلى عنها بمجرد أن تصاب بالمرض؟ أين حقها عليه؟ هل هذا عدل يظل يعيش معها مادامت صحتها بخير وتقوم على (...)
حياة الأسرة تسير وتتهادى كالقارب على سطح المياه الهادئة.. يعيشون فى سعادة.. الأب يخرج فى الصباح الباكر يوميا ليعمل من أجل أولاده الأربعة فهم ثلاثة من البنين وابنة واحدة.. كل أمنياته فى الحياة أن يعيش حتى يراهم قد نالوا قسطًا كبيرًا من التعليم.. أما (...)
«المكتوب على الجبين.. لازم تشوفه العين».. مثل شائع بيننا.. فكتاب كل منا مكتوب لن يستطيع أى إنسان أن يبدل فيه أو يغيره، ولكننا نعمل دائمًا ما فى وسعنا ويفعل الله ما يريد.. وهذا الأسبوع وصلتنى رسالتان من سيدتين تواجهان نفس الحياة القاسية ونفس الأزمة، (...)
آهات.. أنات تخرج من فم الأم وقبل أن تخرج تشق الصدر وتجرحه.. الأم يتمزق قلبها عشرات المرات.. بل مئات المرات كل يوم بل كل دقيقة.. من أجل ابنتها وحبيبتها.. لا يعلم مدى حزن الأم عليها إلا الله.. تقول إنها حبيبتها وصغيرتها.. هى قطعة من القلب.. الآهات (...)
آلامك تؤلمنى.. بكاؤك يمزقنى.. اختناق أنفاسك يقضى على فى اليوم آلاف المرات.. جميلة هى.. عيونها صغيرة.. كلها صغيرة على الآلام.. آلام مرض يثير اسمه المكون من خمسة حروف أبجدية (س . ر . ط . ا . ن) الرعب فى النفوس.. والفزع.. والخوف من المجهول.. تتحول معه (...)
الفقر والمرض وجهان لعملة واحدة.. عملة البؤس والشقاء.. وهذه هى عملة الكثير من الأسر الفقيرة والتى يصاب فرد فيها بالمرض.. المرض الذى يهد قواهم ويطير النوم من عيونهم.. وهذا هو حال الأسرة التى أرسلت الأم رسالة تحكى حالها.. فهى أسرة فقيرة.. بل تعيش تحت (...)
المرض لا يرحم.. والمريض يتألم ويعيش فى معاناة شديدة.. ولكن المعاناة الحقيقية محلها قلوب المحيطين به من أهل وأقرباء.. الذين يكتمون الصرخة لتكتوى بها الصدور.. يبتسمون بضحكات مرسومة على الوجوه مواسين.. ولكنهم يتمزقون من الداخل.. وبين البسمة والتمزق (...)
منذ وعى إلى الدنيا ولم ير إلا الأسمنت والجبس والسيراميك.. لم يتعلم منذ نعومة أظفاره سواهما.. تعلم كيفية استخدامها.. فأسرته الفقيرة ككل أمثالها من الأسر تحتاج إلى مجهود كل واحد فيها.. فالجميع يخرج إلى العمل ليجد لقمة العيش الحلال.. «مبلط أرضيات» كانت (...)
أنطفأ بريق عينيه الصغيرتين.. ماتت الابتسامة على شفتيه.. حبست الدموع فى مقلتيه.. لم يتركه المرض إلا بعد أن نهشه.. وافترس الأمل.. الأمل فى نفسه ونفس والديه.. الأم عيونها مفتوحة.. جفاها النوم.. لا منذ يوم ولا منذ شهر.. بل منذ عامين.. إن كانت المدة فى (...)
حياتها كلها مرارة تتجرعها كل يوم.. وكل ساعة.. وكل دقيقة.. تعيش مرارة الأيام منذ زمن.. ولكنها تزايدت فى السنوات الأخيرة.. تعيش فى مثلث أضلاعه الثلاثة (فقر ومرض وهجر) وإن كانت مرارة المرض أقسى كثيرًا.. فهى تحاول أن تواجه الفقر وتتخطى آلام الهجر.. (...)
شابة جميلة «سبحان الخالق».. رقيقة.. على وجهها مسحة حزن.. ومع ذلك ترى فى عينيها نظرة رضا.. رضا بما قسم الله لها به.. رضا بقضاء الله وقدره.. تبتسم ابتسامة جميلة، ولكنها فى نفس الوقت حزينة.. نعم حزينة فهى برغم سنها الذى لم يتجاوز العشرين.. فإنها تحمل (...)
أنطفأ بريق عينيه الصغيرتين.. ماتت الابتسامة على شفتيه.. حبست الدموع فى مقلتيه.. لم يتركه المرض إلا بعد أن نهشه.. وافترس الأمل.. الأمل فى نفسه ونفس والديه.. الأم عيونها مفتوحة.. جفاها النوم.. لا منذ يوم ولا منذ شهر.. بل منذ عامين.. إن كانت المدة فى (...)
أقصى محنة من محن الزمان أن يرى الإنسان طفله مصابًا بمرض.. ولكنه مرض ليس ككل مرض.. يراه يبكى ويتألم وهو واقف مكتوف الأيدى غير قادر على فعل أى شىء له سوى أن يذرف الدمع وهو جالس بجواره.. وهذا ما يحدث لأسرة داليا الطفلة الصغيرة المسكينة التى لم يتعد (...)
رحلة طويلة من مدينة لأخرى.. رحلة طويلة فى المسافة والسنوات التى قطعتها هذه الرحلة رحلة تحمل فيها الأم طفلتها الصغيرة على كتفها تقطع فيها أكثر من 200 ك.م لتصل إلى مدينة القاهرة رحلة أخذت معها الأخضر واليابس.. رحلة انضم إليها الأب بعد مرور بضع (...)
تخرج من فمها الحروف والكلمات لتمزق القلب دموعها سكاكين تغرس فى الصدر.. هى أم فقدت ابنها الشاب.. ابنها الذى كان كل دنياها.. ابنها الذى كانت تعتمد على الله ثم عليه بعد مرض الأب.. تبدأ الأم حكايتها التى تمتد عبر ثلاثين عاما.. الزوج يعمل عامل بإحدى (...)
أسمر بلون النيل.. جميل وجهه كالبدر.. يخطو أولى خطواته فى الحياة.. لا يرى ما أصابه.. لا يعرف معنى كل هذه الآلام.. سمرته يشوبها إصفرار المرض.. المرض الذى استولى عليه وسرق طفولته وبراءته.. اغتاله.. تحمله أمه على كتفها.. وتحمل فى يدها كيسا بلاستيكيا (...)
أسمر بلون النيل.. جميل وجهه كالبدر.. يخطو أولى خطواته فى الحياة.. لا يرى ما أصابه.. لا يعرف معنى كل هذه الآلام.. سمرته يشوبها إصفرار المرض.. المرض الذى استولى عليه وسرق طفولته وبراءته.. اغتاله.. تحمله أمه على كتفها.. وتحمل فى يدها كيسا بلاستيكيا (...)