بعد انحسار ظاهرة تقديم النجوم للبرامج التليفزيونية لفترة لا يستهان بها، تعود هذه الظاهرة إلى الأضواء مجدداً من خلال مشاركة بعض الممثلين والمطربين فى تقديم البرامج التليفزيونية ولكن هذه المرة الفنان لم يعد المستضيف لمجموعة من زملاء المهنة الواحدة كما هو الحال فى برنامج «صولا»، أو فى برنامج «دارك»، الذى كان يقدمه الممثل أشرف عبد الباقى أو «الشقة»، التى كانت تقدمه هند صبرى. ولكن الفنان يتحول هذه المرة إلى مجرد مذيع يقدم الموهبة الغنائية، كما حدث مع الممثل محمد كريم فى برنامج «زافاكتور»، والمطرب أحمد فهمى فى برنامج «آراب ايدول». والبرنامجان يتمحوران حول اكتشاف مواهب جديدة فى الوقت الذى كان الفنانون يقدمون برامج يستضيفون من خلالها مشاهير نكتشف من خلال جلوسهم مع زميلهم الوجه الآخر لهم لذكريات الطفولة، الهوايات المواقف الصعبة والمضحكة التى مرت فى حياتهما. أما اليوم فالفنان يكتفى بدور المذيع أمام لجنة تحكيم تفوقه ربما فى الشهرة والنجومية. وربما يكون ذلك بسبب قلة الأعمال التى تُعرض عليهم أو بسبب الشهرة التى يمكن أن تمنحها تلك البرامج ويبقى العامل الأهم وهو العائد المادى الذى يمكن أن يجنيه هذا الفنان أو ذاك من وراء تقديم هذه النوعية من البرامج. فى البداية تبدى الإعلامية المخضرمة آمال فهمى أسفها لما آلت إليه مهنة التقديم التليفزيونى من فوضى وتقول: للأسف نرى الآن أن مهنة التقديم أصبحت مهنة من لامهنة له، فقد دخلتها مصممات أزياء، وعارضات ، ومطربات لكن الخطأ ليس خطأهن بل خطأ من يفسح لهن المجال لهذا الأمر فنرى أن ممثلة مبتدئة لديها علاقات مميزة مع المسئولين فى محطة إذاعية أو تلفزيونية، أو تشجعها إدارة جهة ما وتطرح عليها فكرة تقديم برنامج ما فلماذا ترفض خصوصا كما هو معروف أن عمل الممثلين عموما موسمى؟ والمفروض ألا يسمح القائمون على المحطات فى الإذاعة والتلفزيون لأى كان أن يخوض تجربة التقديم وهى ليست مهنته. وأضافت أن هناك اقتحام لهذه المهنة حتى لو أن كثيراً ممن خاضوها نجحوا بحكم عملهم وتجربتهم وخبراتهم الفنية المتراكمة، وقد يكونون أفضل بكثير من بعض مقدمى البرامج، لكن فى الأساس هذه ليست مهنتهم ويجب ألا يلاقوا التشجيع من قبل القائمين على المحطات فى اقتحام مجال ليس مجالهم، يجب أن يكون هناك تخصص، أى أن يعمل كل فى مجاله وذلك من أجل إقناع المشاهد الذى أصبح يخلط بين الفنانين والمذيعين، فتضيع قيمة الممثل أو المذيع ويصبح الأمر أشبه بالفوضى. ويرجع الناقد محمود قاسم عدم اختيار الفنانين للبرامج السياسية واقتصارهم على البرامج المنوعة إلى أن المعترك السياسى، ثمنه باهظ وسوف يسبب إحراجات كثيرة بالنسبة لهم ولمصادر دخلهم. ويقول: «للأسف معظم الفنانين الذين يقدمون البرامج على الشاشة لا توجد لديهم خلفية وافية عن التاريخ السياسى التى تجرى فى الساحة، ولهذا نراهم يبتعدون عن هذا المجال ويتجهون إلى مجال المنوعات، إضافة إلى أنهم بعيدون عن الأجواء السياسية والدليل أن أعمالهم الدرامية معظمها هابطة وليس هناك مسلسلات سياسية بمعنى أنه تتخللها قفشات أو إسقاطات سياسية مصنوعة باحتراف، فأغلب ما نشاهده من أعمال لها صبغة سياسية ليست سوى مجاملات سياسية. وأضاف:«فى جميع الأحوال من الصعب أن يخوض الممثلون مجال البرامج السياسية لأن معظمهم يفتقر إلى الثقافة ومنهم من هو فاشل دراسيا وليس لديه حتى مؤهلات أكاديمية، فى حين أن مقدم البرامج السياسية يجب أن يكون مثقفا وقارئا ومحايدا ومتابعا للشأن السياسى. كما أن معظم برامج المنوعات فى الفضائيات عبارة عن ساعات تليفزيونية لتعبئة وقت المحطة وفرصة للربح من خلال الشركات الإعلانية عن طريق الرسائل والإعلانات ولهذا فهى تبحث عن الممثلين الذين يتمتعون بشعبية بين المشاهدين. وبالنسبة لهذه البرامج المنوعة فهى لا تحتاج إلى كثير من الجهد فى الإعداد ولا تحمل فكرا ومع ذلك نرى أن معظم من تصدى لتقديمها من الفنانين لم ينجحوا فيها تماما مقارنة مع هذه النوعية من البرامج فى الغرب التى نرى أنها تحظى بنجاح كبير لأن من يقدمها أناس محترفون ومؤهلون وليسوا ممثلين. أما الكاتب والسيناريست مجدى صابر فيقول إن تحول نجوم السينما والتليفزيون والمسرح إلى التقديم التليفزيونى أمر متعارف عليه، فى ظل تعدد القنوات التليفزيونية وانتشارها الواسع فى العقد الأخير. فقد مرت علينا برامج عديدة لعب فيها هؤلاء النجوم دور المقدمين، ومنهم نور الشريف وعزت أبوعوف اللذان قدما برامج المسابقات، وأشرف عبد الباقى الذى قدم أكثر من برنامج منوعات ناجح، أشهراها «دارك»، وهند صبرى التى قدمت برنامج يجمع بين الحوار وتليفزيون الواقع.