اتهم بعض الخبراء والمتخصصين مراكز الأبحاث بمسئوليتها عن تدهور القطاع الزراعى فى مصر وارتفاع أسعار الخضراوات فى الأسواق خلال الفترة الماضية، وأكدوا أن عدم اعتراف تلك المراكز بوجود حشرة أضرت بالمحاصيل وتخليها عن تقديم المساعدات وتوفير المبيدات السليمة للمزارعين وإلغاء دور الإرشاد الزراعى أدى إلى تفاقم المشكلة، مما هدد العديد من المحاصيل واختفاء أخرى وطالبوا خلال اجتماع لجنة التنمية الزراعية بالمجلس الشعبى المحلى بالإسكندرية برئاسة يوسف جابر والذى حضره أساتذة ومتخصصون فى الزراعة بضبط الأسواق والتحكم فى الأسعار ومواجهة الوسطاء وإنشاء شركات خاصة لتسويق الخضراوات. من جانبه قال يوسف جابر رئيس لجنة التنمية الزراعية بالمجلس المحلى إن الحشرة الجديدة التى أضرت بمحصول الطماطم مؤخراً لا يوجد برنامج لمكافحتها، لذلك فاقت خسائرها أى آفات مشابهة مما يتطلب مراقبة الزراعة يوميا ومكافحة أماكن الإصابة فورا. كما طالب جابر بتشكيل لجنة لإدارة أزمات المحاصيل الزراعية تتكون من الجهات العلمية وكلية ومديرية الزراعة والمجلس الشعبى المحلى. وأكد منير رزق الله وكيل لجنة الزراعة بالمجلس المحلى أن إلغاء دور الإرشاد الزراعى بالمديرية كان له أثر سيئ على الفلاحين الذين لم يجدوا من ينصحهم بزراعة المحصول المناسب فى المكان والوقت المناسبين، بالإضافة إلى عدم توافر التقاوى المناسبة للحالة الجوية أو الموسم الزراعى. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار المبيدات وانتشار المغشوش منها أو المحظور استخدامها بالأسواق يمتد تأثيره السلبى على البيئة والمواطنين وليس المحاصيل فقط وبالتالى ترتفع الأسعار وهذا ما حدث فى أزمة الطماطم. ولعدم تكرار أزمة الطماطم قال الدكتور محمد عبدالفتاح رئيس قسم الخضر بزراعة الإسكندرية لابد من توفير الأسمدة والتقاوى والبذور الجيدة والابتعاد عن المستورد منها خاصة المعدل وراثيا وتحسين أسعارها للمزارعين وضرورة التحكم الجيد فى التسويق وتطوير منظومة تداول الخضراوات بالأسواق بهدف تقليل الفاقد والذى بلغ أكثر من 60% من المحصول بسبب تعدد وسائل النقل مع الاهتمام بتصنيع وتحسين طرق التخزين واستعمال السيارات المبردة والاهتمام بمعاملات ما بعد الحصاد. وحذر نبيل عبد الحميد مدير المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية غرب الدلتا من توزيع أى مركبات أو مبيدات على المزارعين قبل اعتمادها على الهيئات العلمية المتخصصة أو بقرار من الوزير شخصيا أو بعد تسجيله الذى يستغرق من 2 إلى 3 سنوات، مؤكدا أن الحشرة الجديدة لم تفلح جميع المبيدات المحلية فى تقليل فاعليتها وتحتاج إلى اعتماد مبيدات جديدة وفعالة للقضاء عليها.