قد لا يكون استقطاب نجوم السينما لتقديم برامج تليفزيونية ظاهرة جديدة على الساحة الإعلامية، لكن عام 2009 شهد مرحلة مختلفة فى نمو هذه الظاهرة، فلم يعد الأمر مقصورا على الاستعانة بالنجوم فى تقديم البرامج خلال شهر رمضان فحسب، بل اتسع النطاق ليشمل جميع أشهر العام، وأصبح هناك تهافت كبير من قبل المسئولين عن القنوات المختلفة: أرضية وفضائية، حكومية وخاصة على النجوم، ولم يتوقف الأمر على الاستعانة بهم فى برامج المنوعات بل امتد ليشمل برامج اجتماعية وأحيانا سياسية! فتحت القنوات أبوابها على مصراعيها لنجوم السينما والغناء طوال شهر رمضان لتقديم برامج؛ فشاهدنا المطربة ديانا كرازون وهى تقدم برنامج «دويتو» على قناة نايل لايف وهى القناة التى استعانت بأكثر من نجم فبخلاف «كرازون»، قدمت الفنانة غادة عادل برنامج «أنا واللى باحبه» وأحمد ماهر برنامج «مولاتى مصر» وعمرو رمزى «مستر زيرو». أما على قناة نايل كوميدى فتمت الاستعانة بهنا شيحا لتقديم برنامج «1.07» وعلاء مرسى لتقديم برنامج «الكرسى» كما تمت الاستعانة بالمخرجة إيناس الدغيدى لتقديم برنامج «الجريئة». وعلى شاشة الفضائية المصرية قدمت المخرجة ساندرا نشأت برنامج «المخرج»، وقدم الفنان مصطفى فهمى برنامج «أبيض وأسود» على شاشة القناة الأولى، وقدمت المطربة شيماء سعيد برنامج «ليالى الشرق» على شاشة القناة الثانية، وكان لتليفزيون الحياة نصيب فى هذا المجال فقدم الفنان أحمد آدم برنامج «بنى آدم شو» وقدم رامز جلال برنامج «رامز حول العالم»، كما أنتجت القناة نفسها حلقات جديده من برنامج «دارك» للفنان أشرف عبدالباقى وهى الحلقات التى أذيعت طوال أيام عيدى الفطر والأضحى الماضيين. ولم تغلق تلك القنوات أبواب برامجها بعد انتهاء شهر رمضان كما اعتدنا فى السنوات الماضية حيث أعلنت عزة مصطفى رئيس القناة الأولى نيتها إنتاج حلقات جديدة من برنامج «أبيض وأسود» للعرض طوال العام وهو نفس ما أعلنه عمر زهران، رئيس قناة نايل سينما. فيما يتعلق بإنتاج حلقات جديدة من برنامج «الجريئة» تقديم إيناس الدغيدى، كما أعلن المسئولون عن تليفزيون الحياة إنتاج مجموعة من البرامج الجديدة يقدمها النجوم منهم برنامج للفنانة زينة بعنوان «زينة والحياة» وبرنامج للفنان مصطفى شعبان فى تقديم برنامج «واحد ضد 100» وأشرف عبد الباقى فى برنامج «جيل التحدى». واحتفلت قناة لورد بإنتاج برنامج «أكاديمية الزعيم» للفنان عادل إمام وميرفت أمين وأعلنت تهانى حلاوة رئيس قطاع الإنتاج البرامجى بمدينة الإنتاج الإعلامى عن تعاقدها مع الفنانة بوسى لتقديم برنامج اجتماعى، ومؤخرا انتهت الفنانة يسرا من تصوير برنامج «العالم العربى اليوم» والمتوقع عرضه قريبا على شاشة القناة الثانية ويناقش البرنامج المشكلات والقضايا التى يتعرض لها المجتمع العربى التى قامت بتصويره فى عدد من الدول العربية والأوربية. وتباينت آراء خبراء الإعلام ورؤساء القنوات فى تقييم الظاهرة، ففى الوقت الذى أجمع فيه رؤساء القنوات أن الهدف من الاستعانة بالنجوم هو الاستفادة من جمهورهم كإضافه للمحطة كما قالت دينا رامز رئيس قناة نايل لايف التى ترى أن الاستعانة بالنجوم ما هى إلا وسيلة لجذب الجمهور وسط هذا التنافس الذى لا يرحم على حد قولها ورغبة فى استثمار شعبية وجمهور هؤلاء النجوم، وهو الرهان الذى لعبت عليه قناة الحياة منذ أن تم إطلاقها حيث حاول المسئولون بها أن يستثمروا شعبية النجوم فتعاقدوا مع مجموعة منهم لتقديم برامج مختلفة. وعلى الجانب الآخر أكدت الدكتورة منى الحديدى، عميدة الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، أن هذه الظاهره لم تحقق أى إضافة للعمل الإعلامى، مشيرة إلى غياب الأسس والمعايير فى اختيارات هؤلاء النجوم من منطلق أنه ليس كل نجم يجوز أن يجلس على مقعد المذيع. وطالبت الحديدى بضرورة منح هؤلاء النجوم دورات تدريبية وتأهيلهم للجلوس أمام الكاميرا لأن مهنة المذيع قائمة على علم له قوانينه ومفرداته التى لا يجب أن يتجاهلها أحد، معتبرة أن تجربة الاستعانة بالنجوم التى تجلت هذا العام أثبتت فشلها بشكل كبير وليس بشكل إجمالى، لافتة إلى أنها رصد تخروج عدد من هؤلاء النجوم عن آداب الحوار وآداب المهنة ككل فى احترام الضيوف واحترام خصوصيتهم. وتتفق معها فى الرأى الدكتورة جيهان رشتى، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، وقالت إن العمل الاعلامى يسمح بوجود الجميع المنتمين للمجالات المختلفة ولكن وفقا لأسس ومعايير بعينها فالعمل الإعلامى قائم بذاته وله أصوله وعلى من يسعى للارتباط بهذا المجال أن يلتزم بتلك الأصول وتطبيقا لهذا الكلام على أرض الواقع، تتهم الكثيرين ممن يعملون فى مجال الإعلام حاليا بأنهم لا يتبعون الأصول المهنية الأمر الذى انعكس على الأداء الإعلامى بالسلب.