ابنتى مريضة سرطان جملة قاسية تخرج من فم أم تثير الألم فى نفسى ونفسها تثير الرعب.. الخوف.. الفزع.. كلمات الجملة تتحول إلى بكاء.. تتحول إلى دماء تنزف من قلوب المحيطين بهم.. اسم المرض يجعل القشعريرة تسرى فى جميع أوصال الجسد.. الاصابة بأى مرض ولو حتى نزلة برد هى إرادة الله التى لانستطيع أن نقف أمامها واللهم لا اعتراض على حكمته وقضائه وقدره.. ولكن عندما يكون المريض صبية صغيرة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها تصبح الآلام مضاعفة.. والدموع أنهاراً. والحسرة تدمى القلوب.. صاحبة المأساة هى أصغر عضو فى العائلة.. هى ابنة الأم ربة منزل تعيش من أجل أولادها تطلب كل صباح من الله الصحة والستر والهداية للأبناء أما الأب فإنه يعمل سائقاً بالأجر يخرج مع أول طلعة شمس ليعمل من أجل خمسة من الأولاد.. يذهب بالسيارة إلى المحافظات المجاورة ويعود بما قسم به الله فكل شىء من أجل عيون الصغار وخاصة أميرة التى يؤكدون أن اسمها لأخلاقها.. فهى منذ صغرها رقيقة.. ضعيفة.. صحتها ليست على مايرام.. كانت أمها تخاف عليها حتى من اللعب.. ومع ذلك كانت تتركها تلعب بشرط ألا تغيب عن عينيها تلعب مع بنات الجيران تحاول أن تجاريهم ولكنها سرعان ما تشعر بالتعب.. تتألم تشكو لأمها فهى تشعر بوخز وآلام بالجانب الأيسر.. تحضر الأم لها مشروباً ساخناً.. وتؤكد أنها سرعان ماتصبح على مايرام.. الطفلة تفعل ما تطلبه منها الأم وبالفعل تشعر ببعض التحسن تستيقظ الأم فى الليل على آهات طفلتها فهى غير قادرة على تحمل الألم تبكى بحرقة تمسك بجانبها.. تتحول الآهات إلى صرخات تحاول الأم أن تخفف عنها وتطلب منها أن تتماسك حتى يطلع النهار وسوف تذهب إلى المستشفى وتكمل الطفلة الساعات الباقية حتى مطلع الفجر ودموعها تنساب على خديها.. واصطحبت الأم طفلتها إلى المستشفى العام.. فحصها الأطباء وكان التشخيص التهاباً بالمسالك البولية ربما بسبب الاصابة بنزلة برد.. وصف الطبيب الدواء وعادت الأم بها إلى القرية.. مر يوم والثانى والطفلة تشكو وتتلوى من الألم.. ظهر تورم بساقيها.. ارتفعت درجة حرارتها.. لم تنتظر الأم فعادت ثانية إلى المستشفى.. طلب الأطباء اجراء تحاليل وأشعة وعندما ظهرت النتائج طلب الأطباء منها اجراء أشعة رنين مغناطيسى وكانت النهاية عندما حولوا الطفلة إلى إلى المعهد القومى للأورام وعندما تسائل الأب أكدوا له أنها مجرد شكوى وأن أطباء المعهد القومى سيكونون الفيصل والحكم، حملها الأب وجاء بها إلى القاهرة حُجزت الطفلة بالمعهد أياماً أجرى خلالها الكثير من التحاليل والأشعة وفى نهاية الأمر أخبر الأطباء الأم بأنها مصابة بورم سرطانى بالكلية وهى فى حاجة إلى علاج كيماوى وإشعاعى. ظلت الطفلة أسابيع بالمعهد تتلقى العلاج تركت الأم البيت و الأطفال وجاءت لترافق ابنتها الحبيبة كانت رحلة علاج شاقة ولكنها أسفرت فى النهاية إلى لا شىء وأكد الأطخباء أنها فى حاجة لاستئصال الكلية وكان ما أرادوه.. ظلت الطفلة شهوراً بالمعهد للعلاج وبعد فترة أخبر الأطباء الأم باستطاعتها حمل الطفلة إلى المنزل والعودة بها إلى المعهد لمتابعة الحالة شهرياً وتنفست الأم الصعداء وتخيلت أنها قد استراحت وابنتها من الهم.. ولكن لم تمض شهور قليلة إلا وقد بدأ هذا الغول اللعين يداهمها مرة أخرى.. وينهش جسدها المسكين.. لتبدأ رحلة العلاج مرة أخرى.. رحلة لايعلم نهايتها إلا الله.. رحلة قاسية.. رحلة مدمرة للمرض فقد أصاب الكبد والرئتين بثانويات وعادت الأم تحمل طفلتها لتلقى العلاج التكميلى أكثر من ست سنوات عذاب للصبية وأسرتها وزاد هذا العذاب عندما أصيبت بنزيف رحمى بسبب اختلال الهرمونات داخل الجسم وبسبب العلاج الإشعاعى والكيماوى التى تتعرض له وأكد طبيب أمراض النساء والتوليد حاجة الصبية لاستئصال الرحم.. الأم تبكى من الحالة التى وصلت إليها الابنة المسكينة.. كما تبكى حال الأسرة فقد جاء المرض على الأخضر واليابس.. الابنة بما وصلت إليه تحتاج إلى علاج ثمنه يفوق دخل الأسرة بكثير حتى انهم لايجدون فى أوقات كثيرة ثمن تذكرة السفر من وإلى المعهد أرسلت الأم تطلب المساعدة فهم يحتاجون لمن يقف بجوارهم من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.