الفيلم الإنجليزى «تاجر الملح» الذى قام ببطولته الممثل الزنجى المعروف بول روبنسون وشاركت فيه الممثلة كوكا كان أول فيلم أجنبى يجرى تصويره فى مصر فى الثلاثينيات فى حين كانت أول تجربة لدبلجة الأفلام الأجنبية فى مصر لتكون ناطقة بالعربية كان فيلم (مستر ديدز الشاذ) للمخرج فرانك كابرا وكانت البطولة فى هذا الفيلم للممثل العالمى غارى كوبر والذى قام بالترجمة إلى العربية فى هذا الفيلم وأشرف على عملية الدوبلاج كامل مرسى. وقد أدى النجم محمود المليجى بصوته دور الممثل العالمى غارى كوبر... فى هذا الوقت كان النجم المصرى أحمد سالم المسئول عن استديو مصر الذى فيه تمت الدبلجة. ..أما عن ترجمة الأفلام الأجنبية فالمعلوم أنها ظلت لسنوات (الترجمة) تظهر على شاشة مجاورة لشاشة السينما المعروض عليها الفيلم حتى حدث التطور وأصبحت الأفلام الأجنية يتم طبع الترجمة على نسخة الفيلم نفسه. ..فى هذه السنوات كانت السينما فى مصر تنمو بشكل واضح. حيث عرفنا الفيلم الناطق وكان أول فيلم مصرى ناطق ينزل إلى دور العرض هو فيلم (أولاد الذوات) للمخرج محمد كريم وتم عرضه فى إبرايل عام 32. والواقع أن فيلم "أولاد الذوات" لم يكن ناطقا كله.. بعده ظهر فيلمان أولهما (أنشودة الفؤاد) وظهر فى نفس عام ظهور فيلم (أولاد الذوات) وكان الفيلم الثالث فيلم (تحت ضوء القمر) للمخرج شكرى ماضى. وهذا الفيلم كان صامتًا وفى يوليو عام 32 ظهر فى دور العرض بعد أن أضاف إليه مخرجه الصوت لكن كان هناك مشكلة فنية أدت إلى سقوطه جماهيريا. حيث كانت سرعة الأسطوانة المسجل عليها الصوت أزيد من سرعة شريط الصورة. ..فى هذه الفترة (الفترة التى عرفنا فيها الأفلام الأجنبية المدبلجة والمترجمة مباشرة)، شهدت السينما المصرية عدة مغامرات سجلت أسماء أصحابها فى تاريخ السينما للأبد.. وكما يقول الكاتب حان كسان فى كتابه عن السينما فى الوطن العربى الذى ننقل عنه هنا.. من هذه المغامرات مغامرتان للمخرج المصرى الشاب وقتها أحمد جلال، الأولى كانت ظهور أول فيلم خيال علمى وهو فيلم (عيون ساحرة). الثانية كان ظهور أول فيلم مصرى تاريخى وهو فيلم (شجرة الدر) التى جرى تصوير مناظره بفندق فى مصر الجديدة. ومن طرائف فترة الثلاثينيات فى السينما المصرية أيضا.. فيلم (سلفنى 3 جنيه) ل على الكسار تم تصويره فى أسبوع. وفيلم الوردة البيضاء أول بطولة للموسيقار محمد عبد الوهاب حقق ربع مليون جنيه (وهو رقم إيرادات مهول فى ذلك الزمن.. نعود للكلام عن علاقة السينما فى مصر بالسينما العالمية). فى فترة القطاع العام (الستينيات) عرفنا الإنتاج المشترك فى السينما من الجانب المصرى كانت الشركة القائمة بالمهمة شركة (كوبر فيلم) أو الشركة المصرية العامة لإنتاج وتوزيع الأفلام الأجنبية.. قامت هذه الشركة بإنتاج عدة أفلام إنتاج مشترك كان أغلبها مع شركات إيطالية.. من هذه الأفلام. فيلم «ابتسامة أبو الهول» وحقق إيرادات 3400 جنيه. وفيلم ابن كليوباترا وحقق 6220 جنيهًا فى وقت حقق فيه الفيلم المصرى المحلى الموضوع (مراتى مدير عام) 17 ألف جنيه.. وكان الفيلم الثالث فيلم (قاهر الأطلانس) وجاءت إيراداته أيضا 3600 جنيه فى حين جاءت إيراداته الفيلم الرابع (فارس الصحراء) 720 جنيها فقط. ..أما أول فيلم مصرى شاهده الأجانب فى مهرجان دولى فكان فيلم «وداد» باكورة أفلام أحمد سالم فى استديو مصر. وبطولة كوكب الشرق أم كلثوم، حيث شارك الفيلم فى ذلك التاريخ (الثلاثينيات) فى مهرجان البندقية عام 36. ..نصل إلى حكايات نجومنا فى هوليود كما قلنا فى السطور السابقة (كوكا) شاركت فى فيلم (تاجر الملح) الإنجليزى. تحية كاريوكا سافرت إلى هوليود فى فرصة للمشاركة فى أفلام عالمية، لكن الفرصة ضاعت بسبب ثورة تحية ضد اليهود عندما أندلعت حرب فلسطين وهى هناك. ..وهناك نجوم آخرون أتيحت لهم الفرصة للعمل فى هوليود. من هؤلاء النجم رشدى أباظة، كما نعرف رشدى من العائلة الأباظية ذات الجذور الشركسية وقد ضمت قائمة زيجاته التى تجاوزت رقم ال 12 زوجة زوجة أمريكية. بحسب معلومات غير مؤكدة ذكرتها موسوعة وكييديا. ..فرصة الوصول إلى العالمية أتيحت لرشدى أباظة مرات عديدة لكن المعلومة المؤكدة والموثقة عن رشدى أنه عرف طريق هوليود كدوبلير للنجم العالمى روبرت تايلور فى فيلم وادى الملوك ومع المخرج سيسيل وميل فى فيلم الوصايا العشرة. ..النجم أحمد مظهر وهو من مواليد عام 38 وقد بدأت علاقته بالفن عن طريق المخرج زكى طليمات عندما أشركه (وهو لم يزل ضابطًا فى الجيش) فى مسرحية من إخراجه. وقد دخل أحمد مظهر السينما من بابين على يد المخرج إبراهيم عز الدين فى فيلم «ظهور الإسلام»، حيث شارك فى الفيلم كممثل وأيضًا كان المسئول عن تدريبات الفروسية فى الفيلم. أحمد مظهر ظهر فى أفلام أجنبية من هذه الأفلام فيلم بطولة بيتر جونير وفى فيلم ثانى كان للنجم كاميرون سيشل وظهر فى هذا الفيلم أيضًا النجم المصرى مجدى وهبة وكان موضوع الفيلم عن البترول وبدايات القرن العشرين من إنتاج تونى زارانداست.. وكان اسم الفيلم (guns and furu). ..ويبقى النجم عمر الشريف أو ميشيل شلهوب وهو من أب لبنانى سكن الإسكندرية هو النجم العربى والمصرى الوحيد الذى استطاع غزو هوليود والوقوف أمام كاميراتها، كبطل لسنوات استمرت من بداية الستينيات حتى النصف الأخير من السبعينيات. التجربة قال عنها عمر الشريف نفسه، إنها ضربة حظ شاء القدر أن تكون من نصيبه وكان من الممكن أن تكون من تصيب غيره من النجوم المصريين بمعنى أنه لم يكن له أى يد فيها. ..فى بداية السيتنيات قابل عمر الشريف المخرج العالمى دايفيدلين الذى كان يجهز لفيلم «لورنس العرب» ويبحث عن وجه عربى ليكون بطل الفيلم. وكانت هذه المقابله باب دخول عمر الشريف إلى هوليود والسينما العالمية، بطلا ونجما. بعد فيلم لورنس العرب شارك عمر الشريف نفس المخرج عدة أفلام لعب بطولتها كلها من هذه الأفلام دكتور زيفاجو وفيلم الرولز رويس وفيلم (الثلج الأخضر). فى نهاية السبعينيات (نصفها الثانى) تراجعت نجومية عمر الشريف فى السينما العالمية وشارك لأول مرة فى أدوار مساعدة فى أفلام. من هذه الأفلام فيلم (النمر الوردى يضرب مجددا) كما قدم أدوارا كوميدية مثل دوره فى فيلم "السر"... فى بداية السبعينيات عمل عمر الشريف بطولات فى أفلام منها (الوادى الأحمر) وفيلم (بذور التمر الهندى).. بعد ظهور عمر فى أدوار مساعده بدأ يظهر فى الأفلام كضيف شرف. حدث ذلك فى فيلم (المحارب ال 13) عام 99. كما شارك فى تلك الفترة فى أفلام تليفزيونية وكانت بعدها عودته إلى مصر ليشارك بالبطولة المعتاد عليها فى أعمال عديدة (أيوب) (أراجوز) (حسن ومرقص). يتبقى أن نذكر أن خالد النبوى شارك فى فيلم أمريكى، محيى إسماعيل شارك فى فيلم إيطالى.