تنفرد مصر عن غيرها في مجال التليفزيون والقنوات الفضائية بسيطرة الصحفيين علي برامج التوك شو وغيرها من البرامج الإخبارية مع تراجع ملحوظ جدا لدور المذيعين المحترفين.. وعلي رأس هؤلاء الصحفيين عماد الدين أديب وأخوه عمرو وخيري رمضان ومجدي الجلاد ولميس الحديدي ووائل الإبراشي وعمرو الليثي وجابر القرموطي وغيرهم. وتعليقا علي ذلك قال الاعلامي حمدي الكنيسي: إنها ظاهرة تستحق التفكير والحوار والنقاش لأن المذيعين الذين درسوا الاعلام واستفادوا بخبرات الاعلاميين الكبار هم اكثر إدراكا بمتطلبات العمل الاعلامي وكيف يكون الحوار وكيف يكون المذيع موضوعيا وحياديا وكيف يكون له رصيد اعلامي. وانتشرت هذه الظاهرة بشكل أكبر بعد ظهور القنوات الخاصة مؤكدا انه ليس ضد ان ينال الصحفي دور المذيع بشرط ألا تتحول الي ظاهرة ويصبح الصحفي مذيعا.. وماحدث ان الصحفيين اخذوا مهنة الاذاعة وايضا الفنانين هذا سيضيق علي المذيع الذي درس من الاساس فن الاعلام. واوضح الكنيسي انه يمكن ترشيد هذه الظاهرة او تكون في صورة محدودة بإنشاء نقابة للاعلاميين في اتحاد الاذاعة والتليفزيون مثلما يحدث في باقي المجالات مثل نقابة المهن التمثيلية التي تحد من دخول اي شخص مهنة التمثيل إلا اذا اجادها وأن يقدم ما يثبت ذلك ونقابة الاطباء التي تمنع ممارسة مهنة الطب دون اجراءات محددة وبالتالي لو كانت هناك نقابة للاعلاميين كانت الامور ستختلف. واضاف ان نجاح الصحفي كمذيع لا يضر ولكن شريطة ألا تتسع هذه العملية لأنها يؤدي إلي تلاشي دور الاعلامي الذي لديه معلومات ودراسات ويعرف اصول المهنة اكثر من اي شخص اخر لم يدرس المهنة من الاساس خاصة وانه يوجد عدد قليل من الصحفيين نجحوا في الفضائيات بينما من لم يوفقوا جعلوا الاعلام يقع في اخطاء كثيرة. واشار الاعلامي طارق حبيب الي انه لاينسي كلمة الراحل احمد بهاء الدين وكلام الاديب الراحل احسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم الذين قالوا ليس كل من يكتب كلمة يستطيع قولها او اجادتها مؤكدا أن اعتماد القنوات الفضائية علي الصحفيين يدل علي خلو الساحة من الاعلاميين المحترمين الذين تعودنا عليهم وتربينا علي اسلوبهم المميز.. أما الصحفي الذي يبحث عن الشهرة والمال فسيجدهما علي الشاشات اكثر من الجريدة التي يعمل بها علاوة علي أن الصحفيين لديهم كثير من الاتصالات والمعارف والمصادر والتي يستفيدون منها في جلب الضيوف للقناة. واضاف ان الصحفي الذي يعمل كمذيع خاصة لو كان رئيس تحرير يعتمد علي الصحفيين الصغار الذين يعملون معه في جريدته ويقدمون خدمات قليلة للقناة التي يعمل بها بعملهم كمراسلين في المحافظات مقابل شهرتهم مؤكدا انه ليس صحيحا من يقول ان الاعلاميين تلاشوا ولذا تعتمد القنوات علي الصحفيين ونجوم الفن والغناء والكرة وكل من يستطيع ان يأتي بإعلانات للقناة ويجلب لهم المال والربح وهذا يعني ان المهنة تغلب عليها المادة اكثر من الناحية المهنية والادبية. وتؤكد الاعلامية سهير الاتربي أنه في بداية الأمر يوجد نظام بأن المذيع هو الذي يقدم البرنامج بينما يقوم الصحفيون بالاعداد لما لديهم من اتصالات كثيرة.. وبعد ظهور القنوات الفضائية بدأت تستقطب الصحفيين او السياسيين الكبار ولما انتشرت الظاهرة طلب الصحفيون اموالا كثيرة واستولي الصحفي علي مهنة المذيع بالرغم من انها ليست مهنته وبالتالي اصبح الصحفي مذيعا والمذيع يكتب مقالات في الجرائد وايضا الفنانون هكذا لكن إذا كانت لديهم الخبرة والموهبة فلا مانع من عملهم في غير مهنتهم. واضافت انه يجب علي المذيع ان تكون لديه تعليم وثقافة وخبرة واطلاع بدلا من ان يقرأ ورقة علي الهواء دون فهمها وأن يكون لديه خلفية عن الموضوع الذي يناقشه علي الشاشة مؤكدة انها تفضل الاختصاص بمعني ان المذيع الذي يقدم برامج سياسية يظل فيها هي فقط ولا يقدم منوعات. رابط دائم :