النظام دمر "تدمر" و"أسواق حلب" والمساجد والكنائس والمعابد القديمة سوريا تحولت من متحف أثري مفتوح إلى مدينة يدمر تراثها عن عمد النظام استخدم براميل متفجرات لتدمير البشر والحجر أكد د.أسامة النحاس نائب رئيس المجلس الدولي للمتاحف، والمقرر السابق للجنة التراث باليونسكو، أن سوريا تحولت إلى عراق جديد، لأنها حاليا تعدت مرحلة تدمير البشر إلى مرحلة تدمير التراث، قائلاً في تصريحات خاصة ل"محيط" أن هذا يتم من قبل القوات الحكومية السورية التي قامت بضرب "مدينة تدمر" الأثرية الأمر الذي يعكس عدم الاهتمام بالتراث، الذي هو مادة التاريخ، وكأن النظام يدمر التاريخ. التدمير كما يؤكد النحاس ليس هو الشكل الوحيد الذي تعاني منه آثار وتراث سوريا، فقد انتشرت سرقة الآثار، بجانب الحفر خلسة كما يحدث في مصر، قائلاً: يبدو ان الأمر منظماً للقضاء على تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط، فهذا يحدث أيضاً في مصر ولبنان، وغيرهما من البلدان، فالهجمة تستهدف تدمير تاريخ هذه الدول، والدليل أن إسرائيل حين كانت محتلة سيناء المصرية دمرت مواقع أثرية بالكامل، لكن في سوريا الأمر مختلف فهم يدمرون تراثهم بأيديهم!. وقد قالت مديرة المتاحف في سوريا أنه "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب". وتضيف "في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي". وعن المواقع التي تم تدميرها في سوريا، يذكر النحاس أسواق حلب الأثرية، والمسجد الأموي بدمشق الذي يعد درة المساجد، كذلك من الخسائر التي تضاف إلى سوريا هي توقف الحفائر المنظمة التي تنقب عن الآثار بشكل علمي. وأكد مدير عام إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، أن سوريا تتميز بأنها متحف مفتوح للآثار، تشبه في ذلك الأقصر وأسوان، وتتميز بآثار عديدة تعود لعصور مختلفة، فهناك الآآثار الفينيقية، والآثار التي تعود إلى العصر الروماني ومنها المسارح الرومانية، كذلك آثار العصر البيزطي، والعصر المملوكي حتى أن المماليك انشأوا في سوريا آثاراً تضاهي في عظمتها ما يوجد في مصر، وكذلك الآثار التي تعود إلى العصر الأموي. سوريا كذلك زاخرة بمساجد ومعابد أثرية كثيرة، فقد مرت بأحداث عظام ومر عليها كثير من العصور، ومنها عقد الحيثيون أول اتفاقية سلام في التاريخ، مع رمسيس الثاني، الذي تزوج ابنة ملك الحويثيين. تتميز سوريا كذلك – كما يؤكد النحاس – بوجود مدن كثيرة تعود إلى العصور القديمة، وكذلك الآثار التي تتميز بالعمارة العثمانية التركية، وقد نجحت سوريا منذ عهد بعيد في إعادة توظيف البيوت الأثرية القديمة لاستفادة منها، وحولوا بعضه إلى مطاعم وفنادق، وهي فكرة رائعة تعيد توظيف التراث، لكن هذا كله توقف بسبب أحداث العنف الدائرة هناك. وحول الدور المنوط باليونسكو في حماية تراث وآثار سوريا، قال النحاس أن اليونسكو دائما يتمركز دورها في النداءات والمناشدات، وإعادة تأهيل العاملين بالآثار، ولكني أطالبها بجانب هذا، أن تُدعم دورها عند المنظمات الحقوقية والأممية، وأن تضغط باتجاه الأممالمتحدة باعتبارها إحدى منظماتها، لوقف الحرب الدائرة بسوريا. وبنبرة يملؤها الشجن، يقول انحاس: أن النظام في سوريا تحول إلى أداة بيد الكارهين للحضارة والمستفيدين من تدمير تاريخ العرب، تحول وأصبح أداة يمكن استخدامها للعبث بالتاريخ والتراث. قائلاً: نحن غير قادرين على حماية الاثار، ومن يدمر آثار سوريا، يفعل ذلك عن عمد، فالنظام يقصف المدن ببراميل متفجرات وهو يعلم جيداً أنه لا يدمر البشر فقط، بل التراث والمباني الأثرية أيضا. اقرأ فى هذا الملف * «أمين الأثريين العرب» : عدنا للعصور الوسطى .. ومؤرخ : اليونيسكو معول هدم! * حضارة سوريا .. أصنام يدمرها متطرفو القاعدة «داعش» و«النصرة»!! * تراث الحضارات العتيق لا يصمد بوجه المدفعية الهمجية .. ومافيا الآثار الدولية * الشاعرة السورية رشا عمران ترسم ل"محيط" بانوراما الموت والوحشة * ممثل الإيسيسكو لمحيط : ليس لدينا قوى ملزمة لوقف نزيف الآثار!! ** بداية الملف