دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو اليوم الاثنين، الدول الأعضاء بالمنظمة إلى "اتخاذ موقف موحد لرفع معاناة الشعب السوري". وفي كلمته بافتتاح اجتماع وزراء خارجية المنظمة ، نقلت وكالة "الأناضول" عن إحسان أوغلو، إن "القمة الحالية تواجه تحديا كبيرا وهو "استمرار تدهور الأوضاع في سوريا" ولذا يجب "الخروج بموقف موحد لرفع معاناة الشعب السوري".
وبخصوص الأزمة في مالي وجه الأمين العام للمنظمة نداء إلى جميع الأطراف في مالي "للسعي الحثيث لوضع إطار لمصداقية المفاوضات فيما بينها في أسرع وقت ممكن بما يعمل على إنهاء الأزمة".
وأوضح إحسان أوغلو أن الوضع في مالي ومنطقة الساحل الإفريقي أصبح مثار جدل الجميع لخطورته على السلام والاستقرار في المنطقة.
وجدد أمين عام المنظمة التضامن مع حكومة مالي وما تبذله من جهود لاسترجاع الأجزاء التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة.
وأضاف: " ندعم جهود الوساطة التي تقوم بها منظمة الإكواس برئاسة بوركينا فاسو لحل الأزمة في مالي".
وبخصوص الشأن الفلسطيني طالب إحسان أوغلو الدول الأعضاء بالمنظمة ب"تبني استراتيجيات واضحة بدعم الدولة الفلسطينية ماليا ورفع الحصار عن غزة" مشيرا إلى "مناقشة قضية الاستيطان خلال أعمال القمة.
ووجه إحسان أوغلو الشكر لكل من مصر والسنغال على جهودهما في الترتيب لعقد القمة الثانية عشر للمنظمة.
وقال إن "القمة الجديدة تأتي في ظرف دقيق وحرج تمر به أجزاء من العالم الإسلامي" ، مشيرا إلي أننا "نعيش في هذه المنطقة في فترة من أدق فترات تاريخنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى".
وتابع : "هناك دوافع من الداخل والخارج تؤدي إلى أزمات تعانيها شعوبنا".
ولفت أمين عام المنظمة إلى أن القمة الحالية تواجه أيضا تحديات الأوضاع في أفغانستان والصومال وميانمار وجامو وكشمير ودولة قبرص التركية وكوسوفو والبوسنة، وغيرها من المناطق.
وتطرق إلى أن ظاهرتي الإسلاموفوبيا، والتطرف والغلو، حيث انتشرت الأخيرة في بعض البلدان وأصبحت تهدد أمنها مشيرا إلى أن خير علاج لظاهرة التطرف هو الخطة العشرية لقمة مكةالمكرمة المنعقدة في عام 2005 والتي كرست "الوسطية والاعتدال".
وأشار إحسان أوغلو إلى أن "هذه القمة تكتسب أهمية خاصة لأنها تنعقد وسط هذه التحديات الكبيرة التي تشمل شعوبنا ودولنا ومنطقتنا".
وأوضح أمين عام المنظمة أن "التضامن الإسلامي بمعناه الحقيقي الذي عبر عنه ميثاقنا الجديد سيساعدنا جميعا على الخروج من الأزمات التي تمر بها المنطقة ".
وبين إحسان أوغلو أن منظمة التعاون الإسلامي أصبحت "شريكا فاعلا في المحافل الدولية ولاعبا هاما لحل قضايا العالم الإسلامي"، كما ان النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والعلمية للمنظمة بالإضافة إلى الانجازات التي حققتها تعكس الارض الصلبة التي تقف عليها وأنها اصبحت "صوتا للعالم الإسلامي".
وأكمل أنه كلما أعطت الدول الأعضاء دعما للمنظمة استطاعت القيام بدورها بشكل أفضل.
وبدأ وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي صباح اليوم بالقاهرة أعمال الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر القمة الإسلامية، ومن المقرر أن تستمر تلك الاجتماعات على مدار اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء بمشاركة عدد من وزراء خارجية دول المنظمة وعلى رأسهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي وصل القاهرة مساء أمس الأحد.
وتأتي الاجتماعات التحضيرية على مستوى الوزراء في إطار الإعداد لمؤتمر القمة الإسلامية الذي يشارك فيه نحو 26 دولة على مستوى رؤساء وملوك ورؤساء حكومات بمنظمة التعاون الإسلامي يومي 6 و7 فبراير/ شباط بالقاهرة.
وكشف مصدر دبلوماسي مساء أمس الأحد أن مشروع البيان الختامي للقمة في دورتها ال12 يتجه إلى إدانة مشروع الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.