التخطيط الإستراتيجي هو خطة عمل شاملة كافة الأبعاد وطويلة المدى تُحدد الأهداف طويلة الآجل للدولة وآليات تحقيقها باستخدام موارد مادية وبشرية متباينة في بيئة متغيرة، وهو عملية التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية التي تؤثر على الدولة في الأجل الطويل، مع الاهتمام بتحليل البيئة الداخلية والخارجية المحيطة بالدولة للاستفادة من نقاط القوى والتصدي لنقاط الضعف، ودراسة الفرص المتاحة والتهديدات القائمة والاعتماد على الأساليب العلمية في اتخاذ القرارات والسياسات. فالتخطيط الاستراتيجي لا يقوم إلا على تفكير استراتيجي والذي هو تفكير يهدف إلى السباحة في المستقبل ويقوم على تصميم استراتيجيات تنفيذية لإحداث المستقبل، وصياغة وإعادة صياغة مُخططات زيادة التنافسية، واقتناص الفرص السانحة، ومواجهة التهديدات المُحتملة، فهو تفكير مُسلح بالخيال لا يُستغرق في قضايا الإدارة اليومية، فهو تفكير يقوم على تفكير ماذا لو؟ و يصيغ سيناريوهات مُستقبلية بديلة.
لهذا فأن التخطيط الإستراتيجي يمتد من خمس سنوات فأكثر، فما دون الخمس سنوات هو تفكير أني، وليس تفكير استراتيجي، وعلى المستوى القومي يكون التفكير الاستراتيجي من 15-20سنة فيما أكثر.
ويأتي التساؤل الذي يفرض نفسه هل التفكير الاستراتيجي هو مهارة ذاتية أم أنها مهارة مُكتسبة؟
التفكير الاستراتيجي هو مهارة مُكتسبة، وأن كان هناك بعض الأشخاص تمتع بهذه المهارة ذاتيًا .
ضرورات التفكير الاستراتيجي أصبح ضرورة حيوية ليس فقط للمسئولين، ومُتخذ القرار بل ضرورة لكل فرد حيث يتمكن من إدارة الوقت والموارد لتحقيق أهدافه بكفاءة. لذا فالتفكير الاستراتيجي هو منهج حياة للفرد والمؤسسات والدول.
ما هي أهمية ودواعي التخطيط الإستراتيجي ؟
• تحديد رؤية ورسالة وأهدف المُنظمة.
• تطوير أداء العمل والوصول به للكفاءة والمهنية.
• استكشاف نقاط القوة والفرص التي يمكن استغلال لبلوغ الأهداف.
• استشراف المستقبل،ومواجهة أي أزمات مُحتملة.
ما هي الشروط الواجبة لفعالية التخطيط الاستراتيجي؟
لكى يتمتع التخطيط الاستراتيجي بالفعالية لابد من توافر عدة سمات وهي:
• فعالية المعلومات.
• مهارة المُخططين.
• تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• الإدارة التكنولوجية.
ما هي معايير الحكم على فعالية التخطيط الاستراتيجي؟
أن يكون التخطيط مُرتبط بموازنات مادية ونقدية وعينية. وكلما تحققت الأهداف في إطار الوقت و التكلفة والجودة المُناسبة.
يُعتبر تحقيق الأهداف الإستراتيجية هو أحد أهم معايير تقييم فعالية التخطيط الاستراتيجي، والهدف الاستراتيجي له مجموعة من السمات والخصائص وهي:
• مُحدد.
• كمي.
• له إطار زمني.
• عملي.
• يجسد تحديًا
• يُعبر عن نتيجة.
• ينسجم مع الأهداف الأخرى.
• مكتوب.
• ديموقراطي .
لكل هدف استراتيجي خطة إستراتيجية لتحقيقه، والهدف لا يتم صياغته إلا بعد دراسة للبيئة الداخلية والخارجية والمُقومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية...، وتحديد نقاط القوة والفرص و التهديدات والمخاطر المُحتملة، وهو ما يُمكن من صياغة رؤية إستراتيجية تُمثل رسالة، ومن هذه الرؤية يتم رسم الأهداف العليا الإستراتيجية والتي حتمًا أن يُتخذ في سبيل تحقيقها قرارات إستراتيجية، تُنفذ خطط إستراتيجية لتنفيذها.
أن التخطيط الاستراتيجي هو سمة للدول المُتقدمة والمؤسسية، والتخطيط الاستراتيجي هو العلاج الناجع لهيمنة فرد على صنع واتخاذ القرار، وتزداد أهميته الآن في ظل ما تثمر به البلاد من أزمات راهنة عاصفة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، وإدارة جل هذه الأزمات تتطلب تفكير استراتيجي، هذا التفكير لابد وأن يأتي من خلال أسلوب عمل مُنظم قائم على تحليل للبيئة الداخلية والخارجية و الموارد والقدرات وتحديد للأهداف في إطار في هذه الموارد، بما يُمكن من استغلالها الاستغلال الأمثل.
وأخيرًا وليس أخر أن التخطيط الإستراتيجي قائم على التفكير المستقبلي و على العمل للمستقبل بآليات وخطط وبرامج علمية ومُدروسة، فالتخطيط الاستراتيجي هو حماية من عشوائية وتخبط القرارات، والوصول بها للرشادة والمنطقية والموضوعية.
فمصر الثورة بحاجة إلى تنمية مهارة التخطيط الاستراتيجي للأفراد والمسئولون ومؤسسات، فمثل القاعدة القائلة بأنه بدون ديمقراطيون لا توجد ديمقراطية، فبدون إستراتيجيون لا توجد إستراتيجية. التخطيط الاستراتيجي هو الضمانة لتفعيل دولة المؤسسات، وهو الضمانة لتحقيق التنمية والوصول بمصر لمصاف الدول المُتحدية الصاعدة.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه