«الداخلية» تنظم أولى الدورات التدريبية مع إيطاليا عن «الهجرة غير الشرعية»    «إسكان النواب» توافق على موازنة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي    تداول 118 ألف طن و 535 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموائ البحر الأحمر اليوم    استشهاد 34 فلسطينيا في غزة من بينهم 22 برفح (تفاصيل)    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    أنشيلوتي لا يعرف الخسارة أمام بايرن في دوري أبطال أوروبا    «لازم اعتذار يليق».. شوبير يكشف كواليس جلسة استماع الشيبي في أزمة الشحات    تعرف على حقيقة تسمم مياه الشرب في مركز قوص بقنا    بعد رحيله.. تعرف على أبرز المعلومات عن المخرج والسيناريست عصام الشماع (صور)    الجندي المجهول ل عمرو دياب وخطفت قلب مصطفى شعبان.. من هي هدى الناظر ؟    إيرادات قوية لأحدث أفلام هشام ماجد في السينما (بالأرقام)    وزير الصحة: توفير رعاية طبية جيدة وبأسعار معقولة حق أساسي لجميع الأفراد    فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية شاملة بمناسبة عيد العمال    إعلام عبري: عشرات الضباط والجنود يرفضون المشاركة في اجتياح رفح    مصرع 42 شخصًا على الأقل في انهيار سد شمال نيروبي    «العمل» تنظم فعاليات سلامتك تهمنا بمنشآت الجيزة    الأنبا بشارة يشارك في صلاة ليلة الاثنين من البصخة المقدسة بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري    محمد شحاتة: التأهل لنهائي الكونفدرالية فرحة كانت تنتظرها جماهير الزمالك    صعود سيدات وادي دجلة لكرة السلة الدرجة الأولى ل"الدوري الممتاز أ"    عرض صيني لاستضافة السوبر السعودي    عواد: كنت أمر بفترة من التشويش لعدم تحديد مستقبلي.. وأولويتي هي الزمالك    كيف احتفلت الجامعة العربية باليوم العالمي للملكية الفكرية؟    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    «أزهر الشرقية»: لا شكاوى من امتحانات «النحو والتوحيد» لطلاب النقل الثانوي    استمرار حبس 4 لسرقتهم 14 لفة سلك نحاس من مدرسة في أطفيح    محافظ أسيوط يشيد بمركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ بديوان عام المحافظة    القومي لحقوق الإنسان يناقش التمكين الاقتصادي للمرأة في القطاع المصرفي    1.3 مليار جنيه أرباح اموك بعد الضريبة خلال 9 أشهر    أبو الغيط يهنئ الأديب الفلسطيني الأسير باسم الخندقجي بفوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير طريق طنطا محلة منوف    مركز تدريب «الطاقة الذرية» يتسلم شهادة الأيزو لاعتماد جودة البرامج    بالاسماء ..مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    الوادي الجديد تبدأ تنفيذ برنامج "الجيوماتكس" بمشاركة طلاب آداب جامعة حلوان    عامر حسين: لماذا الناس تعايرنا بسبب الدوري؟.. وانظروا إلى البريميرليج    دراسة تكشف العلاقة بين زيادة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم    المشاط: تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري يدعم النمو الشامل والتنمية المستدامة    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    كشف ملابسات واقعة مقتل تاجر خردة بالإسماعيلية.. وضبط مرتكب الواقعة    ولع في الشقة .. رجل ينتقم من زوجته لسبب مثير بالمقطم    منهم فنانة عربية .. ننشر أسماء لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائى فى دورته ال77    مؤسسة أبو العينين الخيرية و«خريجي الأزهر» يكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين.. صور    مصرع شخض مجهول الهوية دهسا أسفل عجلات القطار بالمنيا    التعاون الاقتصادي وحرب غزة يتصدران مباحثات السيسي ورئيس البوسنة والهرسك بالاتحادية    «الرعاية الصحية» تشارك بمؤتمر هيمس 2024 في دبي    خلي بالك.. جمال شعبان يحذر أصحاب الأمراض المزمنة من تناول الفسيخ    رمضان السيد: الأهلي قادر على التتويج بدوري أبطال إفريقيا.. وهؤلاء اللاعبين يستحقوا الإشادة    أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على طلاقها من أحمد العوضي    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    سعر الذهب اليوم الاثنين في مصر يتراجع في بداية التعاملات    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    "استمتع بالطعم الرائع: طريقة تحضير أيس كريم الفانيليا في المنزل"    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    بايدن: إسرائيل غير قادرة على إخلاء مليون فلسطيني من رفح بأمان    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبلة فضيلة غنوة وحدوتة.. تعمل في الإذاعة دون مقابل منذ إحالتها إلى المعاش
نشر في فيتو يوم 30 - 08 - 2014

لم أتمالك دموعى، أنا عصية الدمع، لكنها «النستولوجيا» يا سادة، ببساطة «الحنين إلى الماضي» الذي يتعذر الرجوع إليه.
ولكن كيف لنبرة صوت وكلمة واحدة أن تعود بى إلى هذا الماضى الجميل، رجعت أنا ابنة ال36 عاما، طفلة في «الكى جى» استمع إلى الراديو صباح يوم الجمعة، إلى صوتها الجميل، وأغنية برنامجها المفضلة والمحببة إلى قلبي، ثم جاء صوتها..
«حبايبى الحلوين، بنت صغيرة تضحك ضحكتها، وتهز فيونكتها، وتجرى علشان تبوس بابا، بتحب بابا هي، أد إيه؟ ااااااااااد كده، أد الدنيا.
وعشان بتحب بابا، مش عايزة تسيب بابا، ومش عاوزة بابا يسيبها، خدنى في إيدك يا بابا.
بس بابا لازم يروح الشغل بقى، بابا يعمل إيه ؟ أهو بابا قالها: منزلشي، مشتغلشي، شوفتى بحبك أد إيه ؟يلا بقى نقعد سوا.
والبنت فرحت وقالت: بابا بيحبني، وعشان بيحبني، قام منزلشي، قام مشتغلشي، بابا هيخليه معايا.
جريت البنت على بابا وقالتله: مدام قعدت معايا، هتجبلى إيه؟ وإيه؟وااااايه؟
بابا قالها: هجبلك كل اللى تقولى عليه، هجبلك عروسة وكورة وبعد الظهر أخدك مسرح الأطفال، وبابا سأل البنت:إيه رأيك في كدددده؟؟
البنت فرحت وقالتله: كده يبقى حلو، كل يوم يا بابا هخليك متشتغلش.
البنت مسكت إيد بابا ونزلت الشارع هيرحوا دكانة اللعب، وعشان يروحوا دكانة اللعب، هيركبوا الأتوبيس وقفوا على محطة الأتوبيس لكن الله! أهم وقفوا على المحطة كتير والأتوبيس مجاش.
ولد صغير قال للبنت الصغيرة: الأتوبيس مش هيجي، بابا هو اللى بيسوق الأتوبيس، وعشان بحب بابا، خليته يقعد معايا، بابا بيحبنى خليته مشتغلش.
والبنت قالت: خلاص بلاش نركب الأتوبيس، همسك في إيد بابا وامشي، مشيوا كتييييييير لحد ما راحوا محل اللعب.
لكن الله! ده مافيش حد في الدكان !طب مين اللى هيبيع لهم؟! ولد صغير قال للبنت الصغيرة: بابا هو اللى بيبيع في الدكان وبابا مش هيبيع في الدكان، أنا أصلى بحب بابا خليته يقعد معايا خليته ميبعش.
والبنت قالت: يا خسارة، لكن معلش مش لازم العروسة والكورة نروح بقى مسرح الأطفال، وراحوا مسرح الأطفال.
ولكن ولد من الولاد طلع على المسرح وقال: أنا بابا هو اللى بيمثل، وبابا خليته يقعد معايا وميمثلش.
زعلت البنت وروحت جعانة عايزة تاكل، ماما قالت «مافيش أكل انهاردة، نزلت أجيب الأكل ملاقتش، اللى بيبيع الأكل انهاردة ابنه خلاه ميشتغلش.
البنت قعدت إيدها على خدها، والدنيا ليل نور المدينة مبينورش، والتليفزيون أهو بس التليفزيون ما بيشتغلش.
البنت قالت:لا يا بابا، لا يا بابا، انزل يا بابا، اشتغل يا بابا، ويوم الإجازة بس قعد معايا، ده الأب لو مشتغلش، الدنيا كل الدنيا متنفعش، بجد بجد متنفعشى.. توتة توتة فرغت الحدوتة».
أفقت على صوت الإذاعية القديرة أبلة فضيلة مرددة «ألو مين معايا»، وكان أروع حديث وسألتنى «اسمك إيه ؟» قلت لها: شيماء.. قالت لى «أيوه على اسم أخت الرسول عليه الصلاة والسلام»، قلت لها: ايوه.. قالتلى: بس فين الألف واللام راحوا فين؟ المفروض اسمك «الشيماء».. واسترسلنا في الحديث عن اسمى ومعناه، وحددنا ميعاد زيارتى لها في منزلها.
إنها «أبلة فضيلة» أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية.. اسمها الحقيقى فضيلة توفيق، وهى خريجة كلية الحقوق وتتلمذت على يد السيدة «صفية المهندس» وزوجها الإذاعى القدير «بابا شارو». حصلت على ليسانس الحقوق، جامعة القاهرة 1951، وشغلت منصب مقدمة برامج إذاعية للأطفال منذ 1960 حتى الآن،
ثم منصب مدير عام البرامج الإذاعية للأطفال في الإذاعة المصرية في الفترة من 1970-1980، كما حصلت على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية تقديرا لعطائها.. في عام 2007 توفى زوجها المهندس إبراهيم أبو سريع على وكيل أول وزارة الإعلام سابقا.
في الميعاد المحدد ذهبت إلى زيارتها في منزلها وفتحت هي الباب، وبالرغم من مرضها وارتفاع درجة حرارتها وعدم وجود أحد معها بالمنزل إلا أنها رحبت بى وزميلتى المصورة هدير على الفور وجلسنا في «الريسبشن» الملىء بالذكريات والصور.
وبعد أن قدمت لنا حق الضيافة، ورحبت بنا، بدأنا حديثا من القلب.
كلمينى عن نفسك ونشأتك وأنت طفلة؟
أنا فضيلة توفيق، «بابا» كان رجلا إقطاعيا، ماكانش بيشتغل أبدا لأن معاه فلوس كتير، وكنا ساكنين في شارع رمسيس -«الملكة نازلى» وقتها - وكان عندنا عزبة في الأرياف في بلد اسمها «البناوان» نقضى فيها الإجازة، ونجلس مع الفلاحين في الأرض، كانت أيام حلوة.. أما أمى فكان اسمها «فاطمة هانم التركية» كل الناس كانت بتناديها بالاسم ده، وكانت ست مؤدبة قوى وطيبة قوي، وكانت بتتكلم تركى لكن والدى رفض إنها تعلمنا اللغة التركية لأنه كان بيقول «هم هيتكلموا مع بعض ويفهموا بعض وأنا مش هفهم هما بيقولوا ايه»، ولم تكن تتكلم بالتركى إلا عندما تزورنا أختها - «خالتى» -، وكنا نفهم التركى من كلامهما مع بعض، لكن عمرنا ما تكلمنا تركي.
لدى ثلاث إخوات، بنتان الكبيرة «يسر» والصغيرة الفنانة «محسنة توفيق»، إلى جانب الأخ الكبير «على» رحمه الله، وأنا كان ترتيبى التانى بينهم.. وكنت طفلة مطيعة جدا، وكان والدى دائما يقول لى «انتى أحسن إخواتك لإنى مكنتش بناقش»، وأذكر أن أختى «يسر» وهى أصغر منى كانت تغنى في الأوبرا، وتقرر سفرها ضمن بعثة لإيطاليا، إلا أن بابا رفض سفرها لكنها تحدته وسافرت بالفعل.
من أسماك فضيلة؟
بابا كان صوته رقيق قوي، وماما هي التي سمتنى فضيلة على اسم والدتها، لكن بابا لم يكن يحب الاسم لأنه كان يقول «حرف الضاد ضخم « لذلك كان ينادينى «لى لا»
حدثينا عن حكايتك مع الحواديت؟
جدى عندما كنا أطفالا كان بيجمعنا عشان يحكى لنا حواديت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكنت أجمع عيال الجيران، ونقعد على سلم العمارة واحكى لهم حواديت جدي، وكانوا يقعدوا ساكتين بالساعات يسمعونى.
وبدايتك مع الإذاعة؟
أنا كنت في «روضة أطفال العباسية» ومتفوقة في كل المجالات وخاصة في الرياضة والفن والتمثيل، وكنت جريئة، ويمكن هذا «اللى طلعها في دماغى اشتغل في الإذاعة»، ووقتها كانت الإذاعة في بدايتها، وأنا كنت أتقمص دور المذيعة، وكان صوتى حلو ولبقة لدرجة أنى كنت أقوم بتقديم كل حفلات المدرسة، والحكاية كبرت معايا بالرغم من أنه في التوقيت ده لم يكن هناك مذيعات ستات، ولما وصلت الثانوى كانت أول مذيعة ست هي مدام صفية المهندس، فوصلت لنمرة تليفونها واتصلت بها وقلت لها «أنا عاوزة أبقى مذيعة»، فردت «أنتى صوتك حلو وهتنفعي»، ودعتنى لزيارتها في بيتها بالعباسية اللى كان قريبا من منزلنا في شارع رمسيس، ولما رحت لها البيت قابلت عندها شقيقها الفنان فؤاد المهندس، وتقمصت دور المذيعة وقمت بإجراء حوار معهما، وكان أول تعليق منها «انتى هتنفعى تبقى مذيعة بس لما تكبرى شوية»، وهى كانت ست ظريفة قوي، واتصلت بها يوم عيد ميلادى فحضرت إلى منزلنا لتهنئتى وبصحبتها أبناؤها الذكور، فلم يكن لديها بنات، وهى التي شجعتنى ونصحتنى أن أدخل كلية الآداب، فقلت لها « رغبة أبى أن التحق بكلية الحقوق مع أخويا اللى كان عاوز يبقى محامي، وبابا قالى لو عاوزة تشتغلى ادخلى كلية الحقوق مع اخوكي»، وقد كان.
بعد تخرجك في كلية الحقوق.. ماذا عملت؟
بدأت التمرين في مكتب أستاذى بالكلية الدكتور حامد باشا زكى وكان وزيرا للاقتصاد وقتها، لكن كنت «بطفش الزبائن»، ومرة لقيت بنت جاية ترفع قضية على أبوها، قلت لها» ازاى تشتكى ابوكى؟! روحى وعيب كده»، فمشيت.. لكن أحد زملائى في المكتب فتن عليّ عند الأستاذ، فسألنى « في حد يطفش الزباين؟»، قلت له «إزاى واحدة تشتكى أبوها»، فقال «احنا شغلتنا كده تشتكى أبوها ولا أمها احنا مالنا، وانتى متنفعيش محامية»، وهو كان عارف ولعى بالإذاعة وعلاقتى بالسيدة صفية المهندس فسألنى «تروحى الإذاعة؟»، ولما أجبته بالموافقة، قام بمهاتفة صفية المهندس وقال لها «هبعتلك بنت تدربيها وتعينيها في الإذاعة» وهو ما حدث.
كيف تصفين علاقتك بالإعلامية صفية المهندس؟
كانت ست فوق الوصف.. حبوبة قوى وصوتها جميل، وعلمتنى « كيف أجلس أمام الميكروفون لحد ما بقى صاحبى»، وإلى الآن عندما أدخل الاستديو أمسح الميكرفون وأقول له «صباح الخير»، لأنه صديقي، وهو اللى بيوصلنى للناس.
فاكرة أول برنامج قدمتيه في الراديو؟
أول برنامج عملته كان برنامجا سياسيا اسمه «س، ج»، كنت أطرح من خلاله على المسئولين والمشاهير الذين أقابلهم الأسئلة التي تدور في أذهان المستمعين، وكانت أول حلقة مع وزير الاقتصاد حامد باشا زكى.
كم كان أول مرتب حصلت عليه.. وفيم أنفقتيه؟
كان 12 جنيها، ووقتها كان مرتبا كبيرا لأن الإذاعة كانت تعطى مرتبا يعادل القطاع الخاص، وصرفت نصفه على الغلابة، وبالباقى اشتريت شيكولاته وحلويات.
من أشهر الفنانين الذين كانت لك معهم لقاءات؟
أهمهم السيدة «أم كلثوم»، وأذكر أنه عندما ذهبت لمقابلتها رفضت إجراء اللقاء، وقالت لى «أنا حبيتك بس أنا أم كلثوم لما يتحط الميكرفون قصادى اغنى»، فقلت لها « طب غنى»، وفعلا غنت وأنا قدمتها كأنها في حفلة، وكانت مبسوطة جدا مني.
هل استمرت علاقتك بالسيدة «أم كلثوم» بعدها؟
بعد اللقاء الإذاعى معها أخذت نمرة تليفونى لأنى قلت لها «مقدرش اتصل بيكى ممكن تكونى مضايقة أو مش في الموود»، فردت «خلاص هاتى تليفونك أنا هطلبك»، وكانت فعلا بتتصل بيا، ولما كانت تيجى مبنى الإذاعة تقول لمدير الإذاعة «ناديلى البت بتاعة الإذاعة»، لأنى كنت بدأت أقدم برنامج أطفال مع «بابا شارو»، وتظل ممسكة بيدي، وكان مدير الإذاعة يخرج ويترك مكتبه بناء على طلبها علشان نعرف نقعد نتكلم مع بعض.. وفى مرة قلت لها «ده بعد كده هيرفدنى» فردت على « يقدر؟! ده أنا أرفده».
ما هي حكايتك مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؟
قصتى مع عبد الوهاب بدأت في الإذاعة من خلال نفس البرنامج «س وج»، وقابلته في الإذاعة وقلت له «عاوزة أعمل معاك لقاء في البرنامج»، فوافق ودعانى إلى مقابلته في منزله، وبالفعل أخذت معى مهندس الصوت والفنيين والأجهزة، ولما دخلوا قبلى «اتخض» لأنه كان يقصد أن أقابله في بيته بمفردى وليس لإجراء حوار، خاصة أنه كان لا يسمح لأحد بزيارته في بيته، لكن بالفعل تم اللقاء وسجلنا الحلقة.
وما هو أهم سؤال حرصت على توجيهه له؟
كان «ليه الستات بتحبك؟»، ورد «علشان استاهل اتحب»، فسألته «تستاهل تتحب ليه؟» فقال «لأنى محمد عبد الوهاب»، فقلت له «أم كلثوم أهم منك والناس بتحبها أكثر منك لأنك متعالى على الناس، لكن هي بتعمل حفلة كل شهر»، فقال:«طب انتى بتحبى مين أكتر؟» فأجبته «طبعا أم كلثوم امال هحبك أنت».
وكيف كان رد فعله؟
أحبنى علشان بساطتى وتلقائيتي، وكتبت الصحف والمجلات وقتها «محمد عبد الوهاب يتزوج المذيعة فضيلة توفيق».
وهل كان بالفعل هناك مشروع زواج؟
لا طبعا، هذه كانت إشاعة، لكن زوجته «إقبال نصار» غارت مني، وكان وزير «الإرشاد القومي» - أي الإعلام - وقتها صلاح سالم، وهى كانت صديقته وطلبت منه رفدى من الإذاعة، فقال لمدير مكتبه «شوف موضوع البنت اللى هتتجوز عبد الوهاب»، فلما استفسر منى أجبته « لا طبعا ده في سن ابويا، وراجل متجوز، وأنا مبحبهوش»، فاقتنع بكلامي، وأخبر وزير الإرشاد ما مفاده « أنى لا فكر فيه وهو اللى بيجرى ورايا علشان يتجوزنى وأنا مش موافقة».
وكيف انتقلت من برنامج سياسي لبرامج الأطفال؟
كنت أتدرب مع «بابا شارو» في برنامج «حديث الأطفال»، وكنت أقدم حدوتة البرنامج إلى أن أنشئ التليفزيون وترك بابا شارو الإذاعة متوجها للتليفزيون، وكانت فرصة حقيقية، وقدمت أنا البرنامج، ثم جاءت فكرة برنامج «غنوة وحدوتة».
كيف تؤثر الحواديت في حياة الأطفال؟
الحدوتة التي كنت أقدمها هي في الأصل نصيحة أو درس للأطفال لكن بشكل غير مباشر، فكانت تؤثر على سلوك الأطفال جدا بعيدا عن إرشادات وتعليمات الكبار المملة.
يا ترى متى أول مرة عرفت الحب؟
لم أكن أحب، لأنى كنت أشعر أنه عيب أن أحب، لكن أن يحبنى الناس فهم أحرار.
وكيف جاء زواجك؟
زوجى رحمة الله عليه المهندس إبراهيم أبو سريع كان كبير مهندسى الإذاعة، وعند دخولى للتسجيل كان يأتى إلى الاستوديو بدعوى «تظبيت « الأجهزة، واستمر على ذلك الحال إلى أن قال لى أحد المهندسين « هو مش بيدخل الاستديو الا في البرنامج بتاعى»، وفى إحدى المرات سألته « ليه بتدخل الاستديو في الشفت بتاعى»، فرد محرجا « لأنك بتعملى بروفات مع الأولاد من غير ميكروفونات، وأنا لازم أراجع الميكروفونات»، وبعدها جاءتنى مهندسة زميلة له تسألنى عن رأيى في المهندس إبراهيم، فأجبتها « بخاف منه لأنه شديد قوي، وكل المهندسين اللى معاه بيخافوا منه»، ولم أدرك وقتها مغزى سؤالها إلى أن اتصل بالبيت وتحدث مع ماما لأن بابا كان توفي، فأخبرتنى أنه يريد مقابلتها، وأن هناك 3 عرسان يرغبون في التقدم لي، منهم المهندس إبراهيم وآخر هو الرقيب العسكري في الإذاعة، والثالث لا أتذكره، وسألتنى « أنت مياله لحد فيهم؟ «، فأجبتها» لا.. واللى انتى تحكمى بيه أنا موافقة عليه».. ورغم أنه كان أفقر الذين تقدموا لخطبتى اختارته والدتي، وقالت «أنا قلبى ارتاح له، بالرغم من أن الرقيب العسكري كان غنيا جدا ولديه عزبة 70 فدانا، لكن إبراهيم كان صريحا وأخبر أمى أنه لا يملك إلا راتبه، وليس لديه شقة، فأعطته شقتنا في شارع رمسيس، وذهبت هي لتقيم في بيت جدى بعد وفاته، وأقيم الفرح في نادي نقابة المهندسين، وحضره كل الإذاعيين وفى مقدمتهم صفية المهندس وبابا شارو لأنى كنت محبوبة.
وماذا عن أولادك ؟
لدى ابنة وحيدة «ريم»، مهندسة مثل أبيها، لكنها ورثت منى طيبتى ومن والدها شخصيته القوية في العمل، وهى متزوجة من مهندس أيضا، وسافرا منذ ارتباطهما في بعثة إلى كندا واستقرا هناك، ورزقهما الله بثلاثة أبناء، ولدان وبنت.
أبلة فضيلة هل كانت تحكى حواديت لابنتها؟
أبدا.. أنا كنت أحكى في الإذاعة فقط، ولم أكن أحكى ل«ريم» غير حدوتة واحدة وهى « كان في واحدة ست عندها 12 بنت.. يوم قالوا لها يا ماما ناكل توت ياماما، جابتلهم توت في وابور بيقول توت، كل بنت اخدت توتة، وتوتة توتة خلصت الحدوته»، ولما حفظتها قالت لى «خلاص مش عاوزة اسمع حواديت تانى».
وهل مازلت مستمرة في تقديم الحواديت؟
طبعا، فإلى الآن أذهب إلى الإذاعة لتقديم برنامجي، وبالمناسبة انا لا أتقاضى أي مقابل، لأنى أحلت إلى المعاش منذ فترة طويلة، لكن مازلت أشعر بقدرتى على العطاء.
هل هناك فرق بين الأطفال في الماضى وحاليا؟
الأولاد حاليا أكثر ذكاء من ولاد زمان، و»العيال دلوقتى مفتحين بس أكثر جرأة وقلة أدب ومش متربيين»، زمان كنا مؤدبين أكثر.
ما هي أفضل جائزة أو تقدير حصلت عليه؟
أفضل جائزة هو الشعور بحب الأطفال لأنهم لا يكذبون ولا يعرفون غير الصراحة، وهم يحبون من قلبهم لأنهم يشعرون بمن يحبهم وأنا أحبهم جدا.
وماذا عن علاقتك بربنا؟
ثقتى في ربنا دائما كبيرة، وهو الذي يهون كل ما نعتبره كوارث، وأنا أديت فريضة الحج مرتين، ولما بكلمه بقوله يا سيدي، واذكر أن ابنتى ريم حدثتنى من كندا وطلبت منى أن أدعو لها بالتوفيق في انتخابات نقيب المهندسين التي تخوضها هناك رغم أن منافسها كندي، فتوضأت وصليت ودعوت ربنا «ياسيدى أجبر بخاطرها إذا كانت هي أحسن، أنت يا سيدى عادل وقعدت أكلم ربنا واعيط»، والحمد الله فازت في الانتخابات.
ألم تراودك فكرة الهجرة إلى كندا للعيش مع ابنتك وأحفادك؟
لا، لأنى أعشق مصر، وأحب الإذاعة، ومسئولوها يصرون على وجودي، لذلك رفضت طلب ابنتى الانتقال للإقامة معها في كندا، كما أنى أقمت معها العام الماضى طوال 3 شهور لكن لم أتحمل الابتعاد عن مصر لدرجة انى بكيت « زى العيال الصغيرين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.