انخفاض أسعار النفط بعد مفاجأة المركزي الأمريكي بشأن الفائدة    طائرات مسيرة تطلق النار على المنازل في حي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة    طيران الاحتلال يقصف مناطق عسكرية ل«حزب الله» (فيديو)    حريق هائل يلتهم مصفاة نفط على طريق أربيل بالعراق    موعد مباراة الأهلي المقبلة أمام فاركو في الدوري المصري والقناة الناقلة    توقعات المركز الوطني للأرصاد السعودي: هذه حالة طقس مكة المكرمة والمشاعر المقدسة اليوم الخميس    بريطانيا تقدم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 309 ملايين دولار    انتعاش تجارة الأضاحي في مصر ينعش ركود الأسوق    قرار عاجل من فيفا في قضية «الشيبي».. مفاجأة لاتحاد الكرة    يورو 2024| أغلى لاعب في كل منتخب ببطولة الأمم الأوروبية    ضربات أمريكية بريطانية على مجمع حكومي وإذاعة للحوثيين قرب صنعاء، ووقوع إصابات    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: جحيم تحت الشمس ودرجة الحرارة «استثنائية».. مفاجأة في حيثيات رفع اسم «أبو تريكة» وآخرين من قوائم الإرهاب (مستندات)    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    متى موعد عيد الأضحى 2024/1445 وكم عدد أيام الإجازة في الدول العربية؟    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    عقوبات صارمة.. ما مصير أصحاب تأشيرات الحج غير النظامية؟    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    تصل ل«9 أيام متتابعة» مدفوعة الأجر.. موعد إجازة عيد الأضحى 2024    مفاجأة مدوية.. دواء لإعادة نمو أسنان الإنسان من جديد    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    رابطة الأندية تكشف حقيقة مقترح إلغاء الدوري بسبب ضغط المُباريات    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    المجازر تفتح أبوابها مجانا للأضاحي.. تحذيرات من الذبح في الشوارع وأمام البيوت    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    شاهد مهرجان «القاضية» من فيلم «ولاد رزق 3» (فيديو)    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    بنك "بريكس" فى مصر    لماذا امتنعت مصر عن شراء القمح الروسي في مناقصتين متتاليتين؟    صدمة قطار.. إصابة شخص أثناء عبور شريط السكة الحديد فى أسوان    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    الأهلي يكشف حقيقة مكافآت كأس العالم للأندية 2025    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    اليوم.. النطق بالحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    مهيب عبد الهادي: أزمة إيقاف رمضان صبحي «هتعدي على خير» واللاعب جدد عقده    «الأهلي» يزف نبأ سارًا قبل مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء ل"محيط" : الإعلام المصري يفقد المهنية والمصداقية نتيجة الدخلاء عليه (فيديو)
نشر في محيط يوم 19 - 04 - 2012

أصبح الإعلام المصري سوق تجاري أكثر منه مهنيا نتيجة الدخلاء عليه الذين أفقدوه هيبته ومصداقيته والأمثلة بحسب ما يراه خبراء متخصصين في هذا المجال كثيرة .
ويستدل الخبراء على ذلك هو ما يراه المشاهد يوميا على شاشات الفضائيات بالأخص القنوات التي تم إطلاقها بعد ثورة 25 يناير ؛ حينما سمح لموج من الدخلاء باقتحام المؤسسة الإعلامية الرائدة في مصر ؛ فأصبح الممثل والراقصة والداعية وسائق التاكسي والمحامي .. إلخ ، إعلاميين بارزين يخصص لهم برامج كثيرة لكنها لا تختلف عن بعضها في أسلوبها ومضمونها ، وكأن المشاهد أمامه قناة واحدة يخصص برامجها لاستضافة عدد من الفنانين والممثلين والراقصات ودعاة الدين لإجراء معهم حوارات صحفية نتيجة لتشابه تلك البرامج الذي يقدمها مجموعة من الدخلاء الجدد على الإعلام المصري .

تفاقم إلى أن وصل الحال أن الممثلين يتحدثون فى السياسة وأصبح كثيراً منهم منظرين ومحللين سياسيين فأصبحنا نرى على شاشات الفضائيات ما يمكن أن نطلق عليه "بسوق ليس له صاحب " فكل من يريد أن يتكلم في السياسة أو الإعلام بوجه عام وليس على علم ولا مهنية من الأساس يتكلم ويشتت بأفكار الشعب المصري ، مما جعل الإعلام المصري بوابه بلا بواب.

يقول عبد الجواد ابوكب - صحفي بمجلة صباح الخير ورئيس الاتحاد العربي للصحفيين الشبان- ل (محيط ) :"لا تعاني الصحافة بكافة أنواعها المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية في اي مكان بالعالم من الدخلاء كما تعاني الصحافة المصرية التي تحولت ساحتها الي فوضي حقيقية وغابت الضوابط المهنية والكفاءة الشخصية لان الجودة لم تعد المعيار الرئيسي لدخول المهنة".

وأكد ابوكب أن الدخلاء سيطروا علي المشهد من كافة جوانبه سواء الملكية او العمل بالمهنة ويكفي ان نشير الي حالة محمد فوده سكرتير وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني الذي تورط في قضية رشوة مع المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الاسبق وحكم عليه بالسجن وخرج ليعمل كاتبا صحفيا باليوم السابع والأنباء ، رغم انه ليس عضوا بنقابة الصحفيين وعندما تزوج غادة عبد الرازق تم وصفه بالإعلامي عندما نشر الخبر،وهناك مئات الحالات في الصحافة والتلفزيون حيث أصبحت المهنة مهنة كل من لا يجد عملا او خرج علي المعاش او اعتزل الكرة فوجدنا هجوم نجوم الكرة والرياضة السابقين مثل شوبير ومجدي عبدالغني ومدحت شلبي وخالد الغندور وبركات وغيرهم علي شاشة الفضائيات.
وأشار ابوكب الى أن نفس الوضع بدءا في الفن من ايناس الدغيدي وانتهى بسعد الصغير،وأخيرا كان الهجوم السلفي هو الابرز صحف وفضائيات،وكانت النتيجة ضياع المهنة وضوابطها مما اثر علي المنافسة عربيا حيث تراجعت مرتبة الصحافة المصرية في مواجهة تقدم ثابت للصحافة السعودية وهو نفس ما حدث في الفضائيات خاصة الاخبارية التي خسرنا المهنية والمصداقية،ومن ابرز النتائج قتل احلام جيل كامل من الشباب الكفوء والمميز في وضع اقدامهم في بلاط صاحبة الجلالة ،جيل اصبح يعاني في الحصول علي فرصة وفي تقدير جهده والاهم عدم وجود من يعلمه ويأخذ بيده رغم وجود بعض التجارب الجادة والمدارس الصحفية والإعلامية التي مازالت تقاوم لتحافظ علي المهنة وضوابطها.

وأكد الكاتب الصحفى محمد عبد الشكور رئيس القسم الدينى ببوابة الوفد الإلكترونية ل ( محيط ) أن نجاح الثورة المصرية جعل كثيراً من الإعلاميين والصحفيين والممثلين يتعاملون فى السياسة ويتحدثون فيها بل صار كثيراً منهم منظرين ومحللين سياسيين بعدما كانوا لا يتحدثون فى السياسة إطلاقاً.

وأوضح أن كثرة البرامج الفضائية جعلهم يبحثون عن النجوم فى أي مجال لعمل برامج سياسية لأنها البضاعة الرائجة حاليا وذلك بعد ثورة يناير .

وقال أن كل هذا ساعد على فقد هيبة الاعلام وعدم مصداقيته من البعض نعم مما جعل الناس تتعامل مع الإعلام أنه مثير للفتن وأنه يبحث عن الشهرة والمشاكل ولا يحاول اطفاء النيران خاصة بعد كثرة الاختلافات والائتلافات بعد الثورة ومحاولة كل تيار أن يستحوذ على جزء من الكعكة ، ونسوا أن الثورة لم تستكمل اهدافها كما أن الفلول والمنتفعين استغلوا هذه الفرصة ، فأعادوا صفوفهم ونزلوا للمجال الإعلامي والفضائي بثقلهم وبأسماء مشهورة ومسميات مختلفة لكي يحركوا الأمور حسبما يريدون مستغلين حالة اللخبطة التى تمر بها العقلية المصرية وخاصة فئة الشباب وأيضا مستغلين حزب الأغلبية الصامت الذى نجحوا فى تصوير الثورة له على أنها أضرت بمصالحه ولم تأتى بجديد.

وأكد أن الاعلام أصبح سوق تجاري أكثر منه مهنيا وأن الكل يبحث عن المستهلك ولا يهم المنتج بل يهمهم الربح فقط لا غير وهم جاءوا بشعبان عبد الرحيم ليقدم برنامج سياسي لا يعرف حتى يقرأ الأسئلة لمجرد شهرته وجني الأرباح من ورائه وكأنهم يقدمونه في فيلم كوميدي.
دخلاء وفشل

شريف الشافعي (شاعر مصري، وصحافي بمؤسسة الأهرام) قال: نحن نعيش عصر التخصص دون أدنى شك، بل التخصص الدقيق، فمن غير المألوف أن نملس إنجازًا حقيقيًّا في حقل من الحقول أو ميدان من الميادين على أيدي هواة أو قادمين من فضاء آخر، فهذا لم يعد مقبولاً ولا ممكنًا في ظل احترافية وتنافسية تحكم حركة الحياة.

ويبين الشافعي أن هذا التخصص الذي صار يسبغ وسائل الإعلام المتنوعة يفتح الباب على مصراعيه أمام السؤال: هل الإعلامي الناجح يمكنه أن يبلي بلاءً حسنًا في هذه التخصصات كلها في آنٍ؟ وإذا كان ذلك مستحيلاً بالبديهة، فإن البديل الطبيعي هو أن يتثقف الإعلامي ويدرس جيّدًًا ويحصل على دورات تدريبية وشهادات في فروع المجال الذي اختاره، فالإعلامي الثقافي مثلاً له تكوين وقدرات ومتطلبات خاصة، والإعلامي الاقتصادي له مستلزمات أخرى مختلفة تمامًا.

ومع هذا التخصص الملاحظ في ميادين العمل الإعلامي، تزيد أهمية ومعقولية السؤال: ما مدى مشروعية أن يحدث العكس، بمعنى أن يضطلع بمهمة الإعلامي الرياضي مثلاً لاعب رياضي، على أن يحصل على دورة متخصصة أو شهادة خاصة في الإعلام، أو أن يقدم نجم سينمائي برنامجًا عن السينما، إذا توفرت له قدرات ومعطيات تؤهله للعمل الإعلامي؟

الفكرة مقبولة ومنطقية من حيث هي فكرة، وناجحة في سائر أرجاء العالم، فبيليه ومارادونا على سبيل المثال أضافا رواجًا ونجاحًا كبيرين إلى الإعلام الرياضي، وعندنا في مصر تفوق طاهر أبو زيد بامتياز كمقدم برامج رياضية على أغلبية الإعلاميين الرياضيين، ولا يمكن القول إن هذه النماذج الناجحة دخيلة على العمل الإعلامي.

لكن للأسف الشديد، تبقى مثل هذه الأمثلة الناجحة لدينا في الإعلام المصري هي الاستثناء، في حين أن القاعدة العريضة هي النماذج الدخيلة والفاشلة، سواء من اللاعبين أو الفنانين أو الدعاة أو الأدباء أو غيرهم من الهابطين على كوكب الإعلام من الفضاء.

ويرى شريف الشافعي أن هناك سببان أساسيان وراء فشل هؤلاء، وبالتالي اعتبارهم دخلاء على الإعلام. السبب الأول: أنهم غير مؤهلين لممارسة العمل الإعلامي من حيث الاستعداد الفطري (الموهبة)، ومن حيث التحصيل (الدراسة والتدريب والتأهيل ولوازم المعرفة والتثقف، الخ). والسبب الثاني، إهدارهم التام قيمة التخصص، واتكالهم فقط على نجوميتهم في مجالهم الأصلي الذي برعوا فيه، وهذا ما يفسر مثلاً تقديم فنان سينمائي أو لاعب كرة أو شيخ زاوية برنامجًا للتحليل السياسي، دون أي استعداد أو ملكة أو قبول أو جاهزية من أي نوع!

إن هذا "الانحدار" الكبير يصرف الجمهور بلا شك عن الإعلام المصري، ويفقد الرسالة الإعلامية مصداقيتها وجاذبيتها، وهو انحدار غير مقطوع الصلة بمسلسل إهمال الكفاءات في مصر، حيث تُوكل الوظائف إلى البعض كمكافآت، وليس استندادًا إلى كفاءات ومؤهلات.
سوق بلا بواب

وقال بعض الخبراء الإعلاميين - الذي فضل عدم ذكر أسمه - ل( محيط ) أن الإعلام هو المهنة الوحيدة التي من الممكن العمل فيها دون تخصص لذلك أصبح الدخلاء على الإعلام لا يعدون وقاموا بتشويه الإعلام المصري المعروف على مستوى الشرق الأوسط ، فالكارثة لم تقتصر على هذا فقط فتدريس الإعلام داخل الجامعات يعتبر تحصيل حاصل فما يتم تدريسه بالحرم الجامعي يعد شيء وما يقومون بتطبيقه على الواقع شيء أخر لأن المصلحة التجارية والربحية صنعت من الإعلام سوق تجاري والشاطر هو الذي يكسب أكثر.

ويقول الكاتب الصحفي والقصاص المصري الأستاذ أحمد الخميسي ل (محيط ) أن الدخلاء على الإعلام المصري والفن والأدب والسينما والموسيقى هم الذين يصنعون الواقع القائم وهم الأساس ؛ أما الكتاب والفنانون والأدباء الحق والممثلون والموسيقيون الحق هم الاستثناء الذي لا يصنع الواقع القائم بل الحلم .
وتابع الخميسي أن القاعدة الرئيسية الضخمة داخل كل تلك المجالات تتشكل من الدخلاء . يكفى أن ينظر المرء حوله ، ليجد في الموسيقى عمر خيرت وحيدا ، وسط مئات أو آلاف الدخلاء ، وأن ينظر حوله في الأدب ليرى أسماء قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة ، مقابل جيش عرمرم من " الكتاب والأدباء " الذين تصطنعهم اصطناعا وتخلقهم خلقا وسائل الإعلام ودور النشر المغرمة بالأدب التجاري وأجهزة الدولة .

أما فيما يخص فن التمثيل يقول الخميسي : فقد اختفى من زمن بعيد جيل الرواد الذين كانوا يشقون ويدفعون من جيوبهم ليقدموا فنهم وليعرضوا مواهبهم ، وحل مكانه جيل بعد جيل ممن يجدون في الفن السينمائي مصدرا لدخل كبير وربح وفير لا أكثر . هذه ليست مشكلة جديدة ، فطالما شهدت مجالات الفن المتعددة تلك الحال ، دائما كان هناك " دخلاء " حلمهم الأول الشهرة والذيوع والمال ، مقابل قلة قليلة من فنانين حقيقتين.

وأشار أحمد الخميسي أن هذه الظاهرة ليست قاصرة على مصر فقط ، فهي منتشرة في العالم كله ، ففي الستينات كان نجيب محفوظ يكتب ، ولم يكن أدبه رائجا بعد بكل تلك القوة ، وكان هناك كاتب لا أظن أن أحدا يذكره الآن اسمه عزيز أرمني، وكانت " روايات " ذلك الكاتب تكتسح في التوزيع كل أعمال نجيب محفوظ ، وتعاد طباعتها عشرات المرات ! ومنها أعمال بعناوين مازالت باقية في الذاكرة من نوع " خذني بعاري " وغير ذلك ، ومع ذلك فإن الزمن وحده يفرز كل شيء ، وينحي جانبا كل ما هو تجاري ، ودخيل، ومصطنع ، ويستبقي فقط الفن الحقيقي ؛ يمكن للدخلاء أن يقلدوا أي شيء ، وكل شيء ، بحيث تبدو سلعتهم قريبة الشبه جدا من الأصل ، لكن أصواتهم في النهاية تظل مثل تغريد الطائر المعدني الذي يوضع للزينة ، تظل مفتقدة لحرارة القلب والصدق الذي يلزم لكل فن حقيقي ، وسرعان ما ينحي الزمن كل ذلك ، ويستبقى فقط الترنيمة الأصلية .
تخصص على الهواء

عند متابعة القنوات الفضائية الجديدة والقديمة أيضاً عن كثب نجد أن هناك فنانين دخلوا مجال الإعلام وأصبحوا مذيعين مثل حسين فهمي واشرف عبد الباقي وعزت أبو عوف .. إلخ وهناك من اصبحوا نجوم إعلانات المواد الغذائية مثل هالة فاخر ورجاء الجداوي وماجدة زكي فقاموا باستغلالهم وتسويق منتجاتهم عن طريقهم وهذا غير مرفوض ، لكن عندما يكون في حدود المسموح فأصبحت هاله فاخر الفنانه طباخة ماهرة في أحد البرامج الإخبارية الشهيرة وعلى نهجها قامت أحد القنوات الفضائية بجعل جمانة مراد مقدمة لأحد برامج الطبخ ، والأعجب أن من الفنانات من أخذ تخصص غير تخصصه وأصبحوا أخصائيات نفسيات ويقومون بحل المشاكل الأسرية على الهواء وعبر خدمات اخبارية مخصصة لهذا.

وفي ذات السياق .. نجد هناك فنانين اصبحوا اعلاميين وسياسيين مثل عمرو وأكد وخالد الصاوي و الممثلة بسمة زوجة عمرو حمزاوي النائب بمجلس الشعب الان ؛ والشيء المثير للدهشة أن بعض الشيوخ تحولوا لمذيعين ،كما ان هناك ممثلين اصبحوا صحفيين ولهم اعمدة بالصحف والمجلات المصرية والعالمية ايضا .
جريمة بحق الإعلام

و يقول الناشط والمثقف اليمني أ. عبد الله الشرعبي ل( محيط ) عندما نريد أن نناقش مثل هذه القضية ننظر إلى سبب نشأتها والسبب وراء ذلك هو تحقيق المكاسب والأرباح الخيالية للمنتجين والقنوات الفضائيه فعندما كان الإعلامي هو اساس كل برنامج يظهر و ينتشر ويحبه الناس كان هناك اهداف سامية يحاول ذلك الإعلامي ابرازها في جميع العلوم والفنون من ذوي الاختصاص.

وأكد الشرعبي أن الإعلام الآن أصبح عرض فقط لكسب الماده من خلال عدد المشاهدين مع انعدام فكره التثقيف او الهدف السامي للإعلام ، فأصبح ذوي الاختصاص من فنانين و دعاة و ممثلين هم الإعلاميين لإبراز واجهه للقناة بجذب اكبر عدد من المشاهدين مع عدم مراعاة قله الخبرة الإعلاميه التي تتجسد في ايصال الهدف الحقيقي من وراء البرامج فعندما كانوا ضيوف يحلون على البرامج مع مختصين كان الهدف واضح والفائدة اكبر ولكن المكسب المادي اقل أما الآن فهم انفسهم من يظهروا على الشاشات كإعلاميين فأصبح المكسب المادي اكبر ولكن المكسب من الناحية التثقيفية اقل مما سبب انحسار في مستوى الثقافة في المجتمع.

ويرى الإعلامي السعودي أنور حكمي - مسئول تحرير في مجلة "وااااو" السعودية ل( محيط ) : طبعا هناك قنوات تلفزيونية تعتمد على شعبية وجماهيرية الممثل أو السياسي أو غيره للاستفادة منها في جلب مشاهدين وإعلانات لها مقابل قيام هذا الشخص بالعمل كمذيع لأي برنامج وهنا لا يوجد مشكلة بحكم أحقية أي قناة في المكسب المادي ولكن المشكلة في إذا كان هذا الشخص وبرنامجه غير مفيد للمشاهدين سواء بضعف الشخص في التقديم التلفزيوني وعدم خوضه لدورات او تدريب مسبقة أو عدم وجود هدف وتقديم معلومة او ثقافة جديدة للمتلقي .

لذا كون بعض القنوات تعتمد على ذلك فانا أرى انه في المقام الأول هو الهدف المادي وهذه جريمة في حق العمل الإعلامي النزيه واستهانة بحق المشاهدين .
ويرى بعض المواطنين المصريين أن قنوات التلفزيون في مصر لم تعد ك"زمان " حينما كان ينتظر للبرنامج أسبوعا كاملا لحين يتم عرضه ويكون له شغف وحب متابعتهم له .. ويبين آخر انه عندما يشاهد الان للقنوات الفضائية كأنه يشاهد على أفلام أو تمثيلية أو مسرحية من صنع المخرج وأن كل ما يحدث في القنوات ليس محل تأكيد.

كل ما ذكر آنفاً يعد بقعة ضوء قمنا بتسليطها على جزء بسيط من سلبيات الإعلام المصري الذي فقد هيبته وشعبيته ليس على مستوى مصر وإنما على مستوى العالم العربي ، الأمر الذي جعل أصحاب الحق الإعلامي بمناشدة نقابة الصحفيين المصريين للتدخل وإيقاف تلك المهزلة التي تتفاقم يوميا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.