لو سمحتم كنت عاوزة أعرف رأيكم في مشكلة بخصوص بابا وماما، هما دلوقتي كده بقالهم 22 سنة متجوزين، والمشاكل بينهم من أول يوم جواز، دايما في مشاكل ومفيش أي تفاهم بينهم أبدا، ومن ساعة ما اتولدت لحد النهاردة -وأنا عندي 21 سنة دلوقتي- وهما في مشاكل وخلافات، وزادت المشاكل أكتر وأكتر بعد ما ماما اكتشفت إن بابا بيكلم واحدة في التليفون وسمعته وهو بيتكلم. المهم إن الموضوع انتهى بإن بابا صالح ماما وقال لها مش هيتكرر الموضوع ده تاني، لكن بعدها بكام شهر فوجئنا إنه برضه بيكلم واحدة تانية في التليفون، وحصلت مشكلة كبيرة ساعتها لأنها تاني مرة، وبابا برضه مش معترف بغلطه، لدرجة إنه قال لماما تسيب البيت، ومشيت وراحت قعدت عند خالي، ومكنش بيتصل بيها، ولا بيبعت لها فلوس، ولا حاول يعمل حاجه إلا بعد شهر، وبرضه ماما عدت الموضوع عشان خاطرنا، وبابا قال إنها مش هتحصل تاني. بس للعلم بابا كان شايف إنه مش غلطان لأنه مخنوق في البيت وحياته كئيبة، فشايف إنه لما يعمل كده عادى يعني، بيدي لنفسه العذر والمبرر، على الرغم إن في الوقت ده، مكنش فيه أي مشاكل وكان هو وماما بدأوا يكونوا كويسين سوا، ولكن فجأة هو اللي بدأ يتعصب علينا كلنا ويزعق من غير سبب ويقول إنه مخنوق.. المهم عدت تاني مرة بالعافية والحياة مشيت بس كلها ملل وكآبة وخنقة وروتين. المشكلة الكبيرة بقى إن اكتشفنا إن بابا بيكلم بنت عمه من ورانا وإحنا أصلا عمرنا مكلمناها ولا نعرف إيه شكلها، يعني نعرف إنه عنده بنت عمه لكن مفيش بينا وبينها أي علاقة.. وكان بيكلمها يوميا مرتين أو تلاتة بالنص ساعة والساعة وهو في الشغل، وبيبعت لها رسايل ويقول لها: "أنا مش ممكن أنساكي لأنك روحي" وحاجات من دي.. وأصلا بابا كان بيحبها زمااان وكان عاوز يتجوزها، وأبوها رفضه.. وماما لما عرفت حاجه زي دي اتجننت واتضايقت وقعدت تزعق وكان يوم فظيييييع، وأنا لما سألته ليه كده يا بابا؟ كان حجته إنها بنت عمه وبيصل الرحم!! طبعا أي مبرر. وساعتها بابا ساب البيت وبقيت اتصل بيه مايردش لمدة أسبوع، وبعدها بابا رجع وحاول يصالح ماما عشان المركب تمشي، لكن للأسف ماما خلاص رافضة أي صلح والموضوع ده بقاله سنة، وخلال السنة دي بابا حاول كام مرة يصالحها، لكن ماما فعلا نفسيتها تعبانة جدا لحد النهاردة ورافضة أي صلح وبتقول إن بابا خاين ومالهوش أمان، وإن عمرها ما حست معاه بحنية ولا بحُب، وبتقول إنها بتكرهه ومش عاوزاه يعيش معانا. وكل اليوم وطول اليوم عمالة تفكر ومش بتعرف تنام وحزينة وزعلانة وأنا مش عارفة أعمل إيه بجد. وكل فترة الموضوع يشعلل وكل واحد فيهم يغلط في التاني.. وبدأ يبقى فيه معايرة بين بعض بعد عشرة 22 سنة ويقولوا كلام مالوش لازمة يتقال. الكلام ده بيوجعني جدا جدا، وببقى مش عاوزة أسمعه، بجد إحنا كلنا في البيت تعبانين، بس بابا اللي عمل كل ده وماينفعش ماما تطلب الطلاق، لأن معندهاش مكان تقعد فيه، بجد يا جماعة أنا عاوزة أعرف رأيكم وأعرف إيه الحل؟؟؟؟ وآسفة جدا على الإطالة.
someone
صديقتي العزيزة.. كان الله في عونك أنت وإخوتك، ولكنها إرادة الله الذي لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإن كان ما تعيشينه في بيت أهلك فوق طاقتك ما كان الله وضعك فيه، تيقني من هذا وعلى أساسه تصرفي واهدئي، فأنت يا عزيزتي في ابتلاء واختبار، اسألي الله أن تخرجي منه ناجحة بإذن الله. أما فيما يتعلق بمشاكل والديك، فمن الصعب وليس من المستحيل أن تجدي لها حلا، مبدئيا علينا أن نتفق أنه لا يوجد إنسان مخطئ بنسبة 100% ولا إنسان على صواب بنسبة 100%، وعلى هذا الأساس يجب أن نقر معا أن والدتك أخطأت، حتى وإن كان دون أن تدري، وفي المقابل أخطأ والدك بدورة. فإذا اتفقنا على هذا تم حل جزء كبير من المشكلة، لأنها تحولت من شكل الضحية والجاني، لشكل اتنين غلطانين بيحاولوا يصلحوا ما يمكن إصلاحه. ومن الأخطاء اللي ممكن تكون وقعت فيها والدتك واللي ساعدت أو أقنعت والدك إنه عنده عذر للبحث عن بدائل خارجية، هي الصمت أو الخرس الزوجي، والذي يصيب معظم العائلات المصرية، والمشكلة إن معظم هذه العائلات تستسلم للمرض وكأنه عضال لا علاج له. فهناك أحد الأقوال التي سمعتها مرة وأحبها جدا، تقول إن الحياة تنتهي إذا اختفت المشاركة، والمقصود بالطبع المشاركة الإنسانية بين الأحباء سواء الأزواج أو الإخوات أو الأصدقاء، وإذا عادت والدتك بذاكرتها للوراء ستكتشف إنها كانت تعيش مع هذا الرجل تحت سقف واحد ولا تعرف عنه شيئا، ولا يعرف عنها شيئا، وكأنهما في بنسيون يلتقيان وجها لوجه ولا يلتقيان نفسيا أو روحيا.. وستجد نفسها قد حاولت رأب هذا الصدع النفسي الذي أصابها نتيجة لهذا الوضع المزري بأن شغلت نفسها بأي شيء آخر يلهيها عن التفكير والإحساس بالألم، ولكنها مجرد مسكنات، والطرف الآخر والذي يمثله والدك يقوم بالمثل يبحث عما يلهيه وينسيه وحشة البيت الذي من المفترض أن يملأه دفء عائلة وسكن زوجة وحب أولاد، فما كان منه إلا أنه بحث عنهم خارج البيت.. كلاهما مخطئ وكلاهما في حاجة لتصحيح الخطأ معا. فلم يكلف أي منهما نفسه في محاولة إصلاح الداخل قبل اللجوء للخارج، أعلم أنه قد يكون هذا الكلام متأخرا عن موعده حوالي 20 عاما كاملا، ولكني لا أؤمن بمقولة "الوقت فات" لا لم يفت ويمكن للإنسان أن يبدأ من جديد في أي لحظة فقط إذا أراد ذلك. والآن ما الحل.. حاولي أن تتكلمي مع والدتك وأن تغيري إحساسها بكونها ضحية ليكون إحساس زوجة لم تقاوم وتكافح كفاية للحفاظ على حياتها الإنسانية مع زوجها وأبو عيالها، مؤكدة لها على أن محاولتها لإصلاح ما بينها وبين والدك يجب أن يكون بدافع الرغبة في استكمال و"مشاركة" الحياة مع هذا الشخص الذي حتما يوجد له مكانة ومعزة عندها، وليس بدافع أنه لا مكان لها لتعيش فيه، لذا هي مضطرة للعودة للعيش معه، لأنها بهذه الطريقة ستكرهه وتكره نفسها وسيزداد الموضوع تعقيدا. وإذا نجحت في ذلك ستقومين بنفس الدور مع والدك، ولكن بشكل أبسط لأنه بالفعل شعر بالخطأ، وحاول أن يصلح ما فعله أكثر من مرة على حد قولك. أما إذا لم تستجب والدتك فيمكنك أن تجربي حيلة حدثتني عنها صديقة عزيزة كانت تقوم بها مع والديها اللذين عاشا معا مدة 40 عاما كاملة وما زالا يختلفان ويتشاجران ويصلان للطلاق في بعض الأحيان، وكانت صديقتي هذه هي الوسيط بينهما، تماما كما في حالتك، فبعد أن فاض بها الكيل من محاولات الإصلاح الفاشلة وتعنت كل واحد منهما لرأيه، ما كان منها إلا إنها اتخذت الطريق الآخر الذي لا مفر منه.. فبدأت تتحدث مع والدتها بسوء عن والدها على طريقة "كنت مستحملاه إزاي ده لا يطاق" و"أحسن سيبيه وندور على أي حتة ونعيش سوا بلا قرف". وانتظرت رد الفعل فكان غريبا عجيبا فقد ثارت والدتها عليها وبدأت تذكرها بمحاسن والدها الذي فعل لنا كذا وكذا وكذا.. كيف تتكلمين عليه هكذا؟؟ بعد أن كانت مش طايقاه وكارهاه، وفعلت المثل مع والدها وإذا به يصدر نفس رد الفعل والنتيجة أن كلا منهما استطاع أن يرى للآخر جانبا طيبا من الممكن أن يساعده في التغاضي عن الجانب السيئ الذي أظهره هو بتصرفاته!! صديقتي استعيني بالله وكوني على ثقة أنه لا يوجد مستحيل إذا آمنا بذلك، حاولي وكوني على ثقة من النجاح، ونسأل الله لك التوفيق بإذنه تعالى.