محيط: اشترطت الحكومة الفلسطينية المقالة وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل بالتزام الأخيرة بفتح المعابر المغلقة مع قطاع غزة منذ عشرين يوما، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي تصاعد الأزمة الإنسانية بالقطاع إلى بلوغ سكانه حد المجاعة. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو بعد اجتماع لرئيسها إسماعيل هنية مع وفد من لجان المقاومة الشعبية إنه "إذا توقفت الاعتداءات الإسرائيلية وفتحت المعابر مع قطاع غزة فمن المنطقي جدا أن تتوقف الصواريخ الفلسطينية". وذكر أن هنية اتفق مع ممثلي بعض الفصائل بالبدء بمناقشة مستقبل التهدئة مع إسرائيل بعد 13 ديسمبر/ كانون الأول، وهو موعد انتهاء الاتفاق الذي تم برعاية مصرية. وكان القيادي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيمن طه قد أشار في وقت سابق إلى أن الحركة أجرت اتصالات مع كل الفصائل وتم الاتفاق على الالتزام بالتهدئة مقابل وقف الصواريخ وضبط النفس "حرصا على المصلحة الوطنية العليا". في غضون ذلك خيم الظلام الدامس مجددا على غزة مع دخول الحصار الإسرائيلي الخانق عليها يومه العشرين وسط تحذير مؤسسات صحية في القطاع من انعكاسات ذلك على حياة المئات في المستشفيات. ويزيد من تفاقم الوضع الأنباء التي أشارت إلى قرب نفاد المخزون من الشموع التي كانت آخر ملجأ للإنارة هناك. وكانت مطاحن الدقيق في غزة قد بدأت استخدام الحبوب المخصصة للحيوانات والطيور لتقديمه للمواطنين بعد نفاد القمح، كما يهدد انقطاع الكهرباء المستشفيات بالشلل التام, ويعرض حياة عدد كبير من المرضى للخطر. يأتي ذلك بينما أعلنت تل أبيب أمس أنها ستبقي على إغلاق جميع معابر غزة بدعوى استمرار إطلاق صواريخ من القطاع نحو البلدات الإسرائيلية. وفي دمشق وصف رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل السكوت العربي والإسلامي على حصار غزة بأنه عار وجريمة، وقال أمام الملتقى العربي والدولي لحق العودة، "إن من يُغلقون الأبواب على الفلسطينيين سيُسأَلون يوم القيامة عما فعلوا". كما استنكرت الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري إغلاق معبر رفح أمام الحجاج الفلسطينيين. وفي بيان عاجل قدمه إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف، قال الأمين العام المساعد للكتلة حمدي حسن إنه يشعر أن الحكومة "أشد وطأة على الأشقاء الفلسطينيين من العدو الصهيوني". أما ملك الأردن عبدالله الثاني فدعا العالم -حسب بيان للديوان الملكي- لاتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء معاناة الفلسطينيين بغزة، مؤكدا أن استمرار الحصار "سيؤدي إلى أزمة إنسانية ذات نتائج مدمرة". من جانبها حذرت المفوض العام لوكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كارين أبي زيد من وقوع مجاعة في القطاع جراء استمرار إسرائيل بإغلاق المعابر. وقالت أبو زيد في حديث لصحيفة "تاجز شبيغل" الألمانية تنشره في عددها الصادر اليوم "إذا لم تسمح إسرائيل فورا بدخول الشاحنات إلى غزة فستكون النتيجة هي الجوع"، مضيفة "نشعر بالعجز والخذلان وندعو إسرائيل لإنهاء الوضع المأساوي بغزة". وأشارت المسؤولة الدولية إلى نفاد جميع مخزون الطعام في غزة، وقالت إن الناس هناك في حيرة من أمرهم ولا يعرفون ماذا يصنعون، "فلديهم مرضى في المنزل والعديد من الأطفال ولم يعد لديهم أي طعام". على صعيد آخر لوح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك باستخدام القوة العسكرية لتحرير الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز بغزة منذ يونيو/ حزيران 2006 إذا لم تصل المفاوضات لإطلاقه إلى نتيجه. وقال في محاضرة بجامعة تل أبيب إن المفاوضات ليست الطريق الأوحد (لإطلاق شاليط) حتى لو عنى ذلك اتخاذ قرارات صعبة أو "حتى عمليات تتسم بالخطورة".