رايس .. نائبة الرئيس عاطف عبد الجواد هناك تكهنات قوية بأن المرشح الجمهوري للرئاسة السناتور جون ماكين يعتزم اختيار وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لخوض انتخابات الرئاسة معه في منصب نائب الرئيس. ولم لا؟ أليست رايس سوداء مثل باراك أوباما؟ أليست هي امرأة مثل هيلاري كلنتون؟ أي ان جون ماكين باختياره رايس إنما يقدم للناخبين بديلا عن اوباما ، الاسود المتعلم ، وعن هيلاري المرأة ذات الخبرة السياسية، لأن كوندي رايس سوداء متعلمة وامرأة ذات خبرة سياسية. فهل يساعد هذا الاختيار المحتمل المرشح ماكين ام يضر به؟ على الرغم من الصلة الشخصية والسياسية الوثيقة التي ربطت وتربط كوندوليزا رايس بالرئيس بوش ، فإن وزيرة الخارجية الأميركية التي أسهمت في رسم وتنفيذ حرب العراق أثناء عملها مستشارة للأمن القومي، خرجت كالشعرة من العجين فيما يتعلق بالمسئولية عن الأخطاء في العراق. قلة من الأميركيين يلومونها على ما حدث ويحدث في العراق. اللوم بأسره يقع على الرئيس بوش ، ونائبه ريتشارد تشيني ، كما يقع على وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد. كوندوليزا رايس تمكنت من الحصول على حكم البراءة ، على الرغم من أنها كانت في مركز صنع القرار وعلى الرغم من أنها روجت لغزو العراق، ولوجود أسلحة الدمار الشامل هناك. استطلاعات الرأي تظهر أن نصف الشعب الأميركي تقريبا يعتقد أنها لا تتحمل مسئولية الأخطاء في العراق. عشرة في المائة فقط من الشعب قالوا إنها تتحمل القدر الكبير من المسئولية، بينما قال اثنان وثلاثون في المائة انها تتحمل بعض المسئولية. وبينما هبطت شعبية الرئيس بوش، وهبطت نسبة مؤيديه بين الأميركييين إلى اقل من ثلاثين في المائة، تمتعت كوندوليزا رايس بمناعة حصينة ضد ما أصاب شعبية بوش، على الرغم من أن الرئيس بوش قال مرارا وتكرارا إن رايس تتحدث باسمه. السبب في ان رايس لا تزال حلما في عيون الأميركيين يعود الى عدة عوامل. اولها هو ان الحرب في العراق عملية عسكرية تتحمل مسئوليتها وزارة الدفاع، وليست كوندوليزا رايس في وزارة الخارجية. والسبب الثاني هو ان رايس بانتقالها من البيت الأبيض كمستشارة للأمن القومي، الى وزارة الخارجية نجحت في فصل نفسها عن الحرب في العراق، وركزت اهتمامها على قضايا اخرى بحيث لم يعد العراق هو شاغلها الأوحد. والسبب الثالث هو المجهود الذي بذلته رايس في إعادة رسم صورتها. من المرجح إذن ان كوندي رايس سوف تفيد جون ماكين لو اختارها لمنصب نائب الرئيس. فسوف يمكنه أن يقول للناخبين من انصار باراك اوباما ومن انصار هيلاري كلينتون: انظروا لقد جمعت لكم باراك وهيلاري في شخص واحد هو كوندي. لكن المشكلة الكبرى التي سوف تضر بجون ماكين هي جون ماكين نفسه، سواء اختار رايس ام سواها. سيكون من الصعب على جون ماكين أن يفصل نفسه عن جورج بوش في العراق والحرب على الإرهاب وفي الاقتصاد. سيكون من الصعب عليه أن يقنع الأميركيين بأنه صوت المستقبل وصوت التغيير وهو الذي يجسد صوت الماضي واستمرارية الحاضر. عن صحيفة الوطن العمانية 1/4/2008