هل الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن السيارات الكهربائية؟    انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا    أول تعليق من الزمالك على تجاوزات مصطفى شلبي بعد الفوز    محمد عواد يكشف حقيقة رحيله إلى الدوري السعودي ويؤكد: "هذا سبب تراجع مستويا مع الزمالك"    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    روجينا تنعي المخرج عصام الشماع    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    هيثم فاروق يوجه رسالة لحمزة المثلوثي بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية| تفاصيل    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    مطار الملك خالد يصدر بيانًا بشأن حادث انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي    إصابة 17 شخصا في حادث مروري بالمنيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    عيار 21 الآن يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في الصاغة    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    أول رد رسمي من الزمالك على احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    مدحت شلبي يقدم اقتراحا لحل أزمة الشحات والشيبي    عامر حسين: إقامة قرعة كأس مصر الأسبوع القادم بنظامها المعتاد    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    قرار عاجل من الزمالك بشأن احتفال مصطفى شلبي    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموقع الرسمى ل(شبكة المجاهدين) ينفى تبنى تفجير الكنيسة ويعد بإصدار بيان مفصل حول الموقف
نشر في الشعب يوم 02 - 01 - 2011

نفت شبكة المجاهدين الالكترونية ما نشره أحد المواقع الالكترونية حول وجود علاقة لها بالتفجيرات التي وقعت أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية، وأدت لسقوط العشرات من الضحايا بينهم العديد من القتلى والمصابين.
يأتى هذا، فيما شيعت جنازة ضحايا حادث التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وسط إجراءات أمنية مشددة ليل أمس السبت، بعد أن صرحت النيابة العامة بدفن الجثث عقب تشريحها.
وقالت الشبكة في رسالة مقتضبة تصدرت موقعها على شبكة الانترنت "شبكة المجاهدين الالكترونية لا علاقة لنا بتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية"، وأعلنت عن اعتزامها إصدار بيان رسمي حول "الأكاذيب التي صدرت" خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقالت الشبكة أنها قررت منع أعضائها على الموقع من نشر أي أخبار تتعلق بأحداث تفجيرات الكنائس.
رابط موقع شبكة المجاهدين:
http://www.majahden.com/vb/index.php
وكان أحد المواقع الالكترونية نشر مساء أمس، تقارير إخبارية نقلت فيها عن شبكة المجاهدين الالكترونية قولها "إنّما هذا أوّل الغيث، فسلّم أسرانا وأسلِم تُسلَم وإلاّ فالسيف بيننا"، وإشارتها إلى أنها سبق وأن نشرت خريطة بمواقع وعناوين الكنائس المصرية المستهدفة في احتفالات رأس السنة "الكريسماس" من بينها كنيسة القديسين.

وتوعدها في هذه التقارير بتكرار أعمال العنف، قائلة "ليس بيننا وبينكم يا أقباط المهجر والدّاخل إلا السّيف.. فقد انتهى وولّى زمن المهادنات والتسامحات إلى غير رجعة.. وما بدأناكم ولكن أنتم من بدأ وأنتم من تعاليتم وأطلقتم ألسنتكم بحقّ المسلمين والرّسول صلوات الله عليه وسلامه، ودعوتها البابا شنودة، لإطلاق سراح من سمتهم ب(أسرانا من سجونكم) التي في دهاليز كنائسكم وألاّ فلن يكون لكم كنس تتعبّدون فيه ولا أرض تعيشون فيه".

وشيعت جنازة ضحايا حادث التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وسط إجراءات أمنية مشددة ليل أمس السبت، بعد أن صرحت النيابة العامة بدفن الجثث عقب تشريحها.
وقالت "إنّما هذا أوّل الغيث، فسلّم أسرانا وأسلِم تُسلَم وإلاّ فالسيف بيننا"، بحسب التقارير.
وزعمت التقارير أن الشبكة، التى سبق أن نشرت خريطة بمواقع وعناوين الكنائس المصرية المستهدفة فى احتفالات رأس السنة "الكريسماس"، وكان من بينها كنيسة القديسين قالت "نعم فإنّ أوّل الغيث قطرة، نعم لأجل امرأة مسلمة مؤمنة تُجيَّش الجيوش من المسلمين، وإن أبيدت عن بكرة أبيها أسوة بالرّسول صلوات الله عليه وسلامه.. تقبّل الله منكم يا شباب مصر الأبى يا غيارى يا موحّدين هكذا يكون الكلام مع الأقباط".

وأضافت: "قوموا لله يا شباب الأمّة يا شباب مصر المسلم الأباة.

كونوا فداء لله فلا ولن يضيركم الكفرة الظلمة المجرمون، فالجنّات الّتى عرضها السماوات والأرض هو الجزاء أعِدّت للمتّقين الموحّدين المؤمنين الغيارى البررة".

وزعمت التقارير أن الشبكة توعدت بتكرار أعمال العنف، قائلة "ليس بيننا وبينكم يا أقباط المهجر والدّاخل إلا السّيف.. فقد انتهى وولّى زمن المهادنات والتسامحات إلى غير رجعة.. وما بدأناكم ولكن أنتم من بدأ وأنتم من تعاليتم وأطلقتم ألسنتكم بحقّ المسلمين والرّسول صلوات الله عليه وسلامه.

وأنتم من أسرتم وعذّبتم إخواننا وأخواتنا الّذين أسلموا لله الواحد القهّار ولى المؤمنين هازم الأحزاب والكفّار والمشركين فلا تلوموا شباب المسلمين الغيارى".

وقالت أن الشبكة دعت الأنبا شنودة، لإطلاق سراح من سمتهم ب"أسرانا من سجونكم" الّتى فى دهاليز كنائسكم وألاّ فلن يكون لكم كنس تتعبّدون فيه ولا أرض تعيشون فيه".

نص البيان المزعوم
الحمد ناصر الموحدين ومذل اهل الشرك والكفر اجمعين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال : 72]

فيسرنا اولا ان نبارك للاخوة المجاهدين الذين نفذوا غزوة الاسكندرية فبورك في سواعدهم وفي جهادهم ونسأل الله ان يحفظهم بحفظه ويجعلهم ثابتين على الحق ويرزقهم الشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.

و ثانيا: اوجه رسالة الى المسلمين جميعا في مصر وخارجها عن اسباب هذه العمليه ونحن نعلم ان الكثير من الناس هذا اليوم صار عندهم جهل بالدين وبشرائع رب العالمين وها قد سمعنا من يستنكر هذا العمل من المسلمين ويصفه بالارهاب والعمل الخاطيء بل اننا للاسف نسمع من يسمي من قتل من النصارى بالشهداء فسبحان الله..اي شهيد هذا؟ متى اصبحت الشهادة والاستشهاد للنصارى يا امة الاسلام؟

فيا ايها المسلمون اعلموا ان غزوة الاسكندرية هي غزوة صحيحة موافقه لشرع الله سبحانه.

فالنصارى في مصر ليسوا اهل ذمة اطلاقا ومن شك في قولنا فليرجع لاقوال اهل العلم وفي جميع المذاهب الاربعة وفي اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم و غيرهما في شروط اهل الذمة وستجدون ان النصارى في مصر قد ارتكبوا الكثير من النواقض لتلك الشروط فهم بذلك ليسوا اهل ذمة اطلاقا.

الامر الاخر هو وجوب استنقاذ اسارى المسلمين وهذا امر دليله واضح في الكتاب والسنة.

كقوله تعالى { وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } [ الأنفال: 72 ]، و ما ثبت في صحيح مسلم و عند أصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يحقره).

وقال الإمام النووي [ في شرح صحيح مسلم: 16 / 120 ] : قال العلماء: الخذل ترك الإعانة و النصر ، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم و نحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، و لم يكن له عذر شرعي ، و( لا يحقره ) أي : لا يحتقره ؛ فلا يُنكِر عليه، و لا يستصغره و يستقله.

قال تعالى : { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [ النساء : 75 ].

قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: ( و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال ، و ذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم ، و هذا لا خلاف فيه ... و كذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة ) [ تفسير القرطبي : 5 / 257 ].

و قد أمر بذلك نبي الرحمة صراحة ً كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: ( فكوا العاني يعني الأسير و أطعموا الجائع و عودوا المريض ).

قال الحافظ ابن حَجَر [ في الفتح : 6 / 167 ] : ( قال سفيان: العاني : الأسير ، قال ابن بطال: فكاك الأسير و اجب على الكفاية ، و به قال الجمهور، و قال إسحاق بن راهويه : من بيت المال ، و روي عن مالك أيضاً ).

وقال الإمام المناوي شارحاً هذا الحديث في فيض القدير: ( فكوا ) خلِّصوا، والفكاك بفتح الفاء و تكسر التخليص ، ( العاني ) بمُهملة و نون أي أعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره كالرقيق قال ابن الأثير : العاني الأسير و كل من ذّل و استكان و خضع فقد عنا قال ابن بطال : فكاك الأسير فرض كفاية و به قال الجمهور و قال ابن راهويه: من بيت المال ، و رُوي عن مالك و قال أحمد: يفادي بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة. اه .

وفي الصحيح و سنن الترمذي عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي رضي الله عنه: ( يا أمير المؤمنين، هل عندكم من الوحي شيء ؟ ) قال: ( لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ، إلا فهماً يعطيه الله عز و جل رجلاً و ما في هذه الصحيفة ) ، قلت: ( و ما في هذه الصحيفة ؟ ) قال: ( العقل ، و فكاك الأسير ، و لا يقتل مسلم بكافر ).

قال ابن العربي المالكي رحمه الله في معرض حديثه عن الأسرى المستضعفين من المسلمين: ( إنّ الولاية معهم قائمة ، و النصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم ؛ إن كان عددناًَ يحتمل ذلك ، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم ، حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك و جميع العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو ، و بأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والعدة والعدد، والقوة والجلد) [ أحكام القرآن: 440/2 ].

وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [ النساء: 75 ]: حض على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، وإظهار دينه و استنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده و إن كان في ذلك تلف النفوس ) [ تفسير القرطبي : 5 / 279 ].

وقال ابن حجر الهيتمي: ( ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فوراً على كل قادر ) [ تحفة المحتاج : 9/237 ].

وقال الامام ابن جزي الغرناطي في كتابه القوانين الفقهية:

في اسارى المسلمين: يجب استنقاذهم من يد الكفار بالقتال فأن عجز المسلمون عنه وجب عليهم الفداء بالمال فيجب على الاسير الغني فداء نفسه وعلى الامام فداء الفقراء من بيت المال فما نقص تعين في جميع اموال المسلمين و لو اتى عليها.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى28/635)

فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات.

فيا ايها المسلمون اعلموا ان دولة العراق الاسلامية قد وجهت عدة رسائل الى النصارى في مصر من اجل اطلاق سراح اسرى المسلمين المحتجزين عندهم الا ان النصارى قد رفضوا مطالب المجاهدين واخذتهم العزة بالاثم و ما كان من سبيل اخر امام المجاهدين الا ان يبادروا الى شن عمليات جهادية ضد النصارى حتى يرضخوا لمطالب المجاهدين وليعلم النصارى في العراق ومصر وغيرها انهم في الحكم سواء ومن اراد النجاة فليرينا سعيه الجاد الى اطلاق سراح المسلمين المحتجزين وليتبرأ من افعال النصارى في مصر.

واقول ختاما الى المسلمين عامة: شاركوا اخوانكم المسلمين في جهادهم وانفروا الى الجهاد في سبيل الله.

روى أبو داود (3462) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ). صححه الألباني في صحيح أبي داود.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.

ابو سليمان الناصر

من انصار الجهاد العالمي
نص البيان
الحمد ناصر الموحدين ومذل اهل الشرك والكفر اجمعين وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال : 72]

فيسرنا اولا ان نبارك للاخوة المجاهدين الذين نفذوا غزوة الاسكندرية فبورك في سواعدهم وفي جهادهم ونسأل الله ان يحفظهم بحفظه ويجعلهم ثابتين على الحق ويرزقهم الشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.

و ثانيا: اوجه رسالة الى المسلمين جميعا في مصر وخارجها عن اسباب هذه العمليه ونحن نعلم ان الكثير من الناس هذا اليوم صار عندهم جهل بالدين وبشرائع رب العالمين وها قد سمعنا من يستنكر هذا العمل من المسلمين ويصفه بالارهاب والعمل الخاطيء بل اننا للاسف نسمع من يسمي من قتل من النصارى بالشهداء فسبحان الله..اي شهيد هذا؟ متى اصبحت الشهادة والاستشهاد للنصارى يا امة الاسلام؟

فيا ايها المسلمون اعلموا ان غزوة الاسكندرية هي غزوة صحيحة موافقه لشرع الله سبحانه.

فالنصارى في مصر ليسوا اهل ذمة اطلاقا ومن شك في قولنا فليرجع لاقوال اهل العلم وفي جميع المذاهب الاربعة وفي اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم و غيرهما في شروط اهل الذمة وستجدون ان النصارى في مصر قد ارتكبوا الكثير من النواقض لتلك الشروط فهم بذلك ليسوا اهل ذمة اطلاقا.

الامر الاخر هو وجوب استنقاذ اسارى المسلمين وهذا امر دليله واضح في الكتاب والسنة.

كقوله تعالى { وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } [ الأنفال : 72 ] ، و ما ثبت في صحيح مسلم و عند أصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يحقره ).

وقال الإمام النووي [ في شرح صحيح مسلم : 16 / 120 ] : قال العلماء : الخذل ترك الإعانة و النصر ، و معناه : إذا استعان به في دفع ظالم و نحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ، و لم يكن له عذر شرعي ، و ( لا يحقره ) أي : لا يحتقره ؛ فلا يُنكِر عليه ، و لا يستصغره و يستقله.

قال تعالى : { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [ النساء : 75 ].

قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: ( و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال ، و ذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم ، و هذا لا خلاف فيه ... و كذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة ) [ تفسير القرطبي : 5 / 257 ].

و قد أمر بذلك نبي الرحمة صراحة ً كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: ( فكوا العاني يعني الأسير و أطعموا الجائع و عودوا المريض ).

قال الحافظ ابن حَجَر [ في الفتح : 6 / 167 ] : ( قال سفيان: العاني : الأسير ، قال ابن بطال: فكاك الأسير و اجب على الكفاية ، و به قال الجمهور، و قال إسحاق بن راهويه : من بيت المال ، و روي عن مالك أيضاً ).

وقال الإمام المناوي شارحاً هذا الحديث في فيض القدير: ( فكوا ) خلِّصوا، والفكاك بفتح الفاء و تكسر التخليص ، ( العاني ) بمُهملة و نون أي أعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره كالرقيق قال ابن الأثير : العاني الأسير و كل من ذّل و استكان و خضع فقد عنا قال ابن بطال : فكاك الأسير فرض كفاية و به قال الجمهور و قال ابن راهويه: من بيت المال ، و رُوي عن مالك و قال أحمد: يفادي بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة. اه .

وفي الصحيح و سنن الترمذي عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه: ( يا أمير المؤمنين، هل عندكم من الوحي شيء ؟ ) قال: ( لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ، إلا فهماً يعطيه الله عز و جل رجلاً و ما في هذه الصحيفة ) ، قلت: ( و ما في هذه الصحيفة ؟ ) قال: ( العقل ، و فكاك الأسير ، و لا يقتل مسلم بكافر ).

قال ابن العربي المالكي رحمه الله في معرض حديثه عن الأسرى المستضعفين من المسلمين: ( إنّ الولاية معهم قائمة ، و النصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم ؛ إن كان عددناًَ يحتمل ذلك ، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم ، حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك و جميع العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو ، و بأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والعدة والعدد، والقوة والجلد) [ أحكام القرآن: 440/2 ].

وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [ النساء: 75 ]: حض على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ويفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، وإظهار دينه و استنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده و إن كان في ذلك تلف النفوس ) [ تفسير القرطبي : 5 / 279 ].

وقال ابن حجر الهيتمي: ( ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فوراً على كل قادر ) [ تحفة المحتاج : 9/237 ].

وقال الامام ابن جزي الغرناطي في كتابه القوانين الفقهية:

في اسارى المسلمين: يجب استنقاذهم من يد الكفار بالقتال فأن عجز المسلمون عنه وجب عليهم الفداء بالمال فيجب على الاسير الغني فداء نفسه وعلى الامام فداء الفقراء من بيت المال فما نقص تعين في جميع اموال المسلمين و لو اتى عليها.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى28/635)

فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات.

فيا ايها المسلمون اعلموا ان دولة العراق الاسلامية قد وجهت عدة رسائل الى النصارى في مصر من اجل اطلاق سراح اسرى المسلمين المحتجزين عندهم الا ان النصارى قد رفضوا مطالب المجاهدين واخذتهم العزة بالاثم و ما كان من سبيل اخر امام المجاهدين الا ان يبادروا الى شن عمليات جهادية ضد النصارى حتى يرضخوا لمطالب المجاهدين وليعلم النصارى في العراق ومصر وغيرها انهم في الحكم سواء ومن اراد النجاة فليرينا سعيه الجاد الى اطلاق سراح المسلمين المحتجزين وليتبرأ من افعال النصارى في مصر.

واقول ختاما الى المسلمين عامة: شاركوا اخوانكم المسلمين في جهادهم وانفروا الى الجهاد في سبيل الله.

روى أبو داود (3462) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ). صححه الألباني في صحيح أبي داود.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.

ابو سليمان الناصر

من انصار الجهاد العالمي

إعتداء على الطيب وجمعة وزقزوق
من ناحية أخرى، تعرض شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف المصري لاعتداء بالضرب لدى خروجهم من كاتدرائية العباسية بعد حضورهم مؤتمرا لتهدئة الأوضاع في أعقاب الحادث الذي تعرضت له كنيسة "القديسين" بالإسكندرية.

وتزامن مع هذا الحدث وقوع تظاهرة للمسيحيين في مدينة اسيوط في صعيد مصر احتجاجا على ما اسموه التقصير الأمني الذي ادى الى التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية ، فيما فرقت قوات الأمن تظاهرة اخرى للاقباط في منطقة صقر قريش بمدينة نصر.

وفي تطور آخر قالت مصادر صحفية أن نحو 4 آلاف من المسيحيين، الذين يعملون في جمع القمامة بالقاهرة أمام مدخل حي منشية ناصر، قاموا بالتظاهر وقطعوا طريق الأوتوستراد، باستخدام الزجاجات الفارغة، وعبوات المولوتوف، احتجاجا على حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.

وندد المتظاهرون بما سموها "أعمال العنف الموجهة ضدهم، بدءً من قرار التخلص من الخنازير، ووصولا إلى حادث نجع حمادي، وأخيرا حادث الإسكندرية، وطالبوا بتوقيع عقوبة الإعدام على المدانين في أحدث العنف بنجع حمادي، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء عليهم.

وطالب المتظاهرون بعزل عبد الرحيم الغول، عضو مجلس الشعب بنجع حمادي، لتسببه في أحداث العنف في هذه المدينة، على حد قولهم.

وشهدت أحداث الاحتجاج على طريق الأوتوستراد مشاحنات بين أفراد الأمن والمسيحيين، لقطعهم الطريق، وهو ما أدى إلى تسبب أزمة مرورية على كل مداخل منشية ناصر.

وعبر أحد المتظاهرين عن استيائه من أعمال العنف التي شهدتها الإسكندرية، أمس السبت، مشيرا إلى أن هذه الأعمال "طائفية من الدرجة الأولى، وليست أعمالا إرهابية، لأنها استهدفت الكنيسة والمسيحيين المترددين عليها، على الرغم من وجود مسجد على بعد خطوات من الكنيسة، الذي لم تطأه أصابع التطرف، لأن هدفها المسيحيين"، وفق تعبيره.

وعقب وقوع الحادث سارعت أحزاب المعارضة والقوى السياسية المصرية لإدانة العمل الإرهابي ووصفت الأحزاب والقوى السياسية الحادث بأنه عمل إرهابي بكل المقاييس استهدف أمن مصر القومي والوحدة الوطنية التي تتمتع بها البلاد داعية إلى تضافر جهود الشعب المصري أقباطه ومسلميه وأحزاب وهيئات ونقابات بالوقوف صفا واحدا ضد هذه الأعمال الإجرامية.

هذا بالطبع فضلا عن التنديد الرسمي لجميع رجالات الدولة بداية من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر مفتي الديار المصرية.

كما أدان شباب الفيس بوك والمنتديات الجريمة وحرص عدد من زائري فيس بوك علي تغيير صورة البروفايل الخاصة بهم إلى صورة الهلال مع الصليب بخلفية سوداء ومكتوب تحتها كلمة "حداد" أو "أنا مصري ضد الإرهاب"، لتكون عامة مع وضع كلمات تحث على الوحدة الوطنية والدعاء للمتوفين من المسلمين والمسيحيين.

كما أورد بعض الزائرين آيات من القرآن والإنجيل تحرم قتل البشر، فيما وضع عدد آخر صورة تحمل جملة "الإرهاب.. أنا مسلم أنا ضده" بالإضافة إلى تحميل فيديوهات الحادثة أكثر من مرة وكتابة تعليقات تدعو لمواجهة الإرهاب.

تدخل الفاتيكان غير مقبول
وفى سياق متصل، رفض فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف دعوة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر التي طالب فيها بحماية المسيحيين فى مصر، واصفا هذه الدعوة بأنها تدخل (غير مقبول) فى شئون مصر.

وقال الطيب، في مؤتمر صحفي بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة عقده الأحد: "إننى (أختلف) مع البابا فى هذا الرأى، وتساءل لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل فى العراق"، منتقدا التعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين جراء مايحدث فى العالم من أعمال قتل لهم.

وكانت دعوة الفاتيكان جاءت عقب الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسيين بالإسكندرية في شمال مصر ليلة الجمعة السبت ما أدى إلى مقتل 21 شخصا، وإصابة العشرات.

وأعلن الطيب عن إطلاق مشروع بيت العائلة المصرية (لجنة من الأزهر والكنيسة فى مصر)، وتضم علماء الدين الإسلامى والمسيحى والعقلاء من الجانبين لتكون صوتا واحدا للأزهر والكنيسة وتركز على سماحة الإسلام والمسيحية وتعمل على إزالة أى أسباب مفتعلة للاحتقان والتوتر من الطرفين.

وأضاف إن هذه اللجنة التى من المقرر بدء العمل بإجراءاتها التنفيذية خلال أسبوعين ستناقش كل ما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين وأى أسباب للتوتر وتقترح الحلول المناسبة لها وترفعها إلى أولى الأمر للتعامل معها ووضع الحلول المناسبة لها.

وأوضح أن هذه اللجنة ستزيل أى أسباب للاحتقان والتوتر التى يتلقفها المتربصون بمصر لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة على المجتمع المصرى منذ قديم الزمن، حيث لم تشهد مصر منذ زمن بعيد أية فتنة طائفية.

وأكد الطيب أنه تم التشاور مع الكنيسة المصرية لإطلاق هذا المشروع، وأنه سيكون بمثابة صوت للأزهر والكنيسة وسيلتقى المختصون من الجانبين أسبوعيا لبحث أية قضايا تتعلق بالجانبين.

وجدد شيخ الأزهر إستنكاره لحادث كنيسة الإسكندرية ودعا المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين للعمل ليل نهار لحفظ الوحدة الوطنية وأمن وإستقرار الوطن وحماية المصريين جميعا وليقفوا جميعا صفا واحدا ويدا واحدة فى تعانق جديد للهلال والصليب من أجل مصر.

وأكد أن تقديم العزاء من المسلمين لإخوانهم المسيحيين واجبا ولا أى شبهة دينية فيه وقال "إننا كمصريين يجمعنا جميعا الود والحب والإخاء وأنا شخصيا سأذهب مع وزير الأوقاف إلى قداسة البابا لتقديم واجب العزاء فى ضحايا كنيسة الإسكندرية".

وحول إقتراح أداء صلاة جماعية تضم المسلمين والمسيحيين يوم عيد الميلاد، أوضح شيخ الأزهر "أننا نريد مشاركة حقيقية تؤتى ثمارها ولاتكون وسيلة لإثارة الفتن من جديد" .

وناشد شيخ الأزهر المصريين جميعا بالتصدى للحركات التى وصفها ب"السيئة والتى تسعى للنيل من أمن مصر".

المسلمون وحماية الكنائس
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الحادث الإجرامى الذى تعرضت له كنيسة القديسين فى الاسكندرية، فجر السبت، عمل آثم محرم شرعا لأن الإسلام أوجب على المسلمين حماية الكنائس كما يحمون المساجد، واصفا ذلك العمل بانه آثم ولا يصدر من مسلم يعرف دينه.

كما أكد شيخ الأزهر، فى بيان له "السبت"، أن الاسلام والمسلمين من هذا الحادث براء وأن المستهدفين بهذا العمل ليسوا المسيحيين وحدهم بل هم المصريون جميعا لأن الذى يضرب الكنيسة يضرب المسجد.

وأوضح شيخ الازهر أنه من موقع العلم الشرعى والمسئولية الوطنية فإن الأزهر يؤكد أن هذا العمل إجرامى وآثم ومحرم لأنه استهدف مواطنين أبرياء يستعدون لاستقبال عام جديد.

وشدد شيخ الأزهر على أن مثل هذا العمل الإجرامى لا يصدر من مسلم يعرف دينه، معربا عن قناعته التامة بأن الذين يقفون وراء هذا العمل إنما يريدون ضرب الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعى والأمن القومى لمصر.

عبث إجرامى
كما أدانت وزارة الأوقاف الحادث ووصفته بأنه عبث إجرامى بأمن الوطن والمواطنين مؤكدة للإخوة المسيحيين أن الاعتداء على الكنائس يعد اعتداء على المساجد، فكل مكان يذكر فيه اسم الله له حرمته وقدسيته وأن أى اعتداء على الكسيحيين هو اعتداء على كل المصريين وتهديد لوحدة الوطن وامنه واستقراره.

وطالبت وزارة الاوقاف فى بيان لها أمس السبت كل المصريين بالوقوف صفا واحدا ضد اى عدوان يقع على أى مواطن مسلم كان او مسيحي، مؤكدة أننا جميعا مصريون تجمعنا المواطنة الحقيقية التى عرفتها مصر منذ أن عرفت الإسلام.

الإسلام برىء منهم
من جانبه، استنكر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من ليلة السبت أمام كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، والذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا، وما يقرب من 80 مصابا.

وشدد القرضاوي على أن "فاعلي هذه الجريمة لا يمكن وصفهم إلا بوصف واحد، هو أنهم مجرمون سفاكون للدماء، يبرأ الإسلام منهم ومن جريمتهم، فالإسلام يحترم النفس البشرية، ولا يجيز قتلها إلا بالحق الذي يقضي به القضاء العادل القائم على البينة، أما قتل الناس جزافا وخصوصا إذا كانوا في مكان مثل دار عبادة يحتفلون فيه بذكرى دينية فتكون الجريمة أكبر وأفحش".

وأضاف أن القرآن الكريم يقرر مع كتب السماء أنه (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (سورة المائدة: 32).

ويعتبر القرآن جريمة القتل من أكبر الجرائم بعد الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى.. ويظل الإنسان في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، كما جاء في الحديث النبوي الشريف".

وأكد الداعية الإسلامي، أن الحادث لا يتفق مع الإسلام وتعاليمه السمحة بشيء، موضحا "نحن نبرأ باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وباسم علماء المسلمين جميعا، إلى الله من هذا الحادث.. وأن يقوم به مسلمون فهذا لا يتفق مع الإسلام في شيء".

وتابع "فالإسلام حتى في الحرب الرسمية عندما تلتقي الجيوش بعضها ببعض له دستور أخلاقي، فلا يجيز الإسلام في الحرب إلا قتل من يقاتل فقط، أي من يحمل السلاح، وينهى ولا يجيز قتل امرأة أو طفل أو شيخ كبير ولا الرهبان في صوامعهم، ولا الحراث في مزارعهم، ولا التجار في متاجرهم.. فكل هؤلاء محميون، فكيف يجوز قتل أناس يتعبدون لله تعالى في مناسبة دينية .. هذا لا يجيزه الإسلام أبدا".

وألمح القرضاوي إلى احتمال أن تكون هناك يد أجنبية وراء الحادث، بغرض إشعال الفتنة الطائفية بمصر، مشددا "أنا أخشى أن تكون وراء هذا العمل يد أجنبية، فلا يعقل أن يكون هناك إنسان مصري أو مسلم وراءه، وربما تكون يد أجنبية تحاول أن تشعل الفتنة الطائفية.. ولعن الله من أيقظ الفتنة، أنا في الحقيقة أستنكر كل الاستنكار هذا العمل، وأجرمه وأحرمه بكل قوة".

وتابع "أستبعد وأستنكر على إنسان مصري أو مسلم أن يقتل أناسا من غير حق، أناس يجتمعون في دار العبادة دون أن يرتكبوا جرما، هذا أستبعده تماما، وأخشى أن يكون وراءه يد أجنبية تريد أن تشعل الفتنة، ونسأل الله أن يقينا من الفتنة".

وقدم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عزاءه للمسيحيين بمصر قائلا "أبلغ عزائي إلى إخواننا المسيحيين في مصر عمن قُتل منهم.. ونسأل الله أن يبعد الفتنة التي يشعلها المشعلون ما بين الحين والآخر، وأن يجمع كلمة الأمة على الحق والخير دائما".

وردا على تساؤل عما إذا كان يتوقع أن يكون وراء هذا العمل "تنظيم القاعدة في العراق"، والذي سبق وأعلن استهدافه لمسيحيي وكنائس المنطقة العربية، أجاب القرضاوي "حدث هذا بالعراق، وأنا استنكرت ذلك في حينه.. وكل عمل من هذه الأعمال التي تستهدف الكنائس ودور العبادة أنا أستنكره بكل شدة، وأستنكر كل عمل يستهدف المدنيين والأبرياء الذين لا ناقة لهم بالسياسة ولا جمل، أو كما يقول المثل المصري ليس لهم لا في الطور (الثور) ولا الطحين، أستنكر قتل هؤلاء خصوصا إذا كانوا يمارسون عملا دينيا".

ولفت الشيخ القرضاوي إلى أن أول عمل للإسلام حين دخل البلدان هو إعلانه حماية كنائسهم وصلبانهم ومعابدهم، كما أنه ترك لهم حرية التعبد بعد أن ترك لهم حرية الاعتقاد، فلا إكراه في الدين "المسلمون مكلفون بحماية أهل الذمة، يقاتلون (دفاعا) عن الكنيسة كما يقاتلون عن المسجد، هذا مقرر في الفقه الإسلامي بالإجماع، والمسلمون حين يقاتلون، يدافعون عن حرمة الأديان جميعا، هذا هو الموقف الإسلامي الصحيح".

اتهامات للفاتيكان
صرحت الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية ل"المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير"، أن ما حدث في كنيسة القديسين بالاسكندرية شيء بشع وفعل خسيس لا يمكن أن يكون وراءه مسلم ، وقالت أنها على يقين أن من فعل ذلك هو الفاتيكان وهو مخطط من ضمن مخططاته للسماح للغرب بالتدخل في الشئون الداخلية بدعوى حماية النصارى.

وقالت الدكتورة زينب عبد العزيز التي تعتبر واحدة من كبار الباحثين في مقارنة الأديان في العالم والمختصة بالشأن التنصيري، قالت أنه بعد سينودس الشرق الاوسط الذي عقد في الفاتيكان في أكتوبر الماضي والذي طالب فيه بابا الفاتيكان الدول الاوربية حماية المسيحين فى الشرق الاوسط وذلك لتسهيل عمليه تنصير الشرق الاوسط، وقالت أن هذه رسالة حتى يقولوا انقذوا المسيحين من ارهاب الاسلام، حتى يكون هناك حجة في تدخل خارجي بدعوى حمياتهم لأنهم مضطهدين.

وقالت لماذا لم يظهر الاضطهاد الا بعد سنودس الشرق الاوسط، لأنها لعبة قذرة بدأت بكنيسة النجاة في بغداد وانتهت بكنيسة القديسين بالاسكندرية.

وقالت الدكتورة زينب على نصارى الشرق الاوسط وخاصة نصارى مصر أن يستيقظوا من لعبة الفاتيكان.

لأنهم للأسف الشديد واقعين فى فخ الخونة من اقباط المنهجر الذين ينشرون أكاذيبهم وافتراءاتهم في وسائل الإعلام الغربية عن الوضع الداخلي المصري وتهويل أتفه المواقف حتى يظهر النصارى على أنهم أقليه مضطهدة.

وقالت أن تصريحات القساوسة فى المؤتمر الصحفي شيء يدعوا للاستغراب والدهشة فمقولتهم أن هناك اضطهاد للنصارى شيء يثير الضحك خاصةً اذا كانت فئة كبيرة من النصارى في الوطن من أغنى أغنياء العالم ومن كبار رجل الأعمال.

العادلي: تعرفنا علي الجناة
وفى شأن متصل، قالت مصادر مطلعة، إن حبيب العادلي، وزير الداخلية، كشف خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد برئاسة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، صباح الأحد، عن معلومات مهمة توصلت إليها الأجهزة الأمنية من شأنها أن تؤدي إلى الكشف عن هوية مرتكبي حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وأسفر عن مقتل 21 وإصابة ما يقارب المائة.

وأشار العادلي في تقرير عرضه على الإجتماع، إلى تورط جهات أجنبية في ارتكاب الحادث وأن هناك بعض المتسللين الذين تم التعرف عليهم ودخلوا مصر قبل أعياد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين، وأن فحص المعمل الجنائى أكد أن العبوة الإنفجارية التي تسببت فى الحادث محلية الصنع تحتوي على "صواميل ورولمان بلي" لإحداث أكبر عدد من الإصابات، وأن الموجه الإنفجارية التى تسببت فى تلفيات بسيارتين كانتا موضع إشتباه، فاتجاه الانفجار كان من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أياً منهما مصدراً للإنفجار.

وأضاف العادلي أن ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حالياً للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم، والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ، فضلاً عن تعارض ظروف ارتكاب الحادث مع القيم السائدة فى المجتمع المصري.

لا توجد رواية حقيقية كاملة
من جانبه، قال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود إن حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسي، موجه إلى كافة المصريين "مسلمين وأقباطا"، واصفا الحادث بأنه "عمل إرهابي وليس جريمة طائفية". وأوضح أن الأجهزة المصرية المختصة تبذل جهودا مضنية للإسراع بكشف مخططي ومرتكبي الحادث الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا 97 جريحا. وأكد أن "النيابة العامة تتعامل وترصد مسائل مادية وأن دور الأجهزة الفنية المساعدة التي تتضمن تحريات المباحث وتقرير الأدلة الجنائية هو إيضاح الحقيقة وكيفية ارتكاب الجريمة وأسبابها".

ونفى وجود سيناريو واضح أو رواية حقيقية كاملة "حتى الآن" عن ملابسات الحادث لافتا إلى أن مصر استطاعت مواجهة الإرهاب في حوادث سابقة من خلال "إعمال سيادة القانون"، للوصول لمرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة والقصاص العادل.

فشل حكومى
وعلى صلة بما سبق، أجمعت قيادات قبطية وكنسية ومحللون سياسيون على أن حادث الانفجار الذي هز كنيسة القديسين بالإسكندرية في وقت متأخر ليل الجمعة – السبت، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات جاء تتويجًا لحالة الاحتقان الطائفي التي تشهدها مصر منذ شهور، وعدم استئصال الأزمات المتكررة من جذورها لتفادي تكرارها، في ظل غياب الحلول الواقعية، وتغليب الرؤى العاطفية على الحلول المنهجية في العديد من الأزمات، مما أدى إلى بلوغ حالة الاحتقان مداها في صورة أعمال عنف دموية تنذر بمخاطر حقيقية إذا لم تتحرك الدولة نحو معالجة حقيقية لكافة القضايا المثيرة للجدل التي تؤدي إلى حدوث مصادمات من حين لآخر، وعلى رأسها عملية بناء الكنائس، وملف المتحولين إلى الإسلام.

وقال القس إكرام لمعي، أحد قيادات الكنيسة الكاثوليكية، إن الاحتقان الطائفي الذي ساد مصر خلال المرحلة وتصاعد التوتر بين الدولة والكنيسة الأرثوذكسية لعب الدور الأبرز في تهيئة الأجواء لحدوث تفجير كنيسة الإسكندرية، لافتا إلى أن "علو الصوت الطائفي داخل الكنيسة، واستفزاز قيادات كنسية للأغلبية المسلمة، وإصرار الكنيسة على احتجاز سيدات ترددت أنباء عن اعتناقهن الإسلام كلها عوامل اسهمت في حدوث التفجير".

وانتقد لمعي قيادات الكنيسة الأرثوذكسية، معتبرا أن تعاملهم مع الملف المسيحي من منظور طائفي والاستماع لأصوات متطرفة في الداخل والخارجي هو من الأسباب التي أدت إلى حدوث التوتر بين الطرفين وتهيئة الساحة لمثل هذه الأعمال، مطالبا قيادات الكنيسة بالتعامل بشكل موضوعي مع الدولة والبعد عن نهج المواجهة، باعتبار أن هذا النهج لا يخدم مصالح المسلمين والأقباط في مصر.

لكنه في الوقت ذاته لم يعف الحكومة المصرية من تبعات تحمل المسئولية عن حالة الاحتقان الطائفي، نتيجة عدم حسم قضايا الكشح ونجح حمادي، وعدم صدور أحكام قضائية ضد مرتكبيها، الأمر الذي أعطى رسالة خاطئة بإمكانية إفلات من يرتكبون هذه الجرائم، وساهم في إيجاد شرح بين المسلمين والمسيحيين.

واعتبر لمعي أن تعجل وزارة الداخلية باتهام "القاعدة" بالوقوف وراء هذا التفجير "يعكس رغبة في البحث عن كبش فداء لهذه الأحداث، دون إعطاء التحقيقات الفرصة لكشف هوية القاتل"، مستبعدًا إمكانية تورط جهات متطرفة داخل الكنيسة؛ فهذا الخيار غير وارد على الإطلاق، فالمسيحيون لا يتملكون الرغبة في الفعل، بل يفضلون رد الفعل، وهذا ما يجعل من وجهة نظره هذا الأمر مستبعدا.

من جانبه، عزا المفكر السياسي الدكتور رفيق حبيب، الهجوم الدموي على كنيسة القديسين إلى المناخ الطائفي الذي ساد مصر حلال الفترة الأخيرة وتورط مثقفين ونخب من الجانبين في إزكاء العنف الطائفي، فيما قال إن ما أسماه ب "التعاون غير الصحي بين الكنيسة والدولة" و"تزاوج المواقف بين التأييد والتحدي" قد وفر أجواء لحدوث "الزلزال الطائفي في مصر"، على حد تعبيره.

وأوضح أن أجواء الاحتقان الطائفي وعدم وجود كابح قوي لهذه الأجواء وتصاعد التوتر علي خلفية أحداث العمرانية زاد من حالة الاضطرابات، متوقعا أن تشهد مصر خلال المرحلة القادمة تفجيرات مشابهة مادامت الأوضاع على حالها، فهذه الأوضاع المتردية تنعكس بشكل قوي على مجمل الإحداث، لافتا إلى وجود علاقة بين التفجير ونتائج انتخابات مجلس الشعب؛ فانسداد الأفق في ممارسة العمل السياسي يخلق رغبة في إيجاد قنوات بديلة للتعبير عن الآراء السياسية قد يكون من بينها العنف، وفق رؤيته.

وانتقد تعامل قيادات الكنيسة مع الشأن المسيحي، وقال إن "هذا الأمر شابه القصور، وخلق أجواء من الاحتقان بين عنصري الأمة، بل ويعد مسئولا عن وجود شرخ قوي في العلاقة بين الأقباط والمسلمين يصعب احتواءه في القريب العاجل"، كما حملا "أقباط المهجر جزءا من المسئولية عن هذا المناخ المتوتر، والذي زاد خطورته التعاطي الإيجابي من جانب قيادة الكنيسة مع هذه المواقف".

واعتبر أن اتهام تنظيم "القاعدة" بالتورط في الأحداث "يعكس رغبة في الهروب من الأسباب الموضوعية التي أدت إلى لهذا الانفجار الطائفي"، واصفا هذا الحادث بأنه "طائفي بامتياز ولا علاقة للقاعدة به في الأغلب الأعم"، مستبعدا في الوقت ذاته تورط متطرفين أقباط في هذه التفجيرات، لأن "هذا غير منطقي ولن يصل بنا إلى شيء إيجابي قد ينجح في نزع فتيل الانفلات الطائفي".

بدوره، رأى المفكر جمال أسعد عبد الملاك عضو مجلس الشعب أن هناك ثلاث مستويات يمكن أن تتسبب أو تتأثر بمثل هذه الأحداث والأجواء؛ الأول وهو المحرض على مستوى الرموز من المسيحيين والمسلمين الذين يتاجرون بالمسيحيين، على حد وصفه، والثاني هم الشباب المتحمس المخلص لدينه ولكن يتم تلقينه من خلال أفراد لا علاقة لهم بصحيح الدين ويتأثر هؤلاء الشباب بالفعل ورد الفعل في مثل هذه الأحوال، أما المستوى الثالث فهم جموع المسلمين والمسيحيين البسطاء والذي يرتبطون بعلاقات طيبة، حيث مثل هذه الأحداث قد تحون لها رد فعل سلبي على العلاقات الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين.

ووصف طريقة تنفيذ الحادث بأنها غير مسبوقة في مصر، مشيرا إلى أن الهجوم يستدعي أسلوب تنظيم "القاعدة" وإن كان من خلال شباب مصري متحمس يتبنى هذا الفكر، وينفذه متأثرا بمناخ طائفي تصاعد خلال عام 2010 بين المسلمين والمسيحيين من خلل من يتاجرون بهذه الأحداث من الطرفين، ودون أن تكون هناك رؤية واضحة وكل يعمل بمفرده، على حد قوله.

أما الناشط المسيحي ممدوح رمزي فحمل الحكومة المصرية مسئولية ما جرى، واتهمها بعدم التصدي له على الوجه الأمثل، كما اتهم المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا بالمسئولية عن شحن المسلمين طائفيا، على حد زعمه.

وأضاف "لا شك أن ما حدث يمثل تصعيدا خطيرا ضد الأقباط بسبب الشحن الطائفي ضد الكنيسة، وما صرح به سليم العوا على قناة الجزيرة مباشر، بتصريحات لا علاقة لها بالواقع، حينما قال إن الأديرة بها أسلحة وحديثه عن فتيات أسلمن ومحتجزات بالكنيسة، مما أوجد نوعا من الشحن الطائفي ولا أعفيه من المسئولية".

وأعرب عن اعتقاده بأنه أيا كانت الجهة التي ستتبنى الحادث فإنها "كلها مسميات تندرج تحت تنظيم القاعدة"، رافضا ما أسماه "فوبيا الموساد"، حيث أنه كلما يحدث شيء ننسب للصهاينة و"الموساد" المسئولية عنه، بينما الأخير يتعقب أفراد ولا يتعقب مجموعات ويعمل في شكل سياسي"، على حد تعبيره.

أصابع الصهاينة
في سياق مغاير، لم يستبعد اللواء نشأت الهلالي مساعد أول وزير الداخلية السابق ضلوع دول أجنبية على رأسها الدولة الصهيونية فى التخطيط للحادث، وهناك عدة افتراضات لابد من تضييق الخناق عليها لمعرفة المرتكب الحقيقي للحادث، داعيًا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية لمواجهة مثل هذه العمليات الإجرامية التي تهدف إلى زعزعة الأمن القومي.

وقال "الإرهاب موجود فى كل دول العالم وقد أخفقت هذه الدول فى مواجهته"، ضاربًا مثلاً بالطرود البريدية المفخخة، مشيرًا إلى أن من يعتقد أن الإرهاب انتهى من مصر "مخطئ"، إذ لابد من تكاتف الشعب المصري وعمل حملات توعية للشباب والأسر المصرية لالمساجد والكنائس للقضاء على جذور الإرهاب الآثمة.

لكن الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية ب "الأهرام" إن بصمات "القاعدة" واضحة في الانفجار، مشيرًا إلى أن كل العمليات الإرهابية التي وقعت فى مصر منذ عام 2003 حتى وقتنا هذا لم تتم بمثل هذا الاحتراف.

وأضاف إن تنظيم "القاعدة" يسعى لعمل خلية داخلية له فى مصر أو يجند مصريين لمعاونته فى هجماته التي يشنها بهدف عقائدي، حيث يصنف بلاد العالم إلى بلاد متحالفة مع الولايات المتحدة من ضمنها مصر وأخرى عدوة لها.

في الإطار ذاته، يرى الدكتور عمار علي حسن الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن التحليل الظاهري المباشر لما حدث بالإسكندرية "يعني أن القاعدة نفذت تهديداتها ضد الكنيسة المصرية ولكن، بالنظر بدقة فيما جري، يمكن الذهاب إلي مسارات أخرى أهمها وجود أياد خارجية تلعب في الوحدة الوطنية المصرية ولا سيما إسرائيل".

ودلل على ذلك بالتقارير والتسريبات الأخيرة التي أظهرت أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر يمكن أن تكون أحد أوراق الضغط علينا، ودعم رؤيته بقدرة المخابرات المصرية على اكتشاف شبكة جاسوسية لصالح الصهاينة مؤخرا.

واتفق المحلل السياسي رفيق حبيب مع ما ذهب إليه حسن، مؤكدا أن هناك ما وصف بأنه "احتقان متصاعد" بين مسلمي ومسيحيي مصر، الأمر الذي يستغله، علي حد قوله، أفراد لتنفيذ فكر "القاعدة" بشكل بدائي ولكن شديد الأثر، متصورين أن المسجيين يتصرفون بقدر من الاستقواء وأنهم فئة محظوظة لدي الدولة.

تشييع ضحايا التفجير
هذا، وشيعت مساء السبت جنازة ضحايا حادث التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أن صرحت النيابة العامة بدفن الجثث عقب تشريحها.

وأقيمت الصلاة على أرواح ضحايا الحادث بدير مارى مينا بمنطقة برج العرب غرب الإسكندرية وذلك بحضور الدكتور مفيد شهاب مندوبا عن رئيس الجمهورية واللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية والمهندس أحمد المغربى وزير الإسكان واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية .

وألقى الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح العظة نائبا عن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .

وتحركت 17 سيارة إسعاف من أمام مشرحة الإسعاف بكوم الدكة بوسط المدينة تحمل جثامين الضحايا متوجهة إلى مقابر الأقباط بمنطقة برج العرب غربي الإسكندرية.

عاموس يادلين وتفجير كنيسة
وما أن وقع التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية المصرية والذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا وحوالي 97 جريحا بينهم ثمانية مسلمين، إلا وتباينت التفسيرات حول هوية الفاعل، فهناك من سارع لاتهام القاعدة، فيما ركز البعض الآخر على تورط الموساد، وبالطبع لكل من وجهتي النظر السابقتين ما يبررهما.

فالنسبة لوجهة النظر الأولى، فإن جماعة تطلق على نفسها "دولة العراق الإسلامية" على صلة بتنظيم القاعدة كانت هددت في نوفمبر الماضي باستهداف الكنائس المصرية ما لم يتم الإفراج عن زوجتي كاهنين تردد أنهما اعتنقتا الإسلام وتم احتجازهما داخل الكنيسة.
بل ورجح أيضا من صحة التفسير السابق أن هناك تقارير صحفية أشارت إلى أن كنيسة القديسين حصلت على نسخة من تنظيم أطلق على نفسه "شبكة المجاهدين" وهو تابع لتنظيم القاعدة يعلن فيه مسئوليته عن التفجير، ولذا لم يكن مستغربا أن يعلن كميل صديق من المجلس القبطي في الإسكندرية أن "المذبحة مكتوب عليها القاعدة في كل شيء".

وفي المقابل، يرى البعض الآخر أنه من الخطأ التوقف عند تهديد القاعدة للكنائس المصرية فقط وترك التحليلات الأخرى التي تؤكد ضلوع الصهاينة في ظاهرة الاحتقان الطائفي في مصر خاصة وأن التحقيقات التي نشرتها الصحف المصرية في قضية الجاسوس المصري الذي جنده الموساد كشفت عن محاولات قامت بها تل أبيب لزرع عملائها في جماعات إسلامية واستخدامهم لاحقا في أعمال طائفية في مصر وبقية الدول العربية.

بل وخرج المحامي المسيحي نبيل لوقا بباوي، وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشورى المصري، على الملأ ليتهم تل أبيب صراحة بالمسئولية عن تفجير الكنيسة في الإسكندرية، قائلا في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن الرئيس السابق للمخابرات الصهيونية قال في حفل توديع منصبه "إن إسرائيل تصرف ملايين الدولارات لإثارة التوترات الطائفية بين الأقباط والمسلمين في مصر وإنها نجحت في ذلك".

وأشار بباوي أيضا إلى وجود "مصريين خونة يعملون على تنفيذ أجندات خارجية لضرب الاستقرار في مصر مقابل المال"، مطالبا بسرعة القبض على مرتكبي حادث الإسكندرية وتقديمهم لمحاكمة عسكرية والحكم عليهم بشكل فوري ورادع.

ورفض في هذا الصدد الربط بين التفجير ومسألة احتجاز الكنيسة لمسيحيات سابقات أشهرن إسلامهن، موضحا أن أن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وهما زوجتا كاهنين تؤكد دوائر إسلامية أنهما محتجزتان في الكنيسة بعد إعلانهما إسلامهما لم تسلما وأن جهات رسمية ومسئولين في الأزهر والكنيسة أكدوا أن ما يثار عن إسلامهما "مجرد شائعات".

وفي السياق ذاته، قال القيادى بحزب العمل جمال أسعد، النائب المسيحي في مجلس الشعب، إن مصر تتعرض لمخططات صهيونية تسعى لضرب استقرارها والنيل من الوحدة الوطنية بين أبناء شعبها"، محذرا من محاولات صهيونية مماثلة لاستغلال مناخ التوتر والاحتقان الطائفي والعرقي في بعض بلدان الشرق الأوسط لتنفيذ مخططات تتعلق بتقسيم تلك الدول.

اعترافات يادلين والجاسوس طارق
ولعل التصريحات التي أدلى بها اللواء عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الصهيونية "أمان" في 3 نوفمبر ترجح صحة ما ذهب إليه بباوي وأسعد في هذا الصدد ، فخلال مراسم تسليم مهامه للجنرال أفيف كوخافى ، قال يادلين "إن مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الصهيونية وإن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979".

ونقلت صحيفة "كل العرب" الإلكترونية التى يصدرها عرب 48 عن يادلين القول أيضا "لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر".

وقدم يادلين الذي كان أحد المرشحين لرئاسة الموساد خلفاً للجنرال مائير داجان صورة تفصيلية لعمل الاستخبارات الحربية الصهيونية فى فترة رئاسته داخل أراضى عدد من الدول العربية مثل مصر والسودان وسوريا ولبنان.

واعترف في هذا الصدد بدور صهيونى واسع فى مساعدة الحركات الانفصالية بالجنوب السودانى، قائلا "لقد أنجزنا خلال السنوات الأربع والنصف الماضية كل المهام التى أوكلت إلينا واستكملنا العديد من التى بدأ بها الذين سبقونا، أنجزنا عملاً عظيماً للغاية فى السودان، نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية فى جنوبه ودربنا العديد منها وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجيستية لمساعدتهم ونشرنا هناك فى الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية ونشرف حالياً على تنظيم الحركة الشعبية هناك وشكلنا لها جهازاً أمنياً استخبارياً".

وعلى صعيد العمل الاستخبارى الصهيونى فى الأراضى اللبنانية، قال يادلين "لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحنا فى لبنان، وشكلنا العشرات مؤخراً وصرفنا من الخدمة العشرات أيضاً وكان الأهم هو بسط كامل سيطرتنا على قطاع الاتصالات فى هذا البلد، المورد المعلوماتى الذى أفادنا إلى الحد الذى لم نكن نتوقعه، كما أعدنا تأهيل عناصر أمنية داخل لبنان من رجال ميليشيات كانت على علاقة مع دولتنا منذ السبعينيات إلى أن نجحت وبإدارتنا فى العديد من عمليات الاغتيال والتفجير ضد أعدائنا فى لبنان وأيضاً سجلت أعمالاً رائعة فى إبعاد الاستخبارات والجيش السورى عن لبنان وفى حصار حزب الله".

واعتبر يادلين أن اغتيال القائد العسكرى اللبنانى عماد مغنية واحدا من أخطر العمليات التى قامت بها الدولة الصهيونية فى السنوات الأخيرة وأشار إلى أن الاستخبارات الصهيونية كانت تطلق عليه الاسم الكودى "الساحر".

واستطرد "استطعنا الوصول إليه فى معقله الدافئ بدمشق والتى يصعب جداً العمل فيها، لكن نجاحنا فى ربط نشاط الشبكات العاملة فى لبنان والأراضي الفلسطينية وإيران والعراق والمغرب مكننا من إحكام الخناق حوله فى جحره الدمشقى وهذا يعتبر نصراً تاريخياً مميزاً لجهازنا على مدار السنين الطويلة".

وأشار يادلين أيضا إلى أن جهاز العمليات الصهيونى وصل إلى العمق الإيرانى، وقال "سجلنا فى إيران اختراقات عديدة وقمنا بأكثر من عملية اغتيال وتفجير لعلماء ذرة وقادة سياسيين وتمكنا من مراقبة البرنامج النووى الإيرانى الذى استطاع كل الغرب الاستفادة منه بالتأكيد ومن توقيف خطر التوجه النووى فى هذا البلد إلى المنطقة والعالم".

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال يادلين "أما حركة حماس فإن الضربات يجب أن تتلاحق عليها فى الداخل والخارج، فحماس خطر شديد علينا ، لذلك من المفترض الانتهاء من إفشالها وتبديدها فى المدة المحددة بالبرنامج المقرر في عمل جهازنا بكل دقة".

ويبدو أن اعترافات المتهم الأول في قضية جواسيس الموساد في مصر طارق عبد الرازق حسين لم تذهب بعيدا عن تصريحات يادلين وخاصة فيما يتعلق بالكشف عن مخطط إثارة الخلافات بين القاهرة وأشقائها في سوريا ولبنان ودول حوض النيل بالإضافة إلى تأكيده أن "الموساد" وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر فى البحر الأبيض المتوسط على بعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام وهو القطع الذى أثر سلباً على شبكة الإنترنت بمصر حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية مما تسبب فى خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التى تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت.

وحسبما جاء فى اعترافات المتهم المصرى طارق عبد الرازق حسين عيسى بتحقيقات النيابة أيضا ، فإن الموساد الصهيونى سعى كذلك لضخ معلومات مغلوطة عن العقيدة الإسلامية على شبكة الإنترنت للعبث بعقول الشباب العربى ، قائلا "قام الموساد بضخ كميات كبيرة من المعلومات المغلوطة عن طريق العبث بالتراث العقائدى والثقافى للعرب والمسلمين بالمغايرة للحقيقة من أجل تضليل الشباب العربى وتشكيكه فى هويته مع تغيير الوقائع التاريخية بما يصب فى مصلحة إسرائيل".

تصريحات مبارك
ويبدو أن ردود الأفعال عقب تفجير كنيسة القديسين لا تستبعد هي الأخرى تورط الموساد ولذا لم تسارع لاتهام القاعدة، فقد كشف مصدر في وزارة الداخلية المصرية أن ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ، مرجحا أن يكون التفجير ناجم عن سيارة مفخخة أو عمل انتحاري.

ومن جانبه، أكد الرئيس المصري حسني مبارك عقب الحادث أن تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب، مشددا على أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر وأنه سيتم تعقب المخططين والمتورطين فى الحادث.

وأضاف مبارك خلال كلمة وجهها إلى الشعب المصري بعد ساعات من وقوع الحادث "لقد طالت يد الإرهاب ليلة رأس السنة الجديدة ضحايا أبرياء بعملية إرهابية تحمل فى طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها".

وتابع "أقول لهم إن دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربص بنا، أقول لهؤلاء المتربصين، لقد كسبنا معركتنا مع الإرهاب في سنوات التسعينات وتخطئون خطأ فادحا إن ظننتم أنكم بمنأى عن عقاب المصريين".

وشدد مبارك على أنه لن يسمح بالمساس أو الاستخفاف بأمن مصر القومي، قائلا "أمن مصر القومى هو مسئوليتي الأولى لا أفرط فيه أبدا ولا أسمح لأحد أيا كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا".

وأضاف أن هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين وأنه هز ضمير الوطن وأوجع قلوب المصريين مسلميهم ومسيحييهم ، موضحا أن دماء الشهداء المسلمين والمسيحيين امتزجت على أرض الإسكندرية لتؤكد أن مصر برمتها هى المستهدفة.

وأعرب عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا وأهاب بأبناء مصر،مسلمين ومسيحيين، أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه.

ورغم أن تصريحات مبارك تبعث برسالة تحذير قوية لكل من يسعى لإثارة الفتنة الطائفية في مصر، إلا أن هذا لم يمنع المعارضة من شن هجوم حاد على الحكومة، حيث أدان الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح الرئاسي المحتمل الحادث وقدم التعازي لأسر الضحايا المسلمين والأقباط وحمل النظام المصري المسئولية عن الفشل في تأمين المواطنين ودور العبادة ، قائلا على موقع فيسبوك "كفانا استخفافا بعقول الشعب، نظام عاجز عن حماية مواطنيه هو نظام آن الأوان لرحيله".

كما وصفت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة التفجير الذي حدث أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية بالجريمة الشنعاء التي لا يقرها دين ولا أخلاق واعتبرت أنها تأتي في إطار مخطط لتمزيق النسيج الوطني بمصر وزرع الفتنة الطائفية فيها، منتقدة انشغال الأمن المصري بتأمين ما أسمتها "مظلة الحكم" بدلا من تأمين المجتمع خاصة الكنائس بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة للمسحيين والكنائس في مصر.

ولم تستبعد الجماعة في بيان لها مسئولية القاعدة أو الصهاينة عن التفجير، قائلة "العدو الصهيوني يسعى لاستغلال وتوظيف مناخ الكراهية للأمريكيين في ضرب الوحدة الوطنية في أكثر من بلد عربي".

وإلى حين الانتهاء من التحقيقات في التفجير البشع الذي يخالف تعاليم الإسلام وكافة الأديان السماوية والأعراف الإنسانية ، فإن هناك من يرى أن هناك تقصيرا أمنيا يتطلب وقفة صارمة خاصة وأن هناك حادث كنيسة الإسكندرية يحمل دلالات خطيرة جدا تتجاوز ما حدث في هجوم كنيسة نجع حمادي الذي وقع خلال قداس عيد الميلاد قبل عام وأسفر عن مقتل 6 أشخاص ، فهجوم كنيسة القديسين يعتبر سابقة من نوعه بالنظر إلى أنه ناجم عن سيارة مفخخة أو عملية انتحارية بعكس هجوم كنيسة نجع حمادي الذي نفذه 3 أشخاص لهم سوابق جنائية .

الاحتقان الطائفي
ورغم توحد المسلمين والمسيحيين في إدانة تفجير كنيسة القديسين والتحذير من أنه يستهدف الوحدة الوطنية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة ، إلا أن هناك من يحمل قيادات الكنيسة وأجهزة الدولة المسئولية عن تصاعد الاحتقان الطائفي في الفترة الأخيرة والذي يستغله أعداء مصر وخاصة الدولة الصهيونية.

فالكنيسة من وجهة نظر البعض حاولت استغلال المناخ الحالي للحصول على مكانة أكبر ولذا فإن أحداث كنيسة العمرانية في 24 نوفمبر الماضي والتي شهدت اشتباكات بين مئات المسيحيين ورجال الأمن وكذلك تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة الأنبا بيشوي والتي شكك بها في القرآن واعتبر أن المسلمين ضيوف على مصر كانت من ضمن العوامل التي سببت توترا بين المسلمين والمسيحيين في مصر مؤخرا .

بل وهناك من أشار أيضا إلى أن هناك أطرافا أخرى دخلت على الخط والمقصود هنا التقرير الأمريكي الأخير حول حرية الأديان الذي انتقدت فيه واشنطن حرية التدين في مصر.

وفي المقابل، يرى البعض الآخر أن التوتر الطائفي يأتي ضمن السياق الحالي الذي تعيشه مص، حيث تحولت الكنيسة إلى منبر سياسي يعبر عبره المسيحيون عن آرائهم السياسية في ظل تراجع الأحزاب والنقابات والمجتمع الأهلي وتفاقم المشكلات الاقتصادية، بالإضافة إلى أن الحكومة عجزت عن تطبيق القانون على ملفات عديدة تتعلق بالمسيحيين واكتفت بمواءمات سياسية استفزت مشاعر المسلمين وجعلتهم يشعرون بالتمييز ضدهم.

وبصفة عامة، فإن أغلب التحليلات تشير إلى وجود خطأ متبادل بين الحكومة التي عجزت عن وضح حلول ناجحة للأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبين بعض المسيحيين الذين يعتقدون أنه بإمكان منبر ديني أن يمارس السياسة وهو الأمر الذي استغله أعداء مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.