نقطة نظام مكافحة الإدمان تشكل ظاهرة المخدرات تحدياً صعباً ليس علي صعيد أمني فحسب ولكن علي مستوي اجتماعي واقتصادي وأخلاقي حيث إن أي تنمية اقتصادية المقصود منها هو الإنسان فإن مشكلة المخدرات تضرب بأي جهود لتنمية عرض الحائط. والإدمان مشكلة كبيرة تواجه الأطفال وحقوقهم الإنسانية ففي ضوء تدني أعمار متعاطي المخدرات التي للاسف الشديد طالت الأطفال فمن حق الأطفال علينا تأمين بيئة أفضل لتنشئتهم في مناخ أكثر بعداً عن اخطار المخدرات وتحت الرغبة الملحة لتنمية الشباب وحمايتهم من أجل بناء مستقبل أفضل تأتي الحاجة الملحة لإقامة مؤتمرات وورش عمل لبناء وتنمية شباب العالم الذين هم مستقبل العالم. ومؤخراً وبدعوة كريمة من الأخ الفاضل جمال محمد علي خبير العلاقات العامة المعروف حضرت مؤتمراً بعنوان .لا للإدمان نعم للتنمية البشرية. والذي عقدته الجمعية العربية للسلام والتنمية بالتعاون مع أمانة التدريب والتثقيف بالحزب الوطني. لقد أصبحت المخدرات الخطر الداهم للشباب ليس في مصر فحسب أو العالم العربي بل علي مستوي العالم كما انتشر الادمان في جميع دول العالم.. هذا الإدمان الذي يدمر الشباب ويقتل المواهب وينخر في عصب الحياة لابد من تكاتف الجهود بين جميع الأطراف ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات سواء العامة أو الخاصة من أجل مكافحته والتصدي له فالمسئولية مسئولية المجتمع وليس المسئولية فقط أمنية بل من وجهة نظري المجتمع المدني يأتي في مقدمة المسئولين عن حماية وتوعية الشباب من خطر الإدمان. والإدمان هو عبارة عن اضطراب سلوكي يظهر تكراراً لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحة الفرد أو حالته العقلية أو حياته الاجتماعية وهناك مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا يستعمل إلا بواسطة من يتم الترخيص له بذلك ويوجد نوعان من الإدمان هما الإدمان الجسمي والإدمان النفسي. والحقيقة أن مشكلة المخدرات قديمة وليست وليدة هذا العصر ولكن أنماطها وأشكالها تتجدد بسبب التقدم التكنولوجي والانفتاح والعولمة التي جعلت العالم كقرية واحدة بالإضافة إلي ثورة الاتصالات. لقد أصبحت مشكلة المخدرات تشكل الإرهاب وتلوث البيئة تلوثاً حقيقياً يشير إلي قلق المجتمع الدولي ويهدد تقدم البشرية وأمنها وذلك بعد أن اجتاح وباء الإدمان دول العالم علي اختلاف نظمها السياسية والاجتماعية وبلغت كميات المخدرات المضبوطة من مختلف أنواع المخدرات أرقاماً قياسية غير مسبوقة وواجهت أجهزة المكافحة في كثير من دول العالم تصعيدات متزايدة في مواجهة عصابات الإنتاج والتهريب والاتجار غير المشروع بالمخدرات التي تقوم بالتخطيط لها وتمويلها عصابات دولية وارتبطت تلك العصابات في كثير من الأحيان مع المنظمات الإجرامية ذات الأنشطة المعادية للمجتمع الدولي. تحية لكل من أسهم في مؤتمر لا للإدمان ونعم للتنمية البشرية من أجل صالح شباب مصر.