قرر المجلس الصحي لتجمع "شرق أفريقيا" (كتلة التجارة الإقليمية)، تشكيل قوة مهام من أجل الاستعداد للطوارئ والاستجابة الإقليمية بشأن فيروس "إيبولا"، والأمراض المعدية الأخرى في المنطقة. وقال رئيس المجلس (يضم وزراء الصحة في الدول الأعضاء)، وزير الصحة الكيني "جيمس ماشاريا"، في مقابلة مع وكالة الأناضول بمقر الجماعة في أروشا، "لقد وجه المجلس أيضا، في اجتماعه الجعة الماضي، أمانة التجمع، بجمع 750 ألف دولار من الصندوق الاحتياطي للجماعة لدعم تنفيذ مشروع مكافحة فيروس إيبولا". وأشار إلى أن الدول الخمسة الأعضاء، ستعقد اجتماعا للخبراء الأسبوع المقبل، لتقديم التوجيه الفني بشأن معالجة الموارد اللوجستية، والبشرية وتحديات البنية التحتية لتنفيذ إجراءات التأهب للأوبئة والتصدي لها. وبحسب الوزير، اتفق تجمع "شرق أفريقيا" وهو كتلة إقليمية خمس دول هي بوروندي وكينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا، ومقره الرئيسى فى "أروشا" بتنزانيا، على مواصلة مساعدة إخوانهم الأفارقة في المنطقة الغربية من القارة الأفريقية، الأكثر تضررا من "إيبولا". وأضاف الوزير "ماشاريا": "قررنا أيضا تسهيل التنسيق بشأن إجراءات العمل الموحدة، والمبادئ التوجيهية لفحص الركاب عبر الحدود، ونقاط الدخول في الموانئ الدولية في الدول التابعة الأعضاء بما يتماشى مع اللوائح الصحية الدولية". وتُلزم اللوائح الصحية الدولية، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2007، 196 دولة في جميع أنحاء العالم بإجراءات احترازية بهدف منع، ومواجهة المخاطر الصحية العامة الحادة التي من المحتمل أن تعبر الحدود، وتهدد الناس في جميع أنحاء العالم. وتابع الوزير: "الدول الشريكة في الجماعة ساهمت حتى الآن بفريق من يضم 41 من الخبراء الطبيين، و578 عاملا صحيا، والأموال لدعم احتواء مرض إيبولا في غرب أفريقيا". وانتقد، المسؤول الكيني في الوقت نفسه، الطريقة التي تغطي بها وسائل الإعلام الدولية الأخبار المتعلقة ب"إيبولا"، قائلا: "أفريقيا لا ينبغي أن تضار، بسبب ما يحدث في بلد واحد أو بعض أجزاء من القارة". ومضى قائلا: "في الواقع لا ينبغي التمييز ضد أفريقيا بشكل عام، باعتبارها منطقة إيبولا، لأنه في الوقت الراهن ظهرت حالات إصابة بإيبولا في أوروبا والولاياتالمتحدة". والجمعة الماضي، عين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، موظف البيت الأبيض المخضرم رون كلاين، وهو محام عمل في السابق بمنصب كبير هيئة العاملين لنائب الرئيس جو بايدن، ونائب الرئيس السابق آل غور، مسؤولا للإشراف على جهود مكافحة تفشي فيروس إيبولا. وتوفى الليبيري الذي أصيب بالفيروس في بلده الأم "توماس إريك دنكان"، وأول مصاب يتم تشخيص إصابته بإيبولا في الولاياتالمتحدة، في الحجر الصحي بمستشفى دالاس في الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. كما توفي اثنان من القساوسة في إسبانيا في مدريد مؤخرا بعد إصابتهما بالفيروس القاتل أثناء وجودهما في غرب أفريقيا. واختتم الوزير باقول: "إيبولا أصبح الآن مصدر قلق في جميع أنحاء العالم، ويجب علينا أن نوحد كل جهودنا لمكافحة هذه المشكلة، وينبغي احترام أفريقيا خلال هذه الحرب". و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير، وتتراوح فترة حضانة فيروس إيبولا فى جسم الإنسان بين يومين إلى 21 يومًا. وبدأت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس في غينيا في ديسمبر/ كانون أول العام الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغال، والكونغو الديمقراطية. وأودى فيروس "إيبولا" بحياة 4555 شخصا في غينيا وسيراليون وليبيريا ونيجيريا والولاياتالمتحدة، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية.