ضمن مشروع «كتب فوتوغرافية مصرية، أصدرت مؤسسة «فوتوبيا» في القاهرة، تسع كتب فوتوغرافية لمصوريين شباب. «مدد» لمصعب الشامي، و«محطات» لمحمود خالد، و«صُنع في البيت» لهبة خليفة، و«مترو» لهدير محمود، و«غُرف منسية» لكريم الحيوان، و« مذكرات مطبخ» ليحيى العلايلي، و«السبع حبات» لأسماء جمال، و«حكايات الجبل» لمحمد علي الدين، و «المملكة المُهجرة» لنور الرفاعي. القصص الفوتوغرافية أو «الكتب المصورة» هي عبارة عن مجموعة من الكتب كل واحد منها مبني على الصور في الأساس، تتنوع قصص وموضوعات الكتب بدءًا من ثورة 25 يناير وما تبعها، مرورًا بالنساء وعوالمهن الخاصة، والصوفية وغرف وسط البلد المنسية، ومصر المزدحمة المليئة بالقصص المثيرة في مترو الأنفاق، وصولًا لحكايات عمال المحاجر في صعيد مصر، وحكايات النوبة ومعاناة أهلها مع التهجير. يُقدم المصور محمد علي الدين في كتاب «حكايات الجبل» مجموعة من الصور التي تروي حكايات عمال محاجر الجير في المنيا والمعاناة والتحديات التي يواجهونها، يفتتح محمد علي الدين كتابه واصفًا طبيعة المكان : «الطقس هنا شديد الحرارة حتى في فصل الشتاء، لا أحد يستطيع أن يرى شيئاً عندما تتصاعد أعمدة الأتربة في المكان. الانتقال من مكان إلى آخر يمثل مخاطرة كبيرة. تدور رحى الماكينات الثقيلة، مسببة ضوضاء يعجز معها العمال عن سماع بعضهم البعض. وسط الغبار الكثيف والضوضاء لا يجد العمال إلا «الشواكيش» للطرق على الماكينات وتنبيه زملائهم باقتراب تلك الماكينات الثقيلة والسريعة منهم ، فجأة يعلو صياح أحدهم بكلمات غير مفهومة، لا يفهم العمال ما حدث إلا عندما يرون دماء زميلهم تسيل على أرضية المحجر البيضاء». على مدار ثلاثة أعوام، سافر مصعب الشامي في شتى أنحاء مصر، زار خلالها 25 مولدًا صوفيًا، وصور المئات من الصور التي تحكي قصص وحكايات مدهشة جمعها في كتاب بعنوان «مدد»، يُشير الشامي إلى أن هذه الرحلة مع التصوف إكتشف من خلالها عوالم وحكايات متنوعة لم يكن يتخيل أن يمر بها، فقد زار مولد أبي الحسن الشاذلي المقام في مسجد في قلب منطقة صحراوية بالقرب من مدينة على البحرالأحمر، وشاهد كيف يرحل المريدون إلي هذا المكان المعزول ويقيمون فيه لمدة أسبوع، وشاهد كيف تتغير الحياة في مدينة مثل طنطا إستعدادًا لمولد السيد البدوي؛ فتُغلق شوارع وتُفتح بيوت ومتاجر خصيصًا من أجل خدمة عشرات الآلاف من رواد المولد. مترو تستخدم المصورة الصحافية المصرية الشابة هدير محمود مترو الأنفاق في القاهرة كوسيلة مواصلات أساسية في ذهابها وعودتها من العمل، حيث تقضي ما يقرب من ساعتين في العربة المخصصة للسيدات: «المترو فيه طبقات متراكمة من المشاعر الإنسانية، وفيه عوالم متنوعة ومختلفة من موظفين وطلبة وبائعين ونساء، وعربة النساء التي أركبها غالبًا، لها عالم مختلف وحكايات وتفاصيل مدهشة ومؤلمة». تُشير هدير إلى أن فكرة العمل على مشروع فوتوغرافي عن المترو جاءت تدريجيًا ولم يكن هناك إعداد مسبق لها، مستخدمة كاميرا التليفون المحمول « الكاميرا الإحترافية الناس تخاف من حجمها، بالإضافة إلى أنها تجعلهم يصطنعون مشاعر وتعبيرات مزيفة، لكن كاميرا التليفون تجعلني أقرب للناس، وتمنحني فرصة لإلتقاط أكثر اللحظات صدقًا وتعبيرًا». المملكة المُهجرة في كتابه «المملكة المُهجرة» يٌقدم المصور نور الرفاعي مجموعة من القصص والحكايات التي تروى تاريخ النوبة ورحلتهم مع التهجير «عاش النوبيون دائما على ضفاف نهر النيل، وكان النهر دائما ما يوفر لهم الحياة. وقد عانت الثقافة النوبية كثيرا بسبب بناء الخزانات بشكل متتال خلال القرن الماضي. وأثناء بناء السد العالي في عام 1964، اضطر نحو 55 ألفا نوبيًا مصريًا لترك حياتهم القائمة على ضفاف نهر النيل، ويهاجرون إلى حياة صحراوية في أماكن خُصصت وبُنيت لهم بالقرب من مدينة كوم أمبو، والمعروفة باسم النوبة الجديدة، هذه هي قصة النوبيين الذين يعيشون في جنوب مصر، وتقاليدهم القديمة، وجمالهم النادر الفريد، وفنهم الذي بدأ يتلاشى، وأسلوب حياتهم الذي يتغير ببطء».