السحابة السوداء تدمر صدور المصريين معاقبة الفلاحين بالحبس ليست الحل الوحيد للمشكلة مطالب بدعوة العلماء والمتخصصين لبحث الاستفادة من قش الارز تحقيق: إمام شنن وتنتج مصر من 30 : 35 مليون طن من المخلفات النباتية والحيوانية سنويا، والتي يستفاد منها بحوالي 7 ملايين طن علف، و4 ملايين طن سماد عضوي، ويتخلف الباقي تاركاً مخلفات نباتية كقش الأرز، وتبن القمح، وحطب الذرة، وحطب القطن، ومصاصة القصب، وتبن الشعير، وعروش الخضراوات، وبقايا الفاكهة، وعروش البنجر، بدون استفادة، مما يؤدي إلي تلوث البيئة الزراعية، وإلحاق أضرار صحية بالمواطنين وتوصل عدد من الباحثين والمتخصصين إلي انتاج السماد العضوي عبارة عن تخمير المخلفات الزراعية وتحويلها إلي سماد عضوي صناعي، وذلك عن طريق تكسير وتقطيع المخلفات النباتية، بواسطة آلات الدراس، لزيادة السطح النوعي المعرض للتحلل، وتنحصر أسس التخمير الهوائي في رفع نسبة الرطوبة هذه المخلفات، مع توفر عناصر النيتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم، الضرورية لتنشيط الكائنات الدقيقة بعملية التخمير، كما يمكن إنتاج السماد العضوي تحت الظروف اللاهوائية باستخدام اللقاح الميكروبي EM وعلي الرغم من ذلك الا ان السؤال الذي يطرح نفسه إلي متي سنظل نترك الفلاحين يقومون بحرق قش الارز رغم وجود العديد من الدراسات والابحاث التي تؤكد امكانية استخدامه في العديد من من المنتجات الزراعية والغذائية الهامة منها السماد العضوي وعيش الغراب علي سبيل المثال لا الحصر .المسائية الاسبوعي. تكشف بعض فوائد امكانية استخدام قش الأرز بدلا من حرقه نحو حل مشكلة السحابة السوداء بداية يؤكد: د.زياد موسي عبدالمعطي الاستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة ان المزارعين في الماضي القريب يستفيدون من قش الأرز في طهي الطعام في الفرن وعلي الكانون وكانوا يقومون بتخزين قش الأرز علي أسطح المنازل التي كانت مبنية بالطوب اللبن لحين استخدامه في الطهي وكان القش علي الأسطح يمثل واقيا من الأمطار في الشتاء وواقيا من حرارة الشمس في الصيف ولكن مع التطور الذي حدث في الحياة انتشرت أجهزة البوتاجاز ودخلت جميع البيوت في الأرياف كما انتشر استخدام أفران الغاز فلم يعد يستخدم قش الأرز كوقود وكذلك تغيرت البيوت الريفية ولم تعد بيوتا بالطوب اللبن وأصبحت بيوتا مبنية بالخرسانة المسلحة والطوب الأحمر كما هو موجود بالمدن فلم يعد هناك أي حاجة لنقل قش الأرز إلي البيوت الريفية وصار قش الأرز عبئا علي الفلاح لا يعرف كيف يتصرف فيه. وحل هذه المشكلة ليس بفرض الغرامات علي المزارعين الذين يحرقون قش الأرز أو حبسهم. وليس الحل في منع زراعة الأرز فالأرز صنف طعام مهم علي المائدة المصرية ومحصول الأرز محصول تصديري يدر علي البلاد ملايين الدولارات إلا ان الحل في إقامة صناعات جديدة تقوم علي قش الأرز والاستفادة من ملايين الأطنان التي تحرق سنويا في إقامة صناعات جديدة توفر الآلاف من فرص العمل وتنتج مواداً ذات سعر اقتصادي منافس فقش الأرز ثروة اقتصادية يمكن استغلالها. ومكتبات المراكز البحثية والجامعات في مصر مليئة بالأبحاث في هذا المجال ولعلمائنا العديد من الخبرات التي يمكنهم من خلالها تشغيل مصانع تقوم علي هذا القش فهذا القش يمكن استخدامه علي سبيل المثال في صناعة الخشب وصناعة الورق وتحويله إلي سماد عضوي وغاز طبيعي يمكن استخدامه كتربة لزراعة عيش الغراب وغير ذلك. هذه المشاريع يمكن أن تقام في الظهير الصحراوي في المحافظات التي تزرع الأرز وأن تقيمها الدولة علي نفقتها وأن يتم في البداية تأجير هذه المصانع بنظام حق الانتفاع إلي المستثمرين الجادين ومن يثبت جديته يتم بيع هذه المشاريع. توجد في مصر وفرة من المخلفات الزراعية والتي ماتزال لها آثار سلبية علي البيئة ويمكن تلاشي أضرار هذه المخلفات بتوظيفها كأحد مصادر الطاقة المتجددة . وتم إجراء سلسلة من التجارب لدراسة خصائص احتراق قش الأرز في نموذج لفرن ذي مهد مميع وهي نوعية ذات تقنية حديثة تعرف بأفران الحرق النظيف، وذلك بعد أن تم تجهيز قش الأرز وجعله في شكل قطع أسطوانية قطرها 12 مم وطولها 15مم، وبكثافة حوالي 0.73 جم / سم 3، عن طريقة تقطيعه وكبسه في إسطمبات . بناء علي النتائج التي تم التوصل إليها يمكن استخلاص ما يأتي : - انتظام وسلاسة عملية حرق قش الأرز بعد إعداده علي شكل قطع صغيرة تسهل عملية التغذية والاحتراق بنظام الأفران ذات المهد المميعة . - بلغت كفاءة الاحتراق مافوق ال 96% . - تحتوي غازات العادم علي نسب محدودة جداً من الإنبعاثات الغازية الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين . - إمكانية تجميع الرماد المتطاير من عملية الاحتراق بنسب كبيرة، وذلك قبل خروجه إلي الجو عالقا بغازات العادم . ويري أد. أحمد نادر السيد عطية أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة أنه يجب أو تحويل المخلفات الزراعية إلي أعلاف حيوانية خضراء محفوظة (سيلاج ) ذات قيمة غذائية عالية لحيوانات المزرعة حيث يوجد نقص شديد من هذه الأعلاف مع إمكانية توفير مثل هذه الأعلاف طوال العام. ويقول د. أستاذ الهندسة الزراعية - زراعة المنصورة ان التخلص الآمن مع الإستفادة من قش الأرز والمحافظة علي البيئة من أهم الأهداف التي تسعي اليها الدولة في الأونة الأخيرة 0 ولتحقيق هذا الهدف تم تطوير وحدة لتقطيع قش الأرز ملحقة بماكينة حصاد الأرز المركبة مع توزيع القش الناتج بصورة منتظمة في منطقة الحصاد 0 كما تم تطوير وحدة مركبة لخلط القش بالتربة وإضافة محاليل التحلل الخاصة بقش الأرز مع الزراعة بطريقة الزراعة الشريطية العريضه في مرحلة واحدة. أدي استخدام وحدة التلقيم والوحدة المركبة الي تقطيع وتوزيع القش بدرجة منتظمة علي سطح التربة وخلطه داخل مقطع الحرث بنسبة 56؟ في المنطقة السطحية حتي عمق 5 سم وبنسبة 44 ؟ في الطبقة التالية حتي عمق 10 سم. أدي إضافة أنزيمات التحلل وبعض الكائنات الحية الدقيقة إلي سرعة تحلل القش خلال فتره زمنية قصيرة بلغت شهرين بالإضافة إلي ارتفاع إنتاجية المحصول ما بين 22 30 ؟ في ارض التجربة بالمقارنة الي ارض المقارنة تحت نفس الظروف الزراعية. وبناء علي ذلك - أمكن التغلب علي مشكلة قش الأرز بدون آي ضرر بيئي. والحصول علي سماد عضوي من قش الأرز بدون آي تكاليف لنقل القش وتصنيعه. وضمان انتظام توزيع السماد الناتج علي الأرض بدون معدات. - زيادة إنتاجية المحصول بنسبة تتراوح مابين 20 - 25% للفدان.