قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، إنه يجب على جميع السوريين معرفة أن "سياسة الأرض المحروقة لم تكن يوما ضمانة استقرار، أو صمام أمان، بل صدعا في جسد الوطن، وجرحا غائرا يطول أمد شفائه"، وأضاف أوغلي، في مؤتمر تحضيري لقمة "التضامن الإسلامي"، "على الجميع أن يدرك أيضا بأن العالم بات يخلع اليوم عن نفسه صفة الفردية، والتسلط، والاستبداد، ويدخل في مرحلة الحكم الرشيد وتداول السلطة ومشاركته"، فيما قال الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نيابة عن وزير الخارجية السعودي، "إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية حاليا لا يخفى على أحد، حيث بات التشتت والتنافر يهدد ترابط الدول الإسلامية، كما أصبح العداء بين المسلمين أنفسهم أشد ضراوة من العداء مع الآخرين". وقد افتتح نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في قصر المؤتمرات في مدينة جدة، غرب السعودية، عصر اليوم، الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة مؤتمر التضامن الإسلامي، الذي سيعقد بمكةالمكرمة غدا وبعد غد، بحضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. ويبحث الاجتماع الوزاري جدول أعمال القمة ومشروع البيان الختامي المقرر رفعه لمؤتمر القمة وميثاق مكة. وواصل إحسان أوغلى في كلمته "ما يدعو للأسف أن سوريا باتت تعيش مآسي حرب طاحنة حذرت منها المنظمة مرارا وتكرارا"، معربا عن أسفه لدخول سوريا في نفق مظلم لا تُعرف نهايته"، مشددا على أن هذا ما "يمكن اعتباره نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب، وتطلعاته المشروعة". وقال إحسان أوغلو "إن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة في تاريخه، تتطلب معالجتها قدراً عاليا من الحكمة والروية للتعامل مع الأوضاع السائدة، ووقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود"، مضيفا أن "خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد انبرى لهذا العمل الحميد، فيما يُجمع القادة المسلمون على أنه أجدر من يقوم بهذا المسعى النبيل، ويتفقون على صواب رأيه وبالغ حكمته، إذ دعا إلى عقد قمة إسلامية استثنائية، للتداول فيما ينبغي عمله، واتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تعزيز التضامن الإسلامي، وإعادة اللحمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد الأمة الإسلامية، ووحدة صفها وكلمتها". وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعقد القمة الاستثنائية تعد بشير خير وتفاؤل لوقف تيار الخلافات والشقاق، والالتفاف حول ما يجمع العالم الإسلامي، والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية. وفيما يتعلق بمدينة القدس الشريف، طالب إحسان أوغلو بإجراءات استثنائية دولية للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدا أن المنظمة "تتابع بكثير من القلق ما تكابده المدينة المقدسة من تطورات بالغة الخطورة، وغير مسبوقة، تستهدف بالدرجة الأولى هويتها الإٍسلامية، والمسجد الأقصى المبارك"، ولافتا كذلك إلى القرار الذي أصدرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا والذي يقضي بسلب 120 ألف فلسطيني مقدسي حقهم في الإقامة في مدينتهم، فضلا عن الاتجاه الرسمي الذي يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة داخل الأقصى المبارك لأول مرة في تاريخ المدينة". على صعيد آخر، أعرب إحسان أوغلو عن قلقه إزاء الوضع المزري لأقلية الروهينجيا المسلمة في ميانمار، وبخاصة إنكار حقوقها في المواطنة، واعتبار أفرادها قوما لا وطن لهم، مؤكدا حاجة قضيتهم "لاتخاذ قرار حاسم"، ومشيرا إلى الجهود التي بذلتها المنظمة من أجل توحيد صفوف المنظمات الممثلة للروهينجيا، وتعبئة وعي المجتمع الدولي بحقائق الأمور في ميانمار؛ فضلا عن عقد اجتماع استثنائي للجنة التنفيذية للمنظمة، وهو ما كان له أثره الكبير على المجموعة الدولية. وكشف إحسان أوغلو عن أن العمل الآن جار للتوقيع على اتفاق مع حكومة ميانمار لافتتاح مكتب إنساني للمنظمة هناك، من أجل تسهيل دخول المساعدات للمتضررين، مؤكدا أن وصول وفد المنظمة إلى ميانمار وجولته على مخيمات النازحين، تعد الأولى لمنظمة دولية. ودعا الأمين العام للمنظمة الدول الأعضاء إلى المسارعة في تقديم المساعدات لبرنامج المنظمة الإنساني لصالح مسلمي الروهينغيا والذي تصل قيمته إلى 30 مليون دولار. في ختام كلمته، حذر إحسان أوغلو من الوضع المقلق في منطقة الساحل الإفريقي، وأشار إلى أن المنطقة أصبحت مصدر قلق حقيقي للشعب المالي، والدول المتاخمة للصحراء الكبرى، محذر كذلك من أن يؤدي هذا الوضع إلى خلق بؤر إرهابية دولية إن لم تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الموقف. من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن قمة التضامن الإسلامي، والمزمع عقدها غدا وبعد غد في مكةالمكرمة، تأتي استجابة للظروف الحساسة التي تمر بها الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الاستجابة السريعة التي أبداها قادة الدول الإسلامية تدل على رغبتهم الأكيده لمواجهة هذه التحديات الجسام، إضافة إلى تعزيز أواصر التعاون. وقال في كلمته، التي القاها نيابة عنه نائبه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، خلال الاجتماع التحضيري "إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية حاليا لا يخفى على أحد، حيث بات التشتت والتنافر يهدد ترابط الدول الإسلامية، كما أصبح العداء بين المسلمين أنفسهم أشد ضراوة من العداء مع الآخرين". وأضاف "جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه القمة الاستثنائية بهدف درء هذه الفتن والأخطار الجسيمة الناتجة عنها، بما في ذلك التطرف والعنف والتفرقة المذهبية". وذكر الفيصل أن الموضوع الرئيسي الذي سيبحثه خادم الحرمين الشريفين مع قادة الدول الإسلامية "سيكون تعزيز التضامن بين الدول الإسلامية بهدف مواجهة التحديات الراهنة".