تحية واجلال لاقباط مصر جميعا مسلمين ومسيحيين الذين صنعوا عند الشدائد درع تحيا مصر، لقد كشفت بل واكدت لنا الاحداث الارهابية الاخيرة وعلي رأسها الحادث الارهابي المروع الذي وقع بكنيسة القديسين بالاسكندرية منذ ايام عن مدي خطورة الاستراتيجية الجديدة الذي ينتهجها الارهاب، والتي كنا وما زلنا نحذر مما تحمله في طياتها، فهي ليست بغاية غائبة أو بعيدة عنا أو وليدة هذا الحادث فحسب، بل انها مؤكدة ومخططة من عدة سنوات، مدللة علي نهجها الجديد من خلال جميع الاحداث الارهابية السابقة لهذا الحدث سواء في افعالها أو اقوالها أو اعمالها والتي تكمن غايتها في ان تودي باستقرار وامن مصر ولاننا لم نتصد لهذه الاستراتيجية بالثقافات المتطورة والمناسبة والتي تعمل علي كبح جماحها، ترعرعت وتطاولت الي ان اصبحت ذات استراتيجية وغايات مرعبة ومخيفة لشدة خطورتها، فاليوم وبعد هذا الحادث الاليم قد انكشفت وتأكدت نواياهم الجديدة للشعب بأكمله، فبدلا من ان يتم ضرب الوطن في بعض مواضع الاستقرار كضرب الاقتصاد المصري عن طريق السياحة وخلافه كالمتبع من قبل، اصبح اليوم ضرب الوطن في العمق عن طريق اثارة الفتنة الطائفية بين شعب الوطن الواحد والتي بدورها تعمل علي اشعال الحرب الاهلية اعتقادا من الجميع بأن كل واحد يدافع عن عقيدته والتي تتفشي من جرائها زعزعة الحكم والنظام الأمن للبلد وذلك لسرعة انهيار مصر الأم والنيل منها في اقرب وقت ممكن، فبعد الاعدادات والتجهيزات المبدئية لوضع النواة الاولي للفتنة عن طريق الاحتقانات البسيطة وشبه المعادية بين المسلمين والمسيحيين التي قامت بها الايدي الخفية المجهزة والمعدة للارهاب لافتعال احداث مثيرة كأعمال البناء والتشييد للكنائس والمساجد والخلاف علي الاراضي التي يتم البناء عليها وغيرها من طرق جس النبض واشعال طرف الفتيل حتي ضربوا ضربتهم العارمة والتي لولا عناية المولي عز وجل بهذا البلد وشعبه مسلمين ومسيحيين والحكمة الصائبة للعلماء من رجال الدين من الطرفيين ووعي الشعب العظيم لحلت بهذا البلد كارثه لا يعلم مداها الا الله العلي القدير فكل الشكر والعرفان لرجال الدين سواء، والتحيات الحارة المبجلة لشعب واع ناضج لا يستهان بفكره مهما بلغت بساطته وطيبة قلبه، الشكر والعرفان لكل من ساهم في احباط هذه الاستراتيجية المدمرة بالعمل علي فهمها ومحاصرتها، نعم كلنا اقباط مصر ولا يقبل ان يحدث غير هذا ومع كل ما حدث من وقوف جلل تميز بالايجابية الفورية والفعالية من ابناء مصر جميعا والذين صنعوا درعا عند الشدائد اصبح الرمز الاول من رموز التصدي للارهاب بكافة غاياته ولكنه لا بد الا ننسي ان جميع الشرائع السماوية المتغيرة تحث اثناء الغضب علي الحذر دون الخطأ وكما ورد في بعض الاناجيل اغضب ولا تخطئ ولا يفوتنا حديث الرسول (صلي الله عليه وسلم) عندما سأله احد الصحابة بعد الرجوع من معركتهم مع اليهود بغزوة ضمن الغزوات "اجهادا اخر يا رسول الله فرد عليه قائلا، نعم لقد رجعنا من الجهاد الاصغر الي الجهاد الاكبر الا وهو جهاد نفسك التي بين جانبيك"، وانطلاقا من مفهوم هذا الحديث وتحذيره الواضح من النفس البشرية ذات الطابع الخبيث، اشيد اولا بالنداء الملح من كل ابناء الوطن ومؤسساته واعلامه للذهاب الي كافة الكنائس لقضاء الصلاه مع الاخوة المسيحيين سواء 6 يناير أو ما بعد ذلك ولكني اطالبهم بالوعي والحكمة وتوخي الحذر وذلك لتفويت الفرصة علي الايدي الغادرة الحاقدة التي طلاما تمتد للوطن ولابنائه بالسوء فنحن جميعا نعلم ان يد الضرر المدسوسة لا تري ولا نعلمها حين وجودها فهي تتواجد في كل زمان ومكان بيننا ولا يعلم بها الا الله سبحانه وتعالي والا ما كان حدث ما حدث - نعم فلا بد من الذهاب الي الكنائس قبل الاخوة المسيحيين دائما في اعيادهم لعدم النيل منا ومنهم ومن الوطن ولكن حاذروا اصحاب النفوس الضعيفة والمريضة التي تحض علي معاونة الارهاب، اما عن الرأي الذي نادي به شيخنا الجليل والذي يتمتع بمساحة كبيرة من الحب في قلبي خالد الجندي بان يكون هناك فترة ستة اشهر لتبادل التعاليم والمفاهيم الشرعية السليمة عن طريق المؤسسات التعليمية الشرعية لكل ابناء الوطن، اقول له ان هذا الرأي العظيم قد سبق عرضه علي الهواء مباشرة وقد بادر به عالمنا ومفكرنا الدكتور مصطفي الفقي الا انه قد لاقي اعتراضًا شديدًا من بعض علماء الدين والفكر من كلا الجانبين، وانني لا اري لكي نكون بمنأي من الخوف والتخلي عن الحذر في توطيد العلاقة اكثر مما نحن عليها لتصبح علاقة قوية مانعة ومتصدية للارهاب وخلافة في نقطتين اساسيتين اولهما فقد ناديتم فضيلتكم بالتصحيح والالتزام الشرعي الصحيح في الخطاب الديني لكلا الطرفين وهذا ما نقضم عليه بنواجزنا لتفعيله وذلك لما هو عليه الان من التعصب عن طريق المغالاة والمهاترات في الاديان والشرائع وثانيهما انه لا بد من الاختلاط الجوهري الذي يؤدي الي الارتباط القوي الحميم والذي يطيح بالارتباط المهمش المستقطب للارهاب دون ادراك من احد وذلك من خلال الاعمال الخاصة بالنظام الاجتماعي المؤدي لرقي المجتمع والنهوض به كالمشاركة في المشروعات القومية والوطنية كبيرة وصغيرة وعلي المستوي الجماعي والفردي في كافة المجالات، فلا بد من اجتماع دائم ومشترك بين رجال الدين والمفكرين من كلا الطرفين للعمل علي هذه المنظومات العظيمة فقد ان الاوان ان نظهر للعالم اجمع ان الجسد المسلم والمسيحي ما هو الا جسد وعرق واحد لا يتجزأ بعضه البعض، ليعلم الجميع أن اللفظ الذي تجمعت عليه دماؤنا وعروقنا وهو لفظ القبطي لا يعني الا اننا من اصل واحد وهو المصري القديم، والذي دائما ما يردد بأننا.. " نحن اقباط مصر، عظماء العالم بشرائعنا السمحة وعقائدنا الرحيمة ومواطنتنا المتوجة بالحب والتفاني من اجل الاخر، لم ولن نسمح لأحد بالمساس بشعب وارض مصر سواء بثوبه الذي قد اقتلعه أو بثوبه الذي ارتداه، فبإذن الله تعالي رب العالمين سوف نمزق كل ثوب يرتديه الارهاب في عرينه.