هنأ أتيليه الإسكندرية (جماعة الفنانين والكتاب) الشعب المصري علي الأداء الثوري المتحضر في 25 يناير، مقدما التحية لشهداء وجرحي الثورة، وأهاب، في توصيات مؤتمره السادس، بكافة طوائف الشعب المصري دعم الإدارة السياسية القائمة علي شئون البلاد في هذه المرحلة الانتقالية، حتي تتكامل للبلاد كل أسباب الاستقرار، و المطالبة بالإسراع في تحقيق مطالب الثوار. ودعا المؤتمر الحكومة، وخاصة وزارات: الثقافة، والتعليم، والأوقاف، والشباب، ومؤسسات العمل المدني لتوسيع دائرة الحوار لتشمل كل أجزاء الوطن حتي يحقق المواطنون قدراً أعلي من الوعي بأهداف المستقبل ومخاطر الحاضر. ودعا المؤتمر لإنشاء وزارة جديدة للتراث، تهتم بالآثار والوثائق والأشكال المختلفة للتراث المادي والروحي لتأكيد الصلة بين الماضي والحاضر، استشرافاً للمستقبل. وناشد أجهزة الثقافة في مصر إعطاء الثقافة العلمية أولوية في أجنداتها، تأليفا، وترجمة، باعتبارها ثقافة العصر التي طال غيابها عن الثقافة العربية. وكان المؤتمر قد بدأ صباح الخميس 12 من مايو، بجلسة الافتتاح التي أدارتها الدكتورة ريم حسن، أمين عام المؤتمر، وتحدث فيها مقرره الأديب رجب سعد السيد، الذي أكد أن الوطن يعاني من أعراض ما بعد الجراحة، بعد أن بتر أسقامَه.. لكنه لن يلبث أن يتعافي منها. وأضاف: اجتماعُنا هو محاولة منَّا لمراجعة أجندة الثقافة المصرية، تأمُّلاً لما نتصوره من ملامحها في المستقبل المنظور؛ لنعمل علي تحقيقه، ونسهمَ في إصحاح بدن الوطن، ونعظمَ من مناعته ضد أشكال الفساد والطغيان. ثم تحدث الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس المؤتمر، فقدم لمحة عن تاريخ الأتيليه، مشيرا إلي مصطلح (كايروس)، الكلمة اليونانية التي تعني اللحظة المواتية، والفرصة السانحة التي ينبغي اهتبالها؛ لأنها إن أفلتت هباء، فقد لا تعود، وأضاف: كانت هذه الفكرة هي الأساس الأول للمؤتمر، الذي يدعو لاستغلال هذه الفرصة السانحة التي أتاحتها ثورة 25 يناير لمراجعة أحوالنا الثقافية، واستشراف مستقبل الثقافة في بلادنا.وتضمنت الجلسة الافتتاحية شهادة الفنان الشاب عبد الله داوستاشي حول مشاركته في الثورة، وإصابته برصاصة في صدره، وانتهت الجلسة بورقة بحثية قدمها الناقدالبارز الدكتور سيد البحراوي، بعنوان: أزمة الموقف من التراث في الفكر العربي الحديث.وفي الجلسة الأولي، تحدث الروائي إبراهيم عبد المجيد عن الثورة والأدب، ثم عرض كاتب هذه السطور، كتاب مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين، تلاه حديث الشاعر الشاب عمر حاذق عن شعر الثورة.وخصصت الجلستان الثانية والثالثة للفن التشكيلي والسينما، فتحدث في الأولي الفنانون: صبري أبو عجيلة، ويسري القويضي، وعادل السيوي، حول التقنيات والرؤي التي تمثل استجابات الفن التشكيلي للمستقبل، وأدارها د. أشرف رضا، وفي جلسة السينما تحدث المخرجان الكبيران: داود عبد السيد، والدكتور محمد كامل القليوبي، وأدارها الناقد السينمائي السكندري سامي حلمي، بينما خصصت آخر جلسات اليوم الأول للثقافة العلمية، وفيها تحدث الكاتب الكبير الدكتور محمد المخزنجي فاستعرض جوانب من آفاق الثقافة العلمية وأطروحاتها، تلاه رجب سعد السيد الذي أشار إلي تجارب لتقديم الثقافة العلمية للأطفال، وقدم الجلسة الكاتب محمد السيد عيد. وانتهي اليوم الأول بحفل موسيقي قدمه عازف الفلوت الدكتور محسن عبد ربه بمصاحبة عازفة البيانو الدكتورة هيلينا زاماشفيلي. وفي اليوم الثاني، حضر الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة - الذي حالت ظروفه دون افتتاح المؤتمر - وتحدث حول الخطوط العريضة لخطة عمله في هذه الظروف غير الاعتيادية التي يشهدها الوطن، وتفاعل مع أسئلة الحضور ومداخلاتهم. وشاركه الجلسة الدكتور هشام صادق، أستاذ القانون الدولي بجامعة الإسكندرية، الذي تناول ثقافة المواطنة والديمقراطية. وكان اليوم الثاني قد بدأ بجلسة أدارها الأديب محمد الجمل، وتحدث فيها الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، الذي قدم تصورا لمشروع ثقافي مستقبلي، ثم استعرض الفنان عصمت داوستاشي دور الفن في ثورة يناير. وأفردت الجلسة الأخيرة للترجمة، حيث أدارها الدكتور محمود رشدي، وتحدث فيها كل من: الدكتورة أمينة رشيد، والمترجم طلعت الشايب، والأديب محمد إبراهيم مبروك، وانتهي المؤتمر بجلسة لمناقشة التوصيات المقترحة، التي أعدتها لجنة مكونة من: الدكتور محمد رفيق خليل، والدكتور سيد البحراوي، والكاتب رجب سعد السيد، والدكتور محمود رشدي، والكاتب محمد السيد عيد، والدكتورة ريم حسن. وفي النهاية، أوصي المؤتمرون بالعمل علي دعم ميزانية الأتيليه حتي يتمكن من التوسع في أنشطته المتميزة وأن يعود مؤتمره سنوياً كما كان. بقي أن نقول إن جلسات المؤتمر شهدت حضوراً كثيفاً من مبدعي الثغر وضيوفهم من التشكيليين، والشعراء، والروائيين، والنقاد، ومنهم: سعيد سالم، ود.عادل ناشد, ومفرح كريم، وصلاح بيصار، وحسني حسن مستشار مصر الإعلامي في المغرب الذي كان في زيارة إلي مسقط رأسه، و د. شيرين أبو النجا، ود.سحر حمودة، ود.هاني المرعشلي, والشاعر مهدي بندق، و د. أبو الحسن سلام، وصبري أبو علم، ود. خالد عزب, ود. هاني أبو الحسن ، ومحمد الجمل ، ود. مينا عبد الملك.