فتح معبر رفح أنور صالح الخطيب قبل أسابيع سألت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة مرتين فيما إذا كانت حماس قد حصلت علي وعد مصري بفتح معبر رفح في حال رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمبادرة المصرية للتهدئة التي وافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية. مشعل تهرب من الإجابة علي السؤال مرتين ورد بدبلوماسية.. لكن تصريحه أمس الأول في طهران عن معاناة الشعب الفلسطيني وأن فصائل المقاومة ستقوم بكسر الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر بما فيها معبر رفح يؤشر إلي أن الرد الإسرائيلي علي المبادرة المصرية جاء ردا سلبيا وان حكومة الاحتلال تمارس الابتزاز بل تسعي لشراء الوقت أيضا في الوقت الذي يموت فيه المرضي الفلسطينيون المحاصرون في غزة. المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد توجه أمس إلي القاهرة للبحث مجددا في موضوع التهدئة حيث سيلتقي الوزير سليمان الذي سبق له أن زار تل أبيب قبل أيام لنفس الغرض والزيارة كما يبدو الفرصة الأخيرة أمام المبادرة المصرية لكي تحقق الهدف منها تحقيق التهدئة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. القاهرة التي قامت بجهود كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية ونجحت في إقناع الفصائل الفلسطينية بالقبول بالتهدئة يجب أن تواجه الابتزاز الإسرائيلي بشدة وتوضح للمسئول الإسرائيلي أنها قامت بكل ما يلزم ونجحت في إقناع الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ علي المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة وان مماطلة تل أبيب ورفضها لمبادرتها يجعل أن لا خيار أمامها إلا أن تقوم بكسر الحصار من طرف واحد وفتح معبر رفح لأنها لا تستطيع الاستمرار في إغلاق المعبر وترك الفلسطينيين في قطاع غزة يموتون موتا بطيئا ويجب تذكير جلعاد أيضا أن قضية الجندي الأسير التي تريد تل أبيب ربطها بموضوع التهدئة رغم انه موضوع منفصل إلا أن فصائل المقاومة لم تمانع أن يكون الإفراج عنه جزءا من صفقة التهدئة بشرط قيام تل أبيب بالإفراج عن قائمة الأسري الفلسطينيين. الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قادر رغم حصاره وجوعه ورغم مسلسل القتل اليومي الذي تمارسه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضده علي قلب معادلة الحصار والجوع الذي تفرضه إسرائيل ويراقبه العالم دون أن يتدخل أحد. والجميع الآن بات يعرف أن الحصار المفروض علي غزة قد طال وان الفلسطينيين في قطاع غزة.. ينتظرون من مصر جارتهم وشقيقتهم وعمقهم الاستراتيجي أن تبادر بفتح معبر رفح فإسرائيل رفضت اليد المصرية الممدودة لها.. ولا عذر الآن في استمرار الحصار. عن صحيفة الراية القطرية 26/5/2008