استقبل الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بمكتبه الليلة الماضية فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بالبرلمان الاتحادي الألماني "البوندستاج" علي رأس وفد كبير يزور مصر لمدة ثلاثة أيام. حضر اللقاء المستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب والمستشار سامي مهران أمين عام المجلس. في بداية اللقاء رحب الدكتور سرور بأعضاء الوفد وأوضح أنه علم بأنهم أدلوا بتصريحات صحفية قبل مغادرتهم ألمانيا تشير إلي أنهم سيحضرون إلي مصر للوقوف علي أوضاع المسيحيين ولذا فإنه يود ان يحيطهم بالمفاهيم الصحيحة. قال د. سرور إن الدستور المصري ينص علي المساواة بين جميع المصريين من خلال مبدأ المواطنة وان الحادث المأساوي الذي حدث أمام كنيسة القديسين إنما هو حادث إرهابي موجه ضد المصريين جميعاً وليس ضد المسيحيين بل يهدف إلي الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين وقال إن مصر مستهدفة بحكم موقعها الاستراتيجي في المنطقة حيث تحوطها الأخطار والمؤامرات من حولها وهناك تهديد من تنظيم القاعدة في العراق موجه إلي الكنائس في مصر إثر قيامهم بعدد من التفجيرات في كنائس العراق ولذلك فإنه علينا وعلي الجميع التكاتف لمواجهة الإرهاب الذي هو موجه للجميع. أوضح الدكتور سرور انه فور وقوع الحادث كلف لجنة مشتركة من أربع لجان بالمجلس للتوجه إلي موقع الحادث وكان من بينها المستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الإنسان حيث عاينت اللجنة الموقع علي الطبيعة وقدمت تقريرها الذي سوف ينظره المجلس خلال ساعات. أكد الدكتور سرور ان الرئيس حسني مبارك يعمل علي استقرار مصر واستقرار منطقة الشرق الأوسط بل واستقرار العالم أجمع فهو ضد الإرهاب وأول من نادي بعقد مؤتمر دولي لمواجهته بهدف تحقيق السلام والاستقرار لنا وللمنطقة والعالم. أوضح ان المسيحية عرفت في اقليم الشرق الأوسط قبل ان تعرف في أوروبا وان الكنيسة القبطية في مصر أقدم من الفاتيكان وان مصر تعرضت من قبل لأحداث إرهابية جسيمة. عقب المقابلة صرح الدكتور سرور بأن حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية أدي لتضامن أكثر بين المسلمين والمسيحيين وانه لا يوجد ما يسمي باضطهاد إسلامي مسيحي ولكن توجد بعض المشكلات الصغيرة يجري حلها مشيراً إلي أن هذا الحادث الإرهابي أراد أن يفسد الوحدة الوطنية في مصر ولكنه لم يفلح لأنها قيمة راسخة في ضمير المصريين جميعاً. أوضح د. سرور ان عبارة اضطهاد إسلامي مسيحي هي نغمة إرهابية يريد الإرهابيون ان يعمقوها لإفساد الوحدة الوطنية ولكن المسلمين والمسيحيين أذكياء ولن يمكنوا الإرهاب من تحقيق أهدافهم مناشداً العالم الخارجي ان يأخذ هذا المعني لأن أي انتقادات غير مسئولة إنما تحقق أهداف الإرهابيين ولكننا بتضامنا ووعينا لن تتحقق أهدافهم. من جانبه صرح فولكر كاودر رئيس الوفد بأن الهدف من الزيارة هو التعبير لجموع الشعب المصري والحكومة المصرية عن خالص التعازي للحادث الإجرامي الإرهابي الذي وقع بكنيسة القديسين مؤكداً ان هذا الحادث هو اعتداء موجه إلي الوحدة الوطنية للأمة بشقيها. وقال إننا تأكدنا الآن انه لا يوجد ما يسمي بالاضطهاد للمسيحيين في مصر ولكن ربما توجد بعض الأسئلة التي قمنا بطرحها خلال الزيارة ونقوم بمناقشتها ألا وهي تتعلق ب هل هناك مساواة في المعاملة بين المسلمين والمسيحيين؟! أضاف اننا علمنا ان الحكومة المصرية بصدد اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها ان توضح بها خلفيات هذا الحادث وهذا الاعتداء الأثيم. قال فولكر كاورد ان هناك رسالة نود ان نبعث بها جميعاً إلي هؤلاء الذين أرادوا ان يطعنوا الوحدة الوطنية في مصر بشقيها المسلمين والمسيحيين نقول لهم "إنكم لن تتمكنوا من تحقيق مأربكم وسوف نعمل جاهدين علي الحفاظ علي هذه الوحدة الوطنية". وفي نهاية اللقاء أهدي الدكتور سرور لرئيس وأعضاء الوفد مؤلفه الأخير باللغة الإنجليزية "في المواجهة القانونية للإرهاب".