عم حربي "شيخ سور الأزبكية" : محفوظ وأنيس أشهر زبائني سور الأزبكية محيط – سميرة سليمان انطلق أمس مهرجان سور الأزبكية للكتاب والذي بادر بفكرته مجموعة من الشباب بعد تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب بسبب أحداث الثورة وتبعاتها في الشارع المصري، ورفع مهرجان الأزبكية شعار "المعرفة تحرير العقول" . وقد أصاب تأجيل معرض الكتاب أصحاب مكتبات السور الكائن بحي العتبة بضرر جسيم، حيث يعد المعرض موسماً ثقافيا ربحياً ينتظرونه من العام إلى العام، ويستمر المهرجان إلى يوم 23 مارس الجاري، بواقع عشرة أيام. أنشأ الشباب المتطوع صفحة لهم على الفيس بوك بعنوان "مهرجان سور الأزبكية للكتاب" ، والتقى "محيط" مجموعة من الشباب المتطوع الذي يرسم على جدران الحائط هناك للتزيين والترويج للمهرجان، ورغم ندرة المشاركين في اليوم الأول أكد منظمو المهرجان أنه سيجتذب في الأيام المقبلة أعدادا كبيرة بسبب تخفيضات الكتب والأنشطة الفنية . عم حربي وقال حربي حسن صاحب دار "الحسن" المعروف ب "شيخ السور" للشبكة أن جميع العاملين يشترون بكل أموالهم كتبا للتحضير للمهرجان ، مشيرا إلى أنهم أضيروا بشدة من تأجيل معرض القاهرة للكتاب . وأوضح حسن أن فكرة المهرجان جاءت من أصحاب المكتبات والذين عاونهم على تنفيذها بعض الشباب المترددين على سور الأزبكية. شكا حربي أيضا من قرار هيئة الكتاب تخصيص ركن منعزل لسور الأزبكية بقاعة المؤتمرات ، وقال أن اتحاد الناشرين عليه التدخل لحماية نشاط سور الأزبكية من دور النشر الأخرى التي تخشى منافسته لها لأنه يقدم خدمة ثقافية هامة للقراء المصريين وقد تربى فيه عمالقة الفكر والكتابة . طالب صاحب المكتبة بنقل تبعية السور من محافظة القاهرة إلى وزارة الثقافة، لأن الأخيرة يعنيها الكتاب وبإمكانها التصدي لمشكلات السور ، واعتبر أن فاروق حسني أهمل سور الأزبكية رغم علمه بأنه نافذة عالمية مشرفة لمصر. مهرجان سور الأزبكية من أبرز مشكلات أصحاب محال سور الأزبكية كثرة التنقل نتيجة "سوء التخطيط من قبل الحي والمحافظة" كما أكدوا ل"محيط" مضيفين أن إلغاء وزارة الثقافة خطأ والأصوب دمجها بوزارتي الإعلام والآثار معا على أن يكون هناك رئيس يسير أعمال كل قطاع . والحاج حربي مثقف من طراز خاص فهو يرفض مصادرة الكتب والرقابة عليها، فالفكر كما يقول يقابل بالفكر فقط، والإطلاع أكبر حماية للقراء من الأفكار المتطرفة ، من ذلك إصدار الدكتور مصطفى محمود كتاب "رحلتي من الشك إلى الإيمان" الذي يعبر عن أن البحث يصل بالإنسان لبر الأمان دوما . يقول حربي للشبكة أنه قرأ كتب جمال البنا ولم يقتنع بأفكاره وظل في حيرة من أمره حتى شاهد مناظرة تليفزيونية بينه وبين د. محمد كمال أستاذ الشريعة الذي ضحد حجج البنا الواهية ، فمن لم يتذوق الملح لا يعرف مذاق السكر . تجميل جدار سور الأزبكية يواصل: القارئ الغير واعي لن يغامر بشراء كتاب جرئ في موضوعه، لأن خوفه سيمنعه، فهو معتاد ان يقرأ القشور من الفكر، ولذلك سيظل كما هو دون تطوير، اما القارئ الحقيقي هو الذي سيقدم على قراءة أي كتاب طالما أنه يثق في عقله. ورث الحج حربي مهنته من أبيه ، وقد شاهد منذ صغره المشاهير وتحدث إليهم ومنهم نجيب محفوظ الذي كان يزورهم في السبعينيات للسؤال عن كتب الفلسفة وحينما كان يسأله عن السبب يقول "حين تكبر ستعلم"، يضيف صاحب المكتبة: ما قاله له جعلني أقرأ عن محفوظ اكثر لأعرف انه درس الفلسفة، ورواياته خرجت بهذا العمق بسبب دراسته وقراءاته في هذا العلم. أيضا شاهد عن قرب الرئيس محمد نجيب الذي كان يتردد على سور الأزبكية، وأنيس منصور، ومن أدباء العالم من امثال جان بول سارتر، وسيمون بوليفار، والرئيس الجزائري بو مدين، ولا يزال يتعامل معه من مشاهير الصحافة والأدب مثل دكتورة لميس جابر، يوسف القعيد، جمال الغيطاني، حلمي النمنم والمفتي دكتور علي جمعة الذي تعد ثقافته موسوعية ويقرأ في كل المجالات وغيرهم. ورغم عشقه للمهنة إلا انه لم يورثها لأبنائه لمتاعبها، كثرة التنقلات التي شهدها السور مما أثر على البائعين بالسلب. وحين سألناه عن كيفية تعلمه المهنة قال أن والده كان يرشده لأبرز الكتاب والمؤلفين، حتى يقرأ لهم ويعرفهم، مشيراً إلى انه بدأ القراءة منذ كان عمره 12 عاماً وبدأ بكتب بسيطة مثل سلسلة طرزان، ثم قرأ أجاثا كريستي، والفريد هيتشكوك، ثم الأدب الرومانسي، حتى أصبحت القراءة هي عشقه. سور الأزبكية مؤكدا أن السور حظي كذلك بأهمية في كتابات الأدباء ومنهم انيس منصور في كتابه "عاشوا في حياتي"، والسادات في كتابه "البحث عن الذات" فالسور قبلة المثقفين الذين يتصيدون الكتب هناك. وتعد الروايات هي الأكثر مبيعا بين كتب الفلسفة والأدب والتاريخ والسياسة لدى مكتبة "دار الحسن" ومن أعلى الروائيين مبيعا دكتور علاء الأسواني وبلال فضل واحمد العسيلي، أما الكتب القديمة فقد بات الحصول عليها صعبا فضلاً عن ارتفاع أثمانها، ولذلك لجأت المكتبة للتعامل مع دور النشر والحصول منها على التوالف، والرواكد، فنجد في المكتبة كتب يعود تاريخ صدورها إلى أقل من عام!. والضجة التي تثار حول أي كتاب تساهم في رواجه بشكل أكبر، مثلما حدث مع رواية دكتور يوسف زيدان "عزازيل"، وكتاب عمرو عفيفي "علشان ما تضربش على قفاك" وهو كتاب ضد الشرطة كان ممنوعاً. وعن آخر ما قراه من كتب أوضح صاحب المكتبة أنه ديوان "الإمام الشافعي" الذي أعجبه منه هذه الأبيات: رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها ممتسك فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك فصرت غنيا بلا درهم أمر على الناس شبه الملك