ينظر الكثيرون إلي مشاركة المطربة اللبنانية مروي في فيلم "أحاسيس" بكل ما قيل عنه من ميله للإثارة، ودغدغة الحواس، ومخاطبة الغرائز الجنسية، بأنها مشاركة عادية، وأن وجودها في مثل هذا الفيلم يؤكد المقولة الشائعة "المطربة مروي"، في الفيلم المناسب! كيف جاءت مشاركتك في فيلم "أحاسيس"؟ عن طريق المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي، الذي أرسل لي السيناريو، وترك لي حرية اختيار الشخصية الدرامية التي أجدها مناسبة، وأصارحكم القول بأن السيناريو ظل في حوزتي لمدة شهرين، لأنني كنت في حالة تردد شديد جدا، لكن المنتج والمخرج هاتفني وطلب مني سرعة حسم قراري، وفي نهاية الأمر غالبت ترددي وقلقي، واخترت تجسيد شخصية "داليا"، الزوجة التي تعاني مشاكل جنسية مع زوجها، وهو أيضا كبقية أدوار وشخصيات الفيلم جريء لكنني رأيت أنه مهم للغاية فوافقت علي الشخصية والمشاركة في الفيلم بأكمله. ما أهمية الشخصية من وجهة نظرك؟ أهميتها تكمن في كونها نموذجا لعشرات بل مئات النساء العربيات، فهي زوجة تعاني مشاكل جنسية مع زوجها في الفراش، الأمر الذي يضطرها لخيانته، وهي شخصية لم تقدم بالشكل الذي قرأته في السيناريو في السينما المصرية من قبل. هل تعتبرين نفسك بطلة الفيلم؟ الفيلم بطولة جماعية، وكل واحدة فينا يمكن القول إنها بطلة في دورها. لماذا صرحت أثناء تصوير الفيلم بأنك تختلفين عن الشخصية الدرامية في الفيلم وانك لا تعرفين الغيرة أو الخيانة؟ لأنني خشيت أن يربط الناس بيني وبين الشخصية التي أقدمها في فيلم "أحاسيس" وبالتالي يحدث الخلط الذي لا أريده، وكثيرا ما يحدث هذا عندما يشاهد الجمهور ممثلة في شخصية غير أخلاقية فيظنونها كذلك علي أرض الواقع. هل يزاد شعورك بالقلق كلما اقترب موعد عرض "أحاسيس"؟ لا أنكر هذا، لكن لدي ثقة كبيرة في أن الجمهور سيقدر هذه الجرأة، والأمر المؤكد أن الفيلم سيقدم نماذج للمرأة العربية التي تعاني كثيرا، بسبب المجتمع الذي يحرم الخوض في الثقافة الجنسية رغم أهمية ذلك، وبالتالي سيصبح الفيلم أشبه بدرس لنماذج ستشاهد نفسها علي الشاشة. ألا تخشين أن يتهمك البعض بالإباحية بسبب مشاهدك في الفيلم؟ مشاهدي في الفيلم تخلو من أي إثارة أو سخونة زائدة، بعد أن رفضت أن تكون هناك قبلات، واشترطت ألا أظهر بمايوه! وهل أزعجك الظهور بماكياج قليل؟ لن يكون هناك ماكياج علي الاطلاق في شخصيتي بهذا الفيلم، لرغبتي في أن أكون طبيعية، فهي زوجة تعاني بشدة فكيف تتفرغ للماكياج الذي يدل علي السعادة التي تعيشها صاحبته؟ لقد سعيت إلي تقديم شخصية حقيقية، كما يحدث عندما تظهر "ست البيت" من دون ماكياج، وتبدو الممرضة بماكياج بسيط، بينما تظهر "الراقصة" بماكياج صارخ. هل تتوقعين أن يثير الفيلم عاصفة من الاحتجاج عقب عرضه التجاري؟ لقد حدث هذا قبل عرض فيلم "دكتور سيليكون"، واتهموني بأنني أقدم الاغراء الرخيص، ومشاهد الابتذال والعري، وكل ذلك تبخر فورا بعد عرض الفيلم، وفوجئوا بأدائي لشخصية الممرضة. وأظن أن هذا ما سيحدث مع فيلم "أحاسيس"، بالنسبة لدوري علي الأقل، لكنني لا أعرف ماذا سيحدث مع بقية الأدوار في الفيلم، فقد التزمت بألا اتجاوز الخطوط الحمراء، و"ماكنتش أوفر"، وبالتالي لن تكون هناك عاصفة في مواجهتي علي الأقل. هل تدخلت لحذف بعض المشاهد؟ وكيف كان رد فعل المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي؟ حدث هذا بالفعل، وطلبت حذف مشاهد بعينها قبل التصوير، لكنه طمأني، وأكد لي أن التصوير سيقودنا إلي نتيجة مختلفة عن تلك الموجودة علي الورق، لكنني رفضت مشاهد القبلات وارتداء المايوهات.. وامتثل لي بالفعل. وما شكل المشاهد الساخنة في رأيك؟ التي تحتوي علي قبلات ساخنة من الفم أو ترتدي فيها الممثلة "المايوه الساخن"، وهي المشاهد التي تخدش مشاعر الأسرة المصرية والجمهور العربي بوجه عام. معني هذا أن مشاهدك في "أحاسيس"، نظيفة؟ لا أريد من أحد أن يتعجل الحكم الآن وعليه الانتظار حتي ما بعد عرض الفيلم، وألا يحكم أيضا علي "داليا" بالخيانة، لانه سيدرك انها ضحية ومظلومة ومجني عليها، وأن الجاني والظالم هو الزوج أي الرجل الذي أهملها وهي قضية خطيرة ندق ناقوس الخطر للتحذير منها حتي لا تتحول الزوجات إلي "داليا" جديدة. هل ستغنين بوصفك مطربة؟ هذا الفيلم تحديدا لا يصلح معه أي نوع من الغناء، وأنا نفسي ابتعدت عن طرح هذه المسألة أو مناقشتها مع المخرج، لأن المعاناة التي تشعر بها الشخصية لا تتيح لها التفكير في الغناء، وإلا سيشعر الجمهور بغياب المصداقية.