أكد خبير منظمة الإيسيسكو د. صلاح الجعفراوى لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن الاستهداف الممنهج لآثار سوريا ، ليس استهداف للآثار فقط و لكن لتراث إنسانى عالمى ليس ملكا فقط لسوريا . وتابع الخبير أن استهداف التراث يرجع لقبل ذلك عندما نهبت متاحف العراق وقت الاحتلال الأمريكى ، و ما حدث من عملية نهب للآثار فى مصر عقب ثورة يناير ، و ما حدث مؤخرا فى متحف الفن الإسلامى و إن كان غير مباشرا ،و ما تتعرض له العديد من المواقع التراثية السورية الآن فى حلب و تدمر و دمشق . د. صلاح الجعفراوى وقال الجعفراوى أن ما يحدث من تخريب للتراث السورى وراؤه أياد خبيثة ، مؤكدا أنه لا يريد أن يشير بأصابع الاتهام لأحد بعينه ، فطالما هناك نزاع فى منطقة ما ، فلا نستطيع أن نتهم طرف دون آخر ، فكل أطراف الصراع أسهمت فى الضرر الذى لحق بهذا التراث الإنسانى . من جهتها قامت الإيسيسكو بإصدار العديد من البيانات المنددة ، و طالبت برفع الأيدى عن هذا التراث الإنسانى ، و ابتعاد الصراع عن تلك المناطق . وأوضح خبير الإيسيسكو أن فى الحروب العالمية و الإقليمية هناك مواثيق تمنع مس التراث الحضارى ، ففى حرب البوسنة و الهرسك انتفضت أمريكا ضد الصرب و ألزمتهم بالابتعاد بالصراع عن المدن التراثية فى البلقان . هكذا كان الحال أيضا فى الحرب العالمية الأولى و التانية التى راح ضحيتها الملايين ، فحاولت القوى المتصارعة الابتعاد عن المناطق الأثرية . أما عندنا فالأمر يختلف كما قال الجعفراوى فليس لدينا كدول عربية و إسلامية ثقافة الحفاظ على التراث و أنه ليس ملك جيل أو بلد بعينها بل هو ملك لكل الأجيال و للعالم أجمع ، منددا بما فعلته حركة طالبان عندما دمرت تماثيل بوذا ، فهى تراث إنسانى لا أصنام تعبد كما قال الفقهاء . و فى مصر من يكتشف آثرا فرعونيا لا يقوم بتسليمه بل يحاول بيعه ، و ما يجرى الآن فى الإسكندرية من جرائم هدم المبانى الأثرية ، قائلا أنه فى ألمانيا إذا مر مائة عام على مبنى ، يمنع إجراء أى تغيير على شكله الخارجى ، فبذلك ندمر و نبيع بأيدينا تراثنا مقابل حفنة من المال لا تعكس أبدا قيمة هذا الأثر الذى لا يقدر بمال ، مؤكدا أن مازال أمامنا الكثير لنتعلم الحفاظ على تراثنا . أما عن عمليات نهب التراث التى تجرى فى سوريا و التى يتم بيعها فى الخارج قال الجعفراوى أن حسب المواثيق الدولية إذا تم اكتشاف أى قطعة أثرية فيجب إعادتها ، لكن بعض الدول الأوروبية لا تلتزم لأنها تعلم قيمة تلك الآثار ، مؤكدا على أهمية وجود ميثاق أخلاقى تلتزم به الدول و الأفراد ، ووجود قوة كبرى تعمل على تنفيذه ووقف عمليات النهب . كما أوضح أن الدولة المعنية بالأمر عليها تقديم طلب رسمى لإستعادة آثارها ، و سوريا حاليا منشغلة بصراعها عن متابعة سيل الآثار المنهوبة ، أملا أن يتوقف هذا النزيف ، فلا نملك سوى أن نتحسر و نسكب الدمع على هذة الآثار المسلوبة بأيدينا قبل الآخرين . وأكد الجعفراوى فى ختام حديثه أن هناك اتفاقيات تعاون بين الإيسيسكو و اليونسكو ، و مواقف موحدة لمحاولة إيقاف نزيف الآثار السورى ، قائلا أن المنظمات الثقافية لا تستطيع سوى أن تناشد و تندد و تصدر البيانات ، فهى لا تملك قوى ملزمة لوقف ما يحدث للتراث السورى . اقرأ فى هذا الملف * «أمين الأثريين العرب» : عدنا للعصور الوسطى .. ومؤرخ : اليونيسكو معول هدم! * نائب مجلس المتاحف الدولي ل"محيط": سوريا تحولت إلى عراق جديد! * حضارة سوريا .. أصنام يدمرها متطرفو القاعدة «داعش» و«النصرة»!! * تراث الحضارات العتيق لا يصمد بوجه المدفعية الهمجية .. ومافيا الآثار الدولية * الشاعرة السورية رشا عمران ترسم ل"محيط" بانوراما الموت والوحشة ** بداية الملف