رحلة طويلة من مدينة لأخرى.. رحلة طويلة فى المسافة والسنوات التى قطعتها هذه الرحلة رحلة تحمل فيها الأم طفلتها الصغيرة على كتفها تقطع فيها أكثر من 200 ك.م لتصل إلى مدينة القاهرة رحلة أخذت معها الأخضر واليابس.. رحلة انضم إليها الأب بعد مرور بضع سنوات. أنا رحلة المرض.. بدأت الرحلة _ كما تتذكر الأم _ عندما كانت «نادية» طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها بعد أن كانت مثل الزهرة الجميلة مشرقة الوجه ضاحكة تعيش طفولة كلها شقاوة تمسك فى ذيل جلباب أمها وتمشى معها على الرمال الناعمة وتستنشق عبير البحر، المالح الأب يخرج ليبحث عن رزقة فهو مكبل بأسرة وأطفال يحتاجون إلى الغذاء ليسد به أفواههم الجائعة، هذه الأسرة عندما كان يمرض فيها أى فرد لا يعرفون الأطباء أو المستشفيات مجرد ليمونة ومشروب ساخن ولكن هذه المرة لم تنفع الوصفة فى تخفيف الآلام والشعور بالوهن والضعف الذى كانت تشعر به الطفلة التى لم تكف عن البكاء والصراخ هناك شيئا ما تشعر به ولكنها لا تستطيع أن تعبر عنه وكيف تعبر وهى لا تفهم ما يدور داخل جسدها النحيل حتى جاءت عليها ليلة لم تنم فيها.. بكاء متواصل وارتفاع درجة الحرارة التف حولها الجميع يحاولون التخفيف عنها ولكن هيهات فهى مصابة بشىء ما ومع الخيوط الأولى من العجز حملتها أمها واصطحبت معها الزوج وتوجهت إلى أقرب مستوصف ولم تجد به سوى طبيب صغير وصف لهم مسكنًا وخافض للحرارة ولكن الطفلة ظلت تبكى وتصرخ حتى تحول وجهها إلى اللون الأصفر وأصبحت شفتاها باهتتين لم تنتظر الأم حملتها إلى المستشفى الجامعى طلب الأطباء إجراء تحاليل طبية سريعة وكانت النتيجة صدمة، فالطفلة مصابة بسرطان بالدم ولم يكن هناك بد إلا تحويلها إلى المعهد القومى للأورام فقد أكدوا للأم أن علاجها لا يوجد بهذا المعهد حملتها على كتفيها كان حملًا ثقيلًا بسبب الآلام التى تعانى منها الأم، نعم الآلام النفسية فهى فى ذلك الوقت كانت آخر العنقود وقبلها أربعة من الأولاد ولكن هذه إرادة الله وقدر الله وما شاء فعل وبدأت الرحلة الطويلة من فحوصات وتحاليل وأشعة وأكد الأطباء فى المعهد التشخيصى وأخبروا الأم بأن الابنة تحتاج إلى علاج كيماوى وإشعاعى لفترة طويلة كانت تستدين من الجميع حتى تستطيع أن توفر مصاريف السفر من مدينتها إلى المعهد والعودة عاشت الأسرة أيامًا صعبة وخاصة الأب الذى كان يتحمل الصعاب من أجل الأسرة عمل الكثير ليوفر لهم الحياة الكريمة كان يحفر فى الصخر ليوفر للطفلة المريضة ما تحتاج إليه ولكنه لم يستطع وكان دائم الاستدانة من أجلها حمل هموم الدنيا فوق رأسه وبات يفكر حتى أصيب بألآم بالمعدة وأصبحت صرخاته وآنان تسمع فى نهاية الحارة التى يعيشون فيها ذهب للمستشفى وبعد الفحص أخبره الطبيب أن ما يعانى منه قد يكون قرحة بالمعدة بسبب الغم والهم الذى يعيش فيه.. ومع استمرار الآلام اضطر الأطباء إلى عمل أشعة على المعدة ومنظار وتحاليل وكانت الطامة الكبرى أنه مصاب أيضًا بسرطان ولكن هذه المرة سرطان بالمعدة ودخل دوامة المرض الذى أدى إلى تركه العمل ولم تمض شهور قليلة خضع فيها لجلسات العلاج الأشعاعى والكيماوى وحتى وصل الأمر إلى استئصال جزء من المعدة ولكن سهم الله قد نفذ وانتقل إلى جوار ربه ليترك الابنة المريضة مع أمها التى تحملت المسئولية كاملة سنوات وشهور او أكد الأطباء للأم أن مرض الأبنة قد انحصر بنسبة 70% وفرحت هى و «نادية» بل زادت أفراحهما عندما تقدم عريس لها يعلم ما تعانى منه ووافق على الارتباط بها وتم عقد القران ولم تمض أسابيع حتى كشف السرطان اللعين عن أنيابه وبدأ ينهش فى جسدها الضعيف وأصبحت تحتاج إلى علاج من أول وجديد ولكنه غير متوافر بالمعهد وتحتاج إلى شرائه ولكن العلبة منه يصل ثمنها إلى 5600 جنيه أرسلت تطلب من أهل الخير مساعدتها فى توفير هذا العقار الذى لا تستطيع بإمكانيات عريسها الحصول عليه فهل نجد من يساعدها؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.