غلاء الأسعار ... مجدّداً !!!! دانية بنت الشريف مزاحم آل غالب مرة أخرى نعود للحديث عن غلاء الأسعار الذي لم نجد له حلا. في وقت يعيش فيه المواطن حالة من عدم التوازن بسبب هذه الارتفاعات ولا سيّما أصحاب الدخل المحدود، مما يجعله يحيا في حالة قلق وأرق لا تنتهي يتساءل ولا من مجيب : إلى متى سنبقى على هذا الوضع؟?. إن هذا الارتفاع الجنوني للأسعار ارتفعت معه معاناة جمهور المستهلكين متوسطي الدخل. ناهيك عن محدودي الدخل الذين يعانون ويحاولون توفير الأساسي والضروري لاستمرار حياتهم. والراتب الشهري ينفد بعد عشرة أيام من الشهر!! هذا بالإضافة إلى وجود بطالة يعاني منها الآلاف. ?. إن تلاعب التجار بأسعار السلع ولاسيما الرئيسة أصبح أمرا يجب عدم السكوت عنه. ولا سيّما أن هذه الارتفاعات قفزت بأسعار العديد من السلع إلى الضعف وإلى أرقام فلكية تلتهم الأخضر واليابس من الإمكانات المادية لسواد أعظم من الشعب!! بل وتهدّدهم بذل الحاجة والسؤالّ!! فجولة واحدة في السوق تجعلك ترى الفرق الكبير بين الأسعار والدخول.?. في ظل ما يحدث فإن الأوضاع على أرض الواقع تنبئ بأن هناك المزيد من الارتفاع بمعدلات أعلى من المعتاد الأمر الذي يحتاج إلى دراسات لإيجاد حلول جذريّة لذلك !?. وأمام هذه المشكلة التي تتفاقم يجد المواطن نفسه محاصرا بكم هائل من التعليلات. والناس في الواقع لا تحتاج إلى تعليلات وتفسيرات فهم ينتظرون ما هو أكثر من مجرد الاعتراف بوجود المشكلة، أو شرح أسبابها. وغدوا يتطلعون إلى أفعال لا مجرد أقوال وتبريرات، أفعال تطمئنهم على أن هناك إجراءات اقتصادية عملية ستتبناها سلطاتنا الاقتصادية لمواجهة زحف هذا المارد الخطير، من أجل إعادة التوازن للاقتصاد وتحقيق الاستقرار في الأسعار ووقف تدني مستوى معيشتهم.?. جاء في الأثر أن الناس في زمن عمر بن الخطاب جاءوا إليه وقالوا :?نشتكي إليك غلاء اللحم فسعره لنا، فقال: أرخصوه أنتم ؟?فقالوا : وهل نملكه حتى نرخصه، وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا ؟?فقال: اتركوه لهم.? وعن رزين بن الأعرج مولى آل العباس قال: غلا علينا الزبيب بمكة. فكتبنا إلى على بن أبى طالب رضي الله عنه بالكوفة: أن الزبيب قد غلا علينا, فكتب إلينا أن أرخصوه بالتمر. أي استبدلوه بشراء التمر ، وذلك حتى يقل الطلب على الزبيب فيرخص .?وقيل للحسن البصري: إن اللحم قد غلا. قال: أرخصوه قالوا: كيف؟ قال: اتركوه. ?وإذا غلا شيء عليَّ تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا?.ويبقى الحل الآخر الذي لا ثالث له في اللجوء لقوّة السلطان لدفع الاستغلال الواقع على الإنسان. عن صحيفة المدينة السعودية 14/1/2008