بدأت مسألة اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس الأميركي تطرح نفسها على المرشح الجمهوري للبيت الأبيض جون ماكين وكذلك على المرشحين المتنافسين لتمثيل الديمقراطيين في الانتخابات هيلاري كلينتون وباراك اوباما. ويرتدي اختيار نائب الرئيس اهمية حاسمة بالنسبة لجميع المرشحين للرئاسة، إذ ان نائب الرئيس هو الذي يتولى زمام الأمور تلقائيا في حال استقالة الرئيس او وفاته، ما يجعل هذا المنصب على قدر خاص من الأهمية. وفي حال انتخب جون ماكين رئيسا، فسيكون في الثانية والسبعين من العمر عند تولي مهامه في يناير 2009، ما يجعل منه اكبر رئيس سنا عند بدء ولايته في تاريخ الولاياتالمتحدة. وإن كان سيناتور اريزونا يتحدث عن سنه بروح الفكاهة موردا مثالا والدته التي لا تزال نشطة وبكامل قدراتها الفكرية رغم بلوغها السادسة والتسعين. إلا ان مسألة السن هذه يمكن ان تثير مخاوف عدد من الناخبين لا سيما وان ماكين ما زال يحمل آثار التعذيب الذي تعرض له في شمال فيتنام وقد عولج عام 2000 إثر اصابته بسرطان في الجلد. واوضح اريك ديفيس استاذ العلوم السياسية في كلية ميدلبوري في فرمونت « يجدر (بماكين) اختيار شخص اصغر سنا منه لمحاولة تهدئة المخاوف بشأن مسألة عمره«. غير ان جيمس غيمبل من جامعة ماريلاند رأى ان هم ماكين الأول في اختيار نائب له قد يتركز على طمأنة الشريحة المحافظة المتطرفة من الناخبين الجمهوريين التي لا تؤيده. وقال «انه قد يختار شخصا يكون محافظا بشكل واضح»، مضيفا «لا فائدة من اختيار شخص اكثر شبابا اذا ما ظهرت قلة خبرته في تصريحات متهورة او ثغرات او هفوات». والشخصيات التي ترد اسماؤها بشكل متكرر هي تشارلي كريست (51 عاما) حاكم فلوريدا وتيم بولنتي (47 عاما) حاكم مينيسوتا، كما يذكر ايضا حاكم كارولاينا الجنوبية مارك سانفورد وحاكم ميسيسيبي هالي باربور وحاكم تكساس ريك بيري. وورد احيانا اسم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، غير انها اعلنت ان لا نية لديها في التقدم امام الناخبين. كما ان خيار ماكين قد يخضع لتأثير المرشح الديمقراطي الذي سيواجهه، ورأى ديفيس انه من المحتمل في حال فازت هيلاري كلينتون بالترشيح الديمقراطي ان تعمد الى اختيار امرأة مثل السناتورة عن تكساس كاي بايلي هاتشنسون. وان كان السباق ما زال جاريا والمنافسة على اشدها من الجانب الجمهوري، إلا ان المرشحين المتنافسين باشرا التفكير في اختيار نائبيهما. وذكرت كلينتون اسم خصمها باراك اوباما ووصفت الصحافة احتمال ترشح كلينتون أوباما أو أوباما كلينتون بأنه «فريق حلم»، غير ان قلة من الخبراء يرون هذه الفرضية ممكنة، وقال غيمبل «ان كبرياء المرشحين اكبر من ان يسمح لهما بالجلوس في المقعد الخلفي»، فيما اشار ديفيس الى ان كلينتون تتحدث عن فريق كلينتون اوباما، من دون ان تذكر ما إذا كانت توافق على الترشح لمنصب نائب الرئيس.