حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تعود سعاد حسنى من جديد؟
نشر في اليوم السابع يوم 21 - 04 - 2011

◄◄ دوامات السينما المصرية من نكسة 67 إلى ثورة يناير.. فاتن حمامة رمز البراءة وسعاد حسنى نجمة الشقاوة ..ونادية لطفى ولبنى عبدالعزيز ترفعان شعار «أنا حرة» بعد 23 يوليو وهند رستم معادل مارلين مونرو وأحمد زكى يغير مفاهيم النجومية.. وسمير غانم نجم المقاولات
◄◄ نادية الجندى رائدة سينما «سلم لى على البتنجان» ونبيلة عبيد النجمة الأنثى ..وعادل إمام زعيم سينما المخدرات
كل وقت وله نجوم، مقولة كثيرا ما تترد فى وصف حال الفن وعلاقته الجدلية بالسياسة، ومهما حاول البعض التقليل من أهمية الفن ودوره الحقيقى فى المجتمع وحصر دور الفن فى المتعة والترفية، فإن هذا يعد تقليلًا من أهمية الدور الذى يلعبه الفن ونجومه، فالفن انعكاس دائم لكل ما يحدث فى الحياة السياسية والاجتماعية وتأريخ لشكل الحياة وتطورها وهذا ما يؤكده تاريخ السينما فى العالم وليس فى مصر وحدها، كما يحمل بعض الأفلام مؤشرات لما قد يحدث فى المستقبل كنوع من قراءته أو استشرافه، وهو ما ينعكس أيضا وبشكل كبير على ملامح وشكل النجوم من زمن إلى آخر.
فالسينما التى كانت فى بداية اختراعها بسيطة وتهدف إلى الترويح كانت مهمتها تسجيل لقطات حية من الواقع وإعادة عرضها على الجمهور والذى شعر بانبهار وخوف شديدين عند رؤية هذه المشاهد، ومع التطور وظهور الصوت، كان التركيز أكثر على الحدوتة البسيطة والتى تجذب أذن وعين الجمهور بعيدًا، وسرعان ما بدأ الجمهور المصرى ينتبه إلى هذا الفن الوليد، الذى كان يجذب سيدات الطبقة الراقية فى ذلك الوقت اللاتى حاولن تقديم أفلام مصرية سعيًا وراء الشهرة وحبًا فى الفن الجديد الذى بدأ ينتشر، حسبما يؤكد الناقد السينمائى ضياء حسنى فى إحدى دراساته.
والملفت للنظر فى تلك الفترة التاريخية أن بداية الانطلاقة لهذا الفن كانت على يد نجمات مثل بهيجة حافظ وفاطمة رشدى وعزيزة أمير وأمينة محمد واللائى قدمن تجارب ميلودرامية تتعلق بقصص الحب بين طبقات الأغنياء والفقراء وجاءت ملامح النجمات والنجوم فى هذه الفترة انعكاسًا لشكل وملامح سيدات الطبقة الراقية فى المجتمع، ومع ظهور السينما الناطقة بدأت السينما تعرف نظام النجم ليس النجم الخاص الذى خلقه هذا الفن الجديد، لكن نجم الغناء الذى دخل السينما، ومن هنا استغلت السينما شهرة نجوم الغناء، وهو ما وعى إليه محمد عبدالوهاب بذكائه أيضا للوصول إلى أوسع قاعدة من الشعب فقرر وقتها خوض تجربة التمثيل، فى أفلام مثل «يحيا الحب» و«الوردة البيضا»، وصار عبدالوهاب نجم شباك بمقاييس ذلك العصر، وتألقت معه فاطمة رشدى وليلى مراد، والتى أصبحت »أفديت« السينما المصرية خصوصا بعد ارتباطها بأنور وجدى وتقديمهما معا سلسلة أفلام غنائية واستعراضية منها فيلم «ليلى بنت الفقراء» عام 1945 و «قلبى دليلى» عام 1947، و«عنبر» عام 1948 و«غزل البنات» عام 1949 و«حبيب الروح»، وظلت السينما المصرية تسير على خطى هوليوود فى هذا الوقت، ولم يخرج ما تنتجه السينما المصرية فى منتصف الأربعينيات وأوائل الخمسينيات عن الأفلام الغنائية والاستعراضية ولم تختلف ملامح النجمات والنجوم وقتها عن ملامح نجوم هوليوود مثل كلارك جيبل والذى لم تختلف تسريحة شعره وشكل شاربه فى بعض أفلامه، ونفس الحال بالنسبة للنجمات المصريات فى تلك الفترة واللائى كن يحرصن على تقليد نجمات السينما الأمريكية ومنهن صباح ونور الهدى وفاتن حمامة وماجدة الصباحى ومديحة يسرى وستجد أنهن كن لا يختلفن كثيرا عن جين كرفورد ولوريتا يانج وجريتا جاربو ومارى بيكفورد.
ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الذى لعبته الصحافة الفنية سواء الصفحات المتخصصة أو المجلات الفنية فى بلورة مفهوم النجومية أكثر خصوصا مع تحقيق الأفلام إيرادات كبيرة وتأسيس العديد من الاستوديوهات التى بدأت تنتهج نفس نهج العمل فى هوليوود، وظلت السينما المصرية تلعب على تيمات بعينها وهى قصص الحب غير المتكافئة طبقيا سواء كانت العلاقة لابنة الباشا التى تقع فى غرام شخص فقير أو العكس ومحاولات الأهل بث الفرقة بينهما، وهى القصة التى كانت أقرب إلى حدوتة سندريلا أو ست الحسن، ولم تعرف السينما الشارع أو القصص الواقعية اللهم إلا فى محاولات قليلة للمخرج أحمد كامل مرسى وهى المحاولات التى لاقت هجوما حادا وقتها خاصة أنه كان هناك تيار من المخرجين يرى أن السينما يجب أن تحتفى بالجماليات فقط بمعنى أنها لا تخرج عن الصالونات مثل المخرج أحمد بدرخان، وهو ما انعكس أيضا على ملامح البطل والبطلة فأنت تراهن طوال الأحداث فى كامل أناقتهن وماكياجهن ويتحركن فى أماكن راقية وهو ما يعكس بشكل كبير سيطرة الفكر الطبقى على صناع السينما فى ذلك الوقت.
وكانت براءة فاتن حمامة وشخصيتها المستكينة والمطيعة هى رمز الجمال والعلامة المميزة لنجمات السينما فى ذلك الوقت والتى قدمت أول بطولة لها مع يوسف شاهين فى فيلم »بابا أمين«1950 أمام دلع ماجدة وتنهيدتها المميزة عندما تنطق اسم «ممدوح» وأيضا خفة شادية وشقاوتها والتى قدمت أول فيلم لها بعنوان» أزهار وأشواك« عام 1947والذى كانت تقوم ببطولته النجمة مديحة يسرى وهى الفترة التى شهدت أيضا انطلاق كمال الشناوى ويحيى شاهين وأحمد رمزى وشكرى سرحان وعمر الشريف.
ثورة يوليو وتغير الحال
ثورة يوليو 1952 هى بداية التحول الحقيقى فى السينما المصرية وشكل وملامح النجوم والنجمات فإذا كانت النجمة الكبيرة فاتن حمامة قد استمرت فى تقديم أفلامها الرومانسية، وشادية فى أفلامها الخفيفة فإن الزعيم جمال عبدالناصر والذى كان يعشق السينما والفن بشكل عام ويقدرهما أقصى تقدير، اهتم بالفنون ونوعية الأفلام وخصوصا مع تأسيس المؤسسة العامة للسينما والتى أنتجت العديد من الأفلام المصرية المهمة والتى صارت أيقونات حقيقية فى تاريخ السينما المصرية والعربية، وأدرك النجوم أن عليهم أيضا أن يغيروا فى اختياراتهم والموضوعات التى تعالجها أفلامهم خصوصا مع صعود الطبقة المتوسطة وإنشاء السينمات فى المحافظات والأرياف واعتماد السينما- إلى حد كبير- على الأدب لذلك كان من الطبيعى أن نرى فاتن حمامة تقدم فيلما مثل الحرام وظهرت أفلام تتناول موضوع الفقر وإعلاء قيمة العمل، والإشادة بالمجتمع الاشتراكى ولم يعد مقياسا النجم ووسامته هما المعيار الأساسى فى هذه النوعية من الأفلام بقدر الاهتمام بالموضوع مثل فيلم «اللص والكلاب» لنجميه شادية وشكرى سرحان.
كما ظهرت أفلام أدانت النماذج الانتهازية والأمراض الاجتماعية كالرشوة والفساد وجرائم السرقة مثل «ميرامار»، وأفلام تناولت قضايا مشاركة الشعب السياسية، وأدانت السلبية، كما عالجت موضوعات الديمقراطية والارتباط بالأرض والمقاومة وانتهاء الملكية مثل فيلم «جفت الأمطار» و«رد قلبى»، وأُنتجت أفلام أيضا مثل «الأرض» «ويوميات نائب فى الأرياف» وجاء ذلك لأن المنتج وهو الدولة، لم تكن لديه نفس مقاييس الربح والخسارة التى كانت عند المنتج الخاص الذى كان يفكر فى مشترى التذاكر، ولا يفكر فى سكان الريف الذين تدور عنهم الموضوعات التى تناولتها الأفلام السابق ذكرها، فقد كانت الطبقة المتوسطة المدنية فى الأغلب الأعم هى الوقود الدافع لأرباح شباك التذاكر، لذلك كان من الطبيعى أن يشبه البطل فى ملامحه أبناء تلك الطبقة وتتماس السينما مع الموضوعات التى تناقشها، وهذا جنبا إلى جنب مع الأفلام التجارية والتى واصلت نجاحها أيضا فى دور العرض لمخرجين مثل حسام الدين مصطفي، ونيازى مصطفى، وتألقت نجمات مثل سعاد حسنى ونادية لطفى وهند رستم، ولمع أيضا رشدى أباظة وعمر الشريف وأحمد رمزى.
وتميزت فترة الستينيات بأنها كانت من أكثر الفترات تنوعا وزخما فى السينما المصرية وأيضا تنوعت نماذج النجمات الجميلات من سعاد حسنى بشقاوتها وتعدد مواهبها إلى نادية لطفى الشقراء والتى تحاكى نجمات هوليوود وليلى فوزى «جميلة الجميلات» فى ذلك الوقت كما أطلق عليها، والنجمة هند رستم والتى كانت رمزا للأنوثة الطاغية وكانت معادلا للنجمة مارلين مونرو فى السينما المصرية. وشهدت فترة الستينيات أيضا إنتاج فيلم «الناصر صلاح الدين» والذى ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصرية.
وأمام كل هذا التنوع شهدت السينما المصرية منظومة إنتاجية متناغمة بين القطاعين الخاص والعام وأيضا مع التطور الاجتماعى وظهور دعوات المساواة بين الرجل والمرأة ظهرت نجمات مختلفات فرضن شخصياتهن على طبيعة الموضوعات واختياراتهن فقدمت نادية لطفى نموذج المرأة المتحررة والتى تتعامل بندية مع الرجال فى أفلام مثل «أنا حرة» و«النظارة السوداء».
نجوم النكسة
بعد نكسة 67 تقلص إنتاج الدولة وانحسر الإنتاج الخاص لتقلص السوق مع زيادة الإنفاق على المجهود الحربى. ولم تشهد تلك الفترة نجاحات كبيرة إلا مع فيلمين هما «أبى فوق الشجرة» «وخلّى بالك من زوزو»، الأول بسبب وجود نجم الجماهير الأول ومطربها المفضل عبدالحليم حافظ، والثانى بسبب ظروف المجتمع الذى تحول فى تلك الفترة إلى مجتمع تحتل فيه النساء مكانة مميزة بعد تجنيد معظم الشباب واحتلال النساء مكانة مهمة فى عجلة تسيير المجتمع. إذ تطابق التغير فى المجتمع مع شخصية زوزو الفتاة الجامعية والراقصة بعد الظهر التى تصر على الوصول لقلب حبيبها وكان ذلك مخالفا لشخصية المرأة الضحية التى اعتادت السينما تقديمها.
أفلام النكسة كانت موجهة بالأساس لمحو مرارة الهزيمة وتقديم موضوعات تافهة تميل إلى الفكاهة مثل أفلام فؤاد المهندس وشويكار واللذين شكلا ثنائيا ناجحا وقدما أفلاما مثل «شنبو فى المصيدة»،«والعتبة قزاز»، «وأخطر رجل فى العالم» وعلى الجانب الآخر شهدت سينما النكسة حضورا لأفلام يمكن أن نطلق عليها أيضا «أفلام المراجعة» وهى أفلام صنعت من أجل مراجعة الذات. فى عام النكسة نفسه عرض فيلم «الزوجة الثانية» الذى أشار البعض إلى أن عمدته ليس إلا عبدالناصر نفسه،. وبعده تم تقديم «شىء من الخوف» ومجموعة من الأفلام التى يمكن إدراجها تحت المسمى نفسه «ميرامار» و«الاختيار» و«ثرثرة فوق النيل» و«العصفور»، والملفت للنظر أن أغلب هذه الأفلام بشكل أو بآخر يضع سلطة الأب فى بؤرة الاهتمام كمحاولة لكسر حاجز الخوف منه أولا، وكشف مدى شرعيته أو انعدامها ثانيا، ولذلك كان عنوان هذه المرحلة الكوميديا ومراجعة الذات، وأيضا ظهرت أفلام المايوهات والأفلام التى قدمها النجوم المصريون الذين تركوا مصر وأقاموا فى لبنان وبات نجوم هذه المرحلة ناهد شريف وسهير رمزى وحسين فهمى ومحمد عوض وحسن يوسف وناهد يسرى وأصبح شعار المرحلة أفلام المايوهات.
الانفتاح.. وسينما « سلملى على البتنجان»
مع فترة الانفتاح الاقتصادى وفى ظل عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات شهدت السينما انتعاشا نسبيا، بسبب إقدام الموزعين اللبنانيين على الفيلم المصرى بقوة أكبر بعد فتح أسواق الخليج أمام الفيلم المصرى. وسيطر الموزع اللبنانى سيطرة كاملة على سينما تلك الفترة، وهى الفترة التى عرفت بفترة الموزع الخارجى الداخل، وبدأت الطبقة المتوسطة فى الانحسار، وظهرت شريحة جديدة من جمهور الحرفين و«الصنيعية»، وأصبح نجوم تلك المرحلة عادل إمام ونادية الجندى وتغيرت مقاييس النجومية 180 درجة فلم يعد هناك مكان للنجم الوسيم مفتول العضلات أو النجمة شديدة الرقة والجاذبية، وهو ما يعكس الفكر المسيطر على الشباب المصرى فى تلك المرحلة وصعود طبقات اجتماعية وامتلاكها لرأس المال، وظهرت نوعيات من الأفلام مثل شعبان تحت الصفر ورجب فوق صفيح ساخن،والباطنية وشهد الملكة وغيرها، كما ظهر ما يعرف بأفلام المقاولات ومنها أفلام سمير غانم.
ولكن مع منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينيات ظهر ما يعرف بالموجة الثانية من الواقعية الجديدة للسينما المصرية، وضمت المرحلة مخرجين كبارا كانوا جددا فى تلك الفترة، أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وخيرى بشارة وداود عبدالسيد وغيرهم، وظهر معهم نجوم جدد وبات النجوم أقرب للناس فى الشارع يشبهونهم فى الملامح والموضوعات حتى النجوم الذين تألقوا فى السبعينيات مثل نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمى وميرفت أمين اختلفت أشكالهم تماما فى أفلام هؤلاء المخرجين مثل الصعاليك «والطوق والأسورة» وأفلام عاطف الطيب والذى كان مهموما بمناقشة أفلام الطبقة المتوسطة، كما انتشر فى تلك الفترة ما يعرف بأفلام المخدرات التى تركز على تجارة المخدرات ومعركة الشرطة مع التجار ومافيا المخدرات.
وهى نفس الفترة التى شهدت ميلاد النجم أحمد زكى والذى أحدث انقلابا فى معايير وشكل النجم منذ أن قدم أدواره المتنوعة فى شفيقة ومتولى والبرىء وصولا إلى بطولته، وزادت سيطرة النجم الرجل فى هذه المرحلة وانحسرت البطولات النسائية فى أفلام نادية الجندى والنجمة نبيلة عبيد والتى قدمت العديد من الأفلام المهمة فى السينما المصرية ومنها «كشف المستور» و«شادر السمك»، و«التخشيبة» و«اغتيال مدرسة»، و«الراقصة والسياسى» وصار نموذج الأفديت فى هذه المرحلة المرأة الأنثى.
لكن مع نهاية التسعينيات قل الإنتاج السينمائى بشكل ملحوظ واقتصر على أفلام عادل إمام وأحمد زكى وليلى علوى وإلهام شاهين ويسرا، مع بداية ظهور أفلام الكوميديا لنجوم جدد فى مقدمتهم محمد هنيدى بفيلميه «إسماعيلية رايح جاى» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية» ،لتبدأ مع الألفية الثانية موجة الأفلام الكوميدية لهنيدى وعلاء ولى الدين وأحمد آدم وهانى رمزى وأحمد حلمى وانقلاب تام لمقاييس النجومية حيث أصبح الضحك أهم من الرسالة ولم يعد أحد يهتم بوسامة الفنان، وأصبحت منى زكى وحنان ترك نجمتى تلك المرحلة، وااللتان لا تتمتعان بجمال باهر وملامحهما أقرب إلى الفتيات العاديات فهما ليستا ببراءة فاتن أو دلع وأنوثة هند رستم أو طول سهير رمزى، وسيطرت على تلك المرحلة الأفلام الكوميدية دون فكر ومنها أفلام محمد سعد «اللمبى» و«اللى بالى بالك» و«عوكل» وغيرها»، وهو ما تواكب أيضا مع بزوغ نجم أحمد السقا وأحمد عز وهانى سلامة وكريم عبدالعزيز الذين حاولوا تقديم أعمال مختلفة ما بين الأكشن والتراجيدى والكوميدى والتشويق، ويصبح هؤلاء النجوم فرسان أحلام الفتيات المراهقات، ولكن بعد ثورة 25 يناير ومن قراءة مستقبلية للخريطة السينمائية تشير الدلائل إلى أن الموضوعات المطروحة كسيناريوهات تؤكد أن النجم لن يصبح البطل بل الموضوع والمعالجة هما الأساس ليظهر نجوم جدد فى الفترة المقبلة مع توقف عدة مشاريع سينمائية لنجوم كبار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.