«النوبة ليست للبيع» بهذه الجملة البسيطة لخص مجموعة من المصورين الشباب المحترفين رحلتهم فى قلب النوبة المصرية وأظهروا ملامح تلك الجولة بعدسات كاميراتهم من خلال مجموعة من اللقطات التى تعكس طبيعة النوبة وأحوال أهلها بشكل صادق وصادم من خلال معرضهم الذى تم إقامته فى ربع السلام بشارع المعز لدين الله الفاطمى والذى تزامن معه عرض الفيلم القصير «ليلتين شتاء» الذى قاموا بتسجيله خلال تلك الجولة. بداية قال إسلام الشرنوبى أحد الفنانين المشاركين إن فكرة المعرض مستوحاة من فيلم قصير أنتجناه وأطلقنا عليه «ليلتين شتاء» بعد رحلة استغرقت ستة أيام إلى أرض النوبة وأخرج الفيلم محمد مهدى وكاتب القصة احمد السيسى وبمساعدة راديو حريتنا بهدف التعرف على معاناة أهالى النوبة بعد التهجير ومعرفة أهم ما يتميزون به من عادات وتقاليد وبالفعل تحدثنا ورصدنا الواقع الحالى للنوبة على أرض الواقع وجدنا صعوبة كبيرة فى اللهجة النوبية إذ إنها تختلف كثيرا عن لهجتنا، وحينما تحدثنا مع أكثر من شخصية نوبية شعرت بكثير من الحزن والشجن أثناء حديثهم لتهجيرهم من النوبة الأصلية إلى «أبو سمبل التهجير» لكنهم مازالوا حتى الآن لديهم حلم وأمل متمسكين به فى العودة لأماكنهم مرة أخرى، ورغم كل ذلك إلا أن أهالى النوبة مازال يعلمون أبناءهم وأطفالهم الصغار الثقافة النوبية التى أصبحت تندثر الآن. وأوضح الشرنوبى أن الهدف الأساسى رصد الواقع النوبى من خلال الصورة لما لها من تأثير كبير على المواطنين ربما أكثر من الحديث فوجدنا الوجوه النوبية الجميلة التى تتميز بالابتسامة والأصالة فى وجهها. وأشار إلى أن أهم ما يتميز به النوبيون قيام كل منهم بزراعة شجرة ووضع سلة للقمامة أمام كل منزل فهم يتميزون بنظافة بيئاتهم والمحافظة عليها، فضلا عن كرم الضيافة والترحاب، حيث وجدنا اختلافا كبيرا فى الصور التى نراها دائما عن النوبة والتى تعرف بالبشرة السمراء والابتسامة فقط دون معرفة هذه العادات الجميلة التى يتميزون بها. وأضاف: من اللافت للنظر أيضا أنهم مجتمع يتسم بالأمان، حيث كنا نغادر من المنزل ونترك الباب مغلقا دون مفتاح ومن الممكن أن يدخل أحد وإن لم يجد أحدا يترك الباب كما هو والبيوت كلها من طبقة واحدة فقط وبالتالى نسبة وقوع الجريمة صفر. من جانبه: قال سلمان حسام أحد الفنانين المشاركين بالمعرض : اكتشفنا خلال رحلتنا أن هناك نحو44 قرية تم تهجيرها بعد بناء خزان أسوان والسد العالى ولا أحد يتصور أن «أبو سمبل التهجير» صحراء بلا حياة ولا مياه وتسمى «أبو سمبل التهجير» وابو سمبل السياحى أيضا توشكى التهجير وتوشكى السياحى. وأوضح أن أهم ما يتميز به أهالى النوبة البساطة فى التعامل مع الآخرين والهدوء بلا ضوضاء والراحة النفسية الشديدة. وأعرب حسام عن أمنياته أن تهتم الدولة والحكومة بأهالى النوبة لأنهم فعلا يستحقون عناية أكثر من ذلك خاصة أنه موقع يتميز بمناطق سياحية هائلة. مضيفًا: حينما ذهبنا إلى «غرب سهيل» وجدنا هذا المكان من المناطق السياحية المهمة التى تم تصوير فيلم «مافيا» فيه، حيث يتردد عليه حوالى أكثر من 2000 سائح يوميا وجدنا طفحا فى المجارى فهذا غير لائق بالنسبة لهذا المكان. وأخيرا قال نادر نبيل أحد الفنانين المشاركين إن أهل النوبة فقدوا الأمل والحياة فى كل شىء ونسبة الشباب فى «أبو سمبل التجهير» لا تتعدى 10% فهم رحلوا من النوبة إلى محافظتى القاهرة والإسكندرية لكن سيظل الكبار من السيدات والرجال هناك لن يغادروا أمكانهم وسيموتون على أرضها لأنهم باللهجة النوبية «ايكادولى» يحبون النوبة ويعشقون ترابها. ويرى من الأفضل أن يتم نقلهم من صحراء «أبو سمبل التهجير» التى لا تصلح أن يعيش فيها إنسان ولا تصلح لآدميته فهم يعيشون معاناة شديدة فى أبسط شىء حينما يذهبون لشراء احتياجاتهم من الطعام والشراب فهذا يستغرق وقتا ومشقة كبيرة للوصول إلى المنطقة التى يتوفر فيها السوق «دارو» أو «كومبو» لأنهم يعيشون فى صحراء بلا حياة.