طهران: حذرت الجمهورية الاسلامية الايرانية الثلاثاء من ان اي هجوم على محطة بوشهر النووية سيواجه برد قاسي وحازم ، فيما طالبت اسرائيل الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية رادعة الى ايران للقضاء على طموحاتها النووية . ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست "أي اعتداء على محطة بوشهر سيواجه برد قاسي وحازم ، ونعتبر ان التهديد الاسرائيلي لفظيا ومن المستبعد أن يقوم الكيان الصهيوني بمثل هذا الإجراء الخطير". وكان موقع " تيك ديبكا " الاستخباراتي المقرب من جهاز "الموساد" الاسرائيلي نقل عن مسئول رفيع المستوى ان الفرصة الاسرائيلية الوحيدة لضرب منشأة بوشهر النووية يوم 21 اغسطس/اب الجاري ، وهو اليوم الذي يتم فيه تشغيل هذه المنشأة. في ذات السياق ، كشفت النسخة الألمانية من صحيفة "فايننشيال تايمز" الثلاثاء ان مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى طالب الولاياتالمتحدة بتهديد عسكري قوي ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال المصدر "على واشنطن اظهار الاستعداد للقيام بهجوم جوي حال لم تغير طهران موقفها من برنامجها النووي المثير ، فيجب ان تظهر الولاياتالمتحدة قوتها بشكل يردع إيران". واشار المصدر الى قرب الانسحاب الامريكي من العراق ، قائلا "عندما ينسحب المرء من ساحة معينة، يصير بوسعه التركيز على مصدر آخر للخطورة الأمنية وهذا المصدر بالنسبة لنا هو إيران". وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تؤكد تصميم إسرائيل وقف مساعي إيران المحتملة لتصنيع أسلحة نووية حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة ولكن طلب اسرائيل للدعم الأمريكي يوضح في الوقت نفسه أن اسرائيل تستبعد بشكل كبير فكرة اتخاذ خطوة عسكرية من جانب واحد ضد إيران. في هذا السياق أعد الصحفي الأمريكي جيفري جولدبرج تقريرا تنشره مجلة "أتلانتيك" في عدد الشهر المقبل أوضح فيه أن هناك احتمالية تزيد على 50% لقيام إسرائيل بمهاجمة إيران خلال ال 12 شهرا المقبلة حتى دون الحصول على "الضوء الأخضر" من الولاياتالمتحدة. وتعتقد إسرائيل ان إيران بحاجة إلى فترة تتراوح بين عام وثلاثة أعوام من أجل تصنيع السلاح النووي. وكانت ايران طرحت ايران موعدا جديدا لتشغيل مفاعل بوشهر النووي، وحددت يوم 16 سبتمبر/أيلول تاريخاً لتدشين المحطة الكهروذرية رسمياً، وأوضحت أن تاريخ 21 أغسطس/آب الجاري المحدد لتزويد المفاعل بالوقود النووي لا يعني تشغيله على الفور . وبدأت روسيا منذ منتصف التسعينات ببناء المفاعل غير ان المشروع تأخر سنوات وهو يثير مخاوف الدول الغربية التي تشتبه بسعي ايران لحيازة السلاح الذري من خلال برنامجها لتخصيب اليورانيوم، فيما تؤكد طهران ان هذا البرنامج سلمي. وقال مسؤولون في روسيا ان حفل تدشين رسميا سيقام في بوشهر بمشاركة رئيس روساتوم سيرغي كيريينكو وصالحي مع احتمال حضور وزير الطاقة الروسي. وشهدت العلاقات بين موسكووطهران توترا في الاشهر الماضية مع تشديد روسيا لهجتها حيال البرنامج النووي الايراني، غير ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين اكد هذه السنة ان محطة بوشهر ستبدأ العمل في الصيف. واعلن البيت الابيض الجمعة ان تدشين اول مفاعل نووي ايراني بمساعدة روسيا يؤكد ان طهران "ليست بحاجة الى امتلاك قدرة على تخصيب" اليورانيوم ويجدد الشكوك في صدق نواياها. وقال الناطق باسم الرئاسة الامريكية روبرت جيبس الى ان "روسيا تؤمن الوقود النووي وتستعيده بعد استخدامه" ، مضيفا "هذا يثبت ان ايران ليست بحاجة الى امتلاك قدرة على التخصيب اذا ما كانت نواياها". واضاف جيبس ان استخدام الوقود النووي الروسي "يظهر انه اذا ما كان الايرانيون صادقين بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجهم، يمكن تلبية حاجاتهم من دون الخوض في برنامج تخصيب خاص بهم، مما يطرح السؤال عن دوافعهم". وتشتبه الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية بسعي ايران لامتلاك السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي، فيما تنفي ايران ذلك مؤكدة ان برنامجها محض مدني.