رفض أصحاب مكتبات سور الأزبكية ترك موقعهم بالعتبة والإنتقال لمدينة نصر، مؤكدين أن تزوير الكتب يجري في مكتبات مصرية كثيرة وليس عندهم فحسب، ويجب معاقبة المزورين . وجاء بالندوة التي أقيمت بمقر السور أنه معقل الثقافة المصرية منذ أكثر من مائة عام، ويؤمه المثقفون العرب من كل صوب . وشارك فيها الشاعر الجميلي أحمد والناقد شعبان يوسف وعم حربي شيخ بائعي الكتب بسور الأزبكية . من جهته نوه "الجميلي" بأن المثقفين يجدون بالسور الكتب النادرة، ويلجأ إليه المحققون للعثور على كتب التراث بأسعار زهيدة ، وقد تجاهل اتحاد الناشرين ووزارة الثقافة الاحتفال بمرور مائة عام على السور . أما "عم حربي" فأكد أن الناشرين الذين يحاربون سور الأزبكية يعلمون أنه منافس قوي لهم، رافضا نقل السور من مكانه نهائيا . ومن جانبه أشار الشاعر والناقد شعبان يوسف إلى أنه لو كان تزوير الكتب هو ما يهم اتحاد الناشرين، لكانوا اهتموا بالمقال الذي كتبه وكشف عن عن سلسلة كتب مسروقة بعنوان "كتب غيرت الفكر الإنساني" لأحمد الشنواني المكونة من عشرة كتب وطبعت ثلاثة مرات، وحصلت على جائزة مبارك، وعلى الميدالية الذهبية وهي مسروقة كاملة من سلسلة التراث الإنساني التي تعرفنا عليها في سور الأزبكية. كما تم اكتشاف كتب كثيرة مسروقة وتنشر في أماكن ثقافية كبيرة ولم يفعل اتحاد الناشرين شيء، وتساءل " وماذا فعل اتحاد الناشرين الكتب المترجمة التي تنشرها دور نشر في الشام او بيروت؟!!". مؤكدا أن المزورين معروفون للجميع . لكن الحرب ضد سور الأزبكية هي حرب ضد الذاكرة والتراث والقيمة، فمن الممكن أن يكشف السور عن أشياء غير موجودة في دار الكتب ولتسألوا عن كتب حافظ نجيب، مجلات الزمن الأولى غير موجودة في دار الكتب حتى الآن وعندما نريد الكشف عنها يقولوا "في الترميم". ولا يوجد كاتب إلا وأكد أن قراءاته بدأت من سور الازبكية. ونحن نسافر كل بلاد العالم ولم نر مثله . أمام عن مكتبات السور فقال د. محمد كمال إمام أنها تعبر عن أسر ممتدة لها جذورها داخل مصر. مشيرا إلى أنه لو لم يعرف وزير الثقافة ورئيس هيئة الكتاب واتحاد الناشرين ومحافظ القاهرة القيم الثقافية لسور الأزبكية فليحملوا أمتعتهم ويرحلوا عنا. منوها أنه تصادق مع أساتذة وفنانين وكتاب ووزراء وعلماء كبار كونوا مكتباتهم من هذا السور. وأكد إمام أن اتحاد الناشرين ليس مسئولا عن الثقافة في مصر، بل عن حقوق الناشرين والمؤلفين فقط. وقال الكاتب الصحفي أحمد المريخي أن كبار الكتاب كانوا يشاهدون لوحات الفنانين من مخلفات القصور الأثرية في سور الأزبكية، وبينها لوحات أصلية ومنسوخة . ووعد الناشر رضا عوض بتشكيل لجنة لبحث حل للأزمة مع اتحاد كتاب مصر، فيما تذكر الكاتب صابر الفرجاني عبارة السادات في أحد كتبه "كنت أنحني وأشرب الشاي واقرأ الكتب الرخيصة من سور الأزبكية"، كما تحدث عنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أما ممدوح من سور الازبكية فكان ضمن من تقابل مع الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين، وقال أنه عرض شراء 1000 نسخة من مكتبات "الشروق"، "الدار اللبنانية"، و"الدار العربية" وأن يوزعونها بسعر مخفض، ووافق على تخفيض 50% من سعر الكتاب لكن بعد التشاور مع مكتبات "الشروق". مؤكدا أن رشاد خاطب المحافظ بأن تحصل مكتبات السور على ترخيصها من اتحاد الكتاب الأمر الذي يرفضه أصحاب مكتبات السور.
وأوضح علي الشاعر من سور الأزبكية أن مشكلة سور الأزبكية مادية بحته، فالكتاب تقريبا يتكلف 3 جنيه، ويكتب عليه في المكتبات 50 جنيه، ثم يقدمون خصما للقاريء ليشتريه بعشرة جنيهات من سور الأزبكية. مؤكدا أن سور الأزبكية عاصر عباس حلمي الثاني، الخديو إسماعيل، الملك فاروق، محمد نجيب، جمال عبد الناصر، والسادات حتى المخلوع؛ إذا فالسور أبقى من رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد أو من يرد محاربته .