موعد إعلان نتيجة امتحانات نهاية العام بجامعة طيبة التكنولوجية    وزير المالية: نستهدف تحقيق معدل نمو قدره 4.2% في العام المالي الجديد    بالفيديو.. عضو اتحاد الصناعات يكشف أسباب تحرك أسعار مواد البناء بالأسواق    تحديث جديد في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري الآن    النائب هاني العسال: تطوير حوافز صناعة السياحة أولوية الحكومة الجديدة    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محافظ الجيزة: إلغاء إجازات الأطباء البيطرين والعاملين بالمجازر خلال عيد الأضحى    بنك التنمية الجديد: نسعى لعولمة أكثر عدالة لحل مشكلات الدول النامية    ضربات روسية على مواقع مسلحين في حمص ودير الزور بسوريا    إعلام إسرائيلي: انطلاق نحو 40 صاروخا من جنوب لبنان وسقوط أحدها في الجليل الأعلى    تطورات جديدة بشأن تجديد زيزو وأوباما وعواد مع الزمالك    تصفيات كأس العالم وأمم آسيا، تشكيل منتخب الإمارات المتوقع ضد البحرين في مواجهة الليلة    الجو نار، حالة الطقس اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في محافظة المنيا    9 نصائح لطلاب الثانوية العامة لحل امتحان الاقتصاد والإحصاء    سأمنعها داخل شركتي.. إيلون ماسك يهدد آبل لهذا السبب (ما القصة؟)    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    التفتيش على محال الجزارة للتأكد من صلاحية اللحوم قبل عيد الأضحى في الشرقية    تكريم مبدعين من مصر والوطن العربي بافتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11-6-2024في المنيا    «الصحة» تنظم ورشة عمل حول تطبيق نظام الترصد للأمراض المعدية بالمستشفيات الجامعية    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    عاجل| صدمة ل مصطفى شوبير في الأهلي بسبب كولر    خبير تحكيمي يوضح هل استحق منتخب مصر ركلة جزاء أمام غينيا بيساو    موعد ومكان جنازة الموسيقار الشاب أمير جادو    موعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل دواعي السفر على منصة WATCH IT    «لا يكتفي بامرأة واحدة».. احذري رجال هذه الأبراج    منتخب هولندا يكشف بديل دي يونج في يورو 2024    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    محافظ بني سويف يوافق على تجهيز وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى الصدر    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    تشكيل لجنة مشتركة بين مصلحة الضرائب ووزارة المالية لوضع قانون ضريبي جديد    وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    محافظ الأقصر يبحث التعاون المشترك مع الهيئة العامة للرقابة الصحية    وزيرة التنمية الألمانية: هناك تحالف قوي خلف أوكرانيا    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    8 نصائح من «الإفتاء» لأداء طواف الوداع والإحرام بشكل صحيح    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    انتشال عدد من الشهداء من تحت أنقاض منازل استهدفها الاحتلال بمدينة غزة    شغل في القاهرة.. بحوافز وتأمينات ورواتب مجزية| اعرف التفاصيل    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    أبو الدهب: ناصر ماهر مكسب كبير للمنتخب    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    آبل تطلق نظارات الكمبيوتر فيجن برو في السوق الألمانية    صلاح لحسام حسن: شيلنا من دماغك.. محدش جه جنبك    كواليس جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي ومدة إيقافه المتوقعة    عيد الأضحى 2024.. إرشادات هامة لمرضى النقرس والكوليسترول    الحق في الدواء: الزيادة الأخيرة غير عادلة.. ومش قدرنا السيء والأسوأ    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    منتخب السودان بمواجهة نارية ضد جنوب السودان لاستعادة الصدارة من السنغال    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هند سعيد صالح تحكي ذكرياتها مع والدها ل"محيط" وتكشف أسراره (1)
نشر في محيط يوم 01 - 12 - 2014

اللي خلف مامتش.. مرسي ابن الزناتي مامتش يارجالة.. عندما تتحدث مع "هند" الأبنة الوحيدة للفنان الكبير سعيد صالح، الذي رحل عن عالمنا منذ شهور قليلة تاركا خلفه أعمالا لن تنسى وستظل راسخة في وجدان جمهوره من مصر والعالم العربي، تشعر بأنك تعيش في عالم سعيد صالح الجميل مع أسرته وفي عمله.
سعيد صالح في بيته كيف كان؟ ما أكثر شيء أحبه؟ وماذا كان يكرهه؟ أسباب عدم توجه ابنته الوحيدة للتمثيل؟ ولماذا طلق زوجته أم ابنته؟ وعن رأيه في ثورة يناير؟ مرضه واللحظات الاخيرة في حياته؟ هذا ما ستجيب عنه ابنته الوحيدة "هند" في حوارها مع "محيط"، وإليكم الحوار:
سعيد صالح الأب
أهم ذكريات الطفولة مع والدك؟
- ما اتذكره من حديث ماما عنه أو من حكايات أبي نفسه أنه كان مصدر الدلع، فعلى عكس الناس أن الأم تكون حنونة أكثر من الأب، كانت ماما من تشد وبابا يرخي؛ فكنت أعلم أنه عندما يأتي للبيت سيفعل ما أريده أيا كان.
اللعب علطول كانت موجودة عندي، لسني أو لغير سني، فعندما يرى بابا لعبة حلوة يقول "دي بتاعة هند". لم يحرمني من أي شيء قط، وعندما كان يسافر في عمل كنت اسافر معه، حتى لو عنده عرض بداخل مصر في أي مدينة سواء إسكندرية أو غيرها كان يأخذني معه حتى ولو 3 شهور الصيف حتى لا أشعر أن أجازة الصيف ضاعت مني.
كان حنين بمعنى الكلمة.. يحكوا لي أنه كان دوما ما يتحدث معي لأكثر من ساعة وأنا طفلة لم أتجاوز العام من عمري، ولي صورة مشهوره معه كان يتحاور فيها معي كأنني كبيرة في السن، لم يمل كوني طفلة ويفتح معي مواضيع وحكايات.. مش هاشوف أحن منه مش علشان هو بابا، لكن لأن الغرب شافوا منه حنية فطبيعي أني أجدها معاه.
ما أكثر الأشياء التي تعلمتها من والدك؟
- كان شخصا راضيا.. بيشتغل راضي، مابيشتغلش راضي، معهوش فلوس راضي، ماكنش عنده مشكلة نهائيا ولم يكبر المواضيع، مش نكدي ومتفاءل طول الوقت؛ ففي أحوج الظروف التي كان يمر بها كان متفائلا وراضي ويقول "أيه المشكلة راح دة هاييجي غيره".
كان عندي جدا، وقنوع جدا، لا أعرف كيف يكون الاثنين معا، بسيط بكل ما تحمله الكلمة في كل شيء، أكله وشربه وغيره. علمني أنني بنت سعيد صالح لكن لا أتعالى على الناس، وأن سعيد في الأصل رجل فلاح، فحتى قبل أن يمرض وعدم تحكمه في تصرفاته كان مزاجه أن يجلس على "الطبلية"، لم يكن قط متكلفا، يهزر مع الصغير قبل الكبير، يصادق الغفير والساعي ويستمتع بالحديث معهم.
سعيد صالح الزوج
أوصفلنا سعيد صالح الزوج؟
- عادتا كنت أرى ماما وبابا "القط والفأر"، كانوا منسجمين ومتفاهمين بدليل أنهما عاشا مع بعضهما حوالي 30 عاما، وأمي في كل شيء في حياته ولم تتأخر عنه لا في دفنته ولا عزاءه.
لماذا إذا كان قرار الطلاق؟
- كي يحترموا بعض، فأي زوج وزوجة طبيعي أن يحدث بينهما اختلافات ومشاكل، فأبي وأمي فضلوا أن يحدث انفصال باحترام؛ لأن بينهم "هند" وعشرة حلوة، وحب ست سنين قبل الجواز، فتقريبا بابا هو الذي ربى ماما؛ فمنذ كان عمرها 16 عاما وكانت هي حياة بابا كلها، وكان هناك سيدات كثيرين جدا في حياته لكنه اختار ماما للزواج عندما قرر ذلك، وأن تكون معه دنيا وآخره، لكن بعدما كثرت المشاكل وأنا كبرت ومشاكلي كبرت معي قرروا الاكتفاء من الحياة الزوجية وفضلوا أن يكونوا أصدقاء، وهذا مامنعهومش انه عندما أجرى بابا عملية قلب مفتوح عام 2005 ومر على طلاقهما 6 سنوات أن ترافقه ماما في المستشفى، فكانت الحياة طبيعية بينهما وكأنهما مازالا متزوجان، لكن سبب حقيقي بخصوص الطلاق لا نجد؛ لأنه لو كان هناك سبب جوهري للطلاق لما عاشا مع بعضهما في بيت واحد بعد طلاقهما 12 عاما.
متى خفتي من الأب؟
- عمري ماخفت منه، بحترمه علطول، لكن أن بابا يزعقلي ماكنتش موجودة، دائما كنت أقول متى سيتعصب علي أبي، وكل مرة كنت أخاف منه أجد رد فعله غير متوقع؛ حيث يكون هادي ويتصرف في الأمور بتعقل، وعندما كنت أفعل "مصائب" وأنا صغيرة كان يستقبل ذلك بالجلوس والتحدث معي، حتى لو كان متألم جدا مني.
أذكر عندما رسبت في السنة الثالثة من دراستي بمعهد السينما، وكنت مرعوبة ولم أعرف رد فعله لأني أول مرة أرسب، فتركني ثلاثة أيام وجلس بمفرده، وبعد أن أنهى انفعاله مع نفسه تحدث معي وقالي: "أنا قصرت معاكي في أيه" وكسفني من نفسي، ورد فعله هذا كان يجعلني أخاف "أزعله"؛ لأنه لا يستحق مني ذلك. لم أقول ذلك لأنه مات فوالدي "عمره مازعل حد" وكانت ردود أفعاله هادئة جدا مع الجميع.
كان كوميدي في البيت؟
كان "مسخرة"، نادرا ما نرى شخص يصحو من النوم ليضحك ويهزر، هذا كان أبي، يناديني من آخر غرفة بالشقة ليقول لي "وحشتيني"، وعندما كان بصحته كان يجري خلفي في وسط الشقة، وكان عندنا عمود وسط الصالون كنا نلف من حوله. كان المنزل هو أكثر مكان يكون كوميدي فيه، فأي فيلم أو مسرحية كوميدية يكون محكوما فيها بالدور الذي يؤديه، حتى لو خرج عن النص لكنه محكوم بالموقف نفسه، لكن خارج العمل لا يقيده شيء في الكوميديا.
منذ أيام كنت مع أحد أصدقاءه في الإسكندرية، حكى لي أحد المواقف الطريفة مع والدي، وقال أنه كان معه في عقار يبلغ 12 دورا، وكان إحدى المصاعد معطلة ولا يوجد سوى المصعد الآخر، فصعد فيه أبي مع صديقه لمدة ساعة يصعد ويهبط والناس تفتح الباب تجد "سعيد صالح" فيغلس عليهم ويقولهم "أصلنا مشغولين دلوقتي". فنحن تعودنا على مواقف أبي الكوميدية لدرجة أنها كانت عادية بالنسبة لنا، وأما يكون رايق كان "يطلع منه البدع"، كما أنه مشهور بالمقالب الكوميدية جدا أثناء العمل.
ما هو الاختلاف في شخصية سعيد صالح في بيته عن الشاشة؟
الاختلاف في البيت أنه كان براحته أكتر.
سعيد صالح والنادي الأهلي
أيه أكتر حاجة حبها سعيد صالح وأكتر حاجة كرهها؟
- ماكنش بيكرة حاجة بعينها، لكنه كان يكره من يكذب عليه أو من يخدعه أو يغدر به، لكن دون أن يأخذ ضده أي رد فعل أو انفعال، فمن يخدعه يكون هو الخاسر.
وكان أكثر ثلاثة أشياء يحبها في حياته، هم: "أنا" عينه وروحه وقلبه، و"المسرح"، و"النادي الأهلي"، هؤلاء عشقه، وكان لا يحب السينما والتليفزيون بقدر ما يحب المسرح، وكان لديه الاستعداد لعمل أفلام مقاولات من أجل الصرف من خلالها على مسرح ممكن ألا يرى جماهيريا لكنه يريد أن يوصل به رسالة، فممكن أن يكون تذكرة المسرح بسيطة جدا ويلف بها جميع المحافظات ليوصل رسالته.
أما "النادي الأهلي" فمن كان يتحدث عنه بسوء أمامه كان يهاجمه بشده وكأنه تحدث عن شرفه وعرضه!، وذات يوم "غلست عليه"، وقلت له أنني قررت ان أكون "زملكاوية"، فتعصب جدا وظل يردد "أنا بنتي تكون زملكاوية.. أودي وشي من الناس فين.. وأصحابي يقولوا عليا أيه.. حطيتي راسي في الطين.. تيجي منك أنتي دي ماجتش من أصحابي.. أطلعي برا"، وكان رد فعل مبالغ فيه جدا. بعدها بيومين وجدت الفنان مصطفى متولي رحمه الله يتصل بي وكان أيضا أهلاوي متعصب، وقالي "أبوكي هايجراله حاجه، ارجعي لرشدك وعقلك"، وأغروني بكارنية عضوية النادي الأهلي وقتها.
لم يرغب أن أكون ممثلة
ما سبب عدم دخولك مهنة التمثيل مثلما فعل أبناء نجوم جيل والدك؟
- لم أكرة مهنة التمثيل ولم احبها، لكن بابا كان ذكي لدرجة أنه لم يجعلني اتجه للتمثيل؛ لأنه كان يعلم أنني عنيدة ولو قالي "لا" كنت هاعند، فعندما شعر والدي أنني لدي ميول للفن عندما كنت صغيره نجح في أن يجعلني أحيد عنه، وقالي "طب ماهو الممثلات على أفى من يشيل، وكدة كدة أنا مش هاساعدك في حاجة" وتحدث معي بهدوء فسمعته، فمن داخله لم يرضى نهائيا أن أكون ممثلة؛ ولذلك قال لي منذ البداية "شوفي أيه موهوبة فيه وأعمليه؛ لأنك لو مش موهوبة في التمثيل هاتداسي، وهايتقال عليكي أنك بتمثلي علشان انتي بنت سعيد صالح، وما أكتر الممثلين أبناء النجوم"، ولم يقول لي ذلك بطريقة مباشرة، وأوحى لي أنني لو دخلت التمثيل سأفسد ما فعله في هذا المجال لمدة أربعين عاما، ومن الممكن أن أفشل، وقال: "لو مكنتش ممثل عمرك ماكنتي هاتفكري في التمثيل"؛ ولذلك لم يجعلني أنظر للتمثيل.
أما عن اختياري لدراسة المونتاج فهو لأنني في الأساس أردت الدخول في قسم "الديكور" بمعهد السينما، وأنا أحب الموسيقى وروحي فيها، وكنت أريد في صغري أن أتعلم العزف على إحدى الآلات ووالدي أتى لي بأساتذة بيانو ليعلموني، ولكنني فشلت لأنني أردت أن يسمعوني دون أن أتعلم، لكن أقرب شيء للموسيقى هو أنك تجمل الموسيقى بالصورة، فكنت أحب أركب المشاهد على الموسيقى، وكنت أجلس مع المونتير الراحل عادل منير في مجمع السينما وهو يعمل، فحبيت الحكاية، فالممثل يمثل والمصور يفعل عمله ومهندس الصوت، والديكور يبنى، لكن كل هذا يصب عند المونتير، وهو من يخرج ما يراه على الشاشة.
لماذا اختلف سعيد صالح عن نجوم جيله اللذين ورثوا ابناءهم المهنة؟
- ممكن لأنني بنت، فبغض النظر عن نجاح رانيا محمود ياسين ورانيا فريد شوقي، إلا أن باقي أبناء النجوم اللذين دخلوا مجال التمثيل رجال، ولا يشترط أن أبناء الفنانين ينجحوا في التمثيل، فمن المؤكد أن الجمهور سيقارن الممثل بأبوه، مثال ابن عادل إمام، يقال أنه يقلد أبوه لأنه شبهه فهو ابنه وملامحهم واحدة فيظن البعض أنه يقلده، فطبيعة الناس تحب المقارنة، وكذلك هيثم أحمد زكي وغيرهم.
لكن أظن أن أبي خاف عليا لأنني بنت من دخول مجال التمثيل، ومن الممكن أنه رأى في نفسه أن البنات تتعرضن لضغوط في هذا المجال تجعلهن تضعفن أو تقدم بعضهن تنازلات، فرفض في الأساس أن أكون عرضه لهذا الموقف، وكل مجال فيه ذلك لكن الممثلات عليهن العين أكثر.
رأيه في ثوره 25 يناير
سعيد صالح رفض توريثك مهنته، هل كان ثوري؟
ماكنش ثوري بقدر ما كان يرى سلبيات في المجتمع يريد اصلاحها، فيعرضها بطريقته وهي التمثيل كي يراها المسئولين ويفعلوا شيء.
ماذا كان تعليق سعيد صالح عندما اطلقت ثورة 25 يناير؟
- كان وقتها في السعودية، وقالي كلمة لن أنساها، وهي: "الشباب عملوا اللي احنا ماعرفناش نعمله.. اعدت سنين أنادي بالتغيير، لكن فعلها الشباب"، ودخل في جلطات مخ بعدها وزهايمر وآخر معلوماته في حياته هي أن الثورة قامت ومبارك أتشال، لكنه لا يعلم عن وجود الإخوان أو حصولهم على حكم مصر بعدها.
كيف كان يتعامل معك زملائك في المدرسة عندما يعلمون أنكي بنت سعيد صالح؟
- أغلب زملائي في المدرسة كانوا أبناء فنانين كبار، فكان معي أحمد الفيشاوي، وكريم ومحمد عبدالعزيز، وأبناء هدى رمزي؛ ولذلك كان الأمر عادي، لكنني كنت مختلفة في المدرسة ولم أكن طفلة عادية، وكنت شقية جدا.
متى شعرتي أنكي وحيدة؟
- في صغري كنت أتمنى أن يكون لي أخ أو أخت يلعب معي، لكنني شعرت بالوحدة بشكل أكبر بعد موت بابا؛ لأن ماحدش حس إحساسي، لا زوجته لأنها ممكن تتزوج غدا، ولا أخته لأن لديها ثلاثة غيره، وماما كانت طليقته، وأصدقاءه لديهم بدل الصديق عشرة، لكن "الأب" فأنا فقط الذي شعرت به.
عائلتي
عندك ابن واحد هل تعيدي تجربة أنك ابنه وحيدة أم ظروف وغلاء الحياة منعك من إنجاب طفل آخر؟
- اطلاقا، أنا أريد أن أنجب أبناءا كثيرين، لكنني منتظرة أن يكبر أبني كي لا اهدر حقه.
أحكي لنا عن أسرتك وعملك؟
ابني اسمه ياسين ويبلغ من العمر ثلاثة سنوات و15 يوم، وزوجي هو محمد بكري مدير إعداد وتنفيذ في قناة "أون تي في"، وأنا مونتيرة حرة، وأعمل في قناة "النهار".
هل حياتك مع زوجك وابنك تذكرك بحياتك مع أسرتك؟
- الحياة اختلفت باختلاف الأجيال والتكنولوجيا، وأرى أن الحياة حاليا مش حلوة، زمان كان الناس بتشوف بعض، لكن حاليا "الواتس أب" و"الفيبر" وغيره مما قدمته التكنولوجيا من وسائل على قد ماهي حلوة أصبحت "رخمة".
بابا كبر
متى شعرتي أن باباكي كبر؟
- عندما شاهدته في المستشفى في آخر سنتين أو ثلاثة، شعرت وقتها أنه كبر، فأبي طوال الوقت كان يضحك ويهزر، ولم يحمل هم للدنيا.
فنانون كثيرون من جيل والدك وأقل موهبة منه حققوا مكاسب مالية طائلة، لماذا لم يحقق والدك ثروة؟
- السبب دماغه، ماكنش بيشتغل علشان الفلوس، ومايقدمش اللي يخليه النجم الأول لأنه ماكنش هدفه، رغم أنه لو عايز دة كان هيعمله، لكنه كان يقدم ما يراه جيدا ليوصل رسالة، مش مهم بكام، ولا أنه أي دور، ففي فيلم "زهايمر" عمل مشهد بالفيلم كله، على الأقل كان هذا المشهد نقطة تحول في الفيلم ومن أجمل المشاهد، وفي "المشبوه" لم يكن دوره الأول لكنه كان المحرك الأساسي في الفيلم.
شعرتي بظلم والدك بعد تحقيقة نجومية كبيرة وأن الدولة لم تكرمه بما يليق به في مرضه؟
- اطلاقا.. ماحدش قصر مع بابا، أنا أراه عاديا لأنه والدي، لكن أن أرى بعد موته هذا الكم من الناس في عزاءه، وتعليقات جمهوره على "الفيس بوك" وأن ماحدش بيتكلم إلا عن سعيد صالح لمدة 10 أيام، وبكاء الناس عند عرض مسرحية "العيال كبرت" بدلا من ضحكهم، فهذا أحلى تكريم لوالدي لم أتوقعه.
أيه السبب الحقيقي وراء اختفاء سعيد صالح من الشاشة السنوات الأخيرة وعدم ظهوره إلا كضيف شرف؟
- ممكن مرضه؛ فهو في الفترة الأخيرة كان لا يستطيع حفظ قدر كبير من المشاهد، وكان لا يحب الظهور كثيرا، لكنه كان بيحب المسرح جدا، وماكنش بيقدم بالكيلو أو ليكون متواجد.
لم يحب التليفزيون
رصيده في السينما والمسرح كبير لماذا ترك فراغ في مجال الدراما التليفزيونة؟
- علشان مابيحبهاش، وعندما قدم دوره بمسلسل "سقوط في بئر سبع" كان أداءه مختلفا، لكنه لم يستهويه أي مسلسل آخر ليقدمه.
"هند" بعدما درست السينما وأصبحت فنانة لديها رؤية تحليلية هل كنتي توجهي النقد لوالدك؟
ماكنتش بنقده تحديدا لكني كنت انقد العمل ككل، وأفلام المقاولات عمري ماكنت بتفرج عليها علشان ماحرقش دمي، وعموما ماكنتش بقول النقد اللي يضايقه، لكن ممكن اقوله ليه يا بابا ماقبلتش تعمل الدور دة، فمثلا دور "سليمان غانم" الذي قدمه الفنان صلاح السعدني في مسلسل "ليالي الحلمية" كان دور بابا، ومسلسل "أرابيسك"، لكنه كان يعتذر.
أنا كنت أصدق بابا في أعماله، وآخر أعماله كانت مشهده في فيلم "زهايمر" الذي صدقته جدا، وعلى فكرة، حياته انتهت بنفس الشكل أنه لم يتذكر شيء. وكان له مشهدين في مسلسل "9 جامعة الدول" قام عليهم المسلسل كله بعد الحلقتين اللتان ظهرا بهما في البداية.
أيامه الأخيرة
أحكلنا عن آخر لحظاتك معه؟
- آخر ثلاث سنوات تقريبا ماكنش فاكر حاجة، أو بيعرفني بالعافية. وآخر أسبوعين له في المستشفى كان عارفني، وكان يشاورلي بعينه، فأضع يدي على وجهه فيبوسني.. كانت لحظات مؤلمة، ربنا مايحكم على حد بيها، كانوا مأساة بالنسبالي.
كان يشاهدني وعينه تدمع لأنه كان يريد أن يتكلم ولا يستطيع، وكل فين وفين اما تطلع منه كلمة "الحمد لله"، وأما أندهله "يا بابا يا حبيبي" كان يقوللي نعم بصعوبة. الأسبوعين الأخيرين كانوا صعبين عليا رغم أن الدكتور فهمني أن بابا بيموت والطب خلاص دوره أنتهى، فاللي جي أما نخلي الوضع مستقر أو يسوء منا.
وللحديث بقية مع هند سعيد صالح في الجزء الثاني من الحوار وأسرار جديدة في حياتها وحقيقة علاقتها بأرملة أبيها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.