مؤتمر يدعو لدعم الصلات الثقافية اللاتينية والشرقية إحدى جلسات المؤتمر محيط – رهام محمود الإسكندرية : أوصى مؤتمر حول "ثقافة المستقبل" أقامه أتيليه الإسكندرية مؤخرا بأن تسرع مصر بخطوات الدولة المدنية . المؤتمر حضره وزير الثقافة المصري د. عماد أبوغازي، ورأسه د. محمد رفيق خليل رئيس أتيليه الإسكندرية، ومقرره رجب سعد الدين وأمانة د. ريم حسن، بمشاركة نحو مئتين من مثقفي مصر على مدار يومين.
وأوصى المؤتمر بمخاطبة الجهات المعنية ( وزارة الثقافة والتعليم والأوقاف والشباب والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني) لتوعية المواطنين بأهداف مصر بعد الثورة ومخاطر وضعها الراهن، مع دعوة الحكومة لتدبير الموارد اللازمة ووضع الخطط لتطوير القطاعات المنهارة وبخاصة في التعليم والصحة. واعتبر المؤتمر أن دور وزارة الثقافة يتمثل في دعم المبدعين وليس التدخل فيما يكتبونه أو الرقابة عليه . كما دعا لوزارة آثار ووثائق. حث المؤتمر كذلك على زيادة الإهتمام بالشباب، وثقافة الطفل عبر توفير وسائط الثقافة العصرية أمامه ، مع إعطاء الأولوية للثقافة العلمية في حقل التأليف والترجمة في مصر، والإهتمام بالثقافات العالمية وخاصة الإفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية. كما أوصى المؤتمر بالعمل على دعم ميزانية جماعة الفنانين والكتاب "أتيلية الأسكندرية" مع عودة مؤتمر السنوي . أبوغازي ورضا يشاهدان معرضا مصاحبا للمؤتمر في مداخلته بإحدى جلسات المؤتمر اعتبر الناقد عز الدين نجيب أن ثورة مصر نجحت لأنها انطلقت من مشروع قومي ظل يختمر في أعماق الملايين من أبناء الشعب طوال عدة عقود، ثم إن الثورة امتزجت بحس ثقافي متراكم في الوجدان الجمعي للمصريين، ينم عن حضارة متأصله تنأى عن العنف والتخريب والطائفية . واعتبر نجيب أن التعليم دوره محوري في مشروع النهضة المصري، فلابد من بناء أجيال ذات عقلية نقدية، وأن نلبي حاجاتها للفن والأدب، وننمي حسهم الإبتكاري والجمالي. من جهته لفت الفنان والسفير يسري القويضي للعلاقة المتبادلة بين الفن والواقع، وقال أن الفنانين الغربيين تفاعلوا مع أحداث الحرب العالمية الأولى، وانتشار المد الديمقراطي في العالم، وفي مصر لجأ الفنون لاستخدام الرمز للتعبير عن الشخصية المصرية بعد ثورة 1919، وفي الأربعينات كانت أعمالهم معبرة عن المطالب الشعبية، والأحوال الاجتماعية السيئة، وفي التسعينات انعكس الجمود الفكري على الحياة الفنية البصرية، وانعزل الفن المصري عن العالمي، لكن ظهور الفن التلقائي بعد ثورة يناير يبشر بمرحلة جديدة متطورة للفن المصري. وأشارت أمينة رشيد إلى أننا بحاجة لترجمة الكتب، بشكل يدخلنا في العالمية وليس العولمة المهتمة بالسوق ورجال الأعمال، فلابد أن نسمح للقاريء الغربي بالإطلاع على تراثنا الكبير منذ قصائد الشعر الجاهلي، ونتيح للأجيال الجديدة فرصة التعرف على أعمال بلزاك وديستويفسكي وتولستوي وشكسبير ، وأن نتوسع على آداب أمريكا اللاتينية والشرق الأقصى الياباني والصيني والفيتنامي . ونوه رجب السعيد إلى أن الثقافة تعني الناحية الأدبية والعلمية، وللأسف نركز في العالم العربي على الثقافة الأدبية وحدها ، من قصة وشعر وموسيقى ورسم، ونهمل الثقافة العلمية ولذا نظل نسير بساق واحدة .